الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا كنا نسجل أننا جميعًا نخاف من الموت كما ثبت عن هـ بالأدلة، فإن سيدنا موسى عليه السلام كما فعل نبينا صلى الله عليه وسلم خُيِّر فاختار ما عند الرفيق الأعلى، أيضًا جاءه الملك مرة ثانية فقال:((ثم ماذا؟ قال: الموت. قال: فالآن)). وسأل ربَّه أن يدنيَه من الأرض المقدسة رميةَ حجر، ونال ما تمناه من الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم قال:((لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر)) يعني: الجبل الصغير الأحمر.
فإذن سيدنا موسى أقبَلَ على الله، تمنى على الله أن يُدْفَن قرب الأرض المقدسة، العلماء الأجلاء الذين يفهمون الأحاديث على وجهها الصحيح ذكروا هذه المناقب لسيدنا موسى أخذًا من هذا الحديث: إسراعه بطلب الموت، تمني الدفن بقرب الأرض المقدسة، وقالوا: حتى لم يطلب الدفن في الأرض المقدسة؛ مخافةَ أن يُتَّخذَ قبره وثنًا يُعْبَد من دون الله تبارك وتعالى كما يُفعَل في بعض الأماكن، فكان أنْ طلَبَ الدفن بالقرب من الأرض المقدسة وليس في الأرض المقدسة ذاتِها.
إذن هذه أكبر تهمة، وتصوروا أنهم أوقعونا في حَيْصَ بَيْصَ، ولو كانت عندهم دُرْبة على التعامل مع الأحاديث النبوية وذاقوا حلاوتها، لعلموا أن المتن يتضمن في طيّاته الرد على الفِرية الخطيرة التي تصوروا أنهم جاءوا بها.
ذكر ما تضمَّنه الحديث من فوائد عظيمة
يقول بعض الناس أيضًا في الشُّبَه التي أثاروها حول هذا الحديث: هل فيه فوائد تنفعنا في ديننا ودنيانا، لماذا نتكلم حوله؟
أولًا: علماء السنة وضعوه في كتبهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله، والسُّنَّة: هي ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة. ولعلهم يقصدون، ما معنى أن نقوله للشباب الآن أو للناس الآن وحوله هذه الشُّبَه والإشكالات؟ لا، في الحديث فوائد عظيمة عقدية وغيرها سنشير إلى بعضها:
أولًا: في الحديث ابتلاء للمؤمن واختبار له بالإيمان بالغيب، والإيمان بالغيب أحد عناصر الإيمان الهامة جدًّا، التي ينبغي على المؤمن أن تكون جزءًا رئيسًا من عقيدته التي يَدِين بها الله تعالى، بل إن الله عز وجل في مطلع سورة البقرة حين تكلَّم عن الغيب، أو عن صفات المؤمنين بمعنى أدقّ، جعل من أول صفاتهم أنهم يؤمنون بالغيب:{الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} (البقرة:1: 2) ما أول صفات المتقين؟: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} (البقرة: 3) ذُكِرَ الإيمان بالغيب قبل إقامة الصلاة التي هي عماد الدين، والتي تُفرّق بين المؤمن والكافر، والتي يُحاسَب عليها المؤمن أول ما يحاسب، حين يذهب إلى ربه سبحانه وتعالى.
إذن -على أهمية الصلاة- قُدِّمَ الإيمان بالغيب على ذلك، على الصلاة، وعلى:{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (البقرة: 3) وعلى: {يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} (البقرة: 4).
وفي الحقيقة الإيمان بالغيب مَحَكّ خطير جدًّا من محكّات الإيمان الحقيقية، بل ونحن نتكلم عن مدرسة العقل وملامحها وقلنا: إنها تُضَيّق جدًّا فكرة الغيب، بل إن اجتراءهم على الغيب، هو كان السبب لردّ هذا الحديث ولغيره من الأحاديث التي فيها ذكر للغيب الذي يعلمه الله عز وجل. تكلموا عن الشفاعة، وتكلموا عن عذاب القبر، وتكلموا عن الحَوْض، وتكلموا عن أمور كثيرة مما يتعلق بالدنيا أو بالآخرة أو بالغيبيات، مع أن الغيبيات -كما ذكرنا مرارًا- لا مجالَ للعقل فيها، بل هي اختبار للمؤمن، أنت تُصدِّق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو لا تُصدِّق، من الأمور الغيبية التي لا تراها بعينك، والتي لا يَعتمِد الدليل عليها إلا ما ورد في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة فقط؟ أين أنت من ذلك؟
ففي الحديث اختبار؛ ولذلك كلمة عجيبة جدًّا من السِّنْديّ -رحمه الله تعالى- في حاشيته على البخاري عند تعليقه على هذا الحديث -حديث فقء موسى لعين
ملك الموت- يقول السِّنْديّ: لعل هذا من المتشابه الذي لا يَعلَم تأويله إلا الله، أنا قرأت هذه الكلمة من أكثر من ثلاثين سنة، من خلالها تعلمت أن هناك متشابهًا أيضًا في السُّنة، وكنت أتصور أن المتشابه مقصور على القرآن:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} (آل عمران: 7) الذين في قلوبهم زيغ دائمًا هم الذين يتبعون المتشابه: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} (آل عمران: 7). فيقول السِّنْديّ: لعل هذا من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله.
والبعض، لا تعجبه كلمة السِّنْديّ، ويقول: إن هذا انغلاق في التفكير وتضييق على العقل في محاولة تَلمُّس الفهم. لا، هذا وَرَع وتقوَى، هبْ أنني أمام حديث ثبتت صحته وأجمعت الأمة على صحته كما هو الحال معنا، وعمِيَ عليَّ فهمه، غاب عني إدراكه على الوجه الصحيح إلى أن أقرأ، إلى أن أسأل أهل العلم، هل الحل هو في الجرأة على الحديث وردّه؟ هذا هو الحل الذي يرونه؟ عقولهم لا تقبله، ولا تقبل محامل العلماء التي حملوا الحديث عليها في هذا أو في غيره، يسارعون إلى رده، هذا هو الحل الأمثل من وجهة نظرهم؟
هكذا يتصورون.
إذن في الحديث فعلًا ولو لم يكن فيه إلا هذه الفائدة لكفاه هذا بصدق الإيمان، يكفي أننا نُخْتَبر في إيماننا بالغيب، يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في أمر غيبي، وهو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، فهل نصدقه أو لا نصدقه؟
أيضًا هناك ذكر للقِصَص السابقة مع الأنبياء السابقين ومع غيرهم، وكلها دروس وعظات وعِبَر للمؤمنين، هذا الحديث يعتبر مما وقع على الأمم السابقة، وله نظائر كثيرة جدًّا في القرآن الكريم وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يقُصّ الله قصة سيدنا
نوح في سورة هود على النبي صلى الله عليه وسلم: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (هود: 49) استفدْ من الدروس المليئة التي امتلأت بها القصة {إ ِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (هود: 49).
في سورة القصص، وهو يتحدث عن قارون يختم القصة بقوله تعالى:{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (القصص: 83) وفي قصة مريم: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} (آل عمران: 44) وفي قصة يوسف عليه السلام: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ} (هود: 49) أنت لم تكن هناك لا أنت ولا قومك؛ فهذا دليل على صدق نبوتك.
إذن كثير من الغيبيات ذكَرَها النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمم السابقة، وذكَرَها القرآن الكريم، وهي اختبار للمؤمنين، هل تؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم تنتقون من كلامه ما يوافق عقولكم أو أهواءكم فتقبلون هذا وتردون ذاك؟ هل تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ كل ذلك لا يصلح مع منطق الإيمان؛ ولذلك كان اختبارًا ينجح فيه مَن ينجح ويرسب فيه مَن يرسب، ونسأل الله عز وجل أن نكون من الناجحين.
أيضًا قلنا: فيه عظات:
يعني" الحديث فيه فوائد كثيرة، إنه اختار ما عند الله، فيه أيضًا تمني الموت بالأرض الطيبة المقدسة.
أيضًا كما قلنا: الإنسان أو البشر، اختارنا الله للجهاد مثلًا، اختارنا الله لنشر العلم، اختارنَا الله للدعوة، لا نتصور أن الطريق سيكون مفروشًا بالورود، بل
لا بد لكل مهنة من معاناة ومن تعب ووصب، ومن مشاكل تثار حولها، على القائمين عليها أن يتحملوا ما يلاقونه وهم يؤدون مهمتهم؛ ابتغاءَ ما عند الله، ورجاءً في أن ينجحوا بالمهمة التي كُلّفوا بها من قِبَل الله تبارك وتعالى ومن هنا أيضًا كان الأمر امتحانًا لملك الموت.
أيضًا في الحديث دلالة على أن كراهية الموت جِبلة في الإنسان، ورغم أن الحديث ليس فيه ما يشير إلى كراهية سيدنا موسى من الموت، وقد ردننا على هذه الفرية، وقلنا: إنها ليست مأخوذة إلا من ملك الموت حين قال: ((إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت)) لكن بيَّنا من خلال الأدلة الأخرى أن كراهية الموت جبلة في الإنسان، لكنَّ هذه الكراهية لم تمنع من أن يأتيه الموت في الوقت الذي يريده الله تبارك وتعالى.
القول بأنَّ لكل إنسان أجلًا محدَّدًا، وهذا الحديث يتعارض مع ذلك؟
لا يتعارض؛ لأننا قلنا بالحديث في (الصحيحين): إن الأنبياء يُخَيَّرون، والحديث أفاد
…
أو كان لا بد من قضية التخيير هذه، فالأنبياء مستثنَوْن من هذه القضية إذا اختاروا ما عند الله، وعلى كل حال فالأدلة الواردة كلها تدل على أنهم دائمًا يختارون ما عند الله تبارك وتعالى.
أيضًا الحديث يدل على أن الملائكة تتشكل بالبشر؛ ولذلك كانت العاهة التي أصابت الملك لصورته البشرية، أما صورته الملائكية فلم تتغير ولم تُصَبْ بأذى؛ لأننا قلنا: إن الملك حين يتشكل بهيئة بشرية فإنه في هذه الحالة يُحْكَم بقانون الهيئة التي أخَذها، فمن الممكن في هذه الحالة أن يلحقه الأذى كما يلحق البشر.
وقلنا: واضح جدًّا من حديث جبريل أنه جاء يلبس الثياب، وهي بيضاء نقية لا غبش فيها ولا غبارَ، ولا يرى عليه أثر السفر، وشديد سواد الشعر، وشديد
بياض الثياب، كلها صفات بشرية، يصفونه وهم يصفون بشرًا لا يصفون ملكًا؛ لأنهم إلى هذه اللحظة لا يعرفونه، فلمَّا انصرف قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:((هذا جبريل، أتاكم يعلمكم أمور دينكم)).
أيضًا السابق واللاحق من أمة الإسلام أمةٌ واحدة، السابق من الأنبياء؛ لأنهم مسلمون، ومن اللاحق داخل أمة الإسلام نفسها أو من المسلمين من السابقين كلهم أمة واحدة، أهل إيمان وأهل تقوى، قوانين الله تبارك وتعالى فيهم واحدة لا تتغير، جزاء المؤمن الجنة، على المؤمن أن يؤمن بالغيب، عليه أن يرضى بما قسَم الله تبارك وتعالى له، كل ما يتعلق بوحدة الأمة، وهي أمة واحدة فعلًا؛ ربها واحد، وقرآنها واحد، ونبيها واحد، وقِبلتها واحدة، كل شيء في هذه الأمة يجمع بين هذه الأمة على أنها أمة واحدة، لا ينبغي أبدًا أن تسمح لأحد بأن يخرق وحدة هذه الأمة، وأن يُفسد على الأمة وحدتها أبدًا كائنًا من كان، إنما هي أمة حتى وإن اختلفت ألسنتها أو اختلفت ألوانها أو اختلفت أوطانها، فهي أمة واحدة، على قلب رجل واحد منهم، تُحْكَم بقرآن وسُنّة، عباداتهم كلها واحدة، وتؤدَّى في وقت واحد؛ فهذا يدل على وحدة أهل الإيمان في كل زمان ومكان.
أيضًا الحديث آمنت به كل الأمة، من أول ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لم نسمع أبدًا للأقدمين من الصحابة أو من الأجيال الصالحة، اعتراضًا على هذا الحديث بهذه الدعاوى الزائفة التي يذكرونها الآن، ويثيرون شبهًا وهي لا تصمد أمام البحث الصحيح بدون أدنى تعسفٍ، لكن الحديث ليس في المعنى أبدًا ما يثير أيّ غبار إيماني أو عقدي حتى نخشى منه، أو حتى نخاف منه، أو حتى نتمنى ألا يكون قد قيل، هذا كله لا نرى فيه شيئًا، وقد وضَّحْنا.
أيضًا من فوائد الحديث: أن لله قوانينَ لا يستثني منها أحدًا، لا أحد يقول عن نفسه: إن هذا القانون الإلهي لا ينطبق عليه، الموت الكل سيموت، وسيدنا موسى فَقِهَ ذلك:((لك بكل شعرة تقع تحت يدك إذا وضعتها على متن ثَوْر سَنَة)) ومع ذلك يسأل، فالموت، نعم ماذا بعدُ؟ هو الموت، أنت لم تُستثنَ من هذا، وأنت من كرام خَلْق الله على الله، ومن أفضل خمسة من الأنبياء، من أولي العزم من الرسل؛ إذن فأنت من أفضل خمسة من البشر، ومع ذلك قانون الله تبارك وتعالى ينطبق عليك، غاية ما في الأمر أنك خُيِّرت الآن أو بعد الآن.
هذا هو الذي زاده الأنبياء على غيرهم أنهم يُخيَّرون فقط، ربما ذلك لِحِكَم: هل يواصلون القيام بمهمتهم في الدعوة؟ هل يواصلون مهمتهم في القيام بالرسالة؟ هل يشعرون أن مهمتهم قد انتهت؟ أو يحتاجون إلى أجل إضافي ليتمموا ما بدءوه وليكللوا عملهم بالنجاح؟ وكل ذلك رغبة في أن يُرضوا اللهَ عز وجل بأنهم قاموا بالمهمة على خير قيام، لكنَّا كما قلنا الأدلة التي بين أيدينا هذا سيدنا موسى، وهذا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يُخَيَّر أحدٌ منهم إلا اختار الرفيقَ الأعلى؛ لأنهم يعلمون أن ما عند الله خير وأبقى، وأفضل وأحسن وأكرم مما هو في الدنيا بكثير.
أيضًا في الحديث فضل الموت في الأرض المقدسة، وهذا إذا حدث هو على كل حال لا يترتب عليه تمييز أو رفع في الدرجات، لكنها أرض مباركة قد ينال صاحبها بركتها، لكنَّ المعروف أن الأعمال هي الشفاعةُ التي نقدمها عند ربنا سبحانه وتعالى لنا بعد فضل الله عز وجل؛ لأنه: ((لن يُدْخِل أحدَكم عملُه الجَنّة -كما أخبر بذلك
الصادق المصدوق- ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله تعالى برحمة منه وفضل)).
أما قضية الاعتداء على موظف أثناء عمله:
فهذه حجة سخيفة، لا يجوز أن نتعامل بها مع الأنبياء، ومع ذلك كما قلنا: ليس في الحديث ما يُشْعِر أنه جاءه يخبره أنه ملك الموت، وأنه جاء للقيام بمهمته معه، إنما هو فقط كما قلنا ظنَّه رجلًا يريد إيذاءه، ونحن طُولِبْنَا بأن ندافع عن أنفسنا وعن أموالنا وعن أوطاننا، لا نستسلم لأي اعتداء علينا، إنما نحاول أن ندفعه بقدر ما يمكن، نعم ندفعه بغير إيذاء، لكن إذا وقع إيذاء فهذا مراد الله، وسيدنا موسى لم يقصد إيذاء الملك، وإنما الذي وقع كان بسبب قوته.
الحديث في النهاية صحيح وقوي، وعلى العين والرأس، ولا نقبل أي جدل حوله أبدًا، وقد رددنا على الشُّبَه المتعلقة به.
هذا وبالله التوفيق، وصلّ الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.