الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ذلك قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} [الرحمن: 31]، أي: سنقصد لجزائكم.
تنبيه: قال ابن اللبان: ليس من المتشابه قوله تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [
البروج: 12] لأنه فسره بعده بقوله: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ} [البروج: 13] تنبيهًا على أن بطشه عبارة عن تصرفه في بدئه وإعادته وجميع تصرفاته في
مخلوقاته والله أعلم. انتهى.
قلت: وبقي بعض ألفاظ، وآيات، من المتشابه لم يذكرها الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى فمن ذلك: صفة (الكلام) فإنه تعالى متكلم: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، وقوله تعالى:{حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6].
والمتشابه في ذلك: أن الكلام مشتمل على الحروف والأصوات والجهات وكلها مستحيلة على الله تعالى.
وقد قدمنا في نوع: وحي القرآن أن كلام الله جل شأنه عبارة عن تجلية للملائك أو للنبي بالكلام النفسي فيفهم منه المعنى المراد بلفظه ومعناه من غير صوت ولا حرف.
وقد أطلنا في ذلك فيما تقدم فراجعه.
ومن ذلك: (العلو) في قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، وقوله تعالى:{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ} [غافر: 15]، من الارتفاع، والعلو.
والمقصود: على المكانة والرتبة، لا علو المكان.
قال ابن اللبان: وليس المراد أن العلو الحقيق له درجات وتفاوت، وإنما المراد أن للعباد في ترقيهم إلى معرفته وخلوص التحقيق به درجات: الأولى: درجة الإيمان.
الثانية: درجة التقوى.
الثالثة: درجة الاتباع.
الرابعة: درجة العلم.
قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [البقرة: 212]. وقال تعالى: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 55].
وقال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]. انتهى.
ومن ذلك لفظة: (أين) من قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، فإنها يستفهم بها عن المتحيز في مكان، والله جل شأنه منزه عن المكان والتحيز.
قال ابن اللبان: إنها أطلقت لإفادة معيَّة الله تعالى للمخاطبين في ألـ:
(أين) اللازم لهم، لا له سبحانه وتعالى، وهو مع كل صاحب (أين) بلا (أين). انتهى كلامه.
وقد ذكر الحافظ السيوطي رحمه الله أوائل السور التي فيها الحروف المقطعة، وجعله من (المتشابه) على القول به وذكر ما قيل في معانيها في نوع المتشابه، وأفردت له نوعًا كما سبق. والله أعلم.