الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَحْكَام النُّون الساكنة والتنوين
قد بَينا هَذِه الْأَحْكَام، وأحرف كل مِنْهَا، وأمثلته، وَغير ذَلِك، مَبْسُوطا، فِي الْبَاب الأول.
الْفَتْح والإمالة
قد قدمنَا - أَيْضا - فِي الْبَاب الْمَذْكُور، تَعْرِيف الإمالة بنوعيها، وسببها، وفائدتها، وَغير ذَلِك.
وَالَّذِي نقُوله الْآن: إِن إمالته نَوْعَانِ: مَحْضَة، وَبَين اللَّفْظَيْنِ.
فَالْأول: كل مَا آخِره ألف تالية لراء، وكل مَا آخِره رَاء مَكْسُورَة وَلَو مكررة، تالية لِأَلف وَمَا ألحق بذلك.
وَقد تقدم هَذَا الضَّابِط، والملحق بِهِ، وَمَا خرج بذلك، فِي الْبَاب الأول.
فَلَو سكنت الرَّاء الْمَذْكُورَة لوقف أَو إدغام، نَحْو {النَّار رَبنَا} و {الْأَبْرَار لفي} : بقيت الإمالة، لعروض مَا ذكر، وَكَذَا كل مَا آخِره ألف تالية لراء، وَهُوَ على ميزَان: فعالى، بِفَتْح فائه، وَضمّهَا،
ك {نَصَارَى} و {سكارى} ، وَكَذَا كل مَا كَانَ على ميزَان فعلى مثلث الْفَاء، إِن كَانَ رائيا، ك {أسرى} ، و {بشرى} و {ذكرى} .
وَفِي {بشراي} ، بِيُوسُف، الْفَتْح، وَهُوَ أشهر، وَبِه قطع فِي التَّيْسِير.
قَالَ [الداني] : وَبِذَلِك ورد النَّص عَنهُ، من طَرِيق السُّوسِي. انْتهى.
والإمالة الْمَحْضَة. وَبَين بَين. وَهَذِه الْأَوْجه الثَّلَاثَة فِي الشاطبية. وَبِه قَرَأت، كَابْن الْجَزرِي.
قَالَ - أعنى ابْن الْجَزرِي - وَالْفَتْح أصح رِوَايَة، والإمالة أَقيس، على أَصله. انْتهى.
وَمن هَذَا النَّوْع: أَلْفَاظ، مِنْهَا:{التَّوْرَاة} ، مُطلقًا، نَحْو:{وَعِنْدهم التَّوْرَاة} ، {إِنَّا أنزلنَا التَّوْرَاة} ، {فَأتوا بِالتَّوْرَاةِ} .
وَمِنْهَا {النَّاس} ، مجروراً، بِخِلَاف فِيهِ.
والإمالة: عَن الدوري: أشهر من الْفَتْح، عَنهُ.
والسوسي: بعكس ذَلِك، نَحْو:{ملك النَّاس} . وَمِنْهَا: {رأى} .
فَإِن كَانَ قبلهَا محرك، ظَاهرا كَانَ، وأتى فِي سَبْعَة مَوَاضِع:{رأى كوكبا} ، بالأنعام، و {رأى أَيْديهم} ، بهود، و {رأى برهَان} ، و {رأى قَمِيصه} ، بِيُوسُف، {رأى نَارا} ، بطه، و {مَا رأى أفتمارونه} ، و {رأى من} ، بِالنَّجْمِ.
أَو ضميراً، وَهُوَ: ثَلَاث كَلِمَات، أَتَت فِي تِسْعَة مَوَاضِع:
{رآك الَّذين} ، بالأنبياء، و {رَآهَا تهتز} ، بالقصص، والنمل، و {رَآهُ} ، بهَا، أَيْضا، وبفاطر، وَالصَّافَّات، والنجم، والتكوير، والعلق: أمال الْهمزَة.
وَرُوِيَ عَن السُّوسِي: إمالة الرَّاء، أَيْضا.
وَإِن كَانَ قبل سَاكن مُتَّصِل، وأتى فِي سِتَّة مَوَاضِع:{رأى الْقَمَر} و {رأى الشَّمْس} ، بالأنعام، و {رأى الَّذين} ، موضعان [بالنحل] ، و {رأى المجرمون} ، بالكهف و {رأى الْمُؤْمِنُونَ}
بالأحزاب: أمال كلا من الرَّاء، والهمزة: السُّوسِي، فِي أحد وجهيه، وفتحهما فِي الآخر، كالدوري، الْجَازِم بِهِ.
قَالَ ابْن الْجَزرِي: وَبَعض أَصْحَابنَا، مِمَّن يعْمل بِظَاهِر الشاطبية، يَأْخُذ للسوسي فِي ذَلِك أَرْبَعَة أوجه: فتحهما، وإمالتهما، وَفتح الرَّاء وإمالة الْهمزَة، وَعَكسه، وَلَا يَصح من طَرِيق الشاطبية، والتيسير: سوى الأول، انْتهى.
وَمِنْهَا: {نأى} ، بسبحان، وفصلت.
أمال همزته: السُّوسِي، على مَا فِي الشاطبية. وَلَكِن فتحهَا: أشهر عَنهُ، كالدوري.
بل قَالَ ابْن الْجَزرِي: إِن الروَاة عَنهُ أَجمعُوا عَلَيْهِ، وَإنَّهُ لَا يعلم فِي ذَلِك خلافًا.
وَمِنْهَا {آلر} ، و {آلمر} .
أمال مِنْهَا: الرَّاء.
وَمِنْهَا: {طه} ، و {كهيعص} .
أمال مِنْهَا: الْهَاء.
وَكَذَا: تحتية {كهيعص} .
أمالها الدوري، كَمَا نَقله ابْن الْجَزرِي، عَن غَايَة ابْن مهْرَان.
والسوسي، فِي إِحْدَى روايتيه، على مَا فِي: الشاطبية، والتيسير.