الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سعيد بن عبد الله
الحمصي الضرير. المعروف بسعاده. قال العماد الكاتب: كان مملو كالبعض
الدمشقيين. سافر إلى مصر أول دولة الناصر، ودعا بوفر وافر، وغنىً ظاهر، كنت في دار العدل جالساً بين يدي الملك الناصر بدمشق إذ حضر سعاده، فوقف. وأنشد قصيدة في عاشر شعبان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة:
حيتك أعطاف القدود ببابها
…
لما انثنت تيهاً على كثبانها
وبما وقى العناب من تفاحها
…
وبما حماه اللاذ من رمانها
من كل رانية بمقلة جؤذر
…
يبدو لنا هاروت من أجفانها
وافتك حاملة الهلال بعدة
…
جعلت لواحظها مكان سنانها
حورية تسقيك جنة ثغرها
…
من كوثر أجرته فوق جمانها
نزلت بواديها منازل جلق
…
فاستوطنت بالقيح من أوطانها
فالقصر فالشرفين فالمرج الذي
…
تحدو محاسنها على استحسانها
سعيد بن المبارك
بن علي بن عبد الله بن سعيد بن محمد بن نصر بن عاصم بن عباد ابن عاصم
، وقيل عصام. ينتهي إلى ابن أبي اليسر كعب بن عمرو الأنصاري. أبو محمد النحوي المعروف بابن الدهان. كان من أعيان النحاة. المشهورين بالفضل ومعرفة العربية. توفي رحمه الله بالموصل، سنة تسع وستين وخمسمائة. ومولده سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، بنهر طابق. أقام بالموصل. أربعاً وعشرين سنة وثلاثة اشهر. وله تصانيف منها: كتاب شرح الإيضاح، في أربعين مجلدة: كتاب شرح المع، سماه الغرة: كتاب الدروس، في النحو: كتاب الرياضة، في النكت النحوية: كتاب الفصول، في العربية: كتاب الدروس، في العروض: المختصر في علم القوافي: كتاب الضاد والظاء: تفسير القرآن، أربع مجلدات: وكتاب الأضداد: والعقود، في المقصور والممدود: والنكت والإشارات، على السنة
الحيوانات: وكتاب إزالة المراء، في الغين والراء: كتاب فيه شرح بيت واحد من شعر ابن رزيك وزير مصر، عشرون كراساً: تفسير قل هو الله أحد، مجلد: تفسير الفاتحة، مجلد: وله رسائل: وديوان شعر.
وسمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن البناء، وغيرهما. وخرج من بغداد إلى دمشق، فاجتاز على الموصل وبها وزيرها الجواد، فارتبطه وصدره. وغرقت كتبه في بغداد، وهو غائب فحملت إليه فبخرها بالأذن ليقطع الرائحة الردئية عنها إلى أن بخرها بنحو ثلاثين رطلاً من اللاذن، فطلع ذلك إلى رأسه وعينيه، فأحدث له العمى. وقال ياقوت: كان مع سعة علمه سقيم الخط. كثير الغلط. وهذا عجيب منه. قال الحافظ السمعاني: سمعت الحافظ ابن عساكر الدمشقي يقول: سمعت سعيد بن المبارك بن الدهان، يقول: رأيت في النوم شخصاً أعرفه وهو ينشد شخصاً كأنه حبيب له:
أيها الماطل ديني أملي وتماطل
على القلب فإني
…
قانع منك بباطل
قال ابن السمعاني: فرأيت ابن الدهان وعرضت عليه الحكاية، فقال: ما أعرفها. ولعل ابن الدهان نسي فإن ابن عساكر من أوثق الرواة ثم إن ابن الدهان استملى الحكاية مني. وقال أخبرني ابن السمعاني عن ابن عساكر عني. فروى عن شخصين عن نفسه. ومن شعره:
لا تحسبن إن بالكتب مثلنا ستصير
فلدجاجة ريش
…
لكنها ما تطير
سعيد بن يربوع
بن عنكثة بن عامر بن مخزوم. القرشي المخزومي. أبو عبد
الرحمن، ويقال أبو هو، ويقال أبو يربوع، ويقال أبو مرة. وكان من مسلمة الفتح، وقيل اسلم قبل الفتح. شهد حنيناً. وكان يجدد أنصاب الحرم. عاش مائة وعشرين سنة، وقيل أربعاً وعشرين سنة. وتوفي رضي الله عنه سنة أربع وخمسين الهجرة. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما أكبر أنا أو أنت؟ فقال له: أنت أكبر مني وخير. وأنا أسن. وهو أحد مشيخة قريش. وقيل: كان من المؤلفة قلوبهم. أعطى من غنائم حنين بعيراً. وكان اسمه الصرم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت سعيد. وكان من أقران حكيم بن حزام. وروى عنه ابنه عبد الرحمن، وروى له أبو داود. وكان له بالمدينة دار بالبلاط. واضر بأخرة.
سلامة بن عبد الباقي: بن سلامة. اللامة أبو الخير الأنباري النحوي الضرير المقرئ. نزيل مصر. تصدر بجامع عمرو بن العاص. وله تصانيف منها: شرح المقامات الحريرية. وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسعين وخمسمائة.
سليمان بن مسلم: بن الوليد. كان سليمان المذكور ضريراً. وزعم الجاحظ! أنه من العمى الشعراء في كتابه الذي ذكر فيه ذوي العاهات. وسليمان هذا هو ابن مسلم صريع الغواني، المشهور. وكان سليمان المذكور كثير الإلمام ببشار والأخذ منه. وكان متهماً في دينه. وهو الذي يقول:
إن في ذا الجسم معتبراً
…
لطلوب العلم ملتمسه
هيكل للروح ينطقه
…
عرفه والصوت من نفسه
رب مغروس ياش به
…
عدمته كف مغترسه
وكذاك الدهر مأتمه
…
أقرب الأشياء من عرسه
وهو القائل أيضاً وتروى لأخيه خارجه
تبارك الله ما أسخى بني مطر
…
هم كما قيل في بعض الأقاويل
بيض المطابخ لا تشكو ولائدهم
…
غسل القدور ولا غسل المناديل
سماك بن حرب: بن أوس بن خالد الذهلي، البكري الكوفي. أحد أئمة الحديث وهو أخو محمد وإبراهيم. روى عن جابر بن سمرة، والنعمان بن بشير، وأنس بن مالك، ورأى المغيرة بن شعبة. وروى عن سعيد بن جبير، ومصعب بن سعد، وإبراهيم النخعي. وثعلبة الليثي، وله صحبة. وعبد الله بن عميرة، وعلقمة بن وائل. ذكر إنه أدرك ثمانين من الصحابة. قال: كان قد ذهب بصري، فدعوت الله فرده علي. قال حماد بن سلمة سمعته يقول: رأيت الخليل إبراهيم عليه السلام في النوم، فقلت: ذهب بصري. فقال: انزل في الفرات فاغمس رأسك وافتح عينيك فيه، فإن الله يرد بصرك. قال: ففعلت ذلك فأبصرت. قال العجلي: جائز الحديث. وقال ابن معين. ثقة: أسند أحاديث لم يسندها غيره. وقال ابن خراش: في حديثه لين. وقال ابن المبارك: ضعيف الحديث. وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث وعشرين ومائة. وروى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وروى له البخاري في التاريخ.
سوتاي: بضم السين المهلمة وسكون الواو وبعدها تاء ثالثة الحروف بعدها ألف ممدودة وياء آخر الحروف. هو النوين الحاكم على ديار بكر بمجموعها. نزل بتوماثة بعد وفاة النوين إيك باصميش واستمر حاكماً من أوائل دولة أولجا يتوسطان إلى أواخر دولة إبنه السلطان بوسعيد. وتوفي في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة. في مدينة بلد، وهي مدينة خراب بالقرب من الموصل كان ينزلها في مشتاه، كل سنة. ثم حمل من بلد إلى الموصل ودفن بتربة بناها، داخل الموصل على دجلة.
وقد عمر حتى تجاوز المائة. لأنه حكى عن نفسه أنه حضر واقعة بغداد مع هولاكو وكان بالغاً. ورأى أربع بطون من ولده وولد ولده وولد ولد ولده وأولادهم، حتى أنهم أنافوا على الأربعين ذكوراً وإناثاً. واكبر ولده بار نباي ثم طغاي. وكان أقطجياً لابغاً والقطجي بمنزلة أمير آخور. وكان رئيساً في نفسع ذا عزم وحزم وتدبير وحسن سياسة. تحبه الرعية ويدعون له. ولم يزل عند ملوك المغل. أضر قبل موته بسنوات. ومرض مدة ثلاثة اشهر وتوفي. ولما عدى قرا سنقر والأفرم وبهادر الزردكاش الفرات وصاروا في ملكة المغل، نزلوا عند سوتاي. فأضافهم، وأكرمهم وضرب لهم خاماً، كان قد كسنه من المسلمين في واقعة غازان. فنظروا إلى الخام وهم تحته فوجدوا فيه ألقاب السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون وكانوا قد هربوا منه. فقال بعض المماليك الأفرم لهم: إذا كان الله جعل هذا الرجل فوقكم، فما عسى تصنعون أنتم في بلاد أعدائه واسمه على رؤوسكم، وقال الأفرم: صدق لكم.
سوسنه: الموسوس من عقلاء المجانين. قال أبو هفان الشاعر: مررت بسوسنة الموسوس بسر من رأى، قبل أن يكف بصره. فقلت له: يا أبا الغصن! أجز لي هذا البيت:
ما ترى غير عذله في سكون
…
وطمأنينة وفي حسن مس
فغن انقاد للملامة والعذ
…
ل وإلا فحقه ألف فلس
وقال به أيضاً، وقد كف بصره: أجز لي هذا البيت:
يا أحسن الناس وجهاً
…
وأعذب الخلق لفظاً
فما لبث أن قال:
حمى العمى حظ عيني
…
فاجعل لقلبي حظاً
فقد جعلت بناني
…
عيناً وقرصي لحظاً
فأذن خدك مني
…
ولا تكن بي فظاً
قال: فعجبت من نظمه وصحة صفته في سرعة وأصابة معنى لما قصد له.
سويد بن سعيد: ين سهل بن شهريار. أبو محمد الحد ثاني. قال أبو بكر الخطيب: سكن الحديثة، حديثة النورة على فراسخ من الأنبار، فنسب إليها. سمع مالك بن أنس وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وسعد بن ميسرة، وعلي بن مسهر، وشريك بن عبد الله القاضي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وغيرهم. وروى عنه يعقوب ابن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله مطين، ومسلم بن الحجاج، في صحيحه وأبو الأزهر أحمد ابن الأزهر، وإبراهيم بنهانئ النيسابوري، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان. وقال البخاري: فيه نظر. كان قد عمى فتلقن ما ليس من حديثه. وقال سعيد بن عمرو البرذعي: رأيت أبا زرعة يسيء القول فيه. وقال: رأيت فيه شيئاً لم يعجبني. قلت: ما هو؟ قال: لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده. فقلت له: إن عندي أحاديث ابن وهب عن ضمام ليست عندك. فقال: ذاكرني بها. فأخرجت الكتب أذاكره. وكنت كلما ذاكرته بشيء قال حدثنا به ضمام. وكان يدلس حديث بن عثمان، وحديث ابن مكرك، وحديث عبد الله بن عمرو زرغبا: تزدد حباً. فقلت أبو محمد لم يسمع هذه الثلاثى أحاديث من هؤلاء. فغضب. فقلت لأبي زرعة: فأيش حاله؟ فقال: أما كتبه صحاح. وكنت أتبع أصوله فأكتب منها. فاما إذا حدث من حفظه، فلا. وقال أبو حاتم: صدوق كثير التدليس. قال ابن معين: حلال الدم.
وقال الشيخ شمس الدين الذهبي: هذا الرجل، ممن لم يتورع ابن معين في تضعيفه. وتوفي سنة أربعين ومائتين عن مائة سنة. وكان ضريراً.