الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدة: للناس في الفرق بين الكناية والتعريض عبارات:
قال الزمخشري الكناية ذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له والتعريض أن يذكر شيئًا يدل به على شيء لم يذكره.
وقال ابن الأثير الكناية كل لفظة دلت على معنى يجوز حمله على جانبي الحقيقة والمجاز بوصف جامع بينهما والتعريض اللفظ الدال على معنى لا من جهة الوضع الحقيقي أو المجازي كقول من يتوقع صلة والله إني محتاج فإنه تعريض بالطلب مع أنه لم يوضع له حقيقة ولا مجازًا وإنما فهم من عرض اللفظ.
وقال السبكي في كتاب الإغريض في الفرق بين الكناية
والتعريض: الكناية لفظ استعمل في معناه مرادًا منه لازم المعنى فهو بحسب استعمال اللفظ في المعنى حقيقة والتجوز في إرادة إفادة ما لم يوضع له وقد لا يراد منها المعنى بل يعبر بالملزوم عن اللازم وهو حينئذ مجاز ومن أمثله: قوله تعالى: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} [التوبة: 81] فإنه لم يقصد إفادة ذلك لأنه معلوم بل إفادة لازمه وهو أنهم يريدونها ويجدون حرها إن لم يجاهدوا.
وأما التعريض فهو لفظ استعمل في معناه للتلويح بغيره نحو قوله تعالى: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] نسب الفعل إلى كبير الأصنام المتخذة آلهة كأنه غضب أن تعبد الصغار معه تلويحًا لعابديها بأنها لا تصلح أن تكون آلهة لما يعلمون إذ نظروا بعقولهم عن عجز كبيرهم عن ذلك الفعل والإله لا يكون عاجزًا فهو حقيقة أبدًا.
وقال السكاكي التعريض ما سيق لأجل موصوف غير مذكور ومنه
أن يخاطب واحدًا ويراد غيره وسمي به لأنه أميل الكلام إلى جانب مشارًا به إلى آخر يقال نظر إليه بعرض وجهه أي جانبه.
قال الطيبي: وذلك يفعل إما لتنويه جانب الموصوف ومنه قوله تعالى: {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة: 253] أي محمدًا صلى الله عليه وسلم إعلاءً لقدره أي أنه العلم الذي لا يشتبه.
وإما للتلطف به واحترازًا عن المخاشنة نحو قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} [يس: 22] أي وما لكم لا تعبدونه! بدليل قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 22] وكذا قوله تعالى: {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} [يس: 23] ووجه حسنه أسماع من يقصد خطابه الحق على وجه يمنع غضبه إذ لم يصرح بنسبته للباطل والإعانة على قبوله إذ لم يرد له إلا ما أراده لنفسه.
وإمَّا لاستدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم ومنه قوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65] خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم وأريد غيره لاستحالة
الشرك عليه شرعًا.
وأما للذم نحو قوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الرعد: 19] فإنه تعريض بذم الكفار وأنهم في حكم البهائم الذين لا يتذكرون.
وأما للإهانة والتوبيخ نحو قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)} [التكوير: 8، 9] فإن سؤالها لإهانة قاتلها وتوبيخه.
قال السبكي: التعريض قسمان قسم يراد به معناه الحقيقي ويشار به إلى المعنى الآخر المقصود كما تقدم وقسم لإيراد بل يضرب مثلًا للمعنى الذي هو مقصود التعريض كقول إبراهيم عليه السلام: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63]