الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقلت أنا أرثيه لما توقي رحمه الله تعالى:
لما قضى شيخنا وعالمنا
…
ومات فن التاريخ والنسب
قلت عجيب وحق ذا عجباً
…
كيف تعدى البلى إلى الذهب
وقلت فيه أيضاً:
الشمس الدين غبت وكل شخص
…
تغيب وغاب عنا نور فضلك
وكم ورخت أنت وفاة شخص
…
وما ورخت قط وفاة مثلك
محمد بن أحمد: بن عبد الرحيم، الموقت بالجامع الأموي. هو الإمام المدقق شمس الدين أبو عبد الله المزي. قرأ على الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم بن ساعد الأكفاني. وكان الشيخ شمس الدين ابن الأكفاني يثني على ذهنه كثيراً. وكان يحفظ الشاطبية، وينقل القراآت، وعلى ذهنه بعض عربية. وبرع في وضع الاسطرلاب والأرباع، ولم نر أحسن من أوضاعه ولا اظرف. يباع اسطرلابه في حياته بمائتي درهم واكثر. وأرباعه تباع بخمسين درهماً وأكثر. وتهافت الناس عليها في حياته. ولعلها فيما بعد تبلغ أكثر من ذلك. وبرع في دهن القسي. وقول الناس قوس: عمل المزي، يريدون به دهان هذا شمس الدين. وتباع قوسه دائماً زائداً عن قوس غيره. ومن ملازمته للشمس، نزل في عينيه ماء. ثم إنه قدح عينيه ورأى بالواحدة يسيراً. وكان أولاً يوقت بالربوة، ثم إنه انتقل إلى الجامع. وكان يعرف أشياء من حيل بني موسى ويصنعها. وله رسائل في الاسطرلاب، وله رسالة سماها كشف الريب في العمل بالجيب، وكان ينظم. توفي رحمه الله تعالى في أوائل سنة خمسين وسبعمائة، وهو من أبناء الستين.
محمد بن أحمد بن علي
بن جابر الأندلسي الضرير. أبو عبد الله الهواري المربي عرف بابن جابر
. قدم إلى دمشق وسمع بها على أشياخ عصره. وتوجه من دمشق إلى حلب في أخريات سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة. اجتمعت به مرات وسألته عن مولده، فقال: سنة ثمان وتسعين وستمائة بالمرية. وقرا القرآن والنحو على أبي الحسن علي بن محمد ابن أبي العيش، والفقه لمالك رضي الله عنه على أبي عبد الله محمد بن سعيد الرندي. وسمع علي أبي عبد الله محمد الزواوي صحيح البخاري، غير
كامل. وينظم الشعر جيداً. وأنشدني منه كثيراً. وهو الآن حي يرزق بناحية البيرة. كتب إلي يستجيزني:
إن البراعة لفظ أنت معناه
…
وكل شيء بديع أنت مغناه
إنشاد نظمك أشهى عند سامعه
…
من نظم غيرك لو إسحاق غناه
تحجب الشعر عن قوم وقد جهدوا
…
وعند ما جئته أبدى محياه
أتيت منه بمثل الروض مبتسماً
…
فلو تكلم زهر الروض حياه
حجرت بعداً ابن حجر أن يحوز فتىً
…
محاسن الشعر إلا كنت إياه
وهل خليل إذا عدت محاسنه
…
إلا حبيب إذا عدت مزاياه
إذا المعري رامت ذكره بلد
…
قلناها الصفدي اليوم أنساه
إعلام كل بديع راق سامعه
…
أعلام فخر تلقتهن كفاه
ما لذة السمع إلا من فوائده
…
ولا لفض ختام العلم إلا هو
يا مشبه البحر فيما حاز من درر
…
لكن وردك عذب إن وردناه
حليت أسماعنا بالدر منك وما
…
كمال ذلك إلا أن رويناه
تلك الذخائر أولى ما نسير بها
…
للغرب مغربةً فيما سمعناه
كذا الكواكب شرق الأرض مطلعها
…
وكلها أبداً للغرب مسراه
إن ابن جابر إن تسأله معرفةً
…
محمد عند من نادى فسماه
لما عمرت مجال السمع منه بما
…
لو جال في سمع ملحود لأحياه
وافاكم مستجيزاً والإجازة من
…
أمثالك اليوم أحرى ما سألناه
فألفظ كجيزاً لنا ما صغت من كلم
…
ينازع الروض مرآه ورياه
نظم ونثر يهز السامعين له
…
لو صيغ للدر حلي كان إياه
إجازةً شملت ما قد رويت وما
…
ألفت يا نخبةً فيمن رأيناه
فعش لنظم المعاني في مواضعها
…
ودم لوارف عز طاب مجناه
فكتبت له إجازةً، صدرتها بقولي:
يا فاضلاً كرمت فينا سجاياه
…
وخصنا باللآلئ في هداياه
خصصتني بقريض شف جوهره
…
لما تألق منه نور معناه
من كل بيت مبانيه مشيدة
…
كم من خبايا معان في زواياه
إذا أديرت قوافيه وقد ثمل
…
النديم أغنته عن راح تعاطاه
وغير مستنكر من أهل أندلس
…
لطف إذا هب من روض عرفناه