الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الزخرف]
(1)
».
وكقوله تعالى: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)} [المؤمنون]، «الفردوس: هو البستان الذي يجمع كل شيء»
(2)
.
روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ، وَأَوسَطُ الْجَنَّةِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ؛ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ»
(3)
.
قال ابن حبان رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: «فإنه أوسط الجنة؛ يريد أن الفردوس في وسط الجنان في العرض، وهو أعلى الجنة؛ يريد في الارتفاع»
(4)
.
قوله: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)} لا يظعنون عنها، ولا يبغون عنها حولًا؛ لاشتمالها على أكمل النعيم وأفضله وأتمه من غير مكدر ولا منغص.
ومن فوائد الآيات الكريمات:
1 -
«علق سبحانه فلاح العبد على حفظ فرجه منه، فلا سبيل إلى الفلاح بدونه، وهذا يتضمن ثلاثة أمور: أن من لا يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين، وأنه من الملومين، ومن العادين، ففاته الفلاح، واستحق اسم العدوان، ووقع
(1)
. تفسير ابن كثير رحمه الله (10/ 111).
(2)
. فتح الباري (6/ 13).
(3)
. صحيح البخاري برقم (2790).
(4)
. فتح الباري (6/ 13).
في اللوم. فمقاساة ألم الشهوة، ومعاناتها أيسر من بعض ذلك»
(1)
.
2 -
افتتح الله الآيات بذكر الصفات الحميدة للمؤمنين: ومن أولها: الصلاة، واختتمها بالصلاة، فدل على أفضليتها ومكانتها العظيمة، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةَ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ»
(2)
.
3 -
عظم شأن التوحيد ومكانته العظيمة، فالمسلم يُزَفُّ إلى الجنة، والكافر يرث مكان المسلم في النار، ولله الفضل والمنة.
4 -
أن المسلم ينبغي أن تكون همته عالية، فلا يطلب الجنة فقط، وإنما الفردوس أعلى مكان في الجنة كما ورد في الحديث السابق.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1)
. الجواب الكافي لابن القيم رحمه الله ص (227).
(2)
. (37/ 60) برقم (22378) وقال محققوه: حديث صحيح، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله كما في تمام المنة برقم (234).