الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني: العام المراد به الخصوص
.
الثالث: العام المخصوص
.
وللناس بينهما فروق: منها أن الأول لم يرد شموله لجميع الأفراد لا من جهة تناول اللفظ ولا من جهة الحكم بل هو ذو أفراد استعمل في فرد منها.
والثاني: أريد عمومه وشموله جميع الأفراد من جهة تناول اللفظ لها لا من جهة الحكم ومنها: أن الأول مجاز قطعًا لنقل اللفظ عن موضعه الأصلي.
بخلاف الثاني فإن فيه مذاهب أصحها أنه حقيقة وعليه أكثر الشافعية وكثير من الحنفية وجميع الحنابلة ونقله إمام
الحرمين عن جميع الفقهاء.
وقال الشيخ أبو حامد: إنه مذهب الشافعي وأصحابه وصححه السبكي لأن تناول اللفظ للبعض الباقي بعد التخصيص كتناوله له بلا
تخصيص، وذلك التناول حقيقي اتفاقًا، فليكن هذا التناول حقيقيًا أيضًا.
ومنها: أن قرينة الأول: عقلية، والثاني: لفظية.
ومنها: أن قرينة الأول لا تنفك عنه ومنها أن الأول يصح أن يراد به واحد اتفاقًا وفي الثاني خلاف
ومن أمثلة العام المراد به الخصوص: قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران: 173] والقائل واحد، نعيم بن مسعود الأشجعي أو أعرابي من خزاعة كما أخرجه ابن مردويه من
حديث أبي رافع لقيامه مقام كثير في تثبيط المؤمنين عن ملاقاة أبي سفيان.
قال الفارسي: ومما يقوي أن المراد واحد قوله: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ}
[آل عمران: 175]، فوقعت الإشارة بقوله:(ذلكم) إلى واحد بعينه ولو كان المعنى به جمعًا لقال: إنما أولئكم الشيطان، فهذه دلالة ظاهرة في اللفظ
ومنها: قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} [النساء: 54] أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم، لجمعه ما في الناس من الخصال الحميدة.
ومنها قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199]
قال: إبراهيم ومن الغريب قراءة سعيد بن جبير: «من حيث أفاض
الناسي». قال في (المحتسب): يعني آدم، لقوله تعالى:{فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} ، ومنها قوله تعالى:{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} [آل عمران: 39]، أي: جبريل، كما في قراءة ابن مسعود.
وأما المخصوص فأمثلته في القرآن كثيرة جدا وهي أكثر من المنسوخ إذ ما من عام فيه إلا وقد خصص ثم المخصص له: إما متصل وإما منفصل.
فالمتصل خمسة وقعت في القرآن: أحدها: الاستثناء، نحو:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} إلى قوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ
…
} الآية [النور: 4، 5]. {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} إلى قوله: {إِلَّا مَنْ تَابَ
…
} [الفرقان: 68 - 70].
{ .... وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
…
} [النساء: 24]، { .... كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ
…
} [القصص: 88]
الثاني: الوصف، نحو: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ
…
} [النساء: 23]
الثالث: الشرط، ..........................................
نحو: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} [النور: 33]، {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ} [البقرة: 180].
الرابع: الغاية نحو: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} إلى قوله تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ
…
} [التوبة: 29][التوبة: 29]، {
…
وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ
…
} [البقرة: 222]، { ..... وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ
…
} [البقرة: 196]، {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} الآية [البقرة: 187].
الخامس: بدل البعض من الكل نحو: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97].
والمنفصل: آية أخرى في محل آخر، أو حديث، أو إجماع، أو قياس.
فمن أمثلة ما خص بالقرآن: قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ
…
} [البقرة: 228]، خصص بقوله: {
…
إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا
…
} [الأحزاب: 49] وبقوله: {
…
وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]. وقوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ
…
} [المائدة: 3]، خص من الميتة: السمك بقوله: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ
…
} [المائدة: 96]، ومن الدم: الجامد بقوله: {أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} [الأنعام: 145].
وقوله: {
…
وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا
…
} [النساء: 20] الآية، خص بقوله: {
…
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ
…
} [البقرة: 229]. وقوله: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ
…
} [النور: 2]، خص بقوله:{فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}
[النساء: 25]. وقوله: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 3]، بقوله:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} الآية [النساء: 23].
ومن أمثال ما خص بالحديث: قوله: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا .... } [البقرة: 275] تخص منه العرايا بالسنة.
وآيات المواريث، ......................................................
خص منها: القاتل والمخالف في الدين بالسنة.
وآية {ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ
…
} [البقرة: 228] خص منها الأمة بالسنة.
وقوله: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا
…
} [المائدة: 38] خص منه: من
سرق دون ربع دينار بالسنة.
ومن أمثلة ما خص بالإجماع: آية المواريث، خص منها: الرقيق، فلا يرث بإجماع. ذكره مكي.
ومن أمثلة ما خص بالقياس: آية الزنا: {فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}