الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في علم النسب وأيام العرب. وكان أسرع الناس جواباً، وأحضرهم مراجعة في القول، وأبلغهم في ذلك.
وكان الذين يتحاكم إليهم ويوقف عند قولهم في علم النسب أربعة: عقيل بن أبي طالب، ومخرمة بن نوفل الزهري، وأبا جهم بن حذيفة العدوي، وحويطب بن عبد العزي. وعقيل أكثرهم ذكراً لثالب قريش. فعادوه لذلك، وقالوا فيه بالباطل ونسبوه إلى الحمق، واختلفوا عليه أحاديث مزورة. وكان مما أعانهم عليه في ذلك مغاضبته لأخيع علي وخروجه إلى معاوية وإقامته معه. وقال معاوية يوماً بحضرته: هذا أبو يزيد! لولا علمه بأني خير له من أخيه أقام عندنا وتركه. فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، وأنت خير لي في دنياي. وقد آثرت ديناي وأسأل الله خاتمة خير. ولما التحق عقيل بمعاوية بالغ في إكرامه إرغاماً لعلي. فلما قتل علي واستقل معاوية بالأمر، ثقل عليه أمر عقيل. فكان يسمعه ما يكره، لينصرف عنه. فبينما هو يوماً في مجلس حفل بأعيان الناس من الشاميين إذ قال معاوية: أتعرفون أبا لهب الذي أنزل الله في حقه: " تبت يدي أبي لهب ".
من هو؟ فقال أهل الشام: لا. فقال معاوية: هو عم هذا. وأشار إلى عقيل. فقال عقيل: أتعرفون أرملته التي قال الله في حقها " حمالى الحطب في جيدها حبل من مسد ". من هي؟ فقالوا: لا؟ فقال عقيل هي عمة هذا. وأشار إلى معاوية. وكانت عمته أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وهي زوجة أبي لهب عبد العزي. وتوفي رضي الله عنه في حدود الخمسين، وقد أضر بصره. وروى له النسائي وابن ماجه.
العلاء بن الحسن
بن وهب بن الموصلايا. أبو سعيد البغدادي. أحد الكتاب المعروفين الذين
يضرب بهم المثل. كان نصرانياً. فلما رسم الخليفة في رابع عشر صفر سنة أربع وثمانين وأربعمائة بإلزام أهل الذمة بلبس الغيار والتزام ما شرطه عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهربوا كل مهرب، واسلم أبو غالب الأصباغي وابن
الموصلايا صاحب ديوان الإنشاء وابن أخته صاحب الخبر على يد الخليفة. وكان يتولى ديوان الرسائل منذ أيام القائم، وناب في الوزارة. وأضر آخر عمره. وكانت مدة خدمته خمساً وستين سنة كل يوم منها يزيد جاهه وناب في الوزاة. وقد أضر مرات. وكان ابن أخته هبة الله بن الحسن يكتب الإنشاآت عنه. وكان كثير الصدقة والخير. ومولده سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. وتوفي سنة سبع وتسعين وأربعمائة ثامن عشر جمادى الأولى. وكان الخليفة قد لقبه أمين الدولة. قال محمد نب عبد الملك الهمذاني: ومن قرأ علم السير، علم أن الخليفة والملوك لم يثقوا بأحد، ثقتهم بأمين الدولة، ولا نصحهم أحد نصحه ومن شعره:
يا هند رقى لفتىً مدنف
…
يحسن فيه طلب الأجر
يرعى نجوم الليل حتى يرى
…
حل عراها بيد الفجر
ضاق نطاق الصبر عن قلبه
…
عند استاع الخرق في الهجر
ومنه:
وكاس كساها الحسن ثوب ملاحة
…
فحازت ضياءً مشرقاً يشبه الشمسا
أضاءت له كف المدير وما درى
…
وقد دجت الظلماء أصبح أم أمسى
ومنه:
أقول للائمي في حب ليلى
…
وقد ساوى نهار منه ليلا
أقل فما اقلت قط أرض
…
محباً جر في الهجران ذيلا
ومنه:
بنفسي وإن عزت وأهلي أهلة
…
لها غرر في الحسن تبدو وأوضاح
نجوم أعاروا النور للبدر عندما
…
أغاروا على سرب الملاحة واجتاحوا
فتتضح الأعذار فيهم إذا بدوا
…
ويفتضح اللاحون فيهم إذا لاحوا
وكرخية عذراء يعذر حبها
…
ومن دنها في الدهر تقدح أفراح
إذا جليت في الكأس والليل ما انجلى
…
تقابل إصباح لديك ومصباح
يطوف بها ساق لسوق جماله
…
نفاق لإفساد الهوى فيه إصلاح
به عجمة في اللفظ تغرى بوصله
…
وإن كان منه في القطيعة إفصاح
وغرته صبح وطرته دجىً
…
ومبسمه در وريقته راح