الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلا تَقْضِي الصَّلاةَ؟ فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ، قَالَتْ: كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاةِ
(1)
.
فتبين مما تقدم أن من صفات الخوارج ما يلي:
1 -
حدثاء الأسنان.
2 -
سفهاء الأحلام: أي لم تكتمل عقولهم، ولم تنضج أفكارهم.
3 -
ضعف العلم الشرعي لديهم.
4 -
يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان.
5 -
الغلو في الدين على جهل.
6 -
مفارقة جماعة المسلمين.
7 -
تأويل نصوص الكتاب والسنة بأهوائهم.
8 -
أنهم لا يقبلون من الإسلام إلا ما وافق أهواءهم.
وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين
(2)
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وإذا عرف أصل البدع، فأصل قول الخوارج أنهم يكفرون بالذنب، ويعتقدون ذنبًا ما ليس
(1)
. صحيح البخاري برقم 321، وصحيح مسلم برقم 335 واللفظ له.
(2)
. صحيح البخاري باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم.
بذنب، ويرون اتباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب، وإن كانت متواترة، ويكفرون من خالفهم، ويستحلون منه لارتداده عندهم ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم:«يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان» ، ولهذا كفَّروا عثمان وعليًّا وشيعتهما، وكفَّروا أهل صفين-الطائفتين- في نحو ذلك من المقالات الخبيثة»
(1)
. أهـ
ومما يجب علمه والإحاطة به، هو معرفة سبب الضلال عند هذه الطائفة وغيرها من الطوائف الأخرى، ومختصر ذلك أن سبب الضلال هو الأخذ ببعض نصوص الكتاب والسنة وترك البعض الآخر اتباعًا لطريقة المغضوب عليهم، قال الله تعالى:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة: 85].
فالخوارج ومن شاكلهم أخذوا بنصوص الوعيد، وقابلهم طائفة أخذوا بنصوص الوعد وهم المرجئة، فضلت الطائفتان، وأهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين والمتبعين لهم بإحسان جمعوا بين النصوص كلها، فاهتدوا بذلك إلى الطريق المستقيم، وهو طريق الوسط الذي رضيه الله، فأثنى على أهله فقال:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143].
وقد علم خاصة المسلمين وعامتهم أن ما يقع من هؤلاء الضُّلال من قتل المصلين الذين عصم الله دماءهم، والتفجير في بيوت الله التي أمر الله بتعظيمها وتطهيرها، وغير ذلك من
(1)
. الفتاوى (3/ 355).
الأفعال الشنيعة، قد وقع ذلك تصديقًا بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء بقوله:«يقتلون أهل الإسلام» ، وأنهم وإن كانوا يقرؤون القرآن فإن قلوبهم لا تنقاد لأوامره، ولا تنزجر بزواجره، ولا تهتدي بهداه، وكما أخبر عنهم صلى الله عليه وسلم:«يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم» .
فعلى المسلم الذي يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه أن يتمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وأن يحذر من اتباع الهوى، وأن يرجع إلى العلماء الربانيين، كما قال تعالى:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83]. وكما أمر الله بقوله: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7)} [الأنبياء].
ونصيحتي للمسلمين عامة، وللشباب خاصة أن يحذروا من داءين خطيرين؛ أولهما: الفتنة في الدين، ومثاله التكفير، وثانيهما: الإخلال بالأمن، ومثاله التفجير، فما وقع هذان الداءان في بلد إلا أفسده.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.