الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصادر:
(1)
المرادى: سلك الدرر.
(2)
الجبرتى: عجائب الآثار فى التراجم والأخبار.
(3)
ابن العربى: فصوص الحكم.
(4)
الخالدى: رحلة إلى ديار الشام.
(5)
نفسه: رواد النهضة الحديثة.
د. حسن حبشى [و. أ. خالدى Khaledi]
عبد الفتاح فومنى
عبد الفتاح فومنى شاعر فارسى الأصل عاش على أرجح الأقوال فى القرن السادس عشر وأوائل السابع عشر، وانخرط فى خدمة الحكومة فى "فومان" عاصمة جيلان القديمة حيث اختاره "بهزاد بك" وزير القصر مراقبا للحسابات وذلك سنة 1018 هـ (1609 م) أو التى بعدها، ثم دخل فى خدمة كثير من الوزراء ممن خلفوا "بهزاد بك" ثم استصحبه عادل شاه معه إلى العراق. ألف عبد الفتاح بالفارسية كتابه المسمى "تاريخى جيلان" أورد فيه أخبار جيلان من سنة 923 - 1038 هـ (= 1517 - 1628 م) وقد قام بطبعه "دورن" مع إيراد ملخص له جعله فى مقدمته، ويعتبر هذا الكتاب ذيلا على تواريخ ظاهر الدين وعلى بن شمس الدين.
د. حسن حبشى [هـ. ماسيه H.Masse]
عبد القادر الحسنى
هو الأمير عبد القادر بن محيى الدين الحسنى سليل أسرة موطنها الأصلى "الريف". ولد عام 1223 هـ/ 1808 م بوادى الحمّام الذى يبعد عن مسكرا بحوالى عشرين كيلومترًا إلى الغرب. درس فى "أرزو" ثم فى "أدوان"، وتزوج وذهب إلى مكة وأدى مناسك الحج عام 1244 هـ/ 1828 م.
هذه أبرز أحداث حياته فى فترة الشباب حيث كان مكرسًا كل وقته لقراءة القرآن وممارسة الرياضة وذلك بتوجيهات من والده الذى كان له تأثيره العميق على شخصيته بفضل محبته له
وعطفه عليه. وقد استولى الفرنسيون على الجزائر (6 يوليه 1830) لكنهم أظهروا ترددًا فى إحكام غزوهم مما أتاح الفرصة لمحيى الدين فى أورانيا، فبادر إلى اتخاذ المبادأة للنضال ضد الفرنسيين ولكنه سرعان ما تنازل لابنه ليحتل المكانة الأولى، فبادر بنو هاشم وبنو عامر وغَرابة إلى تنصيبه سلطانًا على العرب فى 5 رجب 1248 هـ/ 22 نوفمبر 1832 م. واضطر الجنرال ديمشيد إلى مجاراة خصمه هذا (4 و 26 فبراير 1834 م) وبذلك تم الاعتراف رسميًا به أميرًا للمؤمنين وبامتداد سلطانه حتى أبواب الجزائر (أبريل 1835 م) ولكن مطالبه جدّدت المنازعات. وكان موقف الفرنسيين مزعزعًا، فهم يزاولون الشدة فى المدن التى فى حوزتهم ولكن جنودهم كانت تتعرض فى نفس الوقت لغارات متكررة، وإنزال العقاب بالمتعاونين معهم. وقد اضطرت حكومة لوى فيليب إلى التفاوض رغبة فى تأمين الجنود من الهجوم عليهم من ناحية الغرب حيث كانت هناك حملة يجرى توجيهها نحو قسنطينة، وتم توقيع معاهدة تافا (30 مايو 1837 م). وعلى الرغم من احتفاظ الفرنسيين بأوران وأرزو وستجاتم وبليدا وكوليا فإن الأمير استولى على ولاية أوران بأكملها وجزء من مدينة الجزائر وبيلق تيترى بأكمله. ونلاحظ أنه منذ يونيه عام 1837 م وحتى نوفمبر عام 1839 م أوقف الأمير عبد القادر هجماته المتكررة على قوات الفرنسيين وذلك من أجل أن تتاح له الفرصة لتنظيم الأراضى التى دخلت فى حوزته، واتخذ عاصمة له فى تاجدميت، وسافر عبر ولايته الجديدة فعيّن رؤساء للقبائل فى المنطقة الواقعة فيما بين مراكش فى الغرب وكابيليا فى الشرق لكسب الاعتراف بسلطانه حتى الصحراء. وفى أثناء القيام برحلاته هذه انتهز الفرصة واستغل وجود ثغرات فى صياغة معاهدة تافنا Tafna ليجاوز الحدود التى سبق أن حددت له، لذلك قدم له المارشال فاليه مسودة لملحق معاهدة تحدد بدقة الأراضى التى رأت فرنسا أن تعترف بحقوقه فيها، ولكن تقلص
حجمهما، غير أنه رفض قبولها. ولقد استطاع الدوق أورليانز أن يربط قسنطينة بالجزائر وذلك عبر حملة البوابات الحديدية، فكان ذلك ذريعة لكى يستأنف الأمير الحرب من جديد. فلما كان يوم 20 نوفمبر 1839 م غزا الفرنسيون متيجا، واجتاحوا المزارع والحقول وفتكوا بالأهالى ولكن تم تعيين بوجو حاكمًا عامًا (يوم 29 نوفمبر 1840 م) فأدى ذلك إلى تغيير مجرى الأحداث، إذ أدرك أن الجزائر لن تنعم بسلام إلا بسحق قوة عبد القادر وأنه لابد من القيام بهجمات نشطة بدلًا من الاحتلال المحدود. فاستولى فى الفترة ما بين عامى 1841 و 1843 م على مدن تاجدمت، مسكرة، بوغار وتازا، وتلمسان، وسيدو، وندروما وأرسل الحملات مزودة بتعليمات تقضى بضرورة القبض على عدوه والقضاء على أتباعه. وكان استيلاء هذه القوات على "سمالا"(16 مايو 1842 م)(وهى العاصمة التى يسافر إليها الأمير)، ضربة قاسية لعبد القادر فقد ترتب عليها خضوع القبائل لفرنسا، وطورد عبد القادر حتى وهنت قواه فلجأ إلى حدود مراكش فى أواخر العام نفسه لحماية نفسه وتجنيد المقاتلين، ولكن قصف طنجة وموجادور بالقنابل (6، 15 أغسطس 1844 م) وانتصار يوم 14 أغسطس أجبر السلطان مولاى عبد الرحمن على رفض تقديم أى معاونة لضيفه الأمير عبد القادر بل أعلن أنه طريد القانون. وظهر الأمير عبد القادر مرة أخرى فى الجزائر فى عام 1846 م لقيود حركات التمرد التى اندلعت فى ذلك الوقت فى جميع الأرجاء. وأصاب أول نجاح له فى سيدى إبراهيم (23 سبتمبر) مما أنعش أمله فى تحقيق نصره النهائى ونصرة قضيته. ولكن تم صد هذه الحركات واضطر الأمير إلى العودة إلى مراكش وأصبح هدفًا لعداوة السلطان إذ اعتبره منافسًا خطيرًا له. كما أصبح هدفًا لهجوم القبائل ومطاردًا من القوات الشريفية. لذلك اضطر عبد القادر إلى العودة مرة أخرى إلى حدود الجزائر لكنه وجد كل سبل الهروب نحو الجنوب مسدودة أمامه، فسلم نفسه