الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكلمة الرابعة عشرة
زيارة القبور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد ..
فقد روى الحاكم في المستدرك من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وأصله في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، أَلا فَزُورُوهَا، ، فَإِنَّهُ يَرِقُّ الْقَلْبَ، وَتَدْمَعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ، وَلا تَقُولُوا هَجْرًا»
(1)
.
(2)
.
قال النووي رحمه الله: «الهجر كلام الباطل، وكان النهي أولًا لقرب عهدهم من الجاهلية، فربما كانوا يتكلمون بكلام الجاهلية الباطل، فلما استقرت قواعد الإسلام، وتمهدت أحكامه، واشتهرت معالمه، أُبيح لهم الزيارة، واحتاط صلى الله عليه وسلم
(1)
. (1/ 711) برقم 1433، وقال محققوه: هو حديث حسن صحيح.
(2)
. أحكام الجنائز وبدعها للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله ص 227.
بقوله: ولا تقولوا هجرًا»
(1)
.
روى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِيهَا عِبْرَةً، وَلا تَقُولُوا مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ»
(2)
.
قال الصنعاني عقب أحاديث الزيارة: «الكل دال على مشروعية زيارة القبور وبيان الحكمة فيها، وأنها للاعتبار، فإذا خلت من هذه لم تكن مرادة شرعًا»
(3)
.
وذهب بعض أهل العلم إلى جواز زيارة القبور للرجال والنساء، فقد ورد في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه: أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بِامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ:«اتْقِي الله، واصْبِرِي»
(4)
.
قال الحافظ في فتح الباري رحمه الله: «وموضع الدلالة منه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على المرأة قعودها عند القبر وتقريره حجة
(5)
» أهـ
وذهب جمع من أهل العلم إلى المنع، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه
(1)
. المجموع (5/ 310).
(2)
. مسند الإمام أحمد (3/ 38) ومستدرك الحاكم (1/ 708) برقم 1426، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في أحكام الجنائز وبدعها، ص 228: وهو كما قالا.
(3)
. سبل السلام (3/ 320 - 321).
(4)
. صحيح البخاري برقم 1283، وصحيح مسلم برقم 926.
(5)
. فتح الباري (3/ 148 - 149).