الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموت، فعوجلوا بالأمن والسلامة من الفوت، ولهذا قيل: ليس في خصال الخير وإن جلّت، ولا في أنواع البر وإن عظمت أعلى من حسن الظن بالله تعالى.
الهجرة إلى المدينة:
* ولما تمّ أمر البيعة بين النبى صلى الله عليه وسلم وبين أهل المدينة، وبقى أصحابه في ضنك من إيذاء المشركين، شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استأذنوه في الهجرة، فمكث أياما وخرج إلى أصحابه وهو مسرور، وقال: قد أخبرت بدار هجرتكم، ألا وهو يثرب، فمن أراد منكم الخروج فليخرج. فصار القوم يتجهزون ويترافقون، ثم صاروا يرحلون من مكة أرسالا (أى قطائع) سرا، إلا عمر بن الخطاب، فإنه أعلن بالهجرة ولم يمنعه أحد من المشركين ولا قصده بسوء. فلما قدموا المدينة أنزلهم الأنصار في دورهم وواسوهم، ولم يبق بمكة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعلي رضى الله عنهما، وكان أبو بكر كثيرا ما يستأذنه في الخروج، فيقول له:
«لا تعجل؛ لعل الله أن يجعل لك صاحبا» ، فرجا أبو بكر أن يكون ذلك الصاحب، وترصّد رفاقته وانتظر صحبته صلى الله عليه وسلم.
وورد في حق أبى بكر حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رحم الله أبا بكر، زوّجنى ابنته، وحملنى إلى دار الهجرة، وصحبنى في الغار، وأعتق بلالا من ماله، وما نفعنى مال في الإسلام ما نفعنى مال أبى بكر» «1» .
ولما قدم الأنصار المدينة أظهروا الإسلام إظهارا كليّا.
(1) والحديث بتمامه: «رحم الله أبا بكر: زوّجنى ابنته، وحملنى إلي دار الهجرة، وأعتق بلالا من ماله، وما نفعنى مال في الإسلام ما نفعنى مال أبى بكر. رحم الله عمر: يقول الحق وإن كان مرّا، لقد تركه الحق وما له من صديق، رحم الله عثمان تستحييه الملائكة، وجهّز جيش العسرة، وزاد في مسجدنا حتّى وسعنا. رحم الله عليّا: اللهم أدر الحق معه حيث دار» . (رواه الترمذى عن على)