الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحمد بن الحسين:
أبو مجالد الضرير، مولى المعتصم أمير المؤمنين. كان من الدعاة إلى مذهب الأعتزال. توفي سنة سبعين ومائتين رحمه الله تعالى.
أحمد بن الحسين
بن أحمد بن معالي بن منصور. العلامة شمس الدين أبو عبد الله الإربلي الموصلي النحوي الضرير. ابن الخباز صاحب التصانيف وشرح الألفية لابن معطي. وكان أستاذاً بارعاً في النحو واللغة والعروض والفرائض، وله شعر. توفي رحمه الله تعالى سنة تسع وثلاثين وستمائة، والله أعلم.
أحمد بن خالد
أبو سعيد الضرير. لقى أبا عمرو الشيباني، وابن الأعرابي، وكان يلقى الأعراب الفصحاء الذين استوردهم ابن طاهر نيسابور فيأخذ عنهم. مثل عرام، وأبى العميثل، وأبي العيسجور، وأبي العجيس، وعوسجة، وأبي العذافر، وغيرهم.
وقال ابن الأعرابي لبعض من لقيه من الخراسانية: بلغني أن أبا سعيد الضرير يروى عنه أشياء كثيرة فلا تقبلوا منه من ذلك غير ما يرويه من أشعار العجاج ورؤبة، فإنه عرضهما علي وصححهما. وخرج أبو سعيد على أبي عبيد من غريب الحديث جملة مما غلط فيه، وأورد في تفسيره فوائد كثيرة، ثم عرضها على عبد الله بن عبد الغفار، وكان أحد الأدباء، فقال لأبي سعيد ناولني يدك، فناوله؟ فوضع الشيخ في كفه متاعه وقال له اكتحل بهذا يا أبا سعيد حتى تبصر، فكأنك لا تبصر. وكان يقول أبو سعيد؟ إذا أردت أن تعرف خطا أستاذك جالس غيره. وكان مثرياً ممسكاً لا يكسر رغيفاً إنما يأكل عند من يختلف إليهم؟ لكنه كان أديب النفس عاقلاً. حضر يوماً مجلس عبد الله بن طاهر فقدم إليه طبق عليه قصب السكر؟ وقد قشر، وقطع كاللقم فأمره عبد الله أن يتناول منه: فقال
إن لهذا لفاظة ترتجع من الأفواه وأنا أكره لك في مجلس الأمير، فقال عبد الله: ليس بصاحبك من احتشمك واحتشمته، أما إنه لو قسم عقلك على مائة رجل لصار كل رجل منهم عاقلاً.
وكان أبو سعيد يوماً في مجلسه إذ هجم عليه مجنون من أهل قم فسقط على جماعة من أهل المجلس، فاضطرب الناس لسقطته ووثب أبو سعيد لا يشك أن ذلك آفة لحقتهم من سقوط جدار أو شرود بهيمة؟ فلما رآه المجنون على تلك الحالة قال: الحمد لله رب العالمين، على رسلك يا شيخ لا ترع. آذاني هؤلاء الصبيان فأخرجوني عن طيعي إلى ما لا أستحسنه من غيري، فقال: أبو سعيد منعوا منه عافاكم الله، فوثبوا وشردوا من كان يعبث به وسكت ساعة لا يتكلم، إلى أن عاد المجلس إلى ما كان عليه من المذاكرة، فابتدأ بعضهم يقرا قصيدة من شعر نهشل بن جرير التميمي رحمه الله تعالى حتى بلغ قوله:
غلامان خاضا الموت من كل جانب
…
فآبا ولم تعقد وراءهما يد
متى يلقيا قرناً فلا بد أنه
…
سيلقاه مكروه من الموت أسود
فما استتم هذا البيت حتى قال المجنون. قف؟ يا أيها القارئ تتجاوز المعنى ولا تسأل عنه؟ ما معنى قوله ولم تعقد وراءهما يد فأمسك من حضر عن القول، فقال: قل يا شيخ. فإنك المنظور إليه والمقتدى به. فقال أبو سعيد: يقول إنهما رميا بنفسيهما في الحرب أقصى مرامها ورجعا موفورين لم يوسرا فتعقد أيديهما كتفاً. فقال: أترضى يا شيخ لنفسك بهذا الجواب. فأنكر ناذلك على المجنون. فقال أبو سعيد: هذا الذي عندنا فما عندك. فقال: المعنى يا شيخ. فأبا ولم تعقد يد بمثل فعلهما بعدهما، لأنهما فعلاً ما لم يفعله أحد كما قال الشاعر:
قوم إذا عدت تميم معاً
…
ساداتها عدوهم بالخنصر
ألبسه الله ثياب الندى
…
فلم تطل عنه ولم تقصر
أي خلقت له. وقريب من الأول قوله:
قومي بني مذحج من خير الأمم
…
لا يصعدون قدماً على قدم
يعني أنهم يتقدمون الناس ولا يطأون على عقب أحد، وهذان فعلاً ما لم يعطه أحد.