الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع السادس بعد المائة
معرفة وجوهه ونظائره
النوع السادس بعد المائة علم وجوهه ونظائره صنف فيه قديمًا مقاتل بن سليمان رحمه الله تعالى.
ومن المتأخرين ابن الجوزي وابن الدامغاني وأبو الحسن
محمد بن عبد الصمد المصري وابن فارس وآخرون قال السيوطي رحمه الله تعالى وقد أفردت في هذا الفن كتابًا سميته معترك الأقران في مشترك القرآن.
وأقول: تسمية هذا النوع الذي هو الوجوه والنظائر بالمشترك كما
ذكره السيوطي رحمه الله تعالى وتمثيله بما سيأتي فيه نظر وستقف على ما يرد عليه فإن المشترك اللفظي الذي إذا أطلق المشترك لا ينصرف إلا إليه هو اللفظ الواحد يشترك فيه معاني شتى مثل: العين يطلق ويراد بها الباصرة ويراد بها الجارية وعين الشمس والعين الذهب والعين الذات وفي كل واحد معنى مستقل غير الآخر.
وأما إطلاق اللفظ على ما يدخل تحت عمومه أو إطلاقه عليه على وجه التشبيه أو الاستعارة فليس هذا من المشترك في شيء بل المشترك مثل العين وأمثال ذلك وأما الوجوه والنظائر فهي إطلاق اللفظ على ما يدخل تحته أو يشابهه أو يشاكله في المعاني.
وقد ذكر ابن الجوزي في كتابه المسمى: الوجوه والنظائر، ولم يجعله من المشترك ومنه نقل الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى وسمَّاه بالمشترك.
قال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى ذكر مقاتل في صدر كتابه حديثًا مرفوعًا: لا يكون الرجل فقيهًا كامل الفقه حتى يرى للقرآن وجوهًا كثيرة.
قلت: هذا أخرجه ابن سعد وغيره عن أبي الدرداء موقوفًا ولفظه: لا يفقه الرجل كل الفقه وقد فسره بعضهم بأن المراد أن يرى اللفظ الواحد يحتمل معاني متعددة فيحمله عليها إذا كانت غير متضادة ولا يقتصر به على معنى واحد.
وأشار آخرون إلى أن المراد به: استعمال الإشارات الباطنية وعدم الاقتصار على التفسير الظاهر.
وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الدرداء قال: (إنك لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهًا).
قال حماد: فقلت لأيوب أرأيت قوله: حتى ترى للقرآن وجوهًا؟ أهو أن يرى له وجوهًا فيهاب الإقدام عليه؟ قال نعم هو هذا.
وأخرج ابن سعد من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عليًا بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أخرجه إلى الخوارج فقال: اذهب إليهم فخاصمهم ولا تحاجهم في القرآن فإنه ذو وجوه ولكن خاصمهم بالسنة.
وأخرج من وجه آخر أن ابن عباس قال يا أمير المؤمنين فأنا أعلم بكتاب الله منهم في بيوتنا نزل قال صدقت ولكن القرآن حمَّال ذو وجوه تقول ويقولون ولكن خاصمهم بالسنن فإنهم لن يجدوا عنها محيصًا.
فخرج إليهم فحاجَّهم بالسنن فلم يبق بأيديهم حجة.
قال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى وهذه عيون من أمثلة هذا النوع.
من ذلك (الهدى) يأتي على ثمانية عشر وجهًا: (1) بمعنى الثبات: قال الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6].
(2)
والبيان: قال الله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} [البقرة: 5].
(3)
والدِّين: قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ} [آل عمران: 73 [.
(4)
والإيمان قال الله تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} [مريم: 76].
(5)
والداعي: قال الله تعالى: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]، {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73].
(6)
وبمعنى الرسل والكتب: قال الله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى} [البقرة: 38].
(7)
والمعرفة قال الله تعالى: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16].
(8)
وبمعنى النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159].
(9)
وبمعنى القرآن قال الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: 23].
(10)
والتوراة قال الله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى} [غافر: 53].
(11)
والاسترجاع قال الله تعالى {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 157].
(12)
والحجة قال الله تعالى: {
…
لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 258] بعد قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ} [البقرة: 258] أي لا يهديهم حجة.
(13)
والتوحيد قال الله تعالى: {إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ .... } [القصص: 57].
(14)
والسنة قال الله تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]، {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: 22].
(15)
والإصلاح قال الله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: 52].
(16)
والإلهام قال الله تعالى: {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50] أي ألْهَمَ المعاش.
(17)
والتوبة قال الله تعالى: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} [الأعراف: 156].
(18)
والإرشاد قال الله تعالى: {أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]. انتهى.
أقول: الهداية تطلق على أداة الطريق كقوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17].
وتطلق ويراد بها الإيصال إلى الطريق كقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56]. وكل هذه المعاني التي ذكرت في الهداية راجعة إلى هذين المعنيين وإن أريد بها كذا وكذا فلرجوعه إلى هذا المعنى فليس هذا من المشترك في شيء.
قال السيوطي رحمه الله تعالى ومن ذلك السوء يأتي على أوجه: (1) الشدة قال الله تعالى: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [البقرة: 49].
(2)
والعقر قال الله تعالى: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} [الأعراف: 73، هود: 64، الشعراء: 156 [.
(3)
والزنى: قال الله تعالى: {مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا} [يوسف: 25]، {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ} [مريم: 28].
(4)
والبرص قال الله تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} [طه: 22، النمل: 12، القصص: 32].
(5)
والعذاب قال الله تعالى: {إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ} [النحل: 27].
(6)
والشرك: قال الله تعالى: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} [النحل: 28]
(7)
والشتم قال الله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148]، {
…
وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ} [الممتحنة: 2].
(8)
الذنب ومنه قوله تعالى: {لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} [النساء: 17].
(9)
وبمعنى بئس قال الله تعالى: {وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر: 52].
(10)
والضر قال الله تعالى: {وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف: 188]، {وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62].
(11)
والقتل والهزيمة قال الله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174].
أقول: السوء في أصله بمعنى المكروه الذي يسوء الإنسان وكل هذه المعاني ترجع إلى هذا المعنى لكن أريد به كذا فهو من الوجوه كما تقدم وما هو مشترك.
قال: ومن ذلك الصلاة ...........................................
تأتي على أوجه: (1) الصلوات الخمس، قال الله تعالى:{يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [البقرة: 3، الأنفال: 3].
(2)
وصلاة العصر قال الله تعالى: {تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ} [المائدة: 106].
(3)
وصلاة الجمعة قال الله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة: 9].
(4)
والجنازة قال الله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ} [التوبة: 84].
(5)
والدعاء قال الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103].
(6)
والدين قال الله تعالى: {قَالُوا يَاشُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ
…
} [هود: 87].
(7)
والقراءة قال الله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} [الإسراء: 110].
(8)
والرحمة والاستغفار قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56].
(9)
ومواضع الصلاة قال الله تعالى: {وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ} [الحج: 40]، {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} [النساء: 43] انتهى.
أقول: الصلاة: أصلها في اللغة الدعاء وسميت في الشرع ذات
الركوع والسجود صلاة لكونهما يجتمعان في معنى الخضوع والتفرغ فما ذكر من المعاني ترجع إلى المعنى اللغوي والشرعي ولا تخرج عنه.
قال: ومن ذلك الرحمة وردت على أوجه: (1) الإسلام قال الله تعالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران: 74].
(2)
والإيمان قال الله تعالى: {وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ} [هود: 28].
(3)
والجنة: قال الله تعالى: {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 107].
(4)
والمطر: قال الله تعالى: {بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف: 57].
(5)
والنعمة قال الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} [النور: 10].
(6)
والنبوة قال الله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ} [ص: 9]، {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} [الزخرف: 32].
(7)
والقرآن قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ} [يونس: 58].
(8)
والرزق قال الله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} [الإسراء: 100].
(9)
والنصر والفتح قال الله تعالى: {إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً} [الأحزاب: 17].
(10)
والعافية: قال الله تعالى: {أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ} [الزمر: 38].
(11)
والمودة قال الله تعالى: {رَأْفَةً وَرَحْمَةً} بكم [الحديد: 27]، {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29].
(12)
والسعة قال الله تعالى: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 178].
(13)
والمغفرة قال الله تعالى: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 12].
(14)
والعصمة: قال الله تعالى: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} [هود: 43] انتهى.
أقول: كل هذه المعاني راجعة إلى معنى الرحمة ليست خارجة عنها.
قال: ومن ذلك (الفتنة) وردت على أوجه:
(1)
الشرك قال الله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 191]، {حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 39].
(2)
والإضلال قال الله تعالى: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} [آل عمران: 7].
(3)
والقتل: قال الله تعالى: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101].
(4)
والصد: قال الله تعالى: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ} [المائدة: 49].
(5)
والضلالة قال الله تعالى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ} [المائدة: 41].
(6)
والمعذرة قال الله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} [الأنعام: 23].
(7)
والقضاء قال الله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} [الأعراف: 155].
(8)
والإثم قال الله تعالى: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة: 49].
(9)
والمرض قال الله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} [التوبة: 126].
(10)
والعبرة قال الله تعالى: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [الممتحنة: 5].
(11)
والعقوبة: قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور: 63].
(12)
والاختبار قال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [العنكبوت: 3].
(13)
والعذاب قال الله تعالى: {جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} [العنكبوت: 10].
(14)
والإحراق قال الله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13].
(15)
والجنون قال الله تعالى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 6]. انتهى.
أقول: الفتنة في الأصل بمعنى المحنة وكل هذه المعاني راجعة إلى ذلك.
ومن ذلك (الروح) ورد على أوجه: (1) الأمر قال الله تعالى: {وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء: 171].
(2)
والوحي قال الله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} [النحل: 2].
(3)
والقرآن قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى: 52].
(4)
والرحمة قال الله تعالى: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: 22].
(5)
والحياة قال الله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [الواقعة: 89].
(6)
وجبريل قال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} [مريم: 17]، {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: 193].
(7)
ومَلَكٌ عظيم قال الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: 38].
(8)
وجيش من الملائكة قال الله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4].
(9)
وروح البدن قال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ .... } [الإسراء: 85]. انتهى.
أقول: هذا من المشترك حقيقة فإن الروح الذي هو عبارة عن جبريل غير النوع من الملائكة وغير الوحي وغير روح الجسد فكل من هذه المعاني مستقل لا يدخل في المعنى الآخر وإن كان اللفظ مشتركًا فهذا من المشترك.
قال: ومن ذلك (القضاء) ورد على أوجه: (1) الفراغ قال الله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ} [البقرة: 200].
(2)
والأمر قال الله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْرًا} [البقرة: 117].
(3)
والأجل قال الله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23]
(4)
والفصل قال الله تعالى: {لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الأنعام: 58]
(5)
والمضي قال الله تعالى: {لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} [الأنفال: 42]
(6)
والهلاك قال الله تعالى: {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يونس: 11]
(7)
والوجوب قال الله تعالى: {قُضِيَ الْأَمْرُ} [يوسف: 41]
(8)
والإبرام قال الله تعالى: {حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا} [يوسف: 68]
(9)
والإعلام قال الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الإسراء: 4]
(10)
والوصية قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23]
(11)
والموت قال الله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [القصص: 15]
(12)
والنزول قال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ} [سبأ: 14]
(13)
والخلق قال الله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 12]
(14)
والفعل قال الله تعالى: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} [عبس: 23] يعني حقًا لم يفعل.
(15)
والعهد قال الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ} [القصص: 44]. انتهى.
أقول: القضاء هو فصل الحكم وقطعه وكل هذه المعاني راجعة إليه فهي من الوجوه والنظائر وليست من المشترك.
قال ومن ذلك (الذكر) ورد على أوجه: (1) ذكر اللسان: قال الله تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} [البقرة: 200]
(2)
وذكر القلب قال الله تعالى: {ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 135].
(3)
والحفظ قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} [البقرة: 63].
(4)
والطاعة والجزاء قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152].
(5)
والصلوات الخمس قال الله تعالى: {فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} [البقرة: 239].
(6)
والعظة قال الله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ} [الأنعام: 44]، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)} [الذاريات: 55].
(7)
والبيان قال الله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 63].
(8)
والحديث قال الله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] أي حدثه بحالي.
(9)
والقرآن قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} [طه: 124]، {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ} [الأنبياء: 2].
(10)
والتوراة قال الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43].
(11)
والخبر قال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83)} [الكهف: 83].
(12)
والشرف قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44].
(13)
والعيب قال الله تعالى: {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} [الأنبياء: 36].
(14)
واللوح المحفوظ قال الله تعالى: {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} [الأنبياء: 105].
(15)
والثناء قال الله تعالى: {وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
(16)
والوحي قال الله تعالى: {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} [الصافات: 3].
(17)
والرسول قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَسُولًا} [الطلاق: 10، 11].
(18)
والصلاة قال الله تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45].
(19)
وصلاة الجمعة قال الله تعالى: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9]
(20)
وصلاة العصر قال الله تعالى: {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} [ص: 32] انتهى.
أقول: الذكر هو الإشعار والإيقاظ وكل هذه المعاني داخلة فيه وإن أريد في مقام بمعنى كذا وفي مقام بمعنى كذا فالمرجع واحد وهي من الوجوه لا من المشترك.
ومن ذلك: (الدعاء) ورد على أوجه:
(1)
العبادة قال الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ} [يونس: 106].
(2)
والاستعانة قال الله تعالى: {وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ} [البقرة: 23].
(3)
والسؤال قال الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
(4)
والقول قال الله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} [يونس: 10].
(5)
والنداء قال الله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 52].
(6)
والتسمية قال الله تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63]. انتهى.
أقول: الدعاء بمعنى الطلب وهذه المعاني كلها راجعة إليه.
قال: ومن ذلك (الإحصان) ورد على أوجه: (1) العفة قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} [النور: 4].
(2)
والتزوج قال الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} [النساء: 25]. انتهى.