الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مولده] :
ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين «1» حين طلع الفجر، وهو وقت البركة كما قال صلى الله عليه وسلم:
«بورك لأمتى في بكورها» «2» لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل على المشهور. واختلف في عام ولادته صلى الله عليه وسلم؛ فالأكثرون على أنه عام الفيل، وبه قال ابن عباس، وحكي الاتفاق عليه، قيل: وكل قول يخالفه وهم، والمشهور أنه بعد الفيل بخمسين يوما، وإليه ذهب السهيلى في جماعة، وقيل غير ذلك. ويوم الاثنين كانت هجرته ووفاته، وكذا الإسراء «3» به، قيل: وابتداء نبوته، فلهذا صارت أيامه مبتسمة الثغور ولياليه مشرقة بالنور. وكان صلى الله عليه وسلم معتدل الخلق والخلق كما هو مشهور، وكانت ولادته في زمن الملك العادل كسرى أنوشروان، وهو لقب لكل من ملك الفرس. وموضوعيّة* حديث «أنا ولدت في زمن الملك العادل كسرى أنوشروان» لا تمنع من وصف كسرى بالعدل، فقد ذكر الغزالى رحمه الله تعالى في كتاب «السير والسلوك إلى مالك الملوك» أن الخالق جلت قدرته أرسل نبيه في أسعد وقت وأوان، فيه خير الملوك؛ فكان الملك في ذلك الزمان كسرى أنوشروان، وأنه فاق جميع الملوك بعدله وسياسته، وذلك كله
(1) وقال الخوارزمى: «ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين 8 من ربيع الأوّل عام 1 من الفيل- وبعث صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين 8 من ربيع الأوّل عام 40 من الفيل- من مولده إلى مبعثه أربعون عاما ويوم واحد- من مبعثه إلى أوّل المحرم من السنة التى هاجر فيها 12 عاما وتسعة أشهر وعشرون يوما (وثلاث وخمسون سنة تامة من أوّل عام الفيل) - خرج من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين 8 من ربيع الأوّل عام 54 من الفيل- انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم الإثنين أوّل ربيع الأوّل سنة 10 هجرية» اهـ. ما قاله الخوارزمى ملخصا. انظر الاستيعاب لابن عبد البر- وعن ابن عباس: «ولد نبيكم صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين، وخرج من مكة يوم الإثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وكانت وقعة بدر يوم الاثنين» هذا ما روى عن ابن عباس، والمعروف المشهور أن وقعة بدر كانت يوم الجمعة والله أعلم.
(2)
رواه الطبراني في الأوسط عن أبى هريرة، وعبد الغنى في الإيضاح عن ابن عمر.
(3)
أسرى به صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين، وقال الزهري: كانت الإسراء قبل الهجرة بسنة، وكذا قال عروة بن الزبير، وقال السدي: بستة عشر شهرا.
* أى كونه حديثا موضوعا.