الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الآخر سنة سِتّ وَسبعين فجيء بِهِ لحلى وَدفن بِهِ رحمه الله وإيانا (أَبُو أُمَامَة) بن النقاش هُوَ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد
(حرف الْبَاء الْمُوَحدَة)
(أَبُو البركات) بن أَحْمد بن الزين هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن (أَبُو البركات) بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الجبرتي الْحَنَفِيّ سعد الدّين مضى فِي المحمدين وَكَذَا ابْنه صَبر الدّين مُحَمَّد 3 (أَبُو البركات) وَيُسمى مُحَمَّدًا بن الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد صحصاح بن مُحَمَّد الخانكي الشهير أَبوهُ بِابْن حرفوش ولد فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي قبلهَا بالخانقاه السرياقوسية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَسمع منى المسلسل وعَلى أَشْيَاء كجل النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وسيرة ابْن سيد النَّاس وَالْكثير من التِّرْمِذِيّ واليسير من بواقي الْكتب السِّتَّة وسيرة ابْن هِشَام مَعَ مُؤَلَّفِي فِي ختم البُخَارِيّ وَختم سيرة ابْن سيد النَّاس وَجَمِيع ذخر الْمعَاد للبوصيري وَغير ذَلِك وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَرجع إِلَى بَلَده مَعَ أمه فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وتخلف أَبوهُ وتسبب بورك فِيهِ وَفِي أَبِيه (أَبُو البركات) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال يَأْتِي فِي أبي البركات الدلوالي 4 (أَبُو البركات) بن الجيعان الولوي أَحْمد بن الشرفي يحيى بن العلمي شَاكر بن عبد الْغَنِيّ القاهري شَقِيق أبي الْبَقَاء وَصَلَاح الدّين وأوسطهم ولد فِي حادي عشرى رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيرهمَا وأسمعه على جمَاعَة كالزين شعْبَان بن حجر والشهابين الْحِجَازِي والشاوي والجلال بن الملقن والمحبين ابْن الفاقوسي وَابْن الألواحي وَالشَّمْس الرَّازِيّ الْحَنَفِيّ وَالْجمال بن أَيُّوب والبهاء بن الْمصْرِيّ وَأم هَانِئ الهورينية وكاتبه فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَالشَّمْس بن الْعِمَاد وَغَيرهم من الشَّافِعِيَّة وَابْن الديري وَابْن الْهمام والأقصرائي من الْحَنَفِيَّة والولوي السنباطي وَأَبُو الْجُود من الْمَالِكِيَّة والعز الْحَنْبَلِيّ وقريبته نشوان وَآخَرُونَ من الْقَاهِرَة وَأَبُو الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فَهد والبرهان الزمزمي والشهاب الشوايطي والموفق الأبي وَأَبُو السعادات بن ظهيرة من الشَّافِعِيَّة وَأَبُو الْبَقَاء وَأَبُو حَامِد ابْنا ابْن الضياء من الْحَنَفِيَّة وَآخَرُونَ من مَكَّة والمحب المطري وَأَبُو الْفَتْح بن صَالح وَغَيرهمَا من الْمَدِينَة والزين ماهر والتقي أَبُو بكر القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة وَأَبُو بكر بن أبي الوفا وَغَيرهم من بَيت الْمُقَدّس والنظام بن مُفْلِح وقريبه الْبُرْهَان وَعبد الرَّحْمَن
ابْن أبي بكر بن دَاوُد والشهاب أَحْمد بن حسن بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن عبَادَة وَغَيرهم من دمشق وصالحيتها وَأَبُو جَعْفَر بن الضياء والضياء بن النصيبي وَآخَرُونَ من حلب فِي طَائِفَة من غير هَذِه الْأَمَاكِن باستدعائي وغيري وتدرب بولده فِي الْمُبَاشرَة وخالط المحيوي الدماطي والشهاب السجيني والسراج الْعَبَّادِيّ وَإِمَام الكاملية وَغَيرهم مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِم سِيمَا النُّور السنهوري بل قَرَأَ عَلَيْهِ يَسِيرا من متن الحاجبية وَمن شَرحه الصَّغِير على الجرومية وَحضر قَلِيلا عِنْد الْبكْرِيّ والجوجري وَأخذ بِنَفسِهِ فِي التَّنْبِيه عَن زَكَرِيَّا والزين السنتاوي وَعبد الْحق السنباطي وَنَحْوهم وعَلى ملا على الكيلاني فِي الأنموذج للزمخشري وَقَرَأَ على الديمي فِي البُخَارِيّ والأذكار وَسمع منى المسلسل بالعيد وبالأولية وَأَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وَحج وترقى بذكائه وَحسن أدبه ووفائه إِلَى أَن خطبه السُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي وَقد تفرس فِيهِ النجابة لنيابة كِتَابَة السِّرّ بعد النُّور الأنبابي وَقدمه على غَيره مِمَّن مد عُنُقه إِلَيْهَا فحمدت مُبَاشَرَته ونمت أَمْوَاله وجهاته وسلك التَّوَاضُع والاحتشام وَمَا يجلب التودد من أَنْوَاع الْكَلَام فازدحم النَّاس بِبَابِهِ وَدخل فِي أُمُور يجبن غَيره عَنْهَا لقُوَّة جنانه وخطابه وَاسْتمرّ فِي نموه وعلوه حَتَّى مَاتَ بمنزلهم من بركَة الرطلي بعد انْقِطَاع أَيَّام قَلَائِل فِي صبح يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ تجاه مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بتربتهم وتأسف النَّاس على فَقده رحمه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ وَاسْتقر بعده أَخُوهُ صَلَاح الدّين وَترك عدَّة أَوْلَاد عبد الْكَرِيم وَأحمد وَفَاطِمَة وَعَائِشَة وَفرج بورك فيهم 5 (أَبُو البركات) بن الشَّيْخ حُسَيْن بن حسن الْكَمَال بن الفتحي الْمَكِّيّ واسْمه إِسْمَاعِيل وَكَثِيرًا مَا تحذف أَدَاة الكنية فَيُقَال بَرَكَات وَهُوَ شَقِيق أَحْمد وَمُحَمّد وَذَا أَصْغَر الثَّلَاثَة وأحركهم ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَقدم مَعَ أَبِيه وبمفرده الْقَاهِرَة غير مرّة وَسمع على بهَا وبمكة وَلَيْسَ بمرضي (أَبُو البركات) بن الزين هُوَ الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن القَاضِي (أَبُو البركات) بن سَالم الْحَنْبَلِيّ (أَبُو البركات) بن أبي السُّعُود هُوَ مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن حُسَيْن (أَبُو البركات) بن الضياء هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد 6 (أَبُو البركات) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الضياء هُوَ الْكَمَال مُحَمَّد ابْن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء ولد فِي شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَات فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ مقتولا بِأَحْمَد أباد من كنباية
7 -
(أَبُو البركات) أَو بَرَكَات بن الظريف أحد الأجلاء من قراء الجوق وقدمائهم وَكَانَ فِيمَا يُقَال من الْعِفَّة بمَكَان وَهُوَ من خَواص جمَاعَة الشهابي بن الْعَيْنِيّ فِي أَيَّام إمرته مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين (أَبُو البركات) بن ظهيرة هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ {أَبُو البركات) بن عبد الرَّزَّاق بن مُوسَى مجد الدّين الصُّوفِي الشَّافِعِي الْكَاتِب الْمُقْرِئ مِمَّن يعرف ببني الجيعان لاختصاصه بهم واسْمه إِسْمَاعِيل وَمُحَمّد كَمَا أَنه أَيْضا يكنى بِأبي الْجُود وَلكنه بِأبي البركات أشهر وَيعرف قَدِيما بِابْن كَاتب قاعة الذَّهَب ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَتردد مَعَ عَمه فِي صغره لناصر الدّين الشاطر فَلم يكن مَعَ كَونه صَغِيرا يحمد أمره بل وَلَا كثيرا من الشُّيُوخ الَّذين كَانَ يراهم عِنْده وَلما مَاتَ عَمه توجه للاشتغال فَأخذ عَن الشهَاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة وَطَاف مَعَ ابْن بطيخ فِي الأسباع وَنَحْوهَا وجوده على الزين طَاهِر وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا فِي رَمَضَان عدَّة سِنِين وَكَذَا سمع ختم البُخَارِيّ عِنْد أم هَانِئ الهورينية وَمن شاركها وَسمع غير ذَلِك ولازم ابْن حسان فِي الْفِقْه والعربية والأصلين مَعَ البلبيسي والسهيلي والمنهلي والمنوفي وزين العابدين وَغَيرهم وانتفع بِهِ وَقَرَأَ على إِمَام الكاملية فِي الْأُصُول وَغَيره وتميز وبرع فِي الديونة وَكتب فِي عدَّة جِهَات بعناية الْمشَار إِلَيْهِم بل زوجه سعد الدّين إِبْرَاهِيم أحد رؤوسهم حظية لَهُ فَكَانَ يثني عَلَيْهَا وَمَاتَتْ بعد دهر مَعَه بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فدفنها بِالبَقِيعِ وَبنى على قبرها حاجزا بعد منع الْمَالِكِي وَغَيره لَهُ من ذَلِك وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا من الْجِهَات وَأكْثر من الْحَج والمجاورة فِي الْحَرَمَيْنِ على طَرِيقَته فِي التقشف وَقصر الثِّيَاب وَعدم التبسط فِي الْمَعيشَة والتشدد فِي إِنْكَار الْمُنكر والانحراف عَن المائلين لِابْنِ عَرَبِيّ بِحَيْثُ امْتنع من الصَّلَاة على إِمَام الْمقَام الْمُحب الطَّبَرِيّ وَإِظْهَار التألم لمشاهدة الْمُنكر وَسَمَاع من يقْرَأ بِدُونِ تجويد حسا وَمعنى حَتَّى أَنه كَانَ يبعد عَن من يأتم بِهِ مِمَّن لَا يحس حَتَّى لَا يسمعهُ وَحضر بِالْمَدِينَةِ عِنْد الشهَاب الأبشيطي وَغَيره وَسمع من الشّرف عبد الْحق السنباطي فِي مجاورته بهَا القَوْل البديع من تصنيفي ثمَّ سَمعه مني مَعَ جملَة من الدُّرُوس وَغَيرهَا هُنَاكَ أَيْضا وَأَخْبرنِي أَن أَبَاهُ وَعَمه كَانَا فائقين فِي الْمُبَاشرَة وَأَن أَبَاهُ مَاتَ وَهُوَ ابْن أَربع سِنِين وَكَانَ كَمَا أخبرهُ بِهِ عَمه يَدْعُو الله أَن لَا يكون وَلَده مباشرا وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِنْسَان خير حسن الْفَهم جيد الذَّوْق مشارك فِي الْفَضَائِل مائل لأهل الْخَيْر والظرف كثير الْبر لكثير من الْفُقَرَاء سرا محب فِي الِانْفِرَاد مَعَ شدَّة فِي خلقه رُبمَا تصل بِهِ لنَوْع
جفَاء كثير التِّلَاوَة على قدم فائق وبيننا أنس ومحبة سِيمَا فِي الْمُجَاورَة بالحرمين بل كَانَ من أَصْحَاب الْوَالِد وَكَانَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِمَكَّة فَسمع على أَيْضا الْكِفَايَة فِي طَرِيق الْهِدَايَة فِي ابْن عَرَبِيّ وَوَقعت عِنْده موقعا وتألمنا بِسَبَب مَا فقد لَهُ فِيهَا وَحِينَئِذٍ ألزمته ربيبته أَن يكون مَعهَا ثمَّ إِنَّه جاور وَهِي مَعَه الَّتِي تَلِيهَا بِالْمَدِينَةِ وَعَاد فجاور سنة سِتّ بِمَكَّة ثمَّ رجعا مَعَ الركب إِلَى الْمَدِينَة فدام بمفرده بهَا حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين بعد تعلل طَوِيل وَدفن بِالبَقِيعِ رحمه الله وإيانا (أَبُو البركات) بن عبد الْقَادِر النويري فِي مُحَمَّد 9 (أَبُو البركات) بن عبد الْكَافِي الشَّامي الْمدنِي ابْن أُخْت نَاصِر الدّين أبي الْفرج الكازروني وسبط وَالِده الْجمال الكازروني سمع عَلَيْهِ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ 10 (أَبُو البركات) بن عبد الْوَهَّاب بن أبي البركات بن أبي الْهدى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي أَخُو عبد الله وَمُحَمّد ووالد عبد الرَّحْمَن وَعبد الْوَهَّاب الماضين سمع على الزين المراغي فِي سنة خمس عشرَة (أَبُو البركات) بن عزوز فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد (أَبُو البركات) بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري هُوَ الْكَمَال مُحَمَّد مضى 1 (أَبُو البركات) بن عَليّ بن مُحَمَّد الطنبداوي مِمَّن سمع منى بِمَكَّة (أَبُو البركات) بن عَليّ هُوَ أَبُو البركات بن ظهيرة مضى قَرِيبا (أَبُو البركات) بن الفاكهي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله 1 (أَبُو البركات) بن مَالك الْقرشِي السكندري قاضيها واسْمه مُحَمَّد وَيعرف بِابْن مَالك أَيْضا مالكي الْمَذْهَب ولي قَضَاء الاسكندرية فِي سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة عوضا عَن الْعَفِيف مَعَ نقص بضاعته وَلكنه استناب النوبي والمتيجي وَكَانَ عَارِفًا بطرِيق الْقَضَاء والوثائق سيوسا مِمَّن حج وجاور سِنِين قَالَ إِنَّهَا أَرْبَعَة وَجلسَ بِبَاب السَّلَام مَعَ الشُّهُود وَكَانَ يفتح عَلَيْهِ فِي ذَلِك وَلم يكن فِي نِيَّته الدُّخُول فِي الْقَضَاء مَاتَ فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ باسكندرية عَفا الله عَنهُ (أَبُو البركات) بن مجد الدّين ويلقب هُوَ صدر الدّين فِي أَحْمد بن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم (أَبُو البركات) بن الْمُحب الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد (أَبُو البركات) بن الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر 13 (أَبُو البركات) بن مُوسَى بن أبي الهول سعد الدّين وَالِد خَلِيل وَإِبْرَاهِيم ولي كِتَابَة المماليك فِي أَيَّام النَّاصِر فرج وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَقد زاحم الْمِائَة ممتعا بحواسه وقوته (أَبُو البركات) بن أبي الْهدى فِي ابْن عبد الْوَهَّاب قَرِيبا (أَبُو البركات) بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن غَانِم بن
مفرج الزين بن الْجمال أبي المحاسن بن الْجمال أبي رَاجِح بن النُّور أبي الْحسن بن أبي رَاجِح بن أبي غَانِم الْعَبدَرِي الشبيي الحَجبي الْمَكِّيّ شيخ الحجبة وفاتح الْكَعْبَة وَابْن شيخها بل سلالة مشايخها ولد بعد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِمَكَّة وَاسْتقر فِي المشيخة بعد عَمه السراج عمر بن أبي رَاجِح فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقدم على أَوْلَاد الْمُتَوفَّى لمراعاتهم الأسن فِي التَّقْدِيم وَكَانَ فَقِيرا سَاكِنا مَاتَ بعد تعلل طَوِيل فِي آخر يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشري ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح من الْغَد ثمَّ دفن بالمعلاة (أَبُو البركات) الجيعاني فِي ابْن عبد الرَّزَّاق قَرِيبا (أَبُو البركات) الخانكي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم تقدم 15 (أَبُو البركات) الدلوالي نِسْبَة لدلى أصل مملكة الْهِنْد الْمَكِّيّ أحد الْعُدُول بِبَاب السَّلَام مِنْهَا كأبيه وجده وَهُوَ ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال بن عَليّ ابْن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن يَعْقُوب بن شهَاب بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الْكَمَال الدلوالي الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وتنزل فِي طلبة درس يلبغا الخاصكي وَكَأَنَّهُ تَلقاهُ عَن أَبِيه ثمَّ نزل عَنهُ بِأخرَة وَكَانَ سَاكِنا مُتَقَدما فِي الوثائق والاسجالات ذَا حَظّ فِيهَا بِحَيْثُ يشتط على قاصديه فِيهَا فِي الْأُجْرَة وينفد ذَلِك فِي معيشته أَولا فأولا مَعَ كَثْرَة طَوَافه وتعففه عَن الشَّهَادَة على الْخط وَفِي الرشد وَنَحْوهمَا وتناقص أمره بِأخرَة فِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع عشر ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن على أَبِيه بالمعلاة وَلم يخلف بعده بِمَكَّة مثله 16 (أَبُو البركات) الشيشيني كَمَال الدّين بن قطب الدّين واسْمه مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الشييشيني الْمحلي ثمَّ القاهري كَانَ فِي أَوله قزازا بِبَلَدِهِ ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فَعمل حوشكاشا بِبَاب قَرِيبه من جِهَة النِّسَاء الولوي بن قَاسم وبواسطة انتمائه لَهُ زوجه القَاضِي نور الدّين بن الْكَبِير ابْنَته بعد توقف أَبِيهَا لعدم الْكَفَاءَة فاعتنى بِهِ ابْن قَاسم واستنابه عَنهُ فِي قَضَاء دمياط وَكَانَت إِذْ ذَاك مُضَافَة إِلَيْهِ فَزَوجهَا لَهُ وَدخل بهَا فَلم يلبث أَن مَاتَت وورثها فَترفع حَاله ثمَّ تزوج بعْدهَا الشَّرِيفَة ابْنة أُخْت جِهَة شَيخنَا بعناية الْمشَار إِلَيْهِ أَيْضا واستنابه شَيخنَا فِي الْقَضَاء وَمَاتَتْ فِي عصمته فَورثَهَا أَيْضا وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده بل انْتَمَى للجمال نَاظر الخاس بعناية ابْن البرقي وقتا وَكَانَ مشاركا فِي الصِّنَاعَة لَا يذكر بِعلم وَلَا غَيره مَعَ أَنه قَرَأَ مجَالِس على الْبُرْهَان السوبيني وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَلم يزل على قَضَائِهِ إِلَى أَن حج وتعلل فِي رُجُوعه فَتَابَ وَالْتزم عدم الْعود إِلَى الْقَضَاء ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ وَهُوَ بِالْقربِ من الريدانية
وَدخل الْقَاهِرَة مَيتا فصلى عَلَيْهِ فِي يَوْم السبت رَابِع عشري الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِجَامِع الْأَزْهَر وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رحمه الله وَعَفا عَنهُ (أَبُو البركات) الصَّالِحِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر 17 (أَبُو البركات) الْعَسْقَلَانِي الخانكي وَهُوَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم والدأبي بكر الْآتِي كَانَ خيرا صَالحا مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَسبعين بالخانقاه وَابْنه بِمَكَّة عَن نَحْو الثَّمَانِينَ رحمه الله (أَبُو البركات) الغراقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف (أَبُو البركات) الفتحي المغربي وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم 1 {أَبُو البركات) الهيثمي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان أَبُو الْبَقَاء بن لاقاضي نَاصِر الدّين الأخميمي قَاضِي الْحَنَفِيَّة أَبوهُ وسبط الْعَضُد الصيرامي وشقيق سعد الدّين وَاسم كل مِنْهُمَا مُحَمَّدًا وَسعد الدّين أصغرهما مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين 19 (أَبُو الْبَقَاء) بن البُلْقِينِيّ الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْعلم صَالح بن السراج عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي سبط الولوي مُحَمَّد بن عبد الله البُلْقِينِيّ الْمَاضِي ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين والشاطبيتين وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا والتفهني والبسطاي والمحب بن نصر الله فِي آخَرين وَسمع على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ خلق وَأخذ الْعَرَبيَّة والقطب وَغَيرهمَا عَن التقي الحصني وَالْفِقْه عَن وَالِده والشهاب الْمحلي والفرائض عَن أبي الْجُود وَطَائِفَة وَلكنه لم يمعن وناب عَن أَبِيه وَكَانَ ذكيا فَاضلا حسن الْعشْرَة متوددا أناب قبل مَوته بِنَحْوِ عَام حِين اجْتمع شَمله بحفيدة عَمه الْبَدْر وَمَات فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وتوجع لَهُ أَبوهُ وَدَفنه بمدرستهم رحمه الله وإيانا (أَبُو الْبَقَاء) الأحمدي أحد الْفُضَلَاء من سوق الْحَاجِب هُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن خلف 20 (أَبُو الْبَقَاء) بن بَريَّة هُوَ ابْن شمس الدّين مُحَمَّد بن كريم الدّين ابْن أخي يحيى الْمَاضِي وأخو أبي الْفَتْح الْآتِي مبَاشر منفلوط مَاتَ فِي الْمحرم أَو صفر سنة ثَمَانِينَ وَكَانَ سيوسا عَاقِلا ظَالِما عَفا الله عَنهُ 2 (أَبُو الْبَقَاء) بن الجيعان الْبَدْر مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ شَقِيق المحمدين أبي البركات وَصَلَاح الدّين وَهُوَ الْأَكْبَر ولد كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين الْمُوَافق لثاني توت وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وعدة كتب واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه الْجُزْء الْأَخير من الْمُسْتَخْرج
على مُسلم لأبي نعيم على السَّيِّد النسابة وَأبي الْحسن الأبودري والتاج مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن العرياني والأخوين الْجمال عبد الله والزين عبد الرَّحْمَن بني أَحْمد القمني والمسلسل على السَّيِّد والرشيدي والشهاب بن يَعْقُوب والقطب الْجَوْجَرِيّ والعز التكروري والقرافي وثلاثيات البُخَارِيّ على هَؤُلَاءِ السِّتَّة وَعبد الصَّمد الزَّرْكَشِيّ وَعبد الْملك الطوخي والعماد أبي البركات الْهَمدَانِي الجابي وَالشَّمْس بن أنس والمحب ابْن الألواحي والنور البلبيسي والجمالين يُوسُف الدَّمِيرِيّ وَابْن أَيُّوب والشهاب الْحَنْبَلِيّ الكتبي وَالْكثير مِنْهُ على الشهَاب الشاوي وختمه فَقَط على الْجلَال بن الملقن والشهاب الْحِجَازِي والمحبين ابْن الفاقوسي وَابْن الألواحي وَالشَّمْس الرَّازِيّ وَالْجمال ابْن أَيُّوب والبهاء بن الْمصْرِيّ وَأم هاني الهورينية وبلدانيات السلَفِي على الْأَخِيرَة وَقطعَة من آخر الْأَدَب الْمُفْرد على الزين شعْبَان بن حجر وَأَشْيَاء على وَمنى وَمن ذَلِك المسلسل بالأولية وبيوم الْعِيد وَغير ذَلِك من تصانيفي كمؤلفي فِي ختم مُسلم وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمسين فَمَا بعْدهَا خلق كشيخنا وَمن ذكر فِي أَخِيه أبي البركات وَغَيرهم وأقرأه الشهَاب السجيني وَغَيره الْقُرْآن وَغَيره وتدرب بِأَبِيهِ وَغَيره من أقربائه فِي الْمُبَاشرَة واشتغل فِي الْعلم على جمَاعَة مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِم وَغَيرهم كالشرفي يحيى الدماطي والسراج الْعَبَّادِيّ والجلال الْبكْرِيّ والكمال إِمَام الكاملية وَالشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وملا على والنور السنهوري فِي آخَرين بل قَرَأَ فِي التَّقْسِيم على الْعَبَّادِيّ وَكَذَا قَرَأَ على غَيره وَكَثُرت مخالطته لغير وَاحِد من الْفُضَلَاء وَرُبمَا قَرَأَ بعض بنيه على بَعضهم بِحَضْرَتِهِ فترقى بذلك كُله وتميز بِحسن ذكائه وَقُوَّة فاهمته فِي صَرِيحه وإيمائه وَجمع بعض التآليف المفيدة واتضع مَعَ الْعلمَاء فانتشرت محاسنه العديدة وَلَو تفرغ لذَلِك لَكَانَ من نَوَادِر زَمَانه وزواهر وقته وأوانه وَلكنه قَامَ من الْمُهِمَّات السُّلْطَانِيَّة بِمَا لم يبرمه غَيره وتودد للخاص وَالْعَام فتزايد بره وخيره وَقرب الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ ورتب من الْخيرَات مَا لَا يقصر فِيهِ عَن دَرَجَة المفلحين حَتَّى صَار وحيدا فِي مَعْنَاهُ فريدا فِي مقْصده ومغزاه وتزاحم النَّاس على بَابه وتصامم عَن الْمَكْرُوه وأربابه وَصَارَ بَيته ملْجأ للوافدين وملاذا للقاصدين وَكَانَ مَعَ ذَلِك حِين حج وانتفع بِهِ الْفُقَرَاء وعَلى الْمعَارض لَهُم احْتج وَكَذَا سَافر لكل من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهمَا من الْأَمَاكِن البهية للنَّظَر فِي الْمصَالح وَلم يعْدم فِي سَفَره مِمَّن يحملهُ مَعَه من عَالم وَصَالح وابتنى مدرسة بالزاوية الْحَمْرَاء بِالْقربِ من قناطر الأوز تُقَام فِيهَا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَتعلم بهَا
الْأَوْقَات بالدرج والساعات إِلَى غير ذَلِك من القربات والأيادي المناسبات فَالله تَعَالَى يحفظه فِي دينه ودنياه ويخفض عدوه الَّذِي بالسوء جاهره وباداه أَو أضمره غير ملتفت لعقباه وَيخْتم لَهُ بالصالحات ويريه فِي نَفسه وأخيه مَا تقربه الْأَعْين من الكرامات والمسامحات وَكَانَ قد التمس منى فِي حَيَاة وَالِده وجده تصنيف كتاب فِي الْأَشْرَاف حِين صَار يتَكَلَّم فِي وقف الْأَشْرَاف رَجَاء رَغْبَة الْملك فِي التَّوَجُّه إِلَيْهِم ثمَّ بعدهمَا فِي الذيل على دوَل الْإِسْلَام للذهبي فأجبته وَذكرت من أَوْصَافه فِي خطبتها مَا يحسن إثْبَاته هُنَا ووقعا عِنْده موقعا وانتفع بهما النَّاس فَكَانَ بذلك مشاركا فِي الثَّوَاب بِدُونِ إلباس وَكَذَا عِنْده من تصانيفي جملَة وَلم تزل المسرات واصلة إِلَى من قبله فِي السّفر والحضر والمبشرات بِلَفْظِهِ وقلمه مُتَوَالِيَة فِي رفع الكدر جوزى خيرا 2 (أَبُو الْبَقَاء) بن الجيعان آخر هُوَ الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد اللَّطِيف الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عبد اللَّطِيف ولد سنة إِحْدَى واربعين وَثَمَانمِائَة بدرب ابْن ميالة من بركَة الرطلي وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومختصر أبي شُجَاع ولازم الديمي فِي أَشْيَاء وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشُّكْر لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَحج فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَاسْتقر مَعَ أَخِيه بعد أَبِيه فِي جهاته وَهُوَ مفرط السّمن منجمع عَن كثيرين كتب بِخَطِّهِ من تصانيفه القَوْل البديع وَسمع مني الْيَسِير مِنْهُ وَمن غَيره ثمَّ كَانَ مِمَّن رسم عَلَيْهِمَا مَعَ الْمُتَكَلِّمين فِي أوقاف الزِّمَام وسافر فِي أثْنَاء ذَلِك بحرا مَعَ نَائِب جدة بعد أَن قصدني بمنزلي وودعني فجاور بَقِيَّة سنته وَرجع بعد الِانْفِصَال عَن الْمَوْسِم وَسَلَامه على أَيْضا حِين قدمت مَعَ الركب سنة سِتّ وَتِسْعين وَتوجه بِلَاد الْيمن فَمَاتَ بكمران مِنْهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ رَحْمَة الله وعوضه خيرا وَعَفا عَنهُ 23 (أَبُو الْبَقَاء) بن الزين هُوَ ابْن عبد الله بن أَحْمد بن حسن ابْن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ وَأمه خَدِيجَة المدعوة سَعَادَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي أحضر على الزين أبي بكر المراغي بل وَسمع عَلَيْهِ وعَلى خَاله أَحْمد بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن أبي بكر المرشديين وَعلي بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَأبي حَامِد المطري وَابْن سَلامَة وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع عشرَة فَمَا بعْدهَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة إِلَى أَن مَاتَ بهَا بالطاعون
سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء (أَبُو الْبَقَاء) بن الضياء مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد 24 (أَبُو الْبَقَاء) بن الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن الْخضر بن مُحَمَّد أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر التقي الْهَاشِمِي السّلمِيّ الأَصْل الْحَمَوِيّ المولد التَّاجِر صهر الناصري مُحَمَّد بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ ووالد إِبْرَاهِيم وَأحمد وأخو الْعَفِيف عبد الله والْعَلَاء على الماضين والتقي أَصْغَر الثَّلَاثَة وَيعرف بالهاشمي أحد التُّجَّار المعتبرين مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين بجدة وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا 25 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عجيل الرضى اليمني ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا لَهُ اطلَاع على السّير وَالْأَخْبَار والتواريخ والْآثَار مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ قَالَه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ 26 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عبد الرَّحِيم سيف الدّين بن أبي الصَّفَا بن أبي الْوَفَاء الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وشقيقه الْكَمَال أَبُو الوفا مُحَمَّد الْحَنَفِيّ ويدعى وَهُوَ الْأَصْغَر سَيْفا فَاضل مفنن دين 27 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن بريد الْمُحب بن الْبُرْهَان الْحَلِيمِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي القادري الْمَاضِي أَبوهُ وَأمه هِيَ ابْنة خَال السَّيِّد الشَّمْس مُحَمَّد بن حسن القادري الْمَاضِي ولد سنة خمس وَخمسين بِدِمَشْق وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وأحضره فِي الرَّابِعَة معي بِدِمَشْق على الْبُرْهَان الباعوني والشهب الأحمدين ابْن الزين عمر بن عبد الْهَادِي وَابْن زيد وَابْن الشَّرِيفَة والشمسين بن جوارش وَابْن الْخياط قيم القلانسية وَالْغَرْس خَلِيل بن الجوازة وَالْجمال يُوسُف ابْن النَّاظر الصاحبة وست الْقُضَاة ابْنة ابْن زُرَيْق وَفَاطِمَة ابْنة خَلِيل الهرستاني وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ باستدعائي جمَاعَة وأسممه وَالِده على وتكرر قدومه للقاهرة بعد موت وَالِده وأكرمه السُّلْطَان رِعَايَة لِأَبِيهِ مَعَ اشتماله على الْأَدَب والسكون والبهاء وَبِيَدِهِ مشيخة تصوف بالصالحية (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد السَّيِّد بن أَحْمد التقي بن الْبُرْهَان بن الْعَلَاء الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي تلميذ ابْن حجَّة وَيعرف بِابْن الصَّواف لقِيه النَّجْم بن فَهد بحلب فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكتب عَنهُ قَوْله
(رَأَيْت يَوْمًا رجلا أحمقا
…
قد أَمَاتَهُ القل والفقر)
(لم يمتلك وَالله ملوطة
…
وَعِنْده مَعَ فقره كبر)
29 -
(أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن زاك الرضي اليعلائي
نسبا الْحرَازِي الشَّافِعِي وَيُسمى عبد الله حفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وَغَيرهَا وتدرب بِأَبِيهِ فِي ذَلِك ثمَّ ارتحل بعد مَوته لتعز فَتلا للسبع بل وللعشر على الْمُوَافق أبي الْحسن على بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الشرعبي الشَّافِعِي الْمَاضِي واشتغل فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير على الْفَقِيه عمر بن مُحَمَّد الجبني وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة حَيّ جَازَ الكهولة متصد للقراءات انتفق بِهِ فِيهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْفَقِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد السرجي الْمَاضِي 30 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن جعمان الرضي الملقب بِالصديقِ السريفي الذوالي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده فَقِيه فَاضل مدرس كتبت لَهُ بِالْإِجَازَةِ فِي الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين ولأشقائه الشرفين أبي الْقَاسِم وَإِسْمَاعِيل وَالْفَخْر إِسْحَق ولأخوته لِأَبِيهِ الشَّمْس عَليّ وَإِدْرِيس وَعبد الفتاح وَسَائِر إخْوَته الذُّكُور وَالْإِنَاث على يَد بعض الآخذين عني بسؤاله 3 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن الْعِزّ مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن قدامَة الْعِمَاد الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالفرائضي ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع من الحجار وَأبي عبد الله بن الزراد وَأبي بكر بن الرضى وَأحمد بن الزبداني وَأبي الْعَبَّاس بن الْجَزرِي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَخلق وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ وَأَبُو بكر بن يُوسُف الْمزي وَآخَرُونَ وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ مُسْند الصالحية كَانَ عسرا فِي التحديث فسهل الله لي خلقه إِلَى أَن أكثرت عَنهُ فِي مُدَّة يسيرَة مَاتَ فِي أَيَّام حِصَار دمشق بالتتار وَقيل بعد رحيله عَنْهَا سنة ثَلَاث رحمه الله وَذكره فِي أنبائه أَيْضا والفاسي فِي ذيله والمقريزي فِي عقوده 3 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبَهَاء بن الحسام المزازي الكازروني الطاووسي فِي سنة تسع عشرَة بالمزاز وَهُوَ ابْن مائَة وَإِحْدَى وَعشْرين سنة فَأخذ عَنهُ بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة وَوَصفه بالشيخ المعمر الصَّالح الكسوب العابد الزَّاهِد 33 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أَخُو مُوسَى الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن مطير تفقه وَسمع الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَكَانَ صَالحا حسن الْأَخْلَاق وَوَصفه الْوَجِيه اليافعي فِي رسَالَته لِلشِّهَابِ أَخِيه بسيدي الْفَقِيه الصَّالح الْعَامِل الْعَالم الْوَرع وَأَنه بقدومه عَلَيْهِم فِي هَذَا الْعَام حصلت الزِّيَادَة والشرف والأنس التَّام وفاضت بركته على من رَآهُ من أهل الْخَيْر وَشهد لَهُ السادات بعلو الشَّأْن فَالْحَمْد لله على ذَلِك وَلَكِن لم يحصل بِهِ التملي وَحَال الحرمان عَن تأدية
بعض مَا يجب من حَقه وَحصل الأسف الشَّديد بعد فِرَاقه 34 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مصلح بن إِبْرَاهِيم الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْعِرَاقِيّ ولد فِي لَيْلَة ثامن رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ على النُّور على الديروطي ثَلَاث ختمات لأبي عَمْرو إفرادا ثمَّ جمعا وببعضه على الشهَاب الشوائطي وَحضر فِي صغره مجْلِس الزين بن عَيَّاش وَحفظ الْمِنْهَاج ومختصر أبي شُجَاع وألفية النَّحْو والشاطبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الزين خطاب وامام الكاملية وَقَرَأَ فِي النَّحْو على الْبَدْر حسن الْمرْجَانِي وَإِبْرَاهِيم الشرعبي وَعنهُ أَخذ فِي الْحساب وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والتقى بن فَهد وَغَيرهمَا وَخلف وَالِده فِي الاعتمار والانجماع ومزيد التودد والتوجه للطائف وَالْمَدينَة لَكِن أَحْيَانًا مَعَ الْقيام بالبيمارستان وَغَيره وَسيرَته حميدة وَقد زَاد على أَبِيه بِحِفْظ الْقُرْآن وتلاوته وَعدم ذكره للنَّاس وَفَاته فقد الأقوام الناظرين فِي الْمصَالح الَّذين كَانَت تجْرِي خيراتهم على يَد أَبِيه فِي المرستان وَغَيره بِحَيْثُ كثرت دُيُونه وَعِيَاله وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَتوجه مِنْهَا لدمشق فِي الْمُطَالبَة بِشَيْء يتَعَلَّق بالبيمارستان ثمَّ توجه لزيارة بَيت الْمُقَدّس فَاعْتَمَرَ وَعَاد لمَكَّة وَأرْسل بولده عبد الرَّحْمَن فِي الَّتِي بعْدهَا فَفعل كأبيه وَلم يحصل لَهما الْغَرَض وتزايدت الدُّيُون وتعب خاطره بِكَثْرَة عِيَاله وَقلة متحصله وَنعم الرجل 35 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد الصَّدْر بن التقي الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو النظام عمر ووالد الْعَلَاء على الماضيين وَأَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن مُفْلِح ولد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ قَلِيلا واستنابه وَهُوَ صَغِير واستنكر النَّاس ذَلِك ثمَّ نَاب لِابْنِ عبَادَة وَشرع فِي عمل المواعيد وشاع اسْمه وراج بَين الْعَوام وَكَانَ على ذهنه كثير من التَّفْسِير وَالْأَحَادِيث والحكايات مَعَ قُصُور شَدِيد فِي الْفِقْه وَولي الْقَضَاء اسْتِقْلَالا فِي سنة سبع عشرَة ثمَّ عزل بعد خَمْسَة أشهر وَاسْتمرّ على عمل المواعيد حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ غَيره أَنه رُبمَا كتب على الْفَتَاوَى مَعَ مَا يبديه من مدارس الْحَنَابِلَة وَعين يَوْم الْخَمِيس لوفاته وَأَنه دفن بالروضة وَقد جَازَ الْأَرْبَعين 36 (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الهيصمي الجلاد اليمني الطَّبِيب مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة أَربع وَخمسين أرخه ابْن فَهد (أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن معتوق مضى فِي أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله
37 -
(أَبُو بكر) بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف التقي البعلي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن قندس بِضَم الْقَاف والمهملة بَينهمَا نون وَآخره مُهْملَة ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَمَانمِائَة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فتعانى الحياكة كأبيه ثمَّ أقبل على الْقُرْآن فحفظه فِي وَمن يسير عِنْدَمَا قَارب الْبلُوغ مَعَ استمراره لمعاونة أَبِيه فِي الحياكة ثمَّ قَرَأَ بعض الْعُمْدَة فِي الْفِقْه على مَذْهَب أَحْمد وَالْتمس من وَالِده شِرَاء نُسْخَة بالمقنع فَمَا تيَسّر فَأعْطَاهُ بعض الطّلبَة نسخته بالتنبيه للشَّافِعِيَّة فحفظ بعضه ثمَّ تَركه وَحفظ الْمقنع والطوفى فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو والملحة وَغَيرهَا وتفقه بالتاج بن بردس ولازمه مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى أذن لَهُ بالإفتاء والتدريس وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا صَحِيح البُخَارِيّ والسيرة لِابْنِ هِشَام وَكَذَا أذن لَهُ من قبله الشّرف بن مُفْلِح وَحج فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا جدا ثمَّ قدم دمشق فاستوطنها وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن القطب اليونيني وَغَيره والمعاني وَالْبَيَان عَن جمَاعَة من الدمشقيين والقادمين إِلَيْهَا مِنْهُم يُوسُف الرُّومِي وَالْأُصُول عَن الْبَدْر العصياتي والمنطق عَن الشريف الْجِرْجَانِيّ وتلا بِالْقُرْآنِ تجويدا على إِبْرَاهِيم بن صَدَقَة وَقَرَأَ على الشَّمْس بن نَاصِر الدّين منظومته فِي عُلُوم الحَدِيث وَشَرحهَا وَأخذ الْيَسِير عَن شَيخنَا وَسمع فِي مُسْند إِمَامه على الشهَاب بن نَاظر الصاحبة وَكَذَا سمع على غَيره وَلزِمَ الإقبال على الْعُلُوم حَتَّى تفنن وَصَارَ متبحرا فِي الْفِقْه وأصوله وَالتَّفْسِير والتصوف والفرائض والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان مشاركا فِي أَكثر الْفَضَائِل مَعَ الذكاء المفرط واستقامة الْفَهم وَقُوَّة الْحِفْظ والفصاحة والطلاقة فَحِينَئِذٍ عكف الطّلبَة عَلَيْهِ وَأَقْبلُوا بكليتهم لَهُ وانتدب لإقرائهم حَتَّى كَبرت تلامذته ونبغ مِنْهُم غير وَاحِد وَأَحْيَا الله بِهِ هَذَا الْمَذْهَب بِدِمَشْق وَوعظ النَّاس بِجَامِع الْحَنَابِلَة وَغَيره فَانْتَفع بِهِ الْخَاص وَالْعَام كل ذَلِك مَعَ الدّين المتين والورع الثخين ومزيد التقشف والتواضع والزهد والورع والعفاف والتحري فِي الطَّهَارَة وَغَيرهَا والمثابرة على أَنْوَاع الْخَيْر كَالصَّوْمِ والتهجد والحرص على الِانْقِطَاع والخمول وَعدم الشُّهْرَة وغزارة الْمُرُوءَة والإيثار وَالتَّصَدُّق مَعَ الْحَاجة والإعراض عَن بني الدُّنْيَا جملَة وَعَن وظائف الْفُقَهَاء بِالْكُلِّيَّةِ والتكسب بالحياكة غَالِبا والتودد للطلبة بل وَإِلَى سَائِر الْفُقَهَاء حَتَّى صَار مُنْقَطع القرين واشتهر اسْمه وَبعد صيته وَصَارَ لأهل مذْهبه بِهِ مزِيد فَخر وَلم يشغل نَفسه بتصنيف بل لَهُ حواش وتقييدات على بعض الْكتب كفروع ابْن مُفْلِح بِحَيْثُ جردت فِي مُجَلد وَقد امتحن بهَا بَين الشَّافِعِيَّة والحنابلة بِدِمَشْق
وَعقد لَهُ مجْلِس حافل عِنْد النَّائِب وتعصبوا عَلَيْهِ فَلم ينهضوا لمقاومته وَقدم مصر فَعَظمهُ الأكابر خُصُوصا شَيخنَا وابتهج بقدومه عَلَيْهِ وَأهْدى لَهُ شَيْئا من ملبوسه وَكتبه ولقيته إِذْ ذَاك وَسمع بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وانتفعت بلحظه ودعائه ثمَّ لَقيته بصالحية دمشق فَبَالغ فِي إكرامي بِمَا لَا أنهض لوصفه واغتبط بمحبتي وَلزِمَ السماع معي هُوَ والأعيان من طلبته وأعانني فِي تَحْصِيل بعض الْكتب والأجزاء وعزم على السّفر معي إِلَى حلب وبعلبك ثمَّ أعرض عَن ذَلِك بِسَبَب يرجع إِلَى الْإِخْلَاص وَلما رجعت إِلَى الْقَاهِرَة أرْسلت إِلَيْهِ هَدِيَّة فَأحْسن بقبولها وَأظْهر سُرُورًا وَقد وَصفه تِلْمِيذه الْعَلَاء المرداوي بِأَنَّهُ عَلامَة زَمَانه فِي الْبَحْث وَالتَّحْقِيق وَقَالَ ابْن أبي عذيبة شيخ الْحَنَابِلَة بِالشَّام وإمامهم ومفتيهم وعالمهم وزاهدهم مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَدفن بالروضة جوَار الْمُوفق بن قدامَة وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله رحمه الله ونفعنا بِهِ 3 {أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الْفَخر بن الشهَاب المرشدي الفوي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالفخر المرشدي وَالِد مُحَمَّد الْمَدْعُو عبد الصَّمد ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه على ابْن الْجَزرِي بعدة رِوَايَات وَسمع عَلَيْهِ شَيْئا من الحَدِيث وَحفظ أربعي النَّوَوِيّ والعمدة والمنهاج الفرعي وَعرض على الْجمال بن ظهيرة وَابْن سَلامَة والنجم الْمرْجَانِي وَآخَرين مِمَّن أجَاز لَهُ وَنَقله أَبوهُ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَسمع بهَا الزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ من أَهلهَا القاضيان عبد الرَّحْمَن بن صلح وَنور الدّين عَليّ بن أبي الْفَتْح الزرندي وَالْجمال الكازروني وَبحث عَلَيْهِ نصف تَفْسِير الْبَغَوِيّ وَغَيرهم ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة وَسمع بهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا ولازم الْحَج والاعتمار من الْجِعِرَّانَة مُدَّة إِقَامَته فِيهَا وَدخل الْيمن والقاهرة وَالشَّام ورحل إِلَى أدرنة من بِلَاد الرّوم فَمَا دونهَا وَحضر هُنَاكَ غزَاة على سَاحل الْبَحْر الْأَخْضَر وباشر فِيهَا الْقِتَال وَقَرَأَ قصيدة البوصيري الهمزية على الشَّمْس الفنري وَسمع عَليّ بحلب على الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وبدمشق على ابْن نَاصِر الدّين وَأبي شعر وَأبي زكنون وَبحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس الكفيري والشهاب بن المحمرة وَعرض بهَا الْمِنْهَاج على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَأَجَازَهُ وَكَذَا أجَاز لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَالْجمال بن الشرايحي والشهابان الحسباني وَابْن حجي وَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وَدخل مصر أَيْضا وَأجَاب بهَا عَن ذَاك اللغز الَّذِي أَوله تَقول فتاة المنحنى بعد بعْدهَا وَقد سمحت من بعد صد وإعراض
وَكَانَ ذكيا عَاقِلا سَاكِنا ظريفا لطيف الْعشْرَة غزير الْحِفْظ لأيام الْعَرَب وَأَشْعَارهَا كثير المخالطة للموجودين مِنْهُم وَالْحِفْظ لكَلَام مَعَ مُشَاركَة فِي الطِّبّ واللغة كتب الْمَنْسُوب وخالط الأكابر وَالْعُلَمَاء كالكمال بن الْبَارِزِيّ والعز الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ وَكتب عَنهُ البقاعي من شعره وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا لَقيته بِمَكَّة وَغَيرهَا مرَارًا واستفدت مِنْهُ وَأَجَازَ وَفِي تَرْجَمته من المعجم فَوَائِد مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح وَدفن بالمعلاة رحمه الله وَعَفا عَنهُ 39 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل الْمصْرِيّ الْبَنَّا ذكره ابْن فَهد مُجَردا (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح يَأْتِي قَرِيبا 40 (أَبُو بكر) بن أبي ذَر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْحلَبِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِأَبِيهِ ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض واشتغل على أَبِيه وَغَيره وأسمعه مَعنا فِي حلب سنة تسع وَخمسين على ابْن مقبل وحليمة ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي وتدرب فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ وَنَحْوه فَلَمَّا تعلل أَبوهُ خَلفه فِي الْقِرَاءَة بالجامع وَاسْتمرّ بعد مَوته حَتَّى مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين بعد موت ولد لَهُ مراهق أَو نَحوه وتخلف لَهُ ابْن صَغِير لم يبْق نم بَيتهمْ فِيمَا قيل غَيره وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا 4 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أَخُو أبي الْقَاسِم وَابْن أخي أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْمَاضِي قَرِيبا ويلقب بِالصديقِ وَيعرف كسلفه بِابْن مطير كَانَ متأهلا لوظيفتهم فَقِيها خيرا مدرسا قَالَه الأهدل 4 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الزين النابلسي الأَصْل الدمشق الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده نزيل الْقَاهِرَة وَصَاحب النَّجْم يحيى بن حجي وَيعرف كسلفه بِابْن فلاح بِالتَّخْفِيفِ مِمَّن نَشأ بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَحضر بهَا بعض الدُّرُوس وقطن الْقَاهِرَة فِي بَيت ابْن الْبَارِزِيّ لاخْتِصَاص أَبِيه بالكمال ولازم الانتماء للنجم الْمشَار إِلَيْهِ وَوَافَقَهُ فِي الْأَخْذ عَن جلّ شُيُوخه كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ والمناوي والمحلى والشرواني والشمني وَكَذَا أَخذ عَن ابْن حسان وَلَا أستبعد أَن يكون أَخذ بِدِمَشْق عَن الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب وَغَيرهمَا نعم أَخذ عَن النَّجْم بن قَاضِي عجلون ثمَّ عَن أَخِيه التقي وَسمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية بل سمع مني قَلِيلا وسألني عَن أَشْيَاء وتميز وشارك فِي الْفَضِيلَة وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وأظن كَانَ كِتَابه الْحَاوِي فقد فقد كَانَت لَهُ عناية بشرحه للقونوي وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وتكرر دُخُوله الْبِلَاد الشامية لقبض جِهَات صَاحبه وَأُخْته وَبني عبد الرَّحِيم بن الْبَارِزِيّ ثمَّ بعده لوَلَده وَبَقِيَّة الْمشَار إِلَيْهِم وَصَارَ لذَلِك يركب
الْفرس ويتبعه الجنيب مَعَ خبر وعقل ولطف وَحسن عشرَة وخفة روح وتواضع وتنزه وَعدم حصر وتناقص حَاله بِأخرَة بِحَيْثُ قطن الشَّام وَتزَوج بهَا وَجلسَ شَاهدا بِبَاب الْجَابِيَة بل بِبَاب قاضيه الشهَاب بن الفرفور وَلم يحصل من ذَلِك على طائل وَصَارَ يَبِيع كتبه أَولا فأولا وهش ثمَّ بدا لَهُ التَّوَجُّه لطرابلس ليخبر أمره فِي استيطانها فَأم باينال نائبها وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فِيمَا بَلغنِي وَأَنه لم يقصر على السّبْعين رحمه الله وإيانا 43 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم التقي بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْبُرْهَان الباحسيتي الْحلَبِي وباحسيتا حارة مِنْهَا بحذاء بَاب الْفرج الْمصْرِيّ الأَصْل الشَّافِعِي البسطامي وَيعرف هُنَاكَ بِابْن الْمصْرِيّ ولد فِي أول سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو آخر الَّتِي قبلهَا بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على عبيد البابي وَبِه تفقه وَكَذَا اشْتغل على الزين عبد الرَّزَّاق العجمي وجنيد الْكرْدِي ولازم الْبُرْهَان الْحلَبِي حَتَّى سمع مِنْهُ الْكثير من المطولات كالصحيحين وَغَيرهمَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا وَأخذ طَرِيق الْقَوْم عَن أبي بكر الحيشي البسطامي وَفضل أحد المنسوبين لسيدي عبد الْقَادِر بل ارتحل فَسمع على الشهَاب بن الرسام بحماة وَقَرَأَ على ابْن نَاصِر الدّين بِدِمَشْق صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وعَلى شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ قِطْعَة كَبِيرَة من أول صَحِيح مُسلم وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل البارع المفنن وَالَّذِي قبله بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل الْمُقْرِئ المجود الْمُحدث البارع الْخَطِيب وَسمع أَيْضا من الْجمال أَحْمد بن الْفَخر أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الهمامي وَقدم بعد دهر الْقَاهِرَة فلازم الْحُضُور عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَسمع دروسا كَثِيرَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بل قَرَأَ مشيخة ابْن شَاذان على ثمَّ على الشهَاب الشاوي وَأخذ عَن الزكي الْمَنَاوِيّ المسلسل وَبَعض سنَن أبي دَاوُد واستجاز عليا حفيد يُوسُف العجمي وَغَيره ثمَّ قدم مرّة أُخْرَى فَكتب القَوْل البديع من تصانيفي وَمَا عملته فِي ختم البُخَارِيّ وسمعهما من لَفْظِي ولازمني حَتَّى سَافر فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَأقَام بهما يَسِيرا وَدخل الرّوم وَغَيرهَا وَتكلم على النَّاس فأجاد وخطب وَوعظ وَهُوَ خير نير فَاضل مستحضر لِأَشْيَاء جَيِّدَة من متون ومهمات وَغير ذَلِك مَعَ أنسة بِالْعَرَبِيَّةِ وَآخر مَا لَقيته فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة ثمَّ بلغتني وَفَاته فِي سنة تسعين أَو الَّتِي تَلِيهَا على مَا يحرر وَخلف ولدا سيء السِّيرَة 44 (أَبُو بكر) بن أَحْمد الطّيب بن أبي بكر بن أَحْمد دعسين بن عَليّ بن عبد الله
ابْن مُحَمَّد دعسين بن مُبين بِضَم أَوله ثمَّ مُوَحدَة وَآخره نون الْقرشِي نِسْبَة لقبيلة يُقَال لَهَا القرشية بِالْيمن كَانَ جده عَالما لَهُ تصانيف مِنْهَا شرح لأبي دَاوُد فِي أَربع مجلدات مَاتَ عَنهُ مسودة وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَترك ابنيه مُحَمَّدًا وَكَانَ فَقِيها عَارِفًا مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وأحمدا الملقب بالطيب مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة ولثانيهما صَاحب التَّرْجَمَة وَكَانَ فَقِيها محققا متصوفا صحب عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم المخا واختص بِهِ وَحمل عَنهُ كثيرا من كتب التصوف وَكتب الشاذلية وَولي قَضَاء موزع مديدة ثمَّ انْفَصل عَنهُ وَلزِمَ التدريس والإفتاء حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ذكرهم الأهدل بِنَحْوِ هَذَا 45 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الرضى عبد الحميد الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو عبد الرَّحِيم وَعبد المحسن وَأمه يَمَانِية ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ من أجَاز ابْن عَمه الكريمي عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن ظهيرة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان بِمَكَّة 46 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الأدكاوي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن وهيب تَصْغِير جد لَهُ أَعلَى اسْمه عبد الْوَهَّاب يُقَال أَنه من المهتدين ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بأدكو وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومختصر أبي شُجَاع وألفية النَّحْو والملحة والرحبية فِي الْفَرَائِض وَنصف الْمِنْهَاج وَعرض جَمِيع الألفية على الشَّمْس المالقي وأماكن مِنْهَا على الْبَدْر بن المخلطة وَمُحَمّد بن عبد الْكَرِيم التلمساني وَابْن سَلامَة ولازم التقي الأوجاقي فِي الْفِقْه والأصلين والنحو وَحضر دروس الْبُرْهَان بن أبي شرِيف فِي الْفِقْه وزار بَيت الْمُقَدّس بل وصل لحلب فِي التِّجَارَة وَدخل طرابلس وبيروت ودولب القماش فِي بَلَده وَقَامَ وَقعد وناب عَن زَكَرِيَّا بادكو بعد صرف نور الدّين بن الفويطي وَكَانَت قلاقل بل نَاب قبل عَن الْمُحب أخي السُّيُوطِيّ وَتردد إِلَيّ كثيرا وَهُوَ متشدق مُتَكَلم لَهُ فهم وخبرة بالمخاصمات وَلذَا أعرض الزيني زَكَرِيَّا عَن استنابته وأضافها لغيره 47 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر بن العجمي الْحلَبِي البلان بحمام شيخو وَيعرف جده بالبقيار ذكره البقاعي هَكَذَا (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن أبي بكر الزين الشنواني يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ 4 {أَبُو بكر) بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الزين الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القاهري أحد الْأُخوة وَأمه فتاة لِأَبِيهِ تركية مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ
بالظاهرية وَمَات تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ 49 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن أبي بكر التقي أَبُو الصدْق بن الشهَاب بن أبي الرّبيع الْأَذْرَعِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ كتبا واشتغل فِي فنون وَمن شُيُوخه الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَكَانَ يَحْكِي عَنهُ فِي استشكال لاقرابه قَرِيبه بتزويج النَّبِي
ابْنَته من عَليّ رضي الله عنهما أَنَّهَا لَيست قريبَة فَإِنَّهَا ابْنة ابْن عَمه وَكَذَا أَخذ عَن التقي بن قَاضِي شُهْبَة بل شَاركهُ فِي بعض شُيُوخه وَسمع من عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي جلّ الصَّحِيح فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب بن الْعِمَاد الحسباني وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وتصدى لنفع الطّلبَة فَأخذ عَنهُ الأماثل ودرس بالعادلية الصُّغْرَى وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الْمَقْدِسِي وَكتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ ورأيته قرط تصنيف النَّجْم بن قَاضِي عجلون فِي مَسْأَلَة ذَبَائِح أهل الْكتاب بِمَا أثْبته فِي تَرْجَمته فِي المعجم وَكَذَا قرض لغيره وَكَانَ أحد أوعية الْعلم وأعيان النواب مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة السبت سلخ ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين بِدِمَشْق وَتوقف النَّاس فِي مَوته وَزعم بَعضهم أَنه أسكت فَأخر إِلَى يَوْم الْأَحَد فَلَمَّا تحقق مَوته غسل وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَحمل حَاجِب الْحجاب نعشه من منزله بالعادلية الصُّغْرَى إِلَى وسط الْجَامِع وَدفن بمقبرة الْبَاب الشَّرْقِي وَكَانَت جنَازَته حافلة بالأعيان رحمه الله وإيانا 50 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْفَخر الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمدنِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالشامي سمع على الصّلاح بن أبي عمر جُزْء الْهَيْثَم بن كُلَيْب وَمن ابْن أميلة التِّرْمِذِيّ بفوت وَمن الْعِزّ بن جمَاعَة القَاضِي وَالْفَخْر عُثْمَان النويري النَّسَائِيّ ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ كَانَ خيرا دينا اشْتغل كثيرا وتيقظ وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر وناب فِي الحكم وَأكْثر التَّوَجُّه إِلَى الشَّام ومصر مَاتَ فِي الْمحرم سنة عشر عَن سِتِّينَ سنة وَقد أسْرع إِلَيْهِ الشيب جدا وَذكره الفاسي فِي ذيله فَقَالَ وَكَانَت لَهُ نباهة فِي الْفِقْه تفقه فِي الْمَدِينَة بالزين المراغي وَأخذ عَن غَيره بِمصْر وَالشَّام وناب فِي الحكم بِالْمَدِينَةِ عَن الزين عبد الرَّحْمَن الفارسكوري أشهرا قَليلَة وَكَانَ فِيهِ خير وَدين وأدب ومذاكرة حَسَنَة مَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ 5 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عبد الله الزكي المهجمي الأَصْل الْمصْرِيّ التَّاجِر الكارمي وَيعرف بِابْن الهليس بِكَسْر الْهَاء وَاللَّام وَآخره مُهْملَة ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع على التنوخي وَابْن الشيخة وَابْن أبي الْمجد والصردي وَابْنَة الْأَذْرَعِيّ وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ من مَكَّة الشَّمْس بن سكر وَمن بَيت الْمُقَدّس أَبُو الْخَيْر
العلائي وَمن دمشق أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ فِي آخَرين مِنْهَا وَمن غَيرهَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ نَشأ فِي حَال بزَّة وترفه ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ بعد أَن جَازَ الْعشْرين ولازم الشُّيُوخ وَسمع معي من عوالي شُيُوخه فَأكْثر جدا وَأَجَازَ لَهُ عَامَّة من أخذت عَنهُ فِي الرحلة الشامية ورافقني فِي الِاشْتِغَال على الأبناسي والبلقيني والعراقي وَغَيرهم ثمَّ دخل الْيمن فِي سنة ثَمَانِي مائَة فاستمر بالمهجم وبعدن إِلَى أَن عَاد من قريب فسكن مصر ثمَّ ضعف بالذرب واختل عقله جدا وسئم مِنْهُ جِيرَانه فنقلوه إِلَى البيمارستان المنصوري فَأَقَامَ بِهِ نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ مَاتَ وَصليت عَلَيْهِ ودفنته بالتربة البيبرسية فِي يَوْم الْأَحَد سلخ الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ رحمه الله وإيانا 5 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عبد الْمهْدي بن عَليّ بن جَعْفَر الْمَكِّيّ الصَّيْرَفِي مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ 53 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عُثْمَان الْفَخر الجبرتي الشَّافِعِي نزيل طيبَة مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 54 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان الكركي الصَّالِحِي وَيعرف براجح ولد تَقْرِيبًا بعد سنة خمسين وَسَبْعمائة وَذكر أَنه سمع من الْمُحب الصَّامِت والعماد الْحَنْبَلِيّ ورسلان الذَّهَبِيّ وَأبي الهول صَحِيح البُخَارِيّ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بسفح قاسيون وَدفن بِهِ رحمه الله 55 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن قنان فَخر الدّين الدِّمَشْقِي الأَصْل الْعَيْنِيّ الْحَنَفِيّ وَهُوَ بلقبه أشهر ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ منظومة النَّسَفِيّ وَنصف الْمجمع وَعرض على الشَّمْس الخجندي والمحب الطَّبَرِيّ وَأبي الْفرج المراغي وَسعد الدّين سعيد الزرندي القَاضِي والبدر ابْن عبيد الله وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي مجاورته بِمَكَّة فِي الْفِقْه فِي قسم من تَقْسِيم مجمع الْبَحْرين وعَلى نور الدّين الفنري فِي الْمنطق فِي مجاورته أَيْضا وأنشدني عَنهُ قَوْله مجيبا لمن مدحه ببيتين
(كَيفَ السرُور لمَذْهَب هُوَ عاري
…
عَمَّا يزجيه رضى الستار)
(لَكِن بسركم ارتجي كرما لَهُ
…
أَن الرِّجَال لمعدن الْأَسْرَار)
(على الْإِلَه إِذا وقفت يجيبني
…
أَن لَا يُنَادي يَا فناري نَار)
وَسمع مني بِالْمَدِينَةِ أَشْيَاء وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء بل لَهُ منسك لطيف واختص بالشمس بن الزَّمن وَقدم على السُّلْطَان من قبله مرّة ثمَّ قدمهَا أُخْرَى وأثرى وَهُوَ عَاقل متودد متأدب ذُو عِيَال وَلَا يَخْلُو من افضال وَبِيَدِهِ بِالْمَدِينَةِ الشمسية مَوضِع بهج فِيهِ بُسْتَان وبحرة وَكَذَا بقباء وَغير ذَلِك وَقد تزوج ابْنَته القَاضِي
صَلَاح الدّين بن صَالح ثمَّ النَّجْم بن ظهيرة واستولدها وَسكن عِنْدهم بالشمسية الْمشَار إِلَيْهَا 56 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ بن شرف الزين الْحَنْبَلِيّ الميقاتي أحد الشُّهُود بحانوتهم بالحلوانيين كتب بِخَطِّهِ أَنه ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَالله أعلم مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين ظنا 57 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عَليّ وَيعرف بالقرعان بِضَم الْقَاف ثمَّ مُهْملَة وَآخره نون تَاجر مَسْتُور فِي حَانُوت بقيسارية طيلان مِمَّن سمع مني (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن عمر الشّرف بن الشهَاب العجلوني مضى فِي المحمدين وسمى شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَالِده مُحَمَّد أَيْضا (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن فلاح مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر قَرِيبا 5 {أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عَليّ التقي بن الشهَاب الحوارني الْحَمَوِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد نزيل مَكَّة وَيعرف كأبيه بِابْن الحوراني وَهُوَ ابْن عَم يحيى بن عمر الْمَاضِي وَزوج أُخْته شَاب ولد فِي سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَقَرَأَ بِمَكَّة عِنْد حسن الطلخاوي فِي الْقرَاءَات وَالْفِقْه والعربية وزوجه أَبوهُ ابْنة أَخِيه عمر واستولدها ولازمني فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة حَتَّى سمع بِقِرَاءَة ابْن عَمه الْمَذْكُور الصَّحِيح سوى قِطْعَة من أَوله هِيَ جزآن وَنصف فَسَمعَهَا من لَفْظِي وَقَرَأَ هُوَ بَعْضهَا مَعَ بعض أربعي النَّوَوِيّ وحدثته بباقيها مَعَ المسلسل بالأولية وَسورَة الصَّفّ وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع مني وعَلى أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة 59 (أَبُو بكر) بن الْمُحب أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ مَاتَ وَهُوَ ابْن نصف شهر فِي سلخ ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة 60 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الطنبداوي الْمَكِّيّ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 6 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب بن مشرف التقي بن الشهَاب بن الشَّمْس بن النَّجْم بن الشّرف الْأَسدي الشهبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَحَمْزَة من بَيت كَبِير أَشرت لمن عَرفته مِنْهُم فِي المعجم وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي شُهْبَة لكَون النَّجْم وَالِد جده أَقَامَ قَاضِيا بشهبة السَّوْدَاء أَرْبَعِينَ سنة ولد فِي رَابِع عشري ربيع الأول سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة بعد أَن أحضرهُ على وَالِده فِي الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وَالرَّابِعَة وَمِمَّا حمله عَنهُ البُخَارِيّ فاشتغل بِالْعلمِ وَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم كَمَا قرأته بِخَطِّهِ
سراج البُلْقِينِيّ قَالَ وَهُوَ أعلاهم والشهب الزُّهْرِيّ وَابْن حجي والملكاوي الشرفان الشريشي والغزي وَالْجمال الطيماني والزين الْقرشِي الْحَافِظ والبدر بن مَكْتُوم وَالشَّمْس الصرخدي وَسمع كَمَا بِخَطِّهِ من أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والْعَلَاء بن أبي الْمجد وَابْن صديق وكما يخط بَعضهم من غَيرهم وَمن جده الشَّمْس وتدرب على التَّارِيخ بالشهاب بن حجي وَله على تَارِيخه ذيل انْتهى فِيهِ إِلَى سنة أَرْبَعِينَ كَذَا عمل مُخْتَصرا لطيفا مُفِيدا فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة استمد فِيهِ بل وَفِي سَائِر تعاليقه التاريخية من تصانيف شَيخنَا ومراسلاته حَسْبَمَا يُصَرح بِالنَّقْلِ عَنهُ وَعَلِيهِ فِيهَا عدت مؤاخذات وفنه الَّذِي طَار اسْم بِهِ هُوَ الْفِقْه قد انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِيهِ بِبَلَدِهِ بل صَار فَقِيه الشَّام وعالمها ورئيسها ومؤرخها وتصدى للإفتاء والتدريس فَانْتَفع بِهِ خلق وَحدث بِبَلَدِهِ وببيت الْمُقَدّس سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي ودرس بالسرورية والأمجدية والمجاهدية والظاهرية والناصرية والعذراوية والركنية وَغَيرهَا وناب فِي تدريس الشاميتين وَصَارَ الْأَعْيَان فِي وقته بِبَلَدِهِ من تلامذته ورحل إِلَيْهِ من الْأَمَاكِن النائية كل ذَلِك مَعَ الذكاء والفصاحة والشهامة والديانة وَحسن الْخلق والمحاسن الوافرة وَمن تصانيفه سوى مَا تقدم شرح الْمِنْهَاج سَمَّاهُ كِفَايَة الْمُحْتَاج إِلَى تَوْجِيه الْمِنْهَاج وَلكنه لم يكمل وقف فِيهِ مَكَان وقف السُّبْكِيّ فِي الْخلْع فِي أَربع مجلدات وَشرح التَّنْبِيه سَمَّاهُ كَافِي النبيه وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عوضا عَن الْكَمَال ابْن الْبَارِزِيّ وَلم يلبث أَن صرف بالبهاء بن حجي لكَونه خطب فِي وَاقعَة إينال الجكمي للعزيز يُوسُف بن الْأَشْرَف برسباي ثمَّ أُعِيد بعد الونائي فِي شَوَّال الَّتِي تَلِيهَا وانفصل عَن قرب أول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَانْقطع للْعلم وسافر قبيل مَوته بِجَمِيعِ عِيَاله لزيارة بَيت الْمُقَدّس فِي رَمَضَان وَقصد الشهَاب أَبَا البقا الزبيرِي بِالْمَدْرَسَةِ الطولونية لزيارته فَقيل أَنه تكلم على بعض الْمحَال من البُخَارِيّ بِحَضْرَة المزور بِمَا أبهت بِهِ من حضر حَتَّى قَالَ بَعضهم لَو كَانَ هُنَا ابْن حجر لم يتَكَلَّم بِأَكْثَرَ وَلَا أحسن وتحققوا بذلك تقدمه فِيمَا عدا الْفِقْه أَيْضا وَلما انْقَضى أربه من الزِّيَارَة عَاد فَمَاتَ فَجْأَة وَهُوَ جَالس يصنف ويكلم وَلَده الْبَدْر بعد عصر يَوْم الْخَمِيس حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب الصَّغِير عِنْد سلفه وَكَانَ لَهُ مشْهد لم ير لأحد من أهل عصره مثله وتأسف الدمشقيون على فَقده وَمن الْغَرِيب مَا حَكَاهُ وَلَده أَنه قبل مَوته أَظُنهُ بِيَوْم ذكر موت الْفجأَة وَأَنه إِنَّمَا أَخذه أَسف للْكَافِرِ وَأما الْمُؤمن فَهُوَ لَهُ رَحْمَة وَقرر
ذَلِك تقريرا شافيا قلت وَقد ترْجم البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز من صَحِيحه موت الْفجأَة وَقد تَرْجمهُ بعض الْمُتَأَخِّرين فَقَالَ أَنه نَاب مُدَّة بشهامة وصرامة وَحُرْمَة وَكلمَة نَافِذَة ثمَّ اسْتَقل مرَّتَيْنِ وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب فِي زَمَانه بل رياسة الشَّام كلهَا وَصَارَ مرجعها إِلَيْهِ ومعولها فِي مشكلاتها عَلَيْهِ ورزق من ذَلِك مَا لم يرزقه فِيهِ غَيره حَتَّى قَالَ الحسام الْحَنَفِيّ أَنه لم يحصل لشافعي قطّ مَا حصل لَهُ فَإِنَّهُ يرى نَص الشَّافِعِي فِي مَسْأَلَة فتواه على خِلَافه فَيعْمل بهَا لكَونه عِنْدهم أخبر بِنَصّ الشَّافِعِي من غَيره وَلم يدانه فِي زَمَانه بل وَلَا قبله من مدد فِي معرفَة فروع الشَّافِعِيَّة سِيمَا تَخْرِيج كَلَام الْمُتَأَخِّرين أحد وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير بِحَيْثُ لَو قَالَ الْقَائِل أَنه كتب مِائَتي مُجَلد لم يتَجَاوَز وخطه فائق دَقِيق وَبيع فِي تركته نَحْو سَبْعمِائة مُجَلد كَاد أَن يستوفيها مطالعة وَألف التَّارِيخ الْكَبِير ابْتَدَأَ فِيهِ من سنة مِائَتَيْنِ إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَفِي أَثْنَائِهِ خرم أكمله بعض تلامذته وذيلا على تواريخ الْمُتَأَخِّرين الذَّهَبِيّ والبرزالي وَابْن رَافع وَابْن كثير وَغَيرهم وابتدأه من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة إِلَى سنة نَيف وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فِي ثَمَان مجلدات وَاخْتَصَرَهُ فِي مجلدين ثمَّ اخْتَصَرَهُ فِي مُجَلد وَكتب حوادث زَمَنه إِلَى يَوْم وَفَاته وَعمل طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا لَا يُحْصى اختصارا وانتقاء وجمعا قَالَ الْعِزّ الْقُدسِي دخلت دمشق قبل الْفِتْنَة فَلم أر فِيهَا وَلَا سَمِعت مِمَّن نَشأ أحسن مِنْهُ صُورَة وسيرة وَكَانَ شكلا حسنا يلبس القماش النفيس ويركب البغال المثمنة مُعظما مكرما وقورا لَا يُخَاطب غَالِبا إِلَّا جَوَابا عَلَيْهِ جلالة ومهابة عِنْده نفرة من النَّاس وَبَعض حِدة مزاج لم أر مثله فِي مَعْنَاهُ وَلما أرسل الظَّاهِر جقمق رَسُوله لشاه رخ كَانَ أحد أَرْبَعَة سَأَلَهُ عَنْهُم فَأَجَابَهُ ببقائهم فَقَالَ الْحَمد لله بعد فِي النَّاس بَقِيَّة حج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَقدم الْقُدس فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين للزيارة ثمَّ عَاد إِلَى أَن مَاتَ فِي عصر يَوْم الْخَمِيس عَاشر ذِي الْقعدَة مِنْهَا فَجْأَة وَأخرج من الْغَد بعد أَن صلى عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة فِي مشْهد حافل لم يعْهَد نَظِيره فِي هَذِه الْأَزْمَان وَمَشى فِيهِ النَّائِب والحجاب والقضاة ونوابهم وَالْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء وَسَائِر النَّاس وَدفن بمقابر بَاب الصَّغِير عِنْد أَبِيه وجده بِالْقربِ من تربة بِلَال ورؤيت لَهُ منامات كَثِيرَة حَسَنَة ذكرهَا وَلَده فِي مجلدة وافرد من مناقبه أَيْضا جملَة ورثى بمراث كَثِيرَة فِيهَا مرثية للشمس الْقُدسِي أَولهَا
(عَلَيْك تَقِيّ الدّين تبْكي الْمنَازل
…
لقد كنت مأمولا إِذا أم نَازل)
ولمحمد الْفراش أَولهَا
(لموتك أَيهَا الصَّدْر الرئيس
…
تعطل الدارس والمدروس)
وَلم يخلف بعده مثله وَكَانَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء درس بالتقوية وَذكر الْخلاف فِي موت الْفجأَة ثمَّ قَالَ وَأَنا أختاره لمن هُوَ على بَصِيرَة لِأَن أقل مَا فِيهِ أَمن الْفِتْنَة عِنْد الْمَوْت ثمَّ ركب مِنْهَا فَلَمَّا اسْتَوَى على بغلته قَالَ لوَلَده الْبَدْر وَالله يَا بني مَا بَقِي فِينَا شَيْء ثمَّ توجه للناصرية فدرس بهَا وجره الْكَلَام إِلَى فضل الْمَوْت يَوْم الْجُمُعَة وليلتها ثمَّ سَأَلَ الله الْوَفَاة فِي ذَلِك فَأجَاب الله دَعوته فَإِنَّهُ لما كَانَ ثَانِي يَوْم بعد الْعَصْر وَهُوَ جَالس يحدث وَلَده والقلم بِيَدِهِ وَهُوَ يكْتب فَوضع الْقَلَم فِي الدواة واستند إِلَى المخدة والتوى رَأسه فَقَامَ إِلَيْهِ وَلَده فَوَجَدَهُ قد مَاتَ بِحَيْثُ قَالَ وَلَده وَالله وَالله مَا أعلم أَنه حصل لَهُ من ألم الْمَوْت مَا يحصل من ألم الفصادة إِلَّا دون ذَلِك رحمه الله وإيانا 6 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزكي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير وَيعرف بالسعودي ولد تَقْرِيبًا قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَأخْبر أَن أمه سَافَرت بِهِ فِي صغره إِلَى اسكندرية فَرَآهُ الشَّيْخ نَهَارا فَقَالَ لَهَا أَنه يكف بعد قَلِيل وَأَنه يكون فِي آخر عمره خيرا مِنْهُ فِي أَوله وَلَا يَمُوت إِلَّا مَسْتُورا فَكف وسنه خَمْسَة أشهر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج أَو التَّنْبِيه والشاطبية والكافية الشافية وَاسْتمرّ على حفظهَا إِلَى آخر وَقت وَعرض على السراج البُلْقِينِيّ والأبناسي والعز بن الكويك وأجازوا لَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآن بِمصْر على الصَّدْر السفطي شيخ الْآثَار وتلا بالسبع عَلَيْهِ وعَلى مظفر وخليل المشبب وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي ولازمه كثيرا وَسمع عَلَيْهِ الشاطبيتين وَالْفَخْر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وَالشَّمْس بن الْقطَّان وَسمعت أَنه كَانَ يرجحه على سَائِر شُيُوخه بل قيل أَنه أَخذهَا عَن التقي عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ وَبحث فِي الْفِقْه على ابْن الْقطَّان وَغَيره وَسمع دروسا فِي النَّحْو على الشَّمْس الغماري وَلكنه لم يتَمَيَّز فِي غير الْقرَاءَات مَعَ حذق بتعبير الرُّؤْيَا وَحج فِي سنة أَربع عشرَة وجاور بقيتها مَعَ سنتَيْن بعْدهَا وَدخل الْيمن وأقرأ بتعز وسافر إِلَى طرابلس وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الزين جَعْفَر السنهوري الْفَاتِحَة وَإِلَى المفلحون وَلم يكن يسمح بِالْإِجَازَةِ إِلَّا لمن يقْرَأ وَمَا أَظن قَصده فِي ذَلِك إِلَّا جميلا وَإِن قَالَ البقاعي أَنه مُجَرّد حرمَان لَهُ لسوء بَاطِنه وَقد فَاتَهُ خير كثير وَمَا اكْتفى بذلك حَتَّى قَالَ لَهُ أَنْت شيخ قد أعمى الله بصيرتك كَمَا أعمى بَصرك وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أَبُو بكر الزكي بن الْمقري ولد سنة بضع وَسِتِّينَ وتعانى الِاشْتِغَال بالقراءات وَكَانَ قد أضرّ فَحمل عَن الْعَسْقَلَانِي خَاتِمَة أَصْحَاب الصَّائِغ وَأَجَازَ لَهُ وَمهر فِي تَعْبِير المنامات
واشتهر بذلك وَكَانَ يلازم التِّلَاوَة وَذكر لي فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَنه رأى مناما وقصة على انْتهى وَأَشَارَ شَيخنَا الزين رضوَان لترجمته بِاخْتِصَار وَأَن الشَّمْس بن الحصري أخبرهُ أَنه أَخذ الْقرَاءَات عَن الْعَسْقَلَانِي وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ طوَالًا محتدا مَاتَ بِمصْر فِي حُدُود سنة سبع وَأَرْبَعين رحمه الله وإيانا 63 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجيزي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو مُحَمَّد الْمَاضِي اشْتغل على الزين زَكَرِيَّا وَغَيره وَفضل وَجل انتفاعه بِمُحَمد الطنتدائي الضَّرِير وَصَحب ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين وسافر فِي الْبَحْر لمَكَّة فقطنها وَتوجه مِنْهَا إِلَى الْهِنْد صُحْبَة ولد حُسَيْن بن قاوان وَكَانَ وَهُوَ بِمَكَّة يَأْخُذ عَن أَبِيه وَعَن قاضيها ثمَّ عَاد مَعَ حَافظ رَسُول صَاحب كلبرجة بعد أَن صاهره وَقد ترفع حَاله فَلم يلبث أَن مَاتَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكَانَ قدمهَا للزيارة وَدفن بِالبَقِيعِ وَأَظنهُ قَارب الْأَرْبَعين أَو جازها رحمه الله 64 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد العمراني الْيَمَانِيّ وَيعرف فِي بَلَده وَبَين جماعته بالشنيني رَأَيْت خطه على استدعاء بعد الْخمسين 65 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزين الفنشي الأَصْل بفاء ثمَّ نون سَاكِنة ثمَّ شين مُعْجمَة من عمل البهنسا القاهري ابْن أخي عبد الباسط مبَاشر جدة ومحتسبها هُوَ إِلَى أَن صرف عَنْهَا على يَد ناظرها برد بك مَعَ إهانته لَهُ وَاسْتقر عوضه أَخُو ابْن كَاتب البزادرة 66 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مُحَمَّد المشيرقي روى لنا عَن الْمُحب بن الشّحْنَة أَنه قَالَ رحلت فِي خدمَة الْخَطِيب نَاصِر الدّين بن عشائر إِلَى الْقَاهِرَة فَلَمَّا نزلنَا الصالحية ذكر لنا أَن شَيخا بهَا اختطفه الْجِنّ وَفِي الظَّن أَنه سَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَهُوَ مَشْهُور عِنْدهم بالمخطوف فَاجْتَمَعْنَا بِهِ فَذكر لنا أَنه قتل وزغة بِجَامِع الصالحية فاختطف واحتوشه جمَاعَة من الْجِنّ كل يدعى أَنه قَاتل قَرِيبه فلقنه شخص طلب شرع الله فصاح بقوله شرع الله شرع الله فأحضر إِلَى شخص هُوَ القَاضِي جَالس على كرْسِي وعَلى رَأسه برنس فَادّعى عَلَيْهِ عِنْده فَأنْكر فَسَأَلَ القَاضِي الْمُدَّعِي فِي أَي صُورَة ظهر قريبك فَقَالَ فِي صُورَة وزغة فَالْتَفت إِلَى من عِنْده وَقَالَ ألم يخبرنا عَليّ رضي الله عنه عَن النَّبِي
أَنه قَالَ من تزيا بِغَيْر زيه فَقتل فدمه هدر دَعوه ثمَّ سَأَلَهُ هَل تحسن قِرَاءَة الْقُرْآن فَقَالَ نعم فَعرض عَلَيْهِ أَن يُقيم عِنْدهم ليعلمهم فَأبى وَذكر لَهُ أَنه قَرَأَ الْفَاتِحَة على عَليّ فتلقنها المخطوف مِنْهُ وتلقنها من المخطوف ابْن عشائر وخادمه
هَذَا وَقرأَهَا على الْمُحب بن الشّحْنَة وسمعناها مِنْهُ مرَارًا وَالله أعلم بِصِحَّتِهَا 67 (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن مقبل التقى بن الشهَاب الْحِمصِي الضَّرِير الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بِابْن مقبل تَلا بالسبع على بلدية الشَّمْس بن شبيب وَكَذَا قَرَأَ على الشَّيْخ حبيب وَالْفَخْر الضَّرِير وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَصَارَ شيخها وانتفع بِهِ جمَاعَة مَعَ استحضاره لجملة من تَارِيخ وَغَيره واعتقاد من أهل بَلَده فِيهِ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ بلديه الْعَلَاء أَبُو الْحسن عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد الْحميدِي وأفادني تَرْجَمته وَأَنه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين حَيّ قد جَازَ الثَّمَانِينَ (أَبُو بكر) بن أَحْمد بن وجيه يَأْتِي فِي أبي بكر بن وجيه 6 {أَبُو بكر) بن إِسْحَاق بن حُسَيْن بن خَالِد المرندي ثمَّ الشَّامي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ فِيمَا رَأَيْته بِخَط بَعضهم شيخ صَالح معمر ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ أحد صوفية الخانقاه الناصرية فرج بالصحراء الْمَعْرُوفَة بالتربة البرقوقية هَكَذَا ذكره النَّجْم عمر بن فَهد وَهُوَ فِي مُعْجم أَبِيه لَكِن بِدُونِ إِسْحَاق 69 (أَبُو بكر) بن إِسْحَاق بن خلد الزين الكختاوي الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بباكير ولد تَقْرِيبًا فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة سبعين وَسَبْعمائة بكختار واشتغل فِي الْفُنُون وَأخذ عَن غير وَاحِد بعدة أَمَاكِن مِنْهُم الْعَلَاء الصيرامي حَتَّى مهر وَتقدم وفَاق الأقران ودرس وَأفْتى وَولي قَضَاء حلب فحمدت سيرته ثمَّ طلب إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر فِي مشيخة الشيخونية وانتفع بِهِ فِيهَا جمَاعَة واتفقت لَهُ كائنة مَعَ الْعَلَاء الرُّومِي ذكرهَا شَيخنَا فِي الْحَوَادِث عرضت عَلَيْهِ بعض محفوظاتي وَكَانَ خيرا سَاكِنا عَاقِلا منجمعا عَن النَّاس ذَا شكالة حَسَنَة وَشَيْبَة نيرة وجلالة عِنْد الْخَاص وَالْعَام مَعَ لكنه خَفِيفَة فِي لِسَانه بل اخْتَلَط قبل مَوته بِيَسِير وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ فِي سَبِيل المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن بالفسقية الَّتِي بهَا الرَّازِيّ وزاده فِي جَامع شيخو وَقد ذكره الْعَيْنِيّ وَقَالَ إِن المترجم أَخذ عَنهُ وَهُوَ أَمْرَد الصّرْف وَغَيرهَا بِبَلَدِهِ كختا سنة خمس وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي عنتاب بعد ذَلِك ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة تسعين فَنزل فِي البرقوقية وَحضر دروس شيخها الْعَلَاء وَكتب التَّلْوِيح بِخَطِّهِ وَصَححهُ ثمَّ بعد هَذَا كُله ركب هَوَاهُ واشتغل بِمَا يزِيل الْعقل حَتَّى بَلغنِي أَنه كَانَ يجْتَمع مَعَ الْيَهُود على مَا لَا يُرْضِي الله وَآل أمره إِلَى أَن بَاعَ كتبه وَغَيرهَا بِحَيْثُ أصبح فَقِيرا وألجأه الْفقر والتهتك إِلَى السّفر لبلاد الرّوم وَصَارَ يتَرَدَّد فِي بِلَاد ابْن عُثْمَان من بلد إِلَى بلد ويحضر دروس علمائها ثمَّ بعد مُدَّة سَافر إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا حَتَّى تعين بَين الطّلبَة وساعده
ططر حِين كَانَ مَعَ الْمُؤَيد لما سَافر لبلاد ابْن قرمان حَتَّى ولي قضاءها فَكَانَ الْبَدْر ابْن سَلامَة أحد أكَابِر الْحَنَفِيَّة بهَا يُنكر عَلَيْهِ فِي أَكثر أَحْكَامه لِأَنَّهُ كَانَ عريا عَن الْفِقْه بل كَانَ يُفْتِي بِغَيْر علم وَرُبمَا أفحش فِي الْخَطَأ بِحَيْثُ جمع ابْن سَلامَة من فَاحش فَتَاوِيهِ جملَة لَا توَافق مذهبا وأوقفني عَلَيْهَا لما كنت بحلب فِي سنة آمد وَمَعَ ذَلِك فَلَمَّا توفّي الْبَدْر حُسَيْن الْقُدسِي فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وامتنعت من الِاسْتِقْرَار فِي الشيخونية عوضه وكانه للخوف مِمَّا وَقع للتفهني ذكر هَذَا للسُّلْطَان فَطَلَبه فاستقر بِهِ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَقرر فِي قَضَاء حلب عوضه الْمُحب بن الشّحْنَة بعد امْتنَاع الصَّفَدِي من قبُوله انْتهى وَلَا يخفى مَا فِيهِ من التحامل وَإِلَّا فقد ذكره بعض الآخذين عَنهُ فَقَالَ قدم من بِلَاده وَهُوَ إِمَام عَالم فَاضل فَقِيه حسن الْخط يعرف العقليات ويجيد الإقراء وحصلت لَهُ وجاهة فِي الدولة الأشرفية وَكلمَة نَافِذَة مَعَ الدّين وَالْخَيْر والانجماع عَن النَّاس والسكون واللطف وَكَثْرَة الْبر للطلبة وَالْقِيَام فِي الْحق رحمه الله وإيانا 70 (أَبُو بكر) بن إِسْمَاعِيل بن ابراهيم الجبرتي الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَولده إِسْمَاعِيل خَلفه فِي رياسته وَمَات فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع وَعشْرين 7 (أَبُو بكر) بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن خَلِيل الطرابلسي ثمَّ الْحَمَوِيّ الشَّامي مِمَّن قطن مَكَّة زَمنا وَولي بهَا السِّقَايَة بسبيل السُّلْطَان وَسمع مني بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ جملَة وَحصل أَشْيَاء من تصانيفي وسمعها وَهُوَ خير رَاغِب فِي الْعلم وَأَهله وَكَذَا لَقِيَنِي بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَلَكِن لم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا آخر الْمحرم وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين رحمه الله وإيانا 7 (أَبُو بكر) بن إِسْمَاعِيل بن عمر التقي الطرابلسي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة مِمَّن أَخذ عَن السوبيني وَغَيره وتميز وَقدم الْقَاهِرَة قبيل الْخمسين فقطنها مُدَّة مَعَ بلدييه ابْني ابْن بهادر يعلمهما منجمعا على نَفسه فِي الْكِتَابَة بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء حَسَنَة وخطه جيد متقن مَعَ تدين وَسُكُون وَقد سمع الْيَسِير على شَيخنَا وَختم البُخَارِيّ بالظاهرية على الْأَرْبَعين ثمَّ سَافر لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا على خير حَتَّى مَاتَ قبيل السِّتين فِيمَا أَظن رحمه الله 73 (أَبُو بكر) بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد السَّيِّد الْيَمَانِيّ ابْن الأهدل مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 74 (أَبُو بكر) بن أَيُّوب بن أَحْمد بن عبد الله بن عَفَّان بن رَمَضَان الْفَخر الفيوم الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَانَ صَالحا 75 (أَبُو بكر) بن أَيُّوب رجل صَالح شَافِعِيّ لقِيه الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين بِمَكَّة وَكتب عَنهُ حِكَايَة المختطف عَن الْبُرْهَان الْموصِلِي بهَا حَسْبَمَا أثبتها فِي تَرْجَمته
عَمه الصفى عبد الرَّحْمَن الايجي فِي المعجم وَأَظنهُ الَّذِي قبله 76 (أَبُو بكر) بن بَرَكَات بن سَلامَة بن عوض الطنبداوي الْمَكِّيّ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمَات بهَا سنة بضع وَتِسْعين فَجْأَة وجدوه مَيتا أَسْفَل رِبَاط كَاتب السِّرّ بالمروة وَدفن بالمعلاة (أَبُو بكر) بن أبي البركات الخانكي فِي ابْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم 77 (أَبُو بكر) بن الْبُرْهَان الضجاعي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الْمُفْتِي شَاعِر وقته بِلَا مُنَازعَة بل لَهُ مؤلف جيد فِي الْحساب ومقدمة للْقِرَاءَة السَّبْعَة فِي ثَلَاثِينَ جُزْءا كتبهَا بِالذَّهَب وَالْفِضَّة ووقفها بِمَسْجِد الأشاعرة من زبيد وَهُوَ مِمَّن مدح الطّيب النَّاشِرِيّ وَفِي تَرْجَمته أَفَادَ مَا ذَكرْنَاهُ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَلم أعلم مَتى مَاتَ وَلَا زِيَادَة على مَا رَأَيْته عِنْده (أَبُو بكر) بن حبيب وَاسم حبيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن ملاعب العزازي الجرائحي سَمَّاهُ بَعضهم ثَابتا مضى فِي الْمُثَلَّثَة (أَبُو بكر) بن حجَّة هُوَ ابْن عَليّ بن عبد الله يَأْتِي 7 {أَبُو بكر) بن الخواجا الْبَدْر حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد الْفَخر الصعدي الأَصْل الْمَكِّيّ ويلقب أَبوهُ وَهُوَ الخواجا الْخَيْر بالطاهر مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 79 (أَبُو بكر) بن حسن بن مديرس بِمُهْملَة آخِره وثانيه مَعَ التصغير الْمَكِّيّ الشَّيْخ سمع من الْفَخر النويري والعز بن جمَاعَة وَلم يتَّفق أَنه حدث مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة ارخه ابْن فَهد 80 (أَبُو بكر) بن الْحُسَيْن بن أبي حَفْص عمر بن أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن يُونُس بن أبي الْفَخر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن نجم بن طولو الزين أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي العبشمي الْأمَوِي العثماني المراغي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَيُقَال اسْمه عبد الله وَوجد بِخَط الْكَمَال الشمني وَالْمَشْهُور أَن اسْمه كنيته وَيعرف بِابْن الْحُسَيْن المراغي وَرُبمَا يُقَال العثماني ذكرت مَا فِي نسبه من الْخلف فِي ابْنه مُحَمَّد من تَارِيخ الْمَدِينَة أَو غَيره من تصانيفي ولد فِي سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا واشتغل كثيرا عِنْد التقي السُّبْكِيّ وَغَيره ولازم الأسنوي حَتَّى مهر وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ زَوَائِد الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ لَهُ وَحضر دروس الشَّمْس بن اللبان وَأخذ عَن الْفَخر بن مِسْكين تَنْقِيح الْقَرَافِيّ بِأَخْذِهِ لَهُ عَن مُؤَلفه وَعَن غير وَاحِد كالعلاء مغلطاي الحَدِيث وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ السِّيرَة النَّبَوِيَّة من تلخيصه وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل والغيلانيات وأجزاء من أبي دَاوُد وعَلى أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي صَحِيح مُسلم وعَلى نَاصِر الدّين التّونسِيّ الْمَالِكِي سنَن النَّسَائِيّ وَغَيرهَا وعَلى مظفر الدّين الْعَطَّار جَامع التِّرْمِذِيّ وعَلى عبد الْقَادِر بن الْمُلُوك ثَانِي الطَّهَارَة
للنسائي وَغَيرهَا فِي آخَرين كناصر الدّين الأيوبي وَصَالح بن مُخْتَار وَأحمد بن كشتغدي وَعبد الرَّحْمَن بن المعمر الْبَغْدَادِيّ وَعَائِشَة الصنهاجية وَكَانَ أول سَمَاعه سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة تسع وَعشْرين الحجار وَأَبُو الْعَبَّاس بن المزيز والمزي وَأَيوب الكحال وَابْن أبي التائب وَخلق انْفَرد بالرواية عَن كثير مِنْهُم سَمَاعا وإجازة فِي سَائِر الْآفَاق وَخرج لَهُ شَيخنَا أَرْبَعِينَ وَالْجمال بن مُوسَى المراكشي مشيخة عَن مشايخه بِالسَّمَاعِ أَجَاد فِيهَا وسمعتهما على أَصْحَاب الْمخْرج لَهُ والنجم بن فَهد تراجم شُيُوخه بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَفِي آخرهَا أَسَانِيد مسموعاته وتحول قَدِيما من الْقَاهِرَة إِلَى الْحجاز فاستوطن الْمَدِينَة نَحْو خمسين سنة بل رَأَيْته سمع فِيهَا على ابْن سبع والبدر بن فَرِحُونَ فِي سنة سبع وَخمسين البُخَارِيّ وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط الْيَسِير من الأنباء المبينة وَوَصفه كَاتب الطَّبَقَة بالشيخ الْفَقِيه الإِمَام الْعَالم الْعَامِل مفتي الْمُسلمين الْمدرس والمتصدر بِالْحرم الشريف انْتهى وَتزَوج فِيهَا وَولد لَهُ عدَّة أَوْلَاد وَولي قضاءها وخطابتها وإمامتها فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانمِائَة عوضا عَن الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْمُحب الزرندي فَسَار فِيهَا سيرة حَسَنَة ثمَّ صرف بعد سنة وَنصف فِي صفر سنة إِحْدَى عشرَة بِزَوْج ابْنَته الرضى أبي حَامِد المطري وَلَعَلَّ سَببه إهانة جماز بن نعير لَهُ حِين مانعه عَن فتح حَاصِل الْحرم وَلم يلْتَفت لمَنعه بل ضرب شيخ الخدام بِيَدِهِ وَكسر الأقفال وَنهب مَا أَرَادَ وانتفع بِهِ أهل الْمَدِينَة والوافدون إِلَيْهَا وَحدث فِيهَا وَفِي مَكَّة حِين جاور بهَا فِي سنتي أَربع عشرَة وَخمْس عشرَة وبمنى والجعرانة بالكثير سمع مِنْهُ أَوْلَاده وسبطه الْمُحب المطري وَشَيخنَا والفاسي وَمن لَا أحصيهم كَثْرَة وَأَصْحَابه بِالْإِجَازَةِ الْآن معدودون وَلَا أعلم بِالسَّمَاعِ مِنْهُم أحدا سوى أبي الْفَتْح بن علبك بِالْمَدِينَةِ وَأبي بكر بن فَهد بِمَكَّة بل آخِرهم بالحضور أَبُو بكر بن عَليّ بن مُوسَى الْقرشِي الْآتِي وَمَات سنة خمس وَتِسْعين وَقيل لي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجود بَعضهم بِالْمَدِينَةِ وَكتب عَنهُ ابْن الملقن قَدِيما فَكتب بِخَطِّهِ أَنْشدني الشَّيْخ زين الدّين بن الْحُسَيْن فَذكر شعرًا من نظمه وَعمل للمدينة تَارِيخا حسنا سَمَّاهُ تَحْقِيق النُّصْرَة بتلخيص معالم دَار الْهِجْرَة فرغ من تبييضه فِي رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع مِنْهُ عَلَيْهِ الْبُرْهَان الأبناسي سنة خمس وَسبعين بِقِرَاءَة الزين عبد الرَّحْمَن الفارسكوري وقرضه الْقَارئ فِي الطَّبَقَة واقتدى بِهِ فِي تقريضه بالطبقة الصّلاح الأقفيسي بعد قِرَاءَته فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وقرأه عَلَيْهِ ابْن الْجَزرِي فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِسَعِيد السُّعَدَاء من الْقَاهِرَة وَأثْنى على كل من الْمُؤلف والمؤلف فَقَالَ إِنَّه مَلأ الْعُيُون
وشنف المسامع وَجمع مُؤَلفه محَاسِن من تقدمه وَزَاد فَلَو قيل مَا الْفرق قُلْنَا الْفرق لجامع فهيج لي بذلك المغنى طَربا وجدد الأشواق أربا وأدار على مسمعي مدامة وشحت حببا فَقلت وَالْقلب يُقيم شوقا وَيقْعد أدبا
(أَقُول لصحبي عِنْد رُؤْيَة طيبَة
…
وَقد أطرب الْحَادِي بأشرف مُرْسل)
(خليلي هَذَا ذكره ودياره
…
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل)
وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَامِل الْعَلامَة الحبر الْبَحْر الفريد الْحجَّة الْمُحَقق الْقدْوَة مفتي الْمُسلمين زين الْملَّة وَالدّين جمال الْعلمَاء العاملين شرف الْأَعْيَان والمدرسين وسَمعه مَعَه الْمُحدث الشّرف الْقُدسِي وَكتب عَلَيْهِ أبياتا وَكَذَا وقف عَلَيْهِ فِي السّنة الَّتِي قبلهَا القَاضِي نَاصِر الدّين بن الميلق وَقَالَ
(وقف ابْن ميلق الْفَقِير على الَّذِي
…
أعيت أَمَالِيهِ النهى إعياء)
(فتقاصرت عَن شأوه مداحه
…
وَلَقَد سموا نَحْو السَّمَاء ثَنَاء)
(فَثنى الْفَقِير عَن الثَّنَاء عنانه
…
لكنه مد الْعَنَان دُعَاء)
(وبخطه كتب التقاصر يرتجي
…
لحظ الْكِرَام إِذا رَأَوْهُ رَجَاء)
وقرضه أَيْضا مُحَمَّد بن أَحْمد بن خطيب بيروذ وَعلي بن يُوسُف بن الْحسن الزرندي وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى بن الخشاب وقرأه عَلَيْهِ غير وَاحِد بِالْمَدِينَةِ بل قَرَأَهُ عَلَيْهِ ابْن سكر بِمَكَّة والبرهان القيراطي وَعبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن نصر بن المعمر الوَاسِطِيّ وَأحمد بن يُوسُف بن ملك الرعيني الغرناطي وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن جَابر الأندلسي وهما الْأَعْمَى والبصير إِذا وقف عَلَيْهِ كل مِنْهُم بِالْمَدِينَةِ وَاخْتصرَ الزهر الباسم فِي سيرة أبي الْقَاسِم
وَسَماهُ رَوَائِح الزهر وَكَذَا اختصر الْحِرْز الْمعد لمن فقد الْوَلَد لأبي الْقسم عبد الْغفار بن مُحَمَّد السَّعْدِيّ وَسَماهُ مَنَافِع الْحِرْز وَعمل منسكا صَغِيرا مُفِيدا جَامعا سَمَّاهُ مرشد الناسك إِلَى معرفَة الْمَنَاسِك وأكمل شرح شَيْخه الأسنوي للمنهاج سَمَّاهُ الوافي بتكملة الْكَافِي يُقَال أَنه شرع فِيهِ فِي حَيَاته وَكَذَا شرح الزّبد للبارزي وَسَماهُ الْعمد فِي شرح الزّبد إِلَى غَيرهَا وَوَصفه البرهاني الأبناسي فِي إِجَازَته لوَلَده بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة ذِي الْفَوَائِد الجسيمة والفرائد الْيَتِيمَة صدر المدرسي زين الْمُفْتِينَ بل وصف وَالِده بالشيخ الصَّالح المربي كَهْف الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وكلا من جده واللذين فَوْقه بالشيخ الصَّالح مَاتَ بعد أَن تغير على الْمُعْتَمد يَسِيرا فِي مستهل ذِي الْحجَّة وَمن قَالَ فِي سادس عشر فقد وهم سنة سِتّ عشرَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَدفن بِالبَقِيعِ رحمه الله وإيانا وَقد جزم شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِأَنَّهُ تغير وَتعقبه ابْن
الْخياط والابي ورد عَلَيْهِمَا التقي بن فَهد وَلَكِن قد قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَانَ بعض من يتعصب عَلَيْهِ ينْسبهُ إِلَى الخرف والتغير وَلم يَقع ذَلِك فقد سَمِعت مِنْهُ بِمَكَّة فِي سنة خمس عشرَة وَهُوَ صَحِيح وَأَخْبرنِي من أَثِق بِهِ أَنه اسْتمرّ على ذَلِك وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي المعجم والأنباء والفاسي فِي الذيل والمقريزي بِاخْتِصَار فِي عقوده وَأَنه صَحبه سِنِين وَابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الذيل فِي آخَرين وَمن نظمه
(حمدت إلهي على فَضله
…
وتجديد أنعامه كل عَام)
(بلغت الثَّمَانِينَ وبضعا لَهَا
…
وأمثال عصري قضوا بالحمام)
(وَقد نلْت تسميع حَدِيث بهَا
…
وَيَا حبهذا بِبَيْت حرَام)
(وَمَا كنت أَهلا لَهُ قبلهَا
…
وَأَرْجُو من الله حسن الختام)
(أَبُو بكر) بن حُسَيْن المرندي مضى فِي ابْن اسحق بن حُسَيْن 8 (أَبُو بكر) بن حُسَيْن شيخ مرج بني عَامر قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين 8 (أَبُو بكر) بن دَاوُد بن أَحْمد الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أحد الْفُضَلَاء فِي مذْهبه نَاب فِي الحكم ودرس وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه 83 (أَبُو بكر) بن دَاوُد التقى أَبُو الصَّفَا الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن دَاوُد صحب جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب أَحْمد بن الْعَلَاء أبي الْحسن عَليّ ابْن مُحَمَّد الأرموي الصَّالِحِي وَلَقي بِأخرَة الشهَاب بن الناصح والبسطامي وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وصنف أدب المريد وَالْمرَاد سَمعه مِنْهُ وَلَده بطرابلس سنة خمس وَثَمَانمِائَة وتسلك بِهِ غير وَاحِد وَأَنْشَأَ زَاوِيَة حَسَنَة بالسفح فَوق جَامع الْحَنَابِلَة وتؤثر عَنهُ كرامات فيحكى أَنه دخل وَابْنه مَعَه كَنِيسَة يهود بجوبر فِي يَوْم سبت وعَلى منبره خَمْسَة رجال من الْيَهُود فَقَالَ الشَّيْخ أَبُو بكر لَا إِلَه إِلَّا الله فانهدم بهم الْمِنْبَر وسجدوا بأجمعهم كل ذَلِك مَعَ إلمامه بِالْعلمِ وإتباعه للسّنة مَاتَ فِي سَابِع عشري رَمَضَان سنة سِتّ رحمه الله وإيانا (أَبُو بكر) بن أبي ذَر فِي أبي بكر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد 84 (أَبُو بكر) بن رَجَب بن رَمَضَان بن أبي بكر بن خطاب الزين القاهري الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي الساسى بمهملتين لكَون أَبِيه من الساسة ولد سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ شلبيا معتنيا بِالْقُرْآنِ والاشتغال فَقَرَأَ على أبي السعادات البُلْقِينِيّ والزين البوتيجي والبدر حسن الْأَعْرَج ولازمه فِي الْفَرَائِض والحساب وَكَذَا أَخذ فِي الْحساب عَن الْأمين العباسي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن خلد الْوَقَّاد وَفِي الْفِقْه عَن آخَرين وَمن شُيُوخه جَعْفَر الْمُقْرِئ وتميز فِي الْفَرَائِض وَأكْثر من التَّرَدُّد
إِلَى حَتَّى قَرَأَ عَليّ وَسمع مني أَشْيَاء رِوَايَة ودراية بل حج معي فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَأخذ عني هُنَاكَ شرحي للألفية بعد كِتَابَته بِخَطِّهِ بل وَجُمْلَة من تصانيفي كتبهَا وَجلسَ هُنَاكَ بِبَاب السَّلَام شَاهدا وَرُبمَا أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة فِي الْفَرَائِض وَكَذَا تكسب بهَا وببيع القت وَغَيرهَا فِي ناحيته وَأم هُنَاكَ بِبَعْض الزوايا وَقَرَأَ على الْعَامَّة البُخَارِيّ وَغَيره وَكتب الْمَنْسُوب وَرُبمَا خطب وكتبت لَهُ إجَازَة أوردت بَعْضهَا فِي الْكَبِير مَاتَ بالطاعون فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين رحمه الله 85 (أَبُو بكر) الْعَتِيق بن زِيَاد رَضِي الدّين المقصري الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي كَانَ مشاركا فِي الْفِقْه مستحضرا لتفسير الواحدي مَعَ التَّحَرُّز والتوقي والنسك وَالْعِبَادَة غير منفك عَن ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي سنة سبع وَخمسين رحمه الله 86 (أَبُو بكر) بن زيد بن أبي بكر بن زيد بن عمر بن مُحَمَّد التقي الحسني الجراعي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عمر الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف بالجراعي وَذكر أَنه من ذُرِّيَّة الشَّيْخ أَحْمد البدوي ولد تَقْرِيبًا فِي سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بجراع من أَعمال نابلس وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد يحيى العبدوسي والعمدة والعزيزي فِي التَّفْسِير والخرقي والنظام الْمَذْهَب كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه والملحة وَبَعض ألفية ابْن مَالك وَنَحْو ثُلثي جمع الْجَوَامِع وألفية شعْبَان الآثاري بِتَمَامِهَا وَغَيرهَا وَقدم دمشق فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَأخذ الْفِقْه عَن التقي بن قندس ولازمه وَبِه تخرج وَعَلِيهِ انْتفع فِي الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية والمعاني وَالْبَيَان ولازم الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا أَخذ الْفَرَائِض عَن الشَّمْس السيلي وَغَيره وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى برع وَصَارَ من أَعْيَان فضلاء مذْهبه بِدِمَشْق وتصدى للتدريس والإفتاء والإفادة بل نَاب فِي الْقَضَاء وصنف كتابا اخْتَصَرَهُ من فروع ابْن مُفْلِح سَمَّاهُ غَايَة الْمطلب اعتنى فِيهِ بتجريد الْمسَائِل الزَّائِدَة على الْخرقِيّ فِي مُجَلد وَحلية الطّراز فِي حل الألغاز انْتفع فِيهِ بِكِتَاب الْجمال الأسنوي الشَّافِعِي فِي ذَلِك والترشيح فِي بَيَان مسَائِل التَّرْجِيح وَغير ذَلِك وَسمع ببعلبك صَحِيح البُخَارِيّ وَلما دخلت دمشق رافقني تبعا لشيخه التقى فِي السماع بل كَانَ يقْرَأ بِنَفسِهِ أَيْضا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَطَافَ يَسِيرا على بعض من بَقِي كالسيد النسابة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والجلال الْمحلى وَأم هَانِئ الهورينية من المسندين وَقَرَأَ على قِطْعَة من القَوْل البديع وَتَنَاول مني جَمِيعه مَعَ الْإِجَازَة وَكَذَا قَرَأَ على التقي الحصني وعَلى القَاضِي عز الدّين يَسِيرا فِي الْمنطق وَغَيره وَعرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فَمَا امْتنع خوفًا من انْقِطَاع التودد وَحضر دروس ابْن الْهمام وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من المصريين وَرُبمَا أفتى وَهُوَ
بِالْقَاهِرَةِ وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا سنة خمس وَسبعين وأقرأ هُنَاكَ أَيْضا بل وقرأه مُسْند إِمَامه بِتَمَامِهِ هُنَاكَ على صاحبنا النَّجْم بن فَهد وَعمل قصيدة نظم فِيهَا سَنَد المسمع وامتدحه فِيهَا أنشدها يَوْم خَتمه وكتبها عَنهُ المسمع أَولهَا
(الْحَمد لله الَّذِي هدَانَا
…
وَكم لَهُ من نعْمَة حبانا)
وَكَذَا كتب عَنهُ عدَّة قصائد من نظمه هَذَا مَعَ أَنه قَرَأَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين بعض السَّنَد بِدِمَشْق على الشهَاب بن نَاظر الصاحبة وَسمع مَعَه شَيْخه التقي وَكَذَا سمع على أَمِين الدّين بن الكركي وَقَرَأَ بِأخرَة على نَاصِر الدّين بن زُرَيْق وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة ذكيا طلق الْعبارَة فصيحا دينا متواضعا طارحا للتكلف مُقبلا على شَأْنه ساعيا فِي ترقي نَفسه فِي الْعلم وَالْعَمَل ومحاسنه جمة مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بصالحية دمشق وَحصل التأسف على فَقده رحمه الله ونفعنا بِهِ 87 (أَبُو بكر) بن سَالم الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة وَأحد شهودها وَيعرف بِأبي شامة مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَخمسين أرخه ابْن فَهد 8 {أَبُو بكر) بن سعيد بن غوري فِي مُعْجم التقي بن فَهد مُجَردا (أَبُو بكر) بن أبي السُّعُود يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن 89 (أَبُو بكر) بن سُلْطَان بن أَحْمد التقي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي مِمَّن يَنُوب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن النَّجْم بن الخيضري فَمن بعده ورأيته فِي الْمُجَاورَة بِمَكَّة بعد سنة خمس وَثَمَانِينَ 90 (أَبُو بكر) بن سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عُثْمَان بن عماد بِكَسْر الْعين وَآخره دَال مهملتين الشّرف بن الْعلم الْحلَبِي الشَّافِعِي سبط ابْن العجمي ووالد الْمعِين عبد اللَّطِيف الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْأَشْقَر ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل يَسِيرا وَسمع من ابْن صديق الصَّحِيح بفوت وَمن أبي المحاسن يُوسُف بن مُوسَى الْمَلْطِي الدّرّ المنظوم وَكَذَا فِيمَا أخبر السِّيرَة النَّبَوِيَّة كِلَاهُمَا لمغلطاي بقرَاءَته لَهما عل الْمُؤلف وَأَجَازَ لَهُ السَّيِّد النسابة الْكَبِير وَابْن خلدون وَغَيرهمَا باستدعاء ابْن خطيب الناصرية وتعانى التوقيع فبرع فِيهِ وباشره بِبَلَدِهِ فخمدت سيرته ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَتَحْته ابْنة أخي الْجمال الاستادار البيري فباشر التوقيع عِنْده ثمَّ نوه بِهِ حَتَّى بَاشرهُ عِنْد قجاجق الدوادار الْكَبِير ونالته السَّعَادَة فِي مُبَاشَرَته عِنْدهمَا بل وَعند كل من خدمه من الْمُلُوك قبل وَبعد وعد من رُؤَسَاء الْقَاهِرَة فَلَمَّا زَالَت الدولة الجمالية
نكب فِي جملَة إِلْزَامه وصودر وَأخذ مِنْهُ جملَة وأشفى على الْهَلَاك وَلَكِن نجاه الله إِلَى أَن عَاد فِي الْأَيَّام المؤيدية لما كَانَ عَلَيْهِ من مُبَاشرَة التوقيع عِنْد الاستادارية مُدَّة سِنِين ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وباشر فِي ديوَان الْإِنْشَاء مَعَ الْبَدْر بن مزهر فَمن بعده بل صَار بعده نَائِب كَاتب السِّرّ فِي ثامن رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِهِ حل الدِّيوَان وعقده حَتَّى أَنه عرض عَلَيْهِ الِاسْتِقْلَال بهَا فَامْتنعَ وَلما سَافر مَعَ الْأَشْرَف إِلَى آمد ولاه كِتَابَة سر الرها فَلبس الخلعة ثمَّ استعفى بِخِدْمَة فأعفى وَعَاد فِي ركابه إِلَى أَن اسْتَقر فِي كِتَابَة شَرّ حلب فِي حُدُود سنة تسع وَثَلَاثِينَ ثمَّ تَركهَا لوَلَده فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة على نيابته وَكَانَ مقدما فِي صناعَة الْإِنْشَاء صَاحب أدب وعقل وحشمة وَفضل وإفضال وبشاشة وَجَمِيل محاضرة وتودد وخبرة بمخالطة النَّاس من رجال الدَّهْر عقلا وحزما وسياسة وَمَعْرِفَة مَعَ شهامة وإقدام لم يذكر عَنهُ إِلَّا الْخَيْر ذَا شيبَة نيرة وشكالة وَهُوَ السفير فِي الصُّلْح بَين الْأَشْرَف حِين نزل مَدِينَة آمد وَبَين ابْن قرايلوك مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَدفن فِي مقَام الْبُرْهَان الجعبري خَارج بَاب النَّصْر من الْقَاهِرَة بِوَصِيَّة مِنْهُ خوفًا من دَفنه عِنْد جماعته فِي تربة جمال الدّين وَلم يخلف بعده فِي مَعْنَاهُ مثله رحمه الله وإيانا وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه حصل عدَّة جِهَات فِي طول الْمدَّة مِنْهَا مشيخات بعدة خانكات وتداريس وأنظار وَأَنه كَانَ حسن الْمُلْتَقى بشوش الْوَجْه كثير السّكُون قَلِيل الْكَلَام وَالشَّر محببا إِلَى أَكثر النَّاس انْتهى وَحكى البقاعي الطعْن فِي نسبه بل قَالَ أَن ابْنه أخْفى وَفَاته ثَلَاثَة أَيَّام خوفًا على أَمْوَاله ووظائفه أَن يعرض لشَيْء مِنْهَا حَتَّى جبيت الْأَمْوَال وتقررت الْوَظَائِف باسمه وَالله أعلم (أَبُو بكر) بن سُلَيْمَان بن أبي الْجدر الشلح الْمَكِّيّ يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده عَليّ 9 (أَبُو بكر) بن سُلَيْمَان بن صَالح الشّرف الداديخي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي وداديخ قَرْيَة من عمل سرمين من غربيات حلب أَخذ النَّحْو بحلب عَن أبي عبد الله وَأبي جَعْفَر الأندلسيين وتفقه بهَا على أبي حَفْص الباريني وبدمشق على التَّاج السُّبْكِيّ بل أَخذ فِيهَا أَيْضا على الشَّمْس الْموصِلِي والحافظ ابْن كثير وبرع فِي الْفِقْه وأصوله وناب فِي تدريس الْمدرسَة الصاحبية تجاه النورية ثمَّ اسْتَقل بهَا وسكنها مديما للاشتغال والأشغال والتصنيف والإفتاء وَالْكِتَابَة بِحَيْثُ كتب كثيرا من كتب الْعلم ونفع النَّاس وَولي الْقَضَاء بحلب مُدَّة وَكَانَ دينا عَالما مَاتَ بدير كوش من أَعمال حلب بعد كائنة تمر فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَدفن هُنَاكَ
ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا وأرخه فِي جُمَادَى الأولى فَالله أعلم 9 (أَبُو بكر) بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عِيسَى بن أبي بكر السّلمِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ويلقب جده بِأبي الْجدر وَيعرف صَاحب التَّرْجَمَة بالشلح وَهُوَ لقب لِأَبِيهِ ولد فِي غرَّة شعْبَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام بحاشية الطّواف عدَّة سِنِين وأربعي النَّوَوِيّ والعقيدة الغزالية والشاطبية والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض على قُضَاة مَكَّة أبي السعادات وَأبي الْيمن والمحب الطَّبَرِيّ الإِمَام والسوبيني الشافعيين وَأبي الْبَقَاء وَأبي حَامِد ابْني الضياء الحنفيين وَعبد الْقَادِر الْمَالِكِي وَعبد اللَّطِيف الفاسي وَالشَّمْس الْمَقْدِسِي الحنبليين وَمن قُضَاة طيبَة أبي الْفَتْح بن صَالح وَمن غير الْقُضَاة التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح وَأبي الْفرج ابْني المراغي وَابْن عَيَّاش الْمقري والشوايطي وَأبي البركات بن الزين وَمن الواردين الأقصرائي والكافياجي والعضد الصيرامي وَأفضل الدّين القرمي والنور بن يفتح الله وَأبي الْقَاسِم النويري وَأبي عبد الله الْجُزُولِيّ وطاهر وَلم يعين الْأَخير وَلَا الْأمين وَالثَّلَاثَة بعده إجَازَة بخطهم والعز والبدر الحنبليين وَابْن أبي زيد وأجازوا وَأحمد بن أبي الْقَاسِم الضراسي بل اشْتغل فِي الْفِقْه وَغَيره بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره على مربيه وبركته أبي سعد الْهَاشِمِي وببركته نَالَ أَكثر مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ وَإِمَام الكاملية وَأبي البركات الهيثمي وقاسم الزفتاوي والزين خطاب وَإِبْرَاهِيم الشرعبي والتقي الأوجاقي أَخذ الْأَحْيَاء وَفِي الْقرَاءَات على عَليّ الديروطي والشوائطي والشريف الطباطبي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الشاطبية بحثا مَعَ مُلَاحظَة شَرحه وَكَذَا على إِبْرَاهِيم الشرعبي وَفِي النَّحْو على أَحْمد بن يُونُس حمل عَنهُ شرح الجرومية للسَّيِّد وعَلى يَعْقُوب المغربي والبدر حُسَيْن العليف الْمَتْن وعَلى المرداوي وَلم يُحَقّق تَعْيِينه فِي الألفية وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الشَّمَائِل والبرهان الزمزمي والتقي بن فَهد وَولده النَّجْم ولازم صحبته وانتفع بِهِ فِي سَماع أَشْيَاء وَكَذَا فِي الاستجازة من طَائِفَة واهتدى بِكَثِير من خصاله وأحواله وعادت بركته عَلَيْهِ فِي آخَرين وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على الزكي أبي بكر الْمَنَاوِيّ وَكَذَا حضر كثيرا من مجَالِس عَالم الْحجاز الْبُرْهَان وَقَرَأَ بِنَفسِهِ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على أبي الْفرج المراغي وَلما كنت بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ لازمني كثيرا وَكتب من تصانيفي جملَة وَأثبت لَهُ مَا تحمله عني حَسْبَمَا أوردته فِي الْكَبِير وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا ولازمني فِي غَيرهَا من المجاورات وَسمع على هَذَا الْكتاب وَغَيره
وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَكثر اخْتِصَاصه بجوهر المعيني بِحَيْثُ أَنه إِذا كَانَ بِالْقَاهِرَةِ لَا ينزل عِنْد أحد سواهُ وسافر الْهِنْد وَغَيرهَا غير مرّة ودام هُنَاكَ سِنِين وتقرب من وزيرها دستورخان خَاصَّة بن برة وَجَمَاعَة بَلَده وَكَذَا دخل الْيمن حَتَّى عدن غير مرّة آخرهَا بِقصد زِيَارَة الصَّالِحين أَحيَاء وأمواتا وهرموز وَلَقي فِيهَا السَّيِّد صفي الدّين الايجي وَتزَوج بِمَكَّة ابْنة عبد الْغَنِيّ القليوبي وَله مِنْهَا عدَّة أَوْلَاد وَهُوَ كَبِير الهمة مترفع عَن الْأُمُور الوضيعة متودد لأحبابه قَانِع لطيف الْعشْرَة مقبل على مَا يهمه مَعَ فهم ورغبة فِي الْخَيْر بورك فِيهِ وجوزي عَنَّا خيرا 93 (أَبُو بكر) بن سنقر سيف الدّين الجمالي أحد الْأُمَرَاء الْحجاب بِالْقَاهِرَةِ ولي إمرة الْحَج مرَارًا بعد موت خَاله بهادر الجمالي وَكَانَت فِيهِ مداراة وَلم تكن لَهُ حُرْمَة مَاتَ فِي سنة ثَلَاث ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ جيدا قَلِيل الْأَذَى كثير الْبر متواضعا ذَا مسكة محبا فِي الْعلمَاء مُعْتَقدًا للْفُقَرَاء مَعَ تغفل وَعين وَفَاته بِيَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى وَذكره المقريزي فِي عقوده فَقَالَ الْأَمِير سيف الدّين بن الْأَمِير شمس الدّين الجمالي وَيعرف بسيدي أبي بكر أَمِير حَاج وَقَالَ إِنَّه دفن بالقرافة وَكَانَ لينًا غير مهاب إِلَّا أَنه كَانَ يسوس العربان بالرغبة والرهبة وَالْإِحْسَان فتمشي أَحْوَاله مَعَهم (أَبُو بكر) بن شتات سَيَأْتِي فِي ابْن عَليّ 94 (أَبُو بكر) بن الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاوون مَاتَ فِي ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث أرخه المقريزي 95 (أَبُو بكر) بن صَالح الْجَوْهَرِي نسبه لمَوْلَاهُ الْمَكِّيّ الْفراش بهَا مِمَّن يكثر الطّواف مَعَ خير مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 96 (أَبُو بكر) بن صَدَقَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الزكي بن فتح الدّين بن نور الدّين أبي الْحسن الْمَنَاوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ القاهري الشَّافِعِي الزيات وَالِده وَيعرف بالمناوي ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِقَلِيل وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبيتين والمنهاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَعرض فِي سنة سبع وَتِسْعين على ابْن الملقن والأبناسي والغماري والكمال الدَّمِيرِيّ وَخلق أَجَازُوا لَهُ وَكَذَا عرض بِمَكَّة حِين مجاورته فِيهَا مَعَ أَبِيه سنة ثَمَانمِائَة على غير وَاحِد من أعيانهم مِنْهُم مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وجود الْقُرْآن على خَلِيل المشبب وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد ابْن الملقن والدميري والبدر الطنبدي والفارسكوري وَفِي الْأُصُول عِنْد الشهابين
العجيمي والبوصيري وَفِي الْعَرَبيَّة عِنْد الشَّمْس الشطنوفي وَغَيره وَسمع على الْمُطَرز والعراقي والهيثمي والأبناسي والشرف الْقُدسِي وناصر الدّين بن الْفُرَات والجوهري فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا بِمَكَّة على ابْن ظهيرة وَغَيره فِيمَا كَانَ يخبر بِهِ وَهُوَ ثِقَة فقد كَانَ فِيهَا سنة ثَمَانمِائَة وتعانى التِّجَارَة ونالته محنة بِسَبَب ولد لَهُ انْقَطع بِسَبَبِهَا عَن النَّاس مُدَّة ثمَّ برز ولازم التقي الحصني فِي شرح مُسلم وَغَيره وَحضر دروس الشّرف الْمَنَاوِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ قَدِيما وَكَانَ خيرا حسن الْأَدَب كثير التَّوَاضُع والسكون محبا فِي الْعُزْلَة والانفراد مكرما للطلبة مَعَ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع طولون وَدفن بالقرافة رحمه الله وإيانا وَفِي تَرْجَمته من المعجم فَوَائِد 97 (أَبُو بكر) بن صلغاي المجاور لجامع الغمري مِمَّن ينتمي للظَّاهِر صَاحب الْجَامِع كبيت بني ابْن خَاص بك مُتَمَوّل شَدِيد الْحِرْص قَبِيح الْمُعَامَلَة لَهُ أَمْلَاك ورزق وَنَحْوهَا اختلس لَهُ من بَيته مرّة جملَة وَمَا وصل لغريمه وَآل أمره إِلَى أَن صَار مقْعدا طريحا لَا حَرَكَة فِيهِ سوى اللِّسَان وَقد صاهره جَانِبك خازندار يشبك من حيدر وَهُوَ ألطف وأشبه مَاتَ فِي صفر سنة تِسْعمائَة عَفا الله عَنهُ (أَبُو بكر) بن الطّيب فِي ابْن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد 9 {أَبُو بكر) بن عَبَّاس بن أَحْمد الزين البدراني وَالِد مُحَمَّد الْآتِي تزوج أُخْت بلديه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَمِين الشهير بِابْن قطب الدّين ثمَّ ابْنَته واستولدها وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ قد سمع رَفِيقًا للجديدي من شَيخنَا المسلسل وَحضر بعض مجَالِس إمْلَائِهِ ثمَّ سمع مني المسلسل وبقراءة وَلَده ثَلَاثَة أَحَادِيث من أول البُخَارِيّ 99 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن أَيُّوب بن أَحْمد الزين الملوي ثمَّ الْمصْرِيّ الشاذلي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الريس الْمَاضِي وحفيد أَيُّوب شيخ مُعْتَقد لَهُ زَاوِيَة بملوى ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَصَحب الْفُقَرَاء وتلمذ لحسين الحبار ثمَّ لَازم صَاحبه الصّلاح الكلائي وَصَارَ يتَكَلَّم على النَّاس بزاوية شَيْخه الحيار بقنطرة الموسكي ويفسر الْقُرْآن بِرَأْيهِ على قَاعِدَته فضبطوا عَلَيْهِ أَشْيَاء وَرفع إِلَى القَاضِي الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمَنعه من ذَلِك إِلَّا إِن قَرَأَ من تَفْسِير الْبَغَوِيّ وَغَيره وَاجْتمعَ بِي بِسَبَب ذَلِك فَوَجَدته حسن السمت عريا عَن الْعلم وَكَانَ قَالَ فِيمَا ذكر لي أَنه رأى فِي قَوْله تَعَالَى {كذبت قوم هود الْمُرْسلين إِذْ قَالَ لَهُم أخوهم هود} أَن الضَّمِير فِي قَوْله أخوهم للمرسلين فَقلت لَهُ بل لعاد فَقَالَ لَا لِأَنَّهُ لَا يَلِيق بِالنَّبِيِّ أَن يُوصف بِأَنَّهُ أَخُو الْكَفَرَة فَقلت لَهُ فقد
قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى (وَاذْكُر أَخا عَاد) فَسكت وَله نَظَائِر لذَلِك إِلَّا أَنه كَانَ كثير الذّكر وَالْعِبَادَة يتكسب من التِّجَارَة فِي الْغَزل ولجماعة من النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَت جنَازَته حافلة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه 100 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن الْعِمَاد أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن قدامَة الْعِمَاد بن التقي الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من أَحْمد بن عبد الله بن جبارَة والبهاء عَليّ بن الْعِزّ عمر وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وأنبائه وَقَالَ مَاتَ فِي الكائنة الْعُظْمَى بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده 10 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي الْمَاضِي أَبوهُ اخوان من الْأَب خَاصَّة مَاتَا صغيرين 10 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْفَخر الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو الْجمال مُحَمَّد وَيُسمى ظهيرة وَهُوَ جد اللَّذين قبله ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة تساعياته الْأَرْبَعين وَغَيرهَا وَمن الْجمال بن عبد الْمُعْطِي واليافعي وَآخَرين مِنْهُم التقي الْبَغْدَادِيّ والبهاء بن عقيل وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح العلائي وَابْن رَافع والبهاء بن خَلِيل وَابْن الْقَارِي وَعمر بن النقبي وَأحمد بن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه اشْتغل قَلِيلا وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة اثنتى عشرَة بِمَكَّة وبيض لَهُ الفاسي فِي تَارِيخه 103 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التقي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن الماضيين وَهُوَ الْأَصْغَر وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون ولد فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والكافية وتصريف الْعُزَّى والخزرجية والأندلسية وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كالتقي الْأَذْرَعِيّ والبلاطنسي وَغَيرهمَا وَأخذ الْفِقْه عَن أَبِيه وخطاب والنحو الصّرْف والمعاني وَالْبَيَان عَن الشرواني وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتِّينَ فَأخذ قَلِيلا عَن الْمحلى وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَطَائِفَة وَسمع من الْعَلَاء ابْن برجس وَغَيره وتميز فِي الْفِقْه وشارك فِي غَيره وكل انتفاعه إِنَّمَا هُوَ بأَخيه ودرس فِي حَيَاته وَبعده فِي أَمَاكِن كَثِيرَة وَصَارَ بعد انْقِرَاض تِلْكَ الحلبة رَئِيس الشَّام والمشار إِلَيْهِ فِيهِ بالإفتاء وَكَثْرَة الْجِهَات جدا وَبَلغنِي أَن تداريسه بالشامية
كَانَت فائقة وبذل نَفسه مَعَ من يَقْصِدهُ سِيمَا فِيمَا فِيهِ إِزَالَة مُنكر وَنَحْوه بمساعدة الْمُحب ابْن أخي الحصني وَنَحْوه وَحج هُوَ وَأَخُوهُ الزين فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وتكرر قدومه الْقَاهِرَة مِنْهَا فِي سنة سبع وَسبعين بعد موت أَخِيه ثمَّ فِي آخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ مَطْلُوبا لإرسال نَائِب الشَّام بالتشكي من معارضته وَلابْن الصَّابُونِي فِيهِ شَائِبَة عمل فألزم بِالْإِقَامَةِ بعد هَدِيَّة وكلفة وتصدي للإقراء بالأزهر وَغَيره وانتفع بِهِ جمَاعَة وأثنوا على استحضاره وملكته فِي الْفِقْه وجودة تَقْرِيره مَعَ قُوَّة نَفسه ومزيد صفائه مِمَّا كَانَ سَببا لمجيئه وَكَذَا قدم فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين مَطْلُوبا بالشخص يُقَال لَهُ الْعمريّ عَارضه فِي بِدعَة وَنَحْوهَا وعقدت بَينهمَا مجَالِس بِحَضْرَة السُّلْطَان وَغَيره وَلم ينْهض الْخصم بطائل فتكلف هَذَا وَرجع إِلَى بَلَده فَلم أَطْرَافه بعد أَن رغب عَن كثير من وظائفه وجهاته وَمن ذَلِك الثُّلُث من الشامية البرانية فَإِنَّهَا كَانَت مَعَه برغبة النَّجْم يحيى بن حجي وَتوجه لمَكَّة من الْبَحْر فوصلها فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَلم يُوقع بهَا تدريسا وَاعْتذر باشتغاله بِالْعبَادَة ودام حَتَّى حج ثمَّ رَجَعَ صُحْبَة الركب الشَّامي وَمَا كَانَ غَرَضه إِلَّا الْإِقَامَة ليحرر كتاب أَخِيه الْمُسَمّى بالتحرير وَلَكِن قيل أَنه لم يسْتَطع الْحر وَلما كَانَ البقاعي عِنْدهم أنكر عَلَيْهِ أَشْيَاء بِحَيْثُ زَادَت النفرة بَينهمَا وَبِالْجُمْلَةِ فَلهُ قومات وهمات بِدُونِ دربة وَبَلغنِي أَنه أفرد زوايد الْبَهْجَة وَأَصلهَا والتنبيه على الْمِنْهَاج فِي مُجَلد لطيف سَمَّاهُ إِعْلَام النبيه بِمَا زَاد على الْبَهْجَة وَأَصلهَا والتنبيه وَأَنه كتب على تَصْحِيح أَخِيه توضيحا وَعمل منسكا لطيفا وتصحيحا على الْغَايَة فِي كراسة وَآخر أبسط مِنْهُ وَغير ذَلِك كإفراد زَوَائِد كل من الكافية والألفية على الآخر لم يبيض وَله نظم فَمِنْهُ ملغزا
(مَا متْلف بِبَعْض شَيْء قد سقط
…
يضمن لَا بِالْكُلِّ بل نصف فَقَط)
مجيبا عَنهُ
(ذَا الشَّيْء ميزاب فَفِي سُقُوطه
…
نصف فَقَط وَالْكل فِي خَارجه)
وَمِنْه فِي لُغَات الِاسْم
(إسم وأسم وسمى مثلثا
…
وَمثله سمى قد نقلا)
وَفِي لُغَات الْفَم
(بِتَثْلِيث فافم بِنَقص وتضعيف
…
وَقصر كَذَاك الِاتِّبَاع محكى)
وَكنت مِمَّن اجْتمع بِهِ حِين قدومه للسلام عَلَيْهِ وكتبت من نظمه مَعَ مَا هُنَا مَا أثْبته فِي الْكَبِير 104 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن عمر بن خضر بن إلْيَاس الزكي الْمَنَاوِيّ الضَّرِير الاديب نزيل اسكندرية ولد بالأشمونين من بِلَاد الصَّعِيد سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى أشموم الرُّمَّان فَقَرَأَ الْقُرْآن بهَا وبمنية ابْن سلسيل وَحج مَعَ أَبِيه مرَّتَيْنِ الأولى قبل بُلُوغه وَالثَّانيَِة بعد سنة ثَمَانِينَ ثمَّ تحول إِلَى الصَّعِيد وتكسب بالخياطة وتعانى النّظم من صغره ثمَّ أرشده الْفَخر ابْن أُخْت الولوي
المنفلوطي لتعلم الْعَرَبيَّة فبحث عَلَيْهِ بالأشمونين غَالب الألفية ثمَّ ورد الْقَاهِرَة فقطنها متسببا بِبَعْض حوانيتها وسافر لدمشق وزار الْقُدس غير مرّة وَدخل اسكندرية بعد الْقرن فَأَقَامَ بهَا يُؤذن بمدرسة قَائِد إِلَى أَن أضرّ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ولقيه البقاعي فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بمدرسة ابْن بصاصة مِنْهَا فَكتب عَنهُ قَوْله
(كلما تاه دلالا وصلف
…
زِدْت شوقا وغراما وشغف)
(أهيف يخجل بانات السنقا
…
قده الْعمَّال لينًا وهيف)
وسَاق قصيدة طَوِيلَة وسافر من اسكندرية بعد سنة أَرْبَعِينَ فَانْقَطع خَبره 105 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن قطلبك الدِّمَشْقِي الأديب المنجم شيخ أديب بارع فِي الزجل والبليق صَاحب نَوَادِر عِنْده ظرف ومجون رث الْحَال قدم حماة فركن للصلاح خَلِيل بن السَّابِق وَأثر عشرته مَعَ كَثْرَة انجماعه عَن النَّاس كتب عَنهُ ابْن خطيب الناصرية وَغَيره وَكَانَ الصّلاح الْمشَار إِلَيْهِ يحفظ مُعْجم نظمه ومطارحاته وَهُوَ الَّذِي عَارض قصيدة الْعَلَاء البهائي الغزولي الجابي الَّذِي امتدح بهَا الْبَدْر مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود وأولها
(أَلا بأنسمة الرّيح قفي أبديك تبريحي
…
)
(قفي أَسأَلك عَن قلبِي
…
)
(وَإِن شِئْت أقل روحي
…
)
بقصيدة أَولهَا
(ضراط الْبَغْل فِي الرّيح
…
على فرش من الشيح)
(وشربي الْخلّ ممزوجا
…
بأمراق القواليح)
وَبلغ ذَلِك الْعَلَاء فانحرف جدا وهجا صَاحب التَّرْجَمَة بعدة مقاطيع مِنْهَا
(إِن يكن بالهجو بَادِي
…
من لعلم النُّجُوم يغوى)
(فانزلوا فِي الرَّأْس مِنْهُ
…
فَهُوَ فِي الْبَلدة عوا)
مَاتَ بحماة فِي البيمارستان النوري فِي الْمحرم أَو صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأوصى أَن لَا يُبَاع حِمَاره إِلَّا بِمِائَة وَخمسين درهما وَأَن لَا يُبَاع لِابْنِ حجَّة لِكَثْرَة بغضه لَهُ ذكره ابْن خطيب الناصرية وَهنا مَا لَيْسَ عِنْده وَأنْشد لَهُ من نظمه غير القصيدة الْمشَار إِلَيْهَا وترجمه شَيخنَا فِي إنبائه وَجزم بصفر وَقَالَ الشَّاعِر تعانى التنجيم والآداب وَكَانَ بارعا فِي النّظم والمجون وَله مطارحات مَعَ أدباء عصره أَوَّلهمْ الشَّمْس المزين ثمَّ خطيب زرع ثمَّ عَليّ البهائي واشتهر بخفة الرّوح والنوادر المطربة وَهُوَ الْقَائِل
(حَنَفِيّ مدرس حَاز حد
…
الرياض الشَّقِيق فِي التنميق)
(لَو رَآهُ النُّعْمَان فِي مجْلِس الدَّرْس
…
لقَالَ النُّعْمَان هَذَا شقيقي)
وَله فِي الشَّمْس المزين الشَّاعِر زجل أَوله
(عمرك يَا مزين أَمْسَى نَاقص البراعة
…
لَكِن فِي الْحَرَام حَيْثُ تَجدهُ كَامِل البضاعة)
(سيرك يَا ربيط سير محلول من قَبِيح فعالك
…
وَأَنت حرامي مَجْرُوح وعرضك بحالك)
(وتهجي المنجم أما تبصر شَاعِر حالك
…
لَا تعلب بدمك ماعي وتعمل رقاعه)
(أنصحك وأسقيك شربة وَلَا سم سَاعَة
…
)
ثمَّ سَاق القصيدة الْمشَار إِلَيْهَا أَولا وَقَالَ أنشدنيها بِقِصَّتِهَا نَاصِر الدّين الْبَارِزِيّ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ وَلَده القَاضِي كَمَال الدّين بالبيرة على شاطئ الْفُرَات فِي سنة آمد وَأَنا لإنشاد الثَّانِي أضبط قلت وأنشدني صاحبنا الْجمال بن السَّابِق عَن عَمه عَنهُ كثيرا من نظمه مِمَّا كتبه لي بِخَطِّهِ وَحكى عَن بعض أقربائه أَنه قَالَ لَهُ وَقد تعجب من تناديبه وتنكيتاته الْقَاعِدَة فِي الهجو يَا شيخ أَبَا بكر من أَيْن لَك هَذَا قَالَ وَالله أَنا إِذا أردْت هجو أحد يتَصَوَّر لي إِبْلِيس ويلقنني كلمة بِكَلِمَة عَفا الله عَنهُ 106 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله تَقِيّ الدّين بن الْجمال الدِّمَشْقِي القاهري الشَّافِعِي الشَّاعِر الوفائي وَيعرف بِابْن البدري ويكنى أَيْضا أَبَا التقا ولد فِي ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وتكرر قدومه مَعَ أَبِيه للقاهرة ثمَّ قطنها مُدَّة واشتغل بالبلدين قَلِيلا وَكتب عَن خلق من الشُّيُوخ فَمن دونهم وتعانى الشّعْر ومدح وهجا وطارح وَتردد إِلَيّ فَأخذ عني ومدحني بِمَا كتبته فِي مَوضِع آخر وَفِيه
(جدلي سَرِيعا بِالْحَدِيثِ إجَازَة
…
يَا كَامِلا دم وافر الاعطاء)
وانتمى لبني الشّحْنَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبالنسخ فَلَمَّا ولى الأمشاطي عمل فِيهِ أبياتا فَلم يُقَابله عَلَيْهَا إِلَى أَن تعرض لعبد الرَّزَّاق الملقب عجين أمه نزيل القَاضِي فِي البرقوقية وَنسبه لأمر فظيع الله أعلم بِصِحَّتِهِ فبادر لتطلبه فَلم يقدر عَلَيْهِ فَصرحَ بِمَنْعه من تحمل الشَّهَادَة فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا وَمَاتَتْ لَهُ زَوْجَة فورث مِنْهَا قدرا طائلا بعد فقره فَلم أَطْرَافه وسافر لمَكَّة فجاور ثمَّ قطن الشَّام ثمَّ جاور بِالْمَدِينَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكتب فِيهَا من تصانيف الشريف السمهودي وَغَيره ثمَّ جاور الَّتِي تَلِيهَا بِمَكَّة وَكَانَ يجْتَمع عَليّ بهَا وَكتب من تصانيفي مجموعا ولازمني فِي التَّحَمُّل رِوَايَة ودراية وأوقفني على مَجْمُوع سَمَّاهُ غرر الصَّباح فِي وصف الْوُجُوه الصَّباح قرضه لَهُ الشُّعَرَاء فأبلغوا وَكَانَ من أعيانهم الْبُرْهَان الباعوني وأخواه والشهاب الْحِجَازِي والمنصوري والقادري وَابْن قرقماس وَقَالَ أَنه أَلفه بِدِمَشْق سنة خمس وَسِتِّينَ وَالْتمس مني تقريضه فأجبته وكتبت لَهُ إجَازَة حَسَنَة وامتدح قُضَاة مَكَّة وَغَيرهم وَلَيْسَ نظمه بالطائل وَلَا فهمه بالكامل وكتبت عَنهُ من نظمه
(إِذا مَا كَانَ مجموعي لديكم
…
من الدُّنْيَا بِهَذَا قد قنعت)
(وَمَا قصدي سوى هَذَا وحسبي
…
بِأَنِّي فِي يَديك وَمَا جمعت)
وَكَانَ يتكسب بِالتِّجَارَة وَرُبمَا جلس بحانوت بِمَكَّة فِي الْمَوْسِم تعلل بِمَكَّة مُدَّة وسافر مِنْهَا وَهُوَ كَذَلِك فِي أَوَائِل الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين فِي الْبَحْر فوصل إِلَى الطّور ثمَّ غَزَّة فأدركه أَجله هُنَاكَ فِي جُمَادَى مِنْهَا وبلغنا ذَلِك فِي شَوَّال عَفا الله عَنهُ وَترك وَلدين أَو أَكثر وتركة وأظن وَالِده فِي الْأَحْيَاء عَفا الله عَنهُ وإيانا 107 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن مُحَمَّد الزيات كَانَ مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَسِتِّينَ أرخه ابْن الْمُنِير وَقَالَ كَانَ من الصَّالِحين (أَبُو بكر) بن عبد الله الشَّيْخ زين الدّين التَّاجِر صَوَابه ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مقبل يَأْتِي 10 {أَبُو بكر) بن عبد الله الدِّمَشْقِي وَيعرف بالعداس ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَصَحب عبد الله الذاكر الْمَاضِي لما قدم من الرّوم وتسلك بِهِ وأشير إِلَيْهِ بالصلاح وتزايد الِاعْتِقَاد فِيهِ كشيخه وَكَانَ مُقيما بِبَيْت الْمُقَدّس مُنْقَطِعًا عَن النَّاس زاهدا خيرا صَالحا مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ 109 (أَبُو بكر) بن عبد الله المارديني الْحَنَفِيّ أَخُو يُوسُف الْمَاضِي مَاتَ أَخُوهُ فورثه وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي أَخِيه من أنبائه وَرَأَيْت أَبَا بكر بن عبد الله الْحَنَفِيّ كتب فِي عرض سنة سِتّ وَأَظنهُ هَذَا (أَبُو بكر) بن أبي عبد الله فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد 110 (أَبُو بكر) بن عبد الباسط بن خَلِيل الزين بن الزين الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وولداه مُحَمَّد وَعمر وَيعرف بِابْن عبد الباسط ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي مدرسة أَبِيه فَكَانَ ختما هائلا وَكَذَا قَرَأَ الْأَرْبَعين والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وألفية ابْن ملك وَكتب على الشَّمْس الْمَالِكِي وَغَيره حَتَّى برع وأجيز وَسمع من لفظ ابْن الْجَزرِي المسلسل بالمصافحة وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَتكلم بعد موت أَبِيه فِي أوقافه بل أعطَاهُ الْأَشْرَف قايتباي وَكَانَ لَهُ بِهِ وبالأتابك أزبك الظَّاهِرِيّ مزِيد اخْتِصَاص التحدث على الجوالي الشامية والمصرية مَعَ التَّكَلُّم فِي شَيْء من الدخيرة واستادارية طرابلس فَلم يحمد فِي شَيْء من ذَلِك وَكَانَ زَائِد الْإِسْرَاف على نَفسه رَاغِبًا فِي تقريب الْأَطْرَاف وَذَوي السَّفه نافرا من الْفُقَهَاء والطلبة مظْهرا تمقت من لَا يخَاف جاهه الدنيوي مِنْهُم بذيء اللِّسَان بعيد الْإِحْسَان وَرُبمَا كَانَ يُصَرح بسب وَالِده وتقبيحه حج غير مرّة وَأكْثر من دُخُول الشَّام ويرمى بِأَمْر فظيع
مَاتَ بعد توعك نَحْو عشرَة أَيَّام فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشري الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ ضحى الْغَد فِي محفل متوسط وَدفن بتربة وَالِده وَأظْهر السُّلْطَان تأسفا عَلَيْهِ واستأصله حَيا وَمَيتًا عَفا الله عَنهُ وإيانا 11 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ درج صَغِيرا وَقد مضى أَخُوهُ عبد الْكَرِيم وأبوهما 11 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن رحال بمهملتين الثَّانِيَة مُشَدّدَة ابْن مَنْصُور التقي اللوبيان ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد فِي سنة أَربع أَو خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وتفقه بِجَمَاعَة إِلَى أَن مهر وَصَارَ معدودا فِي الْفُضَلَاء وناب فِي الحكم وَولي تدريس الشامية البرانية وَغَيرهَا وَوَصفه بعض أَصْحَابنَا بِالْإِمَامِ الْعَالم الْفَقِيه مفتي الْمُسلمين ومفيدهم وَكَانَ قد سمع كَمَا أخبر على ابْن قواليح صَحِيح مُسلم بفوت فِي أَوله لم يضْبط وَحدث وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْق وَكَانَت جنَازَته حافلة وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ غَيره إِنَّه قدم دمشق وَهُوَ كَبِير فَقَرَأَ التَّنْبِيه وَعرضه فِي سنة خمس وَسبعين واشتغل على الشّرف الشريشي وطبقته ورافق الكفيري واندرج بصحبه وَأذن لَهُ بالإفتاء وَأعَاد بالشامية الجوانية والناصرية وتصدر بالجامع وَكَانَ مِمَّن أَقَامَ أَيَّام الْفِتْنَة بِدِمَشْق فأوذي من التتار وَقعد مَعَ الشُّهُود بعْدهَا مُدَّة ثمَّ استنابه النَّجْم بن حجي وَاسْتمرّ يَنُوب لغيره مُدَّة مَعَ توقفه فِي الْأَحْكَام وَأفْتى وَاسْتقر فِي تدريس القيمرية قَالَ التقى الشهبي ودرس بهَا دروسا عَجِيبَة مرّة أَو مرَّتَيْنِ فِي الْفلس ثمَّ انْتقل إِلَى الضَّمَان وَخرج من الدُّنْيَا وَلم يفرغ مِنْهُ وَلم يكن يعرف سوى الْفِقْه على طَريقَة الْمُتَقَدِّمين لَا عهد لَهُ بِكَلَام الْمُتَأَخِّرين وتحريراتهم مَعَ التقتير على نَفسه فِي عيشه وملبسه وخبرته بالتحصيل على كبر سنه وَقد رغب لَهُ رَفِيقه الكفير عَن نصف تدريس العزيزية فَلم يحصل لَهُ وَاشْتَدَّ ألمه لذَلِك وَلم يلبث أَن رغب هُوَ عَن نصف تدريس القيمرية والإعادة بالشامية بعوض ليحيى بن الْعَطَّار مَعَ قرب عَهده بلباس الْجند وَكَونه ديوانيا وَحصل فِي وظائفه بعد مَوته خبط كَبِير وَلم يحصل لطلبة الْعلم مِنْهَا شَيْء مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر ذِي الْقعدَة وَحضر جنَازَته خلق وَدفن بِبَاب الفراديس واستفيض أَنه كَانَ يحفظ الرَّافِعِيّ وَمَعَ ذَلِك فَمَا ذكره التقى فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة رحمه الله وَعَفا عَنهُ (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن غزى هُوَ مُحَمَّد مضى 113 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان بن السلعوس مَاتَ فِي سنة سبع 114 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن فَيْرُوز التقى الْحوَاري كَانَ يقرئ أَوْلَاد
التَّاج السُّبْكِيّ وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر ثمَّ ولي قَضَاء أَذْرُعَات مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَله بضع وَسِتُّونَ قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه 115 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن قطلوبك مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين 116 (أَبُو بكر) بن عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد ابْن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْعِمَاد بن الزين بن نَاصِر الدّين الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْحَافِظ نَاصِر الدّين مُحَمَّد ووالد عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وست الْقُضَاة الأشقاء وَأَسْمَاء وصاحبنا نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَعبد الْوَهَّاب وَأحمد الأشقاء وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي ولد بعد السّبْعين تَقْرِيبًا بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَسمع على الصّلاح أَن ابي عمر مُسْند أَحْمد أَو بعضه وَكَذَا سمع مِنْهُ غَيره وَمن آخَرين وَولي عدَّة مباشرات وناب فِي الحكم عَن ابْن الحبال فَمن بعده وَحج غير مرّة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز لنا فِي سنة تسع وَعشْرين وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة كَانَ سَاكِنا وَكنت أميل إِلَيْهِ وَكَانَ على خير يَصُوم الْخَمِيس والاثنين ثمَّ بلَى وَولي نِيَابَة الْقَضَاء عَن الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين ثمَّ عَزله ثمَّ لما ولي النَّاصِر الشهَاب بن الحبال استنابه وَاسْتمرّ إِلَى أَن عزل بمرسوم ورد من مصر لِأَنَّهُ أَدخل نَفسه فِي التناقلات الَّتِي لَا يحل لأحد من الْمُسلمين الدُّخُول فِيهَا تقربا لخواطر أَرْبَاب المناصب مَعَ أَنه كَانَ لَا يَأْخُذ على ذَلِك شَيْئا وَكَانَ النَّجْم بن حجي حسن لَهُ السَّعْي فِي الْقَضَاء الْأَكْبَر وَكَاتب فِي ذَلِك المصريين بِحكم ضعف مستنيبه ابْن الحبال وعجزه فَلم يجب لذَلِك ثمَّ جَاءَ مرسوم بعد قتل النَّجْم إِلَى الْحَنْبَلِيّ بعزل نوابه فعزل فِي جُمْلَتهمْ وَكَانَ يلثغ بالراء وَيكْتب باليسرى كِتَابَة قَوِيَّة وَكَانَ خيرا دينا كثير التِّلَاوَة مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بالصالحية وَدفن بالسفح بتربة الْمُعْتَمد جوَار الْمدرسَة وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار وَقَالَ إِنَّه توفّي بعد سنة تسع وَعشْرين رحمه الله 117 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان شقيقي الزين السخاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي ولد فِي أَوَاخِر سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بمنزلنا الشهير وَنَشَأ بِهِ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفيتي الحَدِيث والنحو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كسعد الدّين بن الديري ومدين والشمني وَابْن الْهمام والأقصرائي وَأبي الْفضل المغربي وأحضرته على الْعِزّ بن الْفُرَات بل أسمعته على شَيخنَا وَخلق وَأَجَازَ لَهُ جم غفير من أَمَاكِن شَتَّى وَأخذ الْعَرَبيَّة
عَن النُّور الْوراق والابدي وَبِه انْتفع وَغَيرهمَا وَكَذَا قَرَأَ على ابي السعادات البُلْقِينِيّ فِي المغنى وَعنهُ وَعَن السَّيِّد النسابة وَالْفَخْر عُثْمَان المقسي أَخذ الْفِقْه بل حضر قَلِيلا عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَقَرَأَ على إِمَام الكاملية فِي شَرحه على الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ ولازم السَّيْف الْحَنَفِيّ وَابْن حجى والكوراني فِي دروس الْكَشَّاف وَالشَّمْس الشرواني فِي أصُول الدّين والتقي الحصني فِي فنون كالمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَبَعض الْفُضَلَاء فِي الْفَرَائِض والحساب وَقَرَأَ على الْمُحب بن الشّحْنَة فِي تَفْسِير ابْن كثير وَغَيره وعَلى البقاعي فِي غيبتي يَسِيرا من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بل أَخذه عني بِتَمَامِهِ مَعَ نَحْو مُجَلد من النكت الَّتِي كتبتها على شرح المُصَنّف وَجُمْلَة من تصانيفي وَغَيرهَا رِوَايَة ودراية واستملى عَليّ وَتردد فِي ابْتِدَائه لِابْنِ قَاسم وَابْن بردبك ثمَّ للزين الأبناسي والشرف عبد الْحق وَابْن عز الدّين السنباطيين فِي آخَرين كالزين زَكَرِيَّا والنور السنهوري وتميز فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي غَيرهَا مَعَ صِحَة الْفَهم وَسُرْعَة الذكاء واستقامة التَّصَوُّر والتحري فِي المباحثة والإقراء وتصدى للتدريس فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَأخذ عَنهُ غير وَا حد مِمَّن صَار فِي المدرسين وَقسم الْكتب فِي كل سنة وَعمل أجلاسا هائلا فِي سنة سبع وَسبعين حضر عِنْده فِيهِ الْأَعْيَان كالعبادي والتقى الحصني والجوجري والبهاء المشهدي والعز السنباطي وَابْن قمر وَابْن المرخم والْعَلَاء البُلْقِينِيّ مَعَ كَونه مِمَّن حضر عِنْدهمَا فِي الألجيهية وَمن شَاءَ الله مِمَّن عينت أَكْثَرهم فِي مَوضِع آخر وَأخْبر جمع جم بِعَدَمِ رُؤْيَة مثل ذَاك الْمجْلس وَكَذَا عمل أجلاسا أحفل مِنْهُ حِين اسْتَقر فِي تدريس تربة السِّت وَكَانَ مِمَّن حضر فِيهِ ابْن حجي وَابْن الغرز وَولي إِعَادَة الحَدِيث بالبيبرسية والخطابة بالباسطية وخزن كتبهَا بل نَاب عني فِي تدريس الحَدِيث بالصرغتمشية سنتَيْن وَكَذَا فِي التصدير بالجيعانية وَرُبمَا أفتى وَقصد فِي عرض الْأَبْنَاء وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَمن ذَلِك شرحي للألفية وَجُمْلَة من تصانيفي بل كتب شرحا على الجرومية وَالْقَوَاعِد لِابْنِ هِشَام وعَلى أُمَّهَات الْأَوْلَاد من الْمِنْهَاج وقرض لَهُ بَعْضهَا الزين زَكَرِيَّا والكمال بن أبي شرِيف وكاتبه بل كتبت لَهُ إجَازَة حافلة وَحج ورزق الْأَوْلَاد واستعان فِي معيشته بالتكسب على وَجه جميل وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَأبى وَوَصفه الْجَمَاعَة فِي عرض وَلَده بِمَا هُوَ جدير بِأَكْثَرَ مِنْهُ فزكريا بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة والأخميمي بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة واللقاني بالشيخ الْعَالم الْعَلامَة وَابْن تَقِيّ بالشيخ زين الدّين شرف الْعلمَاء أوحد الْفُضَلَاء فِي الْعَالمين وَالسَّعْدِي بسيدنا الشَّيْخ الْعَلامَة شرف الْعلمَاء العاملين صدر المدرسين مفتي الْمُسلمين وَكَاتب السِّرّ بصاحبنا الشَّيْخ الْفَاضِل الْمشَار إِلَيْهِ
والخيضرمي بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُحَقق المتقن الفهامة والبامي بسيدنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة وَابْن قَاسم بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة زين الْملَّة وَالدّين وجعفر بسيدنا ومولانا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَامِل الأوحد الْعَلامَة صدر المدرسين مُفِيد الطالبين مفتي الْمُسلمين والديمي بالشيخ الإِمَام الْعَالم المفنن مُفِيد الطالبين بَقِيَّة الْمُحَقِّقين والكوراني بالشيخ الْعَالم الْعَلامَة تَقِيّ الدّين والبدر بن خطيب الفخرية بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة وَالْبَحْر الفهامة زين الدّين صدر المدرسين مُفِيد الطالبين وسبط شَيخنَا بالشيخ الإِمَام الْعَالم الأوحد زين الدّين صدر المدرسين مفتي الْمُسلمين وَعبد الْحق بسيدنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة والابشبهي بسيدنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة من برع فِي الْعُلُوم من حِين ترعرع وَشرب مِنْهَا بالكأس المترع وَأظْهر فرائد المنثور والمنظوم وحقق الْمَنْطُوق مِنْهَا وَالْمَفْهُوم والبدر بن الديري بسيدنا ومولانا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الزيني عين المدرسين مفتي الْمُسلمين وَالسري بن الشّحْنَة بسيدنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة والشيشيني الْحَنْبَلِيّ بالشيخ الإِمَام الْقدْوَة الْعَلامَة زين الدُّنْيَا وَالدّين فِي آخَرين وَلم يزل على طَرِيقَته فِي الإقبال على الْعلم مَعَ الْقيام بالتكسب على الْعِيَال ومزيد كدره من أم أَوْلَاده مِمَّا لَيْسَ الْخَبَر فِيهِ كالعيان وَهُوَ متجلد متنهد إِلَى أَن انحط وَلزِمَ الوساد وتوالى عَلَيْهِ أمراض وآلام وقاسى شَدَائِد وتفتحت فِي يَدَيْهِ عدَّة أَمَاكِن ونفد مَا كَانَ بِيَدِهِ وَهِي مَعَ ذَلِك تعالجه وتناكده بِحَيْثُ أَن مُدَّة مَرضه وَقَبله كَانَ لأجل رِضَاهَا مُقيما بهَا ببركة الرطلى وَكَانَ الأحباب يتكلفون لعيادته ولمشاهدته وَهِي تأبى الرُّجُوع بل وتسأل فِي الطَّلَاق ثمَّ تحول بِغَيْر رضَا مِنْهَا إِلَى بيتنا وأبت أَن توافقه وبالغت حَتَّى أجابها لسؤلها مَعَ بذلها وإبرائها ودام أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَدفن من يَوْمه وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وأرخت السَّمَاء مَطَرا من حِين الْمُرُور بجنازته إِلَى انْتِهَاء دَفنه بل اسْتمرّ الْمَطَر أسبوعا عوضه الله الْجنَّة وإيانا فَقل أَن أعلم فِي مَجْمُوعه مثله متانة دين وَصدق لهجة وبديع تصور وَصِحَّة فهم واتقان فِي علمه وكتابته وتحرز فِي نَقله مَعَ الصفاء والضياء والمحاسن وَلما بلغتني وَفَاته وَأَنا بِمَكَّة صلى عَلَيْهِ بهَا صَلَاة الْغَائِب وَفرقت لَهُ الربعة أَيَّامًا بل قَرَأَ غير وَاحِد من جماعتنا لَهُ ختمات وَلَقَد كَانَ لي بِهِ جمال وانتفاع فِي الْغَيْبَة والحضور فَعِنْدَ الله أحتسب مصيبتي بِهِ وأسأله خير الْعِوَض 11 {أَبُو بكر) بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن أبي بكر الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ نزيل الْهِنْد مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين أَو الَّتِي قبلهَا بِبِلَاد الْهِنْد فِي
كلبرقة ظنا ذكره ابْن فَهد 119 (أَبُو بكر) بن عبد الرَّزَّاق الدكالي الْمَالِكِي تفقه فِي اسندرية عِنْد مُحَمَّد ابْن يُوسُف السكندري وسكنها مُدَّة واعتقده أَهلهَا لما رَأَوْهُ من أَحْوَاله وكراماته وَقدم مَكَّة على رَأس الْقرن فجاور بهَا بضعا وَعشْرين سنة مديما للصَّلَاة وَالطّواف وَالصِّيَام وَتوجه فِي غضونها للمدينة مرّة بعد أُخْرَى وتسرى بِأُمِّهِ رزق مِنْهَا ذكرا وَأُنْثَى كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة خَيره وصلاحه وورعه واجتهاده فِي الْعِبَادَة بِحَيْثُ يسْتَغْرق فِيهَا أوقاته حَتَّى مَاتَ شَهِيدا مبطونا فِي رَجَب سنة سبع وَعشْرين بالحزامية بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ الْجمع فِي تشييعه وافرا فِيهِ صَاحب مَكَّة الشريف على بن عنان ومقدم عسكرها قرقماس الأشرفي وَهُوَ ابْن سِتِّينَ ظنا ذكره الفاسي مطولا وَقَالَ أَنه كَانَ كثير الْمَوَدَّة لَهُ ويسأله عَن كثير من فروع الْفِقْه وَأَنه على ذهنه أَشْيَاء من أسرار الْحُرُوف والأسماء رحمه الله وإيانا 120 (أَبُو بكر) بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الْفَخر الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام مَعَ أَخِيه مُحَمَّد تناوبا والمنهاج وَمَات فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين خَارج الْقَاهِرَة 12 (أَبُو بكر) بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ين سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ ابْن جمَاعَة بن حَازِم بن صَخْر الشّرف بن الْعِزّ بن الْبَدْر بن الْبُرْهَان الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ وَالِد الْعِزّ مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن جمَاعَة ولد فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه وَلكنه لم ينجب واستجاز لَهُ أَبوهُ خلقا من شُيُوخ عصره قَالَ شَيخنَا فَمَا أَشك أَن الْحجاز والختنى والدبوسي وَابْن مزيز أجازوه وَلَكِن لم أَقف بعد على ذَلِك نعم أجَاز لَهُ فِي سنة تسع وَعشْرين من ثغر اسكندرية وجيهية ابْنة الصعيدي والتاج الْفَاكِهَانِيّ وَابْن الْمُصَفّى والكمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الوَاسِطِيّ وَأَبُو الْعَبَّاس المرداوي وَفِي استدعاء مصري الزين أَبُو بكر الرَّحبِي وَابْنَته خَدِيجَة وَهَاجَر ابْنة الصنهاجي وَالْحسن بن السديد وَآخَرُونَ وأسمع على جده وَأَبِيهِ والميدومي وَأبي نعيم الأسعردي والبدر جنكلي بن مُحَمَّد بن البابا وَيحيى بن فضل الله وَآخَرين كالشهاب بن مَسْعُود المادح شَارك وَالِده فِي بعضه وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه كَانَ يتعسر فِي التحديث قَالَ ودرس فِي حَيَاة أَبِيه بأماكن وناب عَنهُ فِي الحكم ثمَّ اشْتغل باللهو والبطالة وَاحْتَاجَ وافتقر وَكَانَ يكْتب خطا حسنا ولديه فَضَائِل رَأَيْته يتَنَاوَل الْكتاب الْمَكْتُوب
المطوي فَيقْرَأ مَا فِيهِ وَهُوَ فِي كمه من غير أَن يُشَاهد بَاطِنه وَنَحْوه قَوْله فِي أنبائه إِنَّه اشْتغل ثمَّ ترك وَحمل لاشتغاله بِمَا لَا يَلِيق بِأَهْل الْعلم وَكَانَ يدْرِي أَشْيَاء عَجِيبَة صناعية مَاتَ فِي رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث بِمصْر رحمه الله وإيانا وَقَالَ المقريزي فِي عقوده جاورنا سِنِين عَفا الله عَنهُ 12 (أَبُو بكر) بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْفَخر بن النسيم بن الْجلَال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وابناه عبد الْغَنِيّ وَعلي يعرف بِابْن عبد الْغَنِيّ المرشدي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَكَانَ أَبوهُ تَركه بهَا وَهُوَ حمل وَكَانَت منيته بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَنَشَأ هَذَا فِي كَفَالَة زوج أمه أبي بكر الشحري فحفظ الْقُرْآن وعمدة الْأَحْكَام وأربعي النَّوَوِيّ وَالْمجْمَع والمنار وألفية ابْن مَالك وعقيدة الطَّحَاوِيّ وَعرض على أبي الْبَقَاء بن الضياء فِي سنة إِحْدَى وَخمسين واشتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه عِنْد ابْن عَمه عبد الأول والزين قَاسم بن قطلوبغا ثمَّ عِنْد ابْن الغرز فِي مجاورته عِنْدهم وَرُبمَا حضر عِنْد أبي حَامِد بن الضياء وَفِي الْعَرَبيَّة عِنْد المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي والبرهان بن ظهيرة ولازمه وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وَكَذَا أَخذ عَن اسماعيل الجبرتي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَاسْتقر فِي مشيخة الكلبرجية بِمَكَّة ولازم الانتماء للْقَاضِي وَذَوِيهِ وَرَأَيْت وصف القَاضِي لَهُ فِي عرض ثَانِي ولديه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الأمثل الْأَكْمَل الْمُفِيد وَزَاد أَخُوهُ فِي الْوَصْف الْعَالم الأوحد مفتي الْمُسلمين مُفِيد الطالبين وافتتح بقوله الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي كنز الْعلم فَخر الدُّنْيَا وَالدّين وَكَذَا القَاضِي أَبُو السُّعُود وافتتح بقوله الْحَمد لله الَّذِي نوع الْفَخر فَجعل جَلَاله وكماله فِي فَخر الدّين وَيذكر بملاءة كَبِيرَة مَعَ تشدق وَعدم توثق وَدخل فِي التِّجَارَة لزبيد وَغَيرهَا وَلَقي ابْن اسماعيل الجبرتي فألبسه الْخِرْقَة وَلَعَلَّه اجْتمع بِأحد من بني النَّاشِرِيّ مَاتَ بعد أَن تعلل مُدَّة فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الصُّبْح ثمَّ دفن عَفا الله عَنهُ 123 (أَبُو بكر) بن عبد الْقَادِر بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْفَخر بن المحيوي الْقرشِي الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ ابْن أخي القَاضِي محب الدّين قَاضِي جدة والماضي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عَاشر رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ وَسمع مني المسلسل فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بمنزلي علو البيمارستان من مَكَّة واستجازني بعد ذَلِك لنَفسِهِ ولولديه وَمَات فِي أول يَوْم الْخَمِيس منتصف
رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين بجدة فَحمل لمَكَّة وَكَانَ وُصُوله فِي أثْنَاء لَيْلَة الْجُمُعَة فَجهز بهَا ثمَّ صلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد الْحجر الْأسود تقدم الشَّافِعِي ثمَّ دفن بالمعلاة عِنْد قبُول سلفه بالشولي رحمه الله 124 (أَبُو بكر) بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد المحسن الْكَمَال أَبُو الرّوح بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السّلمِيّ الْمحلي ثمَّ السمنودي الشَّافِعِي أَخُو الْمُحب عبد الله الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الإِمَام ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه نور الدّين بن نصف اللَّيْل والمنهاج وَعرضه على جمَاعَة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن صهره الشهَاب الباريني وَالْوَلِيّ بن قطب وَالشَّمْس بن أَحْمد القَاضِي وَغَيرهم والنحو عَن عمر السمنودي وَحج مرَارًا أَولهَا وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبِيه وأخيه سنة خمس وَثَمَانمِائَة وجاوروا وسمعوا وَهَذَا فِي الْخَامِسَة فِي رَمَضَان سنة سِتّ على ابْن صديق بعض مسندي الدَّارمِيّ وَعبد ثمَّ فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا على أبي الطّيب السحولي الشفا وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالصَّلَاح عبد الْقَادِر الأرموي وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَخلق وناب فِي الْقَضَاء بسمنود عَن شَيخنَا فَمن بعده وَسمعت من لم يحمد سيرته وزار الْقُدس والخليل وَدخل اسكندرية ودمياط وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بسمنود فَقَرَأت عَلَيْهِ وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ وَدفن بِجَانِب شَيْخه عمر بن عِيسَى عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا 125 (أَبُو بكر) ابْن عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَأمه زَيْنَب ابْنة الرضي مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ الزين الزَّرْكَشِيّ والشرف الواحي وَابْن نَاظر الصاحبة والقبابي والتدمري والبرهان الْحلَبِي وَخلق وَمَات صَغِيرا 126 (أَبُو بكر) بن عُثْمَان بن خَلِيل بن مَحْمُود بن عبد الْوَاحِد التقي المَخْزُومِي الحوراني الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ ولد بعد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة واشتغل وَسمع من الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وناب فِي الحكم قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَرَأت عَلَيْهِ المسلسل وجزء البطاقة بِسَمَاعِهِ لَهما من الْمَيْدُومِيُّ وَمَات بِهِ فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَنَحْوه فِي أنبائه وَحدثنَا عَنهُ التقي القلقشندي بالمسلسل وجزء البطاقة أَيْضا وَذكره المقريزي فِي عقوده 127 (أَبُو بكر) بن عُثْمَان بن عبد الله الْفَخر الششتري الْمدنِي ابْن عَم مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن شرف الدّين الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 12 {أَبُو بكر) بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن حسن الرُّومِي الْمَكِّيّ ثمَّ القاهري ابْن أُخْت إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بالزمزمي ولد بِمَكَّة تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة
وَنَشَأ بهَا فَسمع على أبي الطّيب السحولي الشفا وعَلى الْجمال بن ظهيرة والزين المراغي والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا التنوخي وَابْن صديق وَإِبْرَاهِيم بن عَليّ بن فَرِحُونَ وَابْن قوام وَابْن منيع وَخلق لَقيته بِمصْر فِي سنة خمسين وَكَانَ تَاجِرًا ثمَّ مَاتَ بهَا بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَخلف شَيْئا كثيرا رحمه الله 129 (أَبُو بكر) بن صَاحب تونس عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي فَارس أَخُو مُحَمَّد وَعبد الْعَزِيز السَّابِقين ولي مملكة طرابلس الْمغرب وَكَانَ شَابًّا مشكورا حَيا قريب الثَّمَانِينَ 130 (أَبُو بكر) بن عُثْمَان بن مُحَمَّد تَقِيّ الدّين الجيتي بِكَسْر الْجِيم ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة بعْدهَا مثناة الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الجيتي ولد فِي حُدُود السِّتين ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أحد فضلاء أهل حماة عَارِف بِالْعَرَبِيَّةِ حسن المحاضرة قدم صُحْبَة الْعَلَاء بن مغلي من حماة فَنزل على كَاتب السِّرّ ابْن الْبَارِزِيّ فَأكْرمه وأحضره مجْلِس السُّلْطَان وولاه قَضَاء الْعَسْكَر وَغَيره وَقَالَ فِي مُعْجَمه اشْتغل بالفقه والعربية وَمهر وَقدم الْقَاهِرَة فِي الدولة المؤيدية وَكَانَ حسن المحاضرة نَاب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وَقَضَاء الْعَسْكَر بل عين للْقَضَاء الْأَكْبَر سَمِعت من نوادره وفوائده وَقَالَ المقريزي فِي عقوده جمعني وإياه مجْلِس الناصري بن الْبَارِزِيّ مرَارًا وَكَانَ ذكيا ماهرا فِي فنون تغلب عَلَيْهِ الأدبيات ونوه بولايته قَضَاء مصر فعاجلته الْمنية وَمَات فِي الطَّاعُون فِي آخر ربيع الأول سنة تسع عشرَة 13 (أَبُو بكر) بن عُثْمَان بن الناصح الكفرسوسي الْمُؤَدب ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ صحب الشَّيْخ عليا الْبناء وَأخذ طَرِيقَته وَكَانَ قد تصدى للْعَمَل فِي الْبَسَاتِين مَعَ النَّصِيحَة فِي عمله ثمَّ حفظ الْقُرْآن على كبر وتصدى لتعليمه وَكَانَ يعلم الْأَبْنَاء ويتورع وَكَانَت عِنْده وَسْوَسَة فِي الطَّهَارَة وَسكن لما كبر المزة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَقد جَازَ السِّتين 13 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عدنان بن جَعْفَر الْعِمَاد الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد ووالد نَاصِر الدّين مُحَمَّد الماضيين وَهَذَا أَصْغَر الْأَخَوَيْنِ ولد فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْفِقْه والنحو وَسمع الحَدِيث وَكتب الْخط الْحسن وَتقدم فِي الْإِنْشَاء وتزيا بزِي الْجند ثمَّ المباشرين وباشر أَيَّام أَخِيه نِيَابَة كِتَابَة سر دمشق ثمَّ ولي حسبتها فِي سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ عزل عَنْهَا فِي ربيع الآخر من الَّتِي تَلِيهَا وَبِيَدِهِ مشيخة الجقمقية وتدريس الريحانية والعذراوية والمقدمية وَلما ولي أَخُوهُ كِتَابَة سر مصر طلبه لمساعدته فَتوجه إِلَيْهِ فِي صفر
سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ على كره مِنْهُ وَرُبمَا بَاشر النِّيَابَة عَنهُ مَعَ كَونهَا باسم الشّرف ابْن العجمي وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الدّيانَة وَالْخَيْر والعفة وَلذَا انْطَلَقت الألسن بالثناء عَلَيْهِ وَعين بعد أَخِيه لكتابة السِّرّ وباشر بِدُونِ تَوْلِيَة فعوجل بالطاعون أَيْضا بعد سِتَّة عشر يَوْمًا مَضَت لِأَخِيهِ وَذَلِكَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأخرج قبل الصَّلَاة وَدفن بالصوفية بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكَانَت جنَازَته حافلة بِخِلَاف جَنَازَة أَخِيه رحمه الله ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار 133 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن أَحْمد بن مِفْتَاح معلم القبانيين بجدة وَيعرف بِابْن فطيس كسلفه مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة 134 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن أبي بكر بن الحكم سيف الدّين وتقي الدّين النابلسي الْحَنْبَلِيّ الْمُفْتِي وَيعرف بِابْن الحكم قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بنابلس فَقَرَأت عَلَيْهِ الْأَرْبَعين المنتقاة من المستجاد من تَارِيخ بَغْدَاد مَعَ الأناشيد بِسَمَاعِهِ لذَلِك على الْبَيَانِي انْتهى وَحدثنَا عَنهُ التقي القلقشندي بالمسلسل عَن الْمَيْدُومِيُّ سَمَاعا 135 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وبعمه الشهَاب أَحْمد وَسمع الْجمال بن ظهيرة والنفيس الْعلوِي وَكَانَ فَقِيها راسخا مديما لخدمة الْعلم ولي تدريس الصلاحية بالسلامة وخطابة مَسْجِد الْجند والإعادة بنظامية زبيد وناب عَن أَبِيه فِي قَضَاء زبيد والتدريس بالمؤيدية بتعز وانتفع بِهِ جمَاعَة كأخيه حَافظ الدّين وَابْن أَخِيه عفيف الدّين وَله حواش على الْمِنْهَاج مفيدة وَشعر جيد مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين فِي حَيَاة أَبِيه 136 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن التقي أبي بكر القاهري الْجَوْهَرِي كَانَ نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الفاوي أتلف مَا خَلفه لَهُ أَبوهُ وقطن مَكَّة دهرا متعرضا للتكدية لَا يفوتها من تجارها والواردين عَلَيْهَا كَبِير أحد مَعَ اشْتِغَال كثيرين لَهُ وَقد لازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة فِي سَماع أَشْيَاء كَثِيرَة بل قَرَأَ بِنَفسِهِ أربعي النَّوَوِيّ وَكتب بِخَطِّهِ بعض تصانيفي بل حصل فَوَائِد التقطها من الْكتب والمجاميع وَله مزِيد ميل لذَلِك وتكرر قدومه للقاهرة وَمن ذَلِك سنة تسعين وَكَذَا زار الْمَدِينَة وَأقَام بهَا أشهرا وَسمع بهَا على الشَّمْس المراغي فِي آخَرين بِهَذِهِ الْأَمَاكِن وكتبت لَهُ إجَازَة نبهت على مهماتها فِي الْكَبِير وَقد سمع بِالْقَاهِرَةِ بِقِرَاءَتِي على النُّور الأبودري والزين شعْبَان بن حجر والنور بن المحوجب مَجْلِسا فِي فضل صَوْم عَاشُورَاء لِلْمُنْذِرِيِّ وَسميت جده فِي الطَّبَقَة مُحَمَّدًا وَكَذَا سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية واقتصرت على لقب جده مَاتَ بِمَكَّة بعد
انْفِصَال الْحَج فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ ابْتِدَاء ضعفه من عَرَفَة عَفا الله عَنهُ 137 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن أبي بكر الريمي الْمَكِّيّ ولد بهَا قبل التسعين وَسَبْعمائة أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن الشرايحي والشهابين بن حجي والحسباني وَابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ أجَاز لي وَمَات فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة 13 {أَبُو بكر) بن عَليّ بن أبي بكر البالسي الْمصْرِيّ الشَّاهِد ذكره ابْن فَهد مُجَردا وكتبته تخمينا 139 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن حجاج الْجريرِي الدَّلال سمع مني بِمَكَّة (أَبُو بكر) بن عَليّ بن حجَّة فِيمَن جده عبد الله 140 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن زين بن عبد الله الزين الأبياري القاهري الشَّافِعِي الكتبي ولد قبل سبعين وَسَبْعمائة ظنا وَأخْبر أَنه سمع نظر السِّيرَة لِابْنِ الشَّهِيد عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الغماري فِي الْأَزْهَر وَكَانَ خيرا ثِقَة ثبتا فَاضلا أجَاز للبقاعي وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين بالمؤيدية رحمه الله 14 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن سَالم بن أَحْمد التقي الْكِنَانِي العامري الشَّافِعِي ابْن عَم قَاضِي الزبداني ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين واشتغل بِدِمَشْق فبرع فِي الْفَرَائِض والحساب وشارك فِي الْفِقْه وَقَرَأَ فِي الْأُصُول وَولي قَضَاء بعلبك وبيروت وَكفر طَابَ وَكَانَ يقْرَأ فِي الْمِحْرَاب جيدا وَقدم الْقَاهِرَة بعد الْفِتْنَة الْكُبْرَى وَكَانَ قد أسر مَعَ التمرية ثمَّ خلص وَأخْبر عَن بعض من أسره أَنه قَالَ لَهُ عَلامَة وُقُوع الْفِتْنَة كَثْرَة نباح الْكلاب وصياح الديكة فِي أول اللَّيْل قَالَ وَكَانَ ذَلِك قد كثر بِدِمَشْق قبل مَجِيء تمر وَكَانَ مَعَ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْفضل دينا خيرا يتعانى المتجر مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وأرخه المقريزي فِي عقوده فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة وَطول تَرْجَمته فَالله أعلم 14 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن صَلَاح الزملكاني الصَّالِحِي الفاخوري سمع من الْمُحب الصَّامِت والعماد أبي بكر بن مُحَمَّد بن الحبال وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ خيرا يتكسب بالفاخور مَاتَ قبل دخولي لدمشق 143 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن خلكان وَمَعْنَاهُ الْخَلِيل الزين الْبَرْمَكِي الأربلي المارديني الأَصْل القاهري المشهدي الشَّافِعِي هَكَذَا أمْلى عَليّ نسبه بل زَاد حَتَّى انْتهى إِلَى جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد بن برمك وَقَالَ لي وَلَده مُحَمَّد الْبَهَاء الْمَاضِي الْمُحَقق مِنْهُ إِلَى أَحْمد وَمَا فَوْقه لَا أعتمده
ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقربِ من مشْهد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ وَلذَا نسب مشهديا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ إفرادا للسبع على الْفَخر البلبيسي الإِمَام وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَحفظ الشاطبية ظنا وَغَيرهَا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ وَطَائِفَة وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس العجيمي وَقيد عَنهُ حَوَاشِي على توضيح جده ابْن هِشَام ولازم فيهمَا وَفِي غَيرهمَا الشَّمْس الشطنوفي وَحضر دروس قنبر وَغَيره وجود الْخط عِنْد الوسيمي وَكَانَ يثني على قُوَّة عصبه وَسمع على التنوخي والأبناسي والزفتاوي والحلاوي والسويداوي والغماري والمراغي وَابْن الشيخة وَآخَرين وتكسب أَولا بتعليم المماليك بالقلعة ونبغ من تَحت يَده جمَاعَة ثمَّ بالنساخة لِابْنِ خلدون وقتا وَلغيره مَعَ مَا كتبه لنَفسِهِ بِحَيْثُ كتب الْكثير وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بالخيميين بِالْقربِ من الْأَزْهَر وناب فِي عُقُود الْأَنْكِحَة عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وَحج مرَّتَيْنِ استصحب أمه فِي الأولى وَمَاتَتْ هُنَاكَ وسافر إِلَى الشَّام فِي بعض ضروراته وصحبته ابْنه وَمَا تيَسّر لَهما زِيَارَة الْقُدس لضعف شَدِيد عرض لَهُ فِي رُجُوعه وَهُوَ بالرملة كَاد أَن يَمُوت مِنْهُ وَجمع تأليفا فِي صناعَة الشُّهُود ومنسكا لطيفا ونظم قصيدة فِي الْكَعْبَة نسب نَفسه بآخرها فَقَالَ
(وناظمها يَرْجُو من الله رَحْمَة
…
تبلغه الزلفى إِذا الكرب يعظم)
(أَبُو بكر الْمَعْرُوف بالمشهد الَّذِي
…
يُقَال بِهِ رَأس الْحُسَيْن المكرم)
وَعِنْدِي من نظمه غير هَذَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ ختم البُخَارِيّ والشفا وَكَانَ خيرا رَئِيسا سَاكِنا متواضعا بهيا مَحْمُود الشَّهَادَات مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سلخ ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وَدفن بمقبرة صوفية سعيد السُّعَدَاء رحمه الله (أَبُو بكر) بن عَليّ بن عبد الله التقي الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ الأزراري وَيعرف بِابْن حجَّة بِالْكَسْرِ باسم الشَّهْر ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتعانى عمل الْحَرِير وَعقد الأزرار وقتا ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ وتعانى الْأَدَب وَتردد إِلَى الشَّمْس الهيتي والعز الْموصِلِي وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا فِي الْأَدَب وَكتب عَنْهُمَا من نظمهما ونثرهما ولازم فِيهِ الْعَلَاء القضامي حَتَّى تقدم فِي عمل الأزجال والمواليا ثمَّ أقبل على نظم القصيد ومدح أَعْيَان بَلَده ثمَّ ارتحل مِنْهَا إِلَى الشَّام قبل التسعين فمدح قاضيها الْبُرْهَان بن جمَاعَة بقصيدة كَافِيَة طنانة بديعة قرضها لَهُ نبهاء عصره وَدخل الْقَاهِرَة وَهِي مَعَه فَوقف عَلَيْهَا الْفَخر بن مكانس وَابْنه الْمجد فقرضاها أَيْضا ومدح الْفَخر وطارح وَلَده ثمَّ عَاد إِلَى بِلَاده فَأَقَامَ بهَا ثمَّ دخل
الْقَاهِرَة أَيْضا فِي الْأَيَّام المؤيدية فراج أمره وَعظم قدره ونوه بِهِ بلديه نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ وَاسْتقر بِهِ منشئ ديوَان الْإِنْشَاء فاشتهد وَبعد صيته وَصَارَ أحد الْأَعْيَان وباشر عدَّة أنظار وَدخل بِلَاد الرّوم مَعَ الْمُؤَيد إِلَى أَن كَانَت الْأَيَّام العلمية ابْن الكويز فَلم تمش أَحْوَاله كَمَا كَانَت فتقلق من إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ وَتوجه لبلده فِي سنة ثَلَاثِينَ فَأَقَامَ بهَا ملازما للاشتغال بالعلوم وَالْخَيْر إِلَى أَن مَاتَ ورام فِي الْأَيَّام الكمالية الرُّجُوع إِلَى الْقَاهِرَة فَمَا تهَيَّأ وَكَانَ إِمَامًا عَارِفًا بفنون الْأَدَب مُتَقَدما فِيهَا طَوِيل النَّفس فِي النّظم والنثر حسن الْأَخْلَاق والمروءة مَعَ بعض زهو وَإِعْجَاب ومداومة على خضب لحيته بالحمرة إِلَى أَن أسن حَتَّى هجاه بذلك الْبَدْر البشتكي بقوله
(صبيغ دعاويه لَا تَنْتَهِي
…
يخطى الصَّوَاب وَلَا يشْعر)
(تفكرت فِيهِ وَفِي ذقنه
…
فَلم أدر أَيهمَا أَحْمَر)
وَقد أَخذ عَنهُ الأكابر وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه سمع من نظمه كثيرا بل وَسمع مِنْهُ مُعظم شَرحه على البديعية وَجُمْلَة من إنشائه قَالَ ولقيته بِبَلَدِهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ذَهَابًا وإيابا وبيننا مَوَدَّة أكيدة وَقَالَ فِي مُعْجَمه سَمِعت مِنْهُ الْكثير من الشَّرْح وَكتب عني وكتبت عَنهُ ولقيته بحماة عِنْد التَّوَجُّه مَعَ الْعَسْكَر إِلَى حلب وَسمعت من نظمه بهَا وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ الإِمَام الأديب البليغ الْفَاضِل النَّاظِم الناثر إِمَام أهل الْأَدَب فِي زَمَنه ثمَّ قَالَ وَبَين وَبَينه صُحْبَة أكيدة ومحبة ومذاكرة فِي الْأَدَب والتاريخ انْتهى وَمن تصانيفه بُلُوغ المرام من سيرة ابْن هِشَام وَالرَّوْض الْأنف والأعلام وأمان الْخَائِفِينَ من أمة سيد الْمُرْسلين وبلوغ المُرَاد من الْحَيَوَان والنبات والجماد فِي مجلدين وبروق الْغَيْث على الْغَيْث الَّذِي انسجم من شرح لامية الْعَجم وكشف اللثام عَن وَجه التورية والاستخدام وحديقة زُهَيْر وناصح قلاقس وزاوية شيخ الشُّيُوخ وتحرير القيراط وقهوة؟ فِي مجلدين وَهُوَ مِمَّا أنشأه بالديار المصرية عَن الْمُلُوك الْمُؤَيد وَالظَّاهِر والأشرف والزوائد المصرية نظم والثمرات الشهية من الْفَوَاكِه الحموية نظم أَيْضا وجني الجنتين وقطر النباتين وَثُبُوت الْحجَّة وَقبُول الْبَينَات وتأهيل الْغَرِيب فِي أَربع مجلدات وتفصيل الْبردَة وَثُبُوت الْعشْرَة وديوان شعر بديع قَالَ فِيهِ
(ديوَان نظمي جَاءَ وَهُوَ مُحَرر
…
برقيق نظم لَفظه مستعذب)
(فَإِذا بدا لَا تستقلوا حجمه
…
وحياتكم فِيهِ الْكثير الطّيب)
وَعمل البديعية مُتَابعًا للحلى على طَريقَة الْعِزّ الْموصِلِي من التورية باسم النَّوْع البديعي فِي الْبَيْت وسماها تَقْدِيم أبي بكر وَهِي تَسْمِيَة بديعة فِي مَعْنَاهَا للاتفاق فِي اسْمه
وَاسم الصّديق رضي الله عنه وَشَرحهَا فِي ثَلَاث مجلدات أبدع فِيهِ مَا شَاءَ وقرضه لَهُ الْعلمَاء فَكَانَ مِمَّا كتبه شَيخنَا أشهد أَن أَبَا بكر مقدم على أنظاره وَلَا أعدل فِي هَذِه الشَّهَادَة من أَحْمد وأجزم برفعة قدره على من انتصب لهَذَا الْفَنّ وَلَا أبلغ من حَاكم يشْهد وَله رسائل ومقاطيع شهرية وَمن رسائله رِسَالَة أَنْشَأَهَا حِين كَانَ الظَّاهِر برقوق محاصرا دمشق فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَحرقت دمشق كتب بهَا إِلَى الْفَخر بن مكانس بِالْقَاهِرَةِ سَمَّاهَا ياقوت الْكَلَام فِي أَيَّام الشَّام أودعها ابْن خطيب الناصرية تَرْجَمته من تَارِيخه وَهُوَ مِمَّن قرض السِّيرَة المؤيدية لِابْنِ ناهض وأوردت من تقاليده الَّتِي أَنْشَأَهَا لشَيْخِنَا فِي الْجَوَاهِر والدرر وَقد انحرف عَنهُ النواجي بعد مزِيد اختصاصهما وصنف الْحجَّة فِي سرقات ابْن حجَّة وَزَاد فِي التحامل عَلَيْهِ وهجاه كَثِيرُونَ من شعراء وقته بمقاطيع مقذعة وَكَأَنَّهُ وَالله أعلم لِأَنَّهُ كَانَ ضنينا بِنَفسِهِ وبشعره يرى غالبهم كآحاد تلامذته مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من شعْبَان حَسْبَمَا أرخه ابْن خطيب الناصرية وَقيل فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ بحماة بعد أَن قَالَ وَقد اجْتمعت الْبَارِدَة والحمى فِي مَرضه
(بردية بردت عظمى وطابقتها
…
سخونة ألفتهما قدرَة الْبَارِي)
(فَامْنُنْ بتفرقة الضدين من جَسَدِي
…
يَا ذَا الْمُؤلف بَين الثَّلج وَالنَّار)
وَوَصفه بعض الْمُحدثين بِالْإِمَامِ الْعَالم الأديب البارع رَأس أدباء الْعَصْر وأعرفهم بفنون الشّعْر وَمِمَّا كتبه عَنهُ شَيخنَا وَكَذَا ابْن خطيب الناصرية قصيدته الَّتِي امتدح بهَا الْعَلَاء بن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وعارض فِيهَا قصيدة للجمال بن نباتة أَولهَا
(يَا ساهر اللحظ حَالي فِيك مَشْهُور
…
وكاسر الجفن قلبِي مِنْك مكسور)
(أمرت لحظك أَن يَسْطُو على كَبِدِي
…
يَا صدق من قَالَ إِن السَّيْف مَأْمُور)
وَمِمَّا كتبه لقاض أخلف مَا وعده بِهِ من حبس غَرِيم لَهُ
(أضعت حَقي وأخلفت الوعود وَمَا
…
وفيت لي ونصرت الْيَوْم أخصامي)
(فَلَا تلمني إِذا أنشدت من حرقي
…
وَسُوء الْحَظ يُبْدِي نقض إبرامي)
(إِن كَانَ منزلتي فِي الْحبّ عنْدكُمْ
…
مَا قد رَأَيْت فقد ضيعت أيامي)
ونظمه ونثره يَفُوقَانِ الْوَصْف وَعِنْدِي مِنْهُمَا جملَة قَالَ شَيخنَا وَنعم الرجل كَانَ وَقَالَ المقريزي كَانَ فِيهِ زهو وَإِعْجَاب بِنَفسِهِ علمه الْأَدَب ونظمه كثير وَهُوَ عِنْده فِي عقوده وَأَنه لقِيه مرَارًا أَولهَا بِدِمَشْق فِي صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأورد من نظمه أَشْيَاء قَالَ وَهُوَ أحد أدباء الْعَصْر المكثرين المجيدين وَله فِي الْأَدَب مصنفات وَمِمَّا أنْشدهُ
(هويته عجميا فَوق وجنته
…
لامية عوذتها أحرف الْقسم)
(فِي وصفهَا ألسن الأقلام قد خرست
…
وظل شرحي فِي لامية الْعَجم)
وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة تقدم فِي صناعَة الْأَدَب وشاع فَضله قَدِيما فِي أَيَّام ابْن ايبك وَله النّظم البليغ والنثر البديع واتصل بالمؤيد وَتقدم عِنْده ثمَّ حصل لَهُ تخلف وَتقدم عَلَيْهِ الزين بن الْخَرَّاط والشرف بن الْعَطَّار فَعَاد إِلَى بَلَده رحمه الله وإيانا 145 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن عبد الله المادح مِمَّن سمع مني 146 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن حُسَيْن الطَّيِّبِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي بواب سعيد السُّعَدَاء مِمَّن قدم صَغِيرا فَنزل جَامع الْأَزْهَر وَغَيره وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد حسن العاملي وَحفظ التبريزي واشتغل قَلِيلا عِنْد الْفَخر عُثْمَان المقسي وتنزل فِي الْجِهَات ولازم بَاب الخانقاه مُدَّة تزيد على خمسين سنة نِيَابَة واستقلالا وَحج وَكَانَ كثير التِّلَاوَة لَا بَأْس بِهِ مَاتَ فِي سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة وَلم يكمل السّبْعين رحمه الله 147 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن عمر بن عبد الْحق التلعفري شيخ معمر ذكر أَن وَالِده أخبرهُ أَن أمه كَانَت حَامِلا بِهِ فِي فتْنَة بيبغاروس وَهِي بعيد الْخمسين وَسَبْعمائة وَكَذَا ذكر أَن من مشايخه وَالِده والحافظ ابْن رَجَب وَكَانَ ينزل القبيبات مَاتَ 14 {أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الزين الْأنْصَارِيّ التتائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُوسَى الْأنْصَارِيّ واخوته ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة بتتامن المنوفية وَكَانَ فَاضلا ظريفا عشيرا ناظما ناثرا وافر الْعقل متين الدّيانَة أَخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي والونائي وَشَيخنَا واكثر من الْحُضُور عِنْد الْمَنَاوِيّ واستقربه الزين عبد الرَّحْمَن بن الجيعان فِي خطابة مدرسته فَخَطب بهَا حَتَّى مَاتَ وَرُبمَا أنشأ الْخطب البديعة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين عَن أَزِيد من أَرْبَعِينَ سنة رحمه الله وإيانا 149 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْفتُوح فَرح بن عَليّ التقي أَبُو الصدْق بن الْعَلَاء الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي خَال القطب الخيضري وَيعرف بالحريري ولد فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَقيل سنة سبع وَبِه جزم ابْن قَاضِي شُهْبَة وَقَالَ إِن الأول وهم وَإِن كتبه بِخَطِّهِ وَهُوَ أقرب بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي وَالْجمع بَين الصحيحن والتنبيه وَتَصْحِيح الأسنوي وألفية النَّحْو وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب الزُّهْرِيّ والشرفين الشريشي والملكاوي وَغَيرهم من أهل بَلَده وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة
فَأَخذه عَن البُلْقِينِيّ وَابْنه وَطَائِفَة والعربية عَن البُلْقِينِيّ وَغَيره والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ ألفيته وَشَرحهَا وأثبته بِخَطِّهِ فِيمَن سمع الْمجْلس السَّابِع وَالتسْعين بعد الثلثمائة من أَمَالِيهِ والتصوف عَن البلالي قَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصره للأحياء وَسمع بِبَلَدِهِ والقاهرة وَمَكَّة وَغَيرهَا من كثيرين كالشهاب أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْحق والمحيوي يحيى الرَّحبِي وَأبي المحاسن يُوسُف القباني ورسلان الذَّهَبِيّ والكمال بن النّحاس والبدر حسن بن مُحَمَّد البعلي وَابْن قوام وَأبي حَفْص البالسي وكالبلقيني والعراقي والهيثمي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَالصَّلَاح الزفتاوي والمطرز والشرف أبي بكر بن جمَاعَة وكالعفيف النشاوري وَبَعض ذَلِك بقرَاءَته وَتقدم وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَذَا أذن لَهُ الْعِرَاقِيّ فِي إقراء ألفيته وَشَرحهَا وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ فِي رَجَب سنة سبع وَعشْرين عَن الشهَاب نقيب الْأَشْرَاف والنجم بن حجي وَغَيرهمَا وَنزل الضيائية وتصدى للكتابة على الْفتيا بل كتب على الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي شرحا فِي اثنى عشر مجلدا على نمط الديباجة للدميري سَمَّاهُ تَخْرِيج الْمُحَرر فِي شرح حَدِيث النَّبِي المطهر ودرس بالنجيبية وبالكلاسة وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَكَانَ إِمَامًا عَالما خيرا ثِقَة أحد الْأَعْيَان زَاد بَعضهم مِمَّن اشْتهر بِهَذَا الْفَنّ وبعلو الْإِسْنَاد مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن بمقابر الْبَاب الصَّغِير وفقده الشُّهُود وتأسفوا على فَقده لِأَنَّهُ كَانَ لَا يرد حكما يقْصد بِهِ قَالَه ابْن قَاضِي شُهْبَة فِيمَا نقل عَنهُ رحمه الله وإيانا 150 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ التقي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن الطيوري وبخروف مِمَّن اشْتغل وتميز وناب فِي الْقَضَاء بل اسْتَقل بِقَضَاء طرابلس وَلَكِن لم يتهيأ لَهُ مُبَاشَرَته كَمَا أَن الكافياجي وَغَيره كتب لَهُ بتأهله لقَضَاء الْحَنَفِيَّة بالديار المصرية كل ذَلِك أَيَّام اخْتِصَاصه بالشهابي بن الْعَيْنِيّ فَإِنَّهُ كَانَ صَحبه وتقرب مِنْهُ بالخيال وَصَارَ إِلَى ملاءة زَائِدَة بعد فاقة شَدِيدَة وَبعده إهانة الظَّاهِر تمر بغاله بِالضَّرْبِ وَالْحَدِيد والإرسال بِهِ لقَاضِي الْمَالِكِيَّة ليمضي فِيهِ الحكم بِمَا تضمنه الْمحْضر المكتتب فِيهِ مِمَّا يُؤذن بانحلاله وَذَلِكَ بِقِيَام الشريف إِبْرَاهِيم القبيباتي عَلَيْهِ فخلصه الزيني بن مزهر وعزره الْبَدْر بن الْقطَّان بالإشهار والعري ثمَّ بِالنَّفْيِ وَلم يزل فِي إنعزال مُقبلا على التِّجَارَة والمعاملة الَّتِي يذكر فِيهَا بِمَا لَا يَلِيق وَسكن بولاق زَمنا فِي سَعَة من المآكل وتكرم بِالْإِطْعَامِ وَنَحْوه لمن يرد عَلَيْهِ إِلَى أَن عدا عَلَيْهِ بعض فتيانه وَقَتله شَرّ قتلة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد زَاد على الْخمسين إِن لم يكن قَارب السِّتين وَدفن عِنْد أَبِيه بتربة العضدي الصيرامي
وَلم يشيعه كَبِير أحد واحتاطت الدولة على تركته وَكَانَ ظريفا غَايَة فِي الْأَدَب معي وَكنت أفهم مِنْهُ أَنه يؤرخ عَفا الله عَنهُ 15 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْفَخر الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق الْبُرْهَان وَسَائِر اخوته أمّهم أم الْخَيْر ابْنة الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد النويري وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة ولد توءما مَعَ أَخِيه عمر فِي لَيْلَة الْخَمِيس مستهل رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَالتَّلْخِيص وألفية الحَدِيث والنحو والجمل للخوبخي والجرومية وَالنّصف الأول من الطوالع وَعرض غالبها على عَمه وابي الْفَتْح المراغي والشوائطي بل كَانَ يصحح عَلَيْهِ فِيهَا وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن وَسمع عَلَيْهِم وعَلى التقي بن فَهد فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ زَيْنَب ابْنة اليافعي والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة جمَاعَة والشهاب بن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي وَشَيخنَا والأهدل والمقريزي والعيني وَخلق من بَلَده كأبيه وَعَمه نجم الدّين ووالدتهما كمالية ابْنة التقي الْحرَازِي ووالدته وَأمّهَا كمالية ابْنة عَليّ النويري وَمن الْمَدِينَة كالمحب المطري وَمن بَيت الْمُقَدّس كالجمال بن جمَاعَة والتقي أبي بكر القلقشندي وَمن الْقَاهِرَة كالرشيدي وَمن دمشق كَالشَّمْسِ بن جوارش وَمن حلب كالضياء بن النصيبي وَحضر دروس عَمه أبي السعادات ولازم أَخَاهُ فِي الْفِقْه والعربية والأصلين والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَأخذ عَن غَيره من أهل بَلَده كالمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي والواردين عَلَيْهَا كَابْن الْهمام وأمام الكاملية وَابْن يُونُس وَأبي الْفضل والعلمي ومظفر الشِّيرَازِيّ وَأبي الْفَتْح بن عَليّ الكالفي الْهِنْدِيّ وخطاب الدِّمَشْقِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق وَمن شَاءَ الله بل رَحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ بهَا الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ وَمن شُيُوخه فِي أصُول الْفِقْه الْمحلى سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من شَرحه لجمع الْجَوَامِع وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق قَرَأَ عَلَيْهِ فِي ابْن الْحَاجِب إِلَى أثْنَاء الْقيَاس وَأَخذه إِلَّا الْيَسِير عَن ابْن يُونُس مَعَ قِطْعَة من منظومة الْبرمَاوِيّ وامام الكاملية قَرَأَ عَلَيْهِ الْقيَاس من الْمَتْن مَعَ الْمَشْي على الْعَضُد والأمين الأقصرائي حضر عِنْده قِطْعَة من الْبَدَائِع فِي أصُول الْحَنَفِيَّة وَكَذَا حضر عِنْد ابْن الْهمام الْخَتْم فِي تحريره بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَفِي أصُول الدّين الشمنى سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من المواقف بل وَمن تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَأبي الْفضل المشدالي
سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من شرح المواقف والكافياجي قَرَأَ عَلَيْهِ تصنيفه أنوار السَّعَادَة فِي شرح كلمتي الشَّهَادَة والنحو عَن الشمني قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من المغنى وَمن حَاشِيَته عَلَيْهِ وَسمع الْيَسِير من المغنى على الكافياجي وَقَرَأَ الْكثير من التَّوْضِيح على الأقصرائي مَعَ سَماع يسير من الْمُتَوَسّط شرح الكافية الحاجبية وَابْن يُونُس قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية والجمل والجرومية وَأبي الْفَتْح الكالفي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي مجاورته سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ متن الكافية وَمن مؤلف لَهُ فِي النَّحْو والمنطق عَن ابْن يُونُس قَرَأَ عَلَيْهِ الْجمل إِلَّا الْيَسِير وَالْبَعْض من القطب شرح الشمسية وَكَذَا قَرَأَ قِطْعَة مِنْهُ على ابْن مَرْزُوق وَهُوَ بِتَمَامِهِ مَعَ حَاشِيَته للسَّيِّد على مظفر بل سمع على المشدالي نَحْو نصف القطب والمعاني وَالْبَيَان عَن الكالفي قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْمُخْتَصر مَعَ فن الْبَيَان بِتَمَامِهِ من الْمَتْن بل وَجَمِيع الْمَتْن إِلَّا الْيَسِير والْحَدِيث عَن الزين البوتيجي قَرَأَ عَلَيْهِ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَالْفِقْه عَن الْمحلى قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من شَرحه للمنهاج والمناوي قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْمَتْن وَسمع عَلَيْهِ تَقْسِيم التَّنْبِيه إِلَّا مجلسين أَو ثَلَاثَة والبلقيني قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْحَاوِي والتدريب مَعَ سَماع بعض الْمِنْهَاج والعبادي حضر عِنْده تقسيمه بل كَانَ قَارِئ ربعه الأول والفرائض عَن خطاب قَرَأَ عَلَيْهِ بَابه من الْحَاوِي وأجازوه بالإفتاء والتدريس خلا الْمَنَاوِيّ فبالتدريس خَاصَّة وَمِمَّنْ أجَازه ابْن يُونُس وتصدى بعد ترقيه فِي الْفَضَائِل وتفننه للتدريس من سنة خمس وَسِتِّينَ وَحضر افْتِتَاح دروسه واختتامه جمع من أَعْيَان شُيُوخه وبالغوا فِي مدحه وَلم يَنْفَكّ عَن ذَلِك بِحَيْثُ حضرت عِنْده حتما فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فَرَأَيْت عجبا كل ذَلِك مَعَ المداومة على المطالعة والمذاكرة مَعَ فضلاء الواردين والإقبال على التَّأْلِيف فصنف كِفَايَة الْمُحْتَاج إِلَى الدِّمَاء الْوَاجِبَة على الْمُعْتَمِر والحاج وبلوغ السول فِي بسط رَوْضَة الرَّسُول وغنية الْفَقِير فِي حكم حج الْأَجِير وقرض لَهُ أَولهَا فِي سنة سبعين وَالَّتِي تَلِيهَا من الشَّافِعِيَّة الْمَنَاوِيّ والعبادي وَإِمَام الكاملية وَالسَّيِّد معِين الدّين بن صفي الدّين وَالْجمال يُوسُف الباعوني وخطاب والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والبرهان الْأنْصَارِيّ الخليلي بن قيقب والبقاعي والشرف يحيى الْبكْرِيّ وَالسَّيِّد السمهودي وَابْن اللبودي وَكتب عَلَيْهِ الْجلَال بن الأسيوطي
(إِن هَذَا الْكتاب قد
…
حَاز فِي الْفَخر غَايَته)
(من يكن فِيهِ نَاظرا
…
يلق فِيهِ كِفَايَته)
وَمن الْحَنَفِيَّة الشمنى والأقصرائي والكافياجي وَابْن الشّحْنَة وَابْن بريطع وَابْن الغرز وَمن الْمَالِكِيَّة مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الغبريني وَمن الْحَنَابِلَة الْكِنَانِي وقرض
لَهُ ثَانِيهمَا مِمَّن لم يتَقَدَّم الْجلَال الْبكْرِيّ والمقسي وزَكَرِيا والجوجري والْعَلَاء الحصني والعضد الصيرامي والزين قَاسم والبرهان بن الديري وَعبد الْقَادِر الْمَالِكِي فأبلغوا وأطنبوا فِي الثَّنَاء وَكَذَا بَلغنِي أَن النَّجْم بن فَهد كتب على بَعْضهَا أَيْضا وأحضرها إِلَى مؤلفها فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ فَكتبت لَهُ عَلَيْهَا مَا أوردته مَعَ غَيره فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة آخرهَا فِي خدمَة أَخِيه وَولي الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام اسْتِقْلَالا فَأَشَارَ الأقصرائي باشتراكه مَعَ أَخِيه كالمعزولين وَكَذَا اسْتَقر بِهِ خير بك فِي تدريس درسه بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام إِلَى غير ذَلِك كالنظر على رِبَاط كَلَالَة وميضأة بركَة وعَلى الدشيشة والتفرقة فِي وقف الْأَشْرَف قايتباي بل قَضَاء جدة بعد موت أَخِيه الْكَمَال أبي البركات وحمدت سيرته فِي ذَلِك كُله بِحَسب سياسته ودربته وبلاعته فِي التَّقْرِير وقوته فِي المباحثة والمناظرة إِلَى غَيرهَا من المحاسن مَاتَ بعد توعك طَوِيل فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشرى رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ بعد صبح تَارِيخه عِنْد الْحجر الْأسود بعد أَن نَادَى الرئيس بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَوق قبَّة زَمْزَم وَدفن بتربتهم من المعلاة إِلَى جَانب قبر شقيقه الكمالي وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل جدا مَشى فِيهِ صَاحب الْحجاز وَجمع من أَوْلَاده وَمَا تخلف عَنهُ كَبِير أحد وَحصل التأسف على فَقده كثيرا وكتبت إِلَى أَخِيه بالتعزية بِهِ رحمه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة 15 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَيُّوب المَخْزُومِي القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد وَمُحَمّد الماضيين وأبوهم (والممتع بِعَيْنِه) وَيعرف كسلفه بِابْن البرقي مِمَّن اخْتصَّ بِأبي الْبَقَاء بن الجيعان وَحج مَعَه 153 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْمحلي الْمدنِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف بالمحلى ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وأحضر بهَا فِي الرَّابِعَة على الْجمال الأميوطي وَأَجَازَ لَهُ يحيى بن يُوسُف الربعِي وَغَيره ذكره النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد الفاوي مضى فِيمَن جده أَبُو بكر 154 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُحَمَّد الملتوتي شهرة الخانكي وأصل نسبته بالنُّون بدل اللَّام لبلدة من الفيوم مِمَّن ينتمي للْفُقَرَاء وينشد فِي المحافل على طَرِيق الوعاظ مَعَ اشْتِغَال وإحساس بِالْعَرَبِيَّةِ وَهُوَ الْآن حَيّ وَقد سمع مني 155 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن مُوسَى بن قُرَيْش الْفَخر الْقرشِي الْهَاشِمِي الْحَارِثِيّ الْمَكِّيّ ولد بهَا فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه زار النَّبِي
وأحضر على أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه بالحضور وَكَانَ خصيصا بِالنَّجْمِ بن فَهد أجَاز فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين 156 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن نَاصِر بن سَالم بن التقي الدِّمَشْقِي أحد أَعْيَان تجارها وَيعرف بِابْن الحارة مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد مرض طَوِيل وَدفن بسفح قاسيون أرخه ابْن اللبودي 157 (أَبُو بكر) بن عَليّ بن يُوسُف الْهَاشِمِي الحسني الْموصِلِي ثمَّ القاهري قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل كثيرا وَكَانَ يحفظ شَيْئا من البُخَارِيّ بأسانيده وَكَثِيرًا من كَلَام ابْن تَيْمِية وَيتَكَلَّم على النَّاس بِجَامِع الْحَاكِم ويميل للْمَذْهَب الظَّاهِرِيّ وامتحن بِسَبَب ذَلِك مرّة وَكَانَ فَقِيرا قانعا ملازما للصَّلَاة وَالْعِبَادَة مَعَ حسن السمت وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ فَاضلا يتَكَلَّم على النَّاس وامتحن بمحبة الْمَذْهَب الظَّاهِرِيّ فمقت بِسَبَبِهِ سَمِعت من فَوَائده وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول عَفا الله عَنهُ 15 {أَبُو بكر) بن عَليّ بن فَخر الدّين بن مَحْمُود بن دَاوُد الدهلوي الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ السقا أَبوهُ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام أَخذ عني يَسِيرا بِمَكَّة وَكتب مَا أمليته هُنَاكَ ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَنزل المنكو تمرية وَقَرَأَ عَليّ فِي مُسلم وعَلى سبط شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَحضر عِنْد ابْن الشّحْنَة وَغَيره وَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون غَرِيبا شَهِيدا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة (أَبُو بكر) بن عَليّ تَقِيّ الدّين بن الطيوري الْحلَبِي ويلقب خروف مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ 159 (أَبُو بكر) بن عَليّ سيف الدّين الْحِمصِي المعمار اشْتهر بذلك وَتقدم فِي فنه وعاش أَزِيد من تسعين سنة بِدِمَشْق وَمَات سنة اثْنَتَيْ عشرَة قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه 160 (أَبُو بكر) بن عَليّ الْفَخر الزنقلي بزاي مُعْجمَة وقاف مضمومتين بَينهمَا نون سَاكِنة وَآخره لَام مَكْسُورَة التعزي الأَصْل الْعَدنِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي حفظ الْمِنْهَاج وَاسْتمرّ مستحضرا لَهُ حَتَّى مَاتَ واعتنى بِقِرَاءَة السِّيرَة النَّبَوِيَّة وأدمن مطالعة الرَّوْض عَلَيْهَا حَتَّى مهر فيهمَا وَجمع فِي المولد النَّبَوِيّ شَيْئا وَكَانَ بعض أَصْحَابه يزْعم أَنه يتَصَرَّف بِبَعْض الْأَسْمَاء ويستحضر الجان كل ذَلِك مَعَ لطف الذَّات وَالصِّفَات وَحسن الْأَخْلَاق وكرم الطباع مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ بقرية الزعازع من محج وَكَانَ قد انْتقل من تعز حِين تغير الْأَحْوَال إِلَى عدن ثمَّ صَار يتَرَدَّد إِلَى الْحَج واعتنى بِهِ بعض كِبَارهَا فَأعْطَاهُ قدرا من الأَرْض تغل قدر كِفَايَته وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ رحمه الله وإيانا تَرْجمهُ لي الْكَمَال الذوالي من أَصْحَابنَا
16 -
(أَبُو بكر) بن عَليّ الْكَمَال بن النُّور خطيب إخميم يُقَال إِنَّهُم من حمير وَأَبوهُ من أقفهس يسكن إخميم وَولي خطابتها فولد لَهُ هَذَا بهَا وَنَشَأ فأثرى حَتَّى خرج عَن الْحَد بِحَيْثُ نسب إِلَى أَنه ظفر بِشَيْء من كنوز الْأَوَائِل ذكره المقريزي فِي عقوده وَلم يؤرخه فَذَكرته هُنَا حدسا فيحرر 16 (أَبُو بكر) بن عَليّ السماسمي الخانكي الشَّافِعِي نزيل القاسمية مِنْهَا وَيعرف بِابْن شتات بِفتْحَتَيْنِ مِمَّن أَخذ عَن الشمسين الونائي والبامي وَأبي الْقسم النويري فِي الْفِقْه والعربية وقطن الْقَاهِرَة فاشتغل بهَا على جمَاعَة وتلا للسبع على الزين جَعْفَر وَحج وَأخذ جَمِيع مَا مَعَه وَهُوَ رَاجع وأقرأ فِي الْفِقْه والعربية أَخذ عَنهُ عبد الْعَظِيم بن عبد الْعَظِيم والشهاب الحرفوش وَمَات تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وَكَانَ فَاضلا كَرِيمًا متجملا صَالحا يتكسب بِالشَّهَادَةِ والنسخ وَغَيرهَا مِمَّن حج وجاور 163 (أَبُو بكر) بن عمر بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد الْمحلى وَيعرف بزين بن الموازيني ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَقَرَأَ بهَا وبالقاهرة الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْمحلة وارتزق بصنعة الموازين وتولع بالشعر فحفظ مِنْهُ الْكثير بل نظم مَعَ كَونه عاميا لَكِن مطبوعا ولقيه ابْن فَهد والبقاعي وكتبا عَنهُ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ من نظمه
(أرى أُنَاسًا أنسوا
…
بحسنهم وزينهم)
(ألم يَكُونُوا قرءوا
(نَحن قسمنا بَينهم))
164 -
(أَبُو بكر) بن عمر بن أَحْمد بن غرَّة التقي البعلي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة ببعلك وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الشحرور وَالْمقنع والعمدتين والطوفى وألفية الْعِرَاقِيّ والملحة وألفية شعْبَان ولسان الْعَرَب لَهُ وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَسمع على ابْن غَازِي وقطب الدّين وَالشَّمْس بن سعد فِي آخَرين وتفقه بالبرهان ابْن البحلاق وَغَيره وَدخل مصر وزار بَيت الْمُقَدّس ولقيته ببعلك فأنشدني قَوْله
(يَا عين إِن تنأى عَن الْمُخْتَار
…
بِفَوَات رُؤْيَته وَبعد الدَّار)
(فلكم لأوصاف الحبيب معاهد
…
فتمسكي من ذَاك بالآثار)
إِلَى غَيرهمَا مِمَّا أوردته فِي المعجم وَغَيره 165 (أَبُو بكر) بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان التقي بن الزين الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد الشَّافِعِي نزيل مَكَّة تحول مَعَ أَبَوَيْهِ وَهُوَ مرضع إِلَيْهَا فقطنها ثمَّ حفظ الْقُرْآن وغالب الْمِنْهَاج وَالْتمس مني أَبوهُ قِرَاءَته للْبُخَارِيّ فَقَرَأَ من أَوله إِلَى الْبيُوع وَمن الصَّيْد والذبائح إِلَى آخِره وَالنّصف الثَّانِي من مُسلم مَعَ مصنفي فِي ختمهما وَجَمِيع الشفى وَسمع بَاقِي الصَّحِيحَيْنِ وَقطعَة من الْأَذْكَار وَغَيره
وَهُوَ ولد سَاكن فارقته فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَقد أشرف على ختم الْمِنْهَاج وَلَكِن عقد لَهُ ليتزوج مَعَ فقره وفقر أَبَوَيْهِ وَلم ينْتج 166 (أَبُو بكر) بن عمر بن أبي طواق الْعَدنِي اللحجي فَقِيه بني الْفَخر الْعَيْنِيّ بِالْمَدِينَةِ مِمَّن سمع مني بهَا 167 (ابو بكر) بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الزين أَو الْمجد الْأَزْهَرِي الشاذلي مِمَّن سمع من شَيخنَا 16 {أَبُو بكر) بن عمر بن عَرَفَات بن عوض بن أبي السعادات الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بالقمني ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَخمسين بقمن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي حُدُود السّبْعين وَعرض التَّنْبِيه على الأسنوي وَهُوَ فِيمَا كَانَ يذكر بَالغ قَالَ شَيخنَا فَيحْتَمل أَن يكون بلغ وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة أَو ذهل حِين كتب مولده واشتغل على البُلْقِينِيّ وَغَيره وَسمع الْبَهَاء بن خَلِيل والتقي عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ والجمالين الْبَاجِيّ وَابْن مغلطاي وَالصَّلَاح البلبيسي والتقي بن حَاتِم وَابْن الخشاب والعزيز المليجي فِي آخَرين مِنْهُم التنوخي وَابْن الشيخة والصردي والمطرز وَابْن أبي الْمجد وَابْن صديق ثمَّ الحلاوي والسويداوي وَمن الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي والبلقيني وَأبي بكر المراغي وارتحل إِلَى الشَّام قبل التسعين فَسمع من ابْن الْمُحب وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن الْعِزّ الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَهُوَ يَوْمئِذٍ قَاضِي الشَّام وَالشَّمْس المنبجي والكمال بن النّحاس وَابْن خطيب يبرود وَابْن الرشيد وناصر الدّين بن عوض بصالحية دمشق وَغَيرهَا وَخرج لَهُ ابْن الشرائحي مشيخة عَن أَرْبَعَة وَأَرْبَعين شَيخا وَحدث بهَا مرَّتَيْنِ وَكَانَ يتبجح بهَا وَلكنه لَا يُمَيّز عَالِيا من نَازل وَكَانَ نَشأ يَتِيما فَقَرَأَ بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ اتَّصل بِالْعَلَاءِ بن قشتمر فنبه قَلِيلا ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال بِصُحْبَتِهِ للترك بِحَيْثُ تقدم فِي أَيَّام الْأَمِير قلمطاي الدوادار فِي سلطنة الظَّاهِر برقوق واشتهر فِي زَمَانه وَولي تدريس الصلاحية القدسية سنة سبع وَتِسْعين عوضا عَن ابْن الْجَزرِي الْمقري لما سَافر إِلَى بِلَاد الرّوم فاستمرت بِيَدِهِ مُدَّة وَكَذَا درس بِمصْر بمدارس كالشريفية والمنصورية وَدخل فِي تَرِكَة الْمحلى وأهين بِسَبَبِهَا ونال مِنْهَا مَالا وَانْقطع بِأخرَة على التِّلَاوَة والانجماع على الْخَيْر لَكِن مَعَ الإزراء بِالنَّاسِ والتكلم فِي كثير من الْفُقَهَاء بأَشْيَاء فِيهَا مُبَالغَة وَرُبمَا يكون من يتَكَلَّم فِيهِ أولى مِنْهُ وَلم يشْتَهر لَهُ تصنيف وَلَا تلميذ قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته بعد وَصفه لَهُ بالشيخ الْعَالم بل وَلم أَقف لَهُ على فَتْوَى وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه كَانَ عريض الدَّعْوَى كثير المجازفة وَقَالَ آخر إِنَّه درس وَأفْتى وَصَارَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء
وَهُوَ مِمَّن قَامَ على الْهَرَوِيّ فأفحش مَاتَ شَهِيدا بالطاعون فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو جازها وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة مَشْهُودَة مَشى فِيهَا الْخَلِيفَة والقضاة والأعيان فَمن دونهم رحمه الله وَصدر شَيخنَا تَرْجَمته بسياق نسبه إِلَى ضِيَاء الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي الْمَعَالِي سَالم بن الْأَمِير الْمُجَاهِد عز الْعَرَب وهب بن ملك النَّاقِل من أَرض الْحجاز بن عبد الرَّحْمَن بن ملك بن زيد بن ثَابت ثمَّ قَالَ هَكَذَا قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ وأملاه على بعض الموقعين وَلَا أَشك أَنه مركب ومفترى وَكَذَا لَا يشك من لَهُ أدنى معرفَة بالأخبار أَنه كذب وَلَيْسَ لزيد ابْن يُسمى ملكا وتلقيبه لعبد الرَّحْمَن ضِيَاء الدّين من أسمج الْكَذِب فَإِن ذَلِك الْعَصْر لم يكن فِي التلقيب بِالْإِضَافَة للدّين وَنَحْوه قَول الْعَيْنِيّ وَكَانَ يكْتب الْأنْصَارِيّ الخزرجي وَلَيْسَ بِصَحِيح وَقَالَ لي المقريزي أَن أَبَاهُ كَانَ علافا بل رُبمَا قيل أَنه كَانَ مُلْحقًا بِهِ انْتهى وَهُوَ فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه اتَّصل بِبَعْض الْأُمَرَاء لإقراء مماليكه الْقُرْآن فحسنت حَالَته بعد بؤس وفقر مدقع وَأم بِبَعْض الترب وسكنها دهرا ثمَّ لَا يزَال يتَعَلَّق بأمير بعد آخر حَتَّى صَار يعد من الْأَعْيَان وَولي تدريس الصلاحية بالقدس بعد ابْن الْجَزرِي وتدريس المنصورية والشريفية وَكتب على الْفَتْوَى وَحدث وَوعظ حَتَّى مَاتَ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَجَب وَقد صحبته ثمَّ جاورني سِنِين فبلوت مِنْهُ دينا وَخيرا وَقُوَّة فِي إِنْكَار الْمُنكر رحمه الله 169 (أَبُو بكر) بن عمر بن عَليّ الْقرشِي اليمني ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بقرية القرشية بِقرب زبيد من الْيمن وَكَانَ يذكر أَن القرشيين الَّذِي هُوَ مِنْهُم من بني أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف قدم مَكَّة وجاور بالحرمين ثَلَاثِينَ سنة مُتَوَالِيَة كَانَ فِي غالبها بِمَكَّة وَولي فِيهَا مشيخة رِبَاط ربيع وَحمد فِيهِ وَكَذَا أدب الْأَطْفَال بالحرمين مُدَّة ثمَّ ترك قبيل مَوته بسنين كَثِيرَة أدب بعْدهَا أَيَّامًا يسيرَة ذكره الفاسي وَقَالَ كنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَغَيره وانتفعت ببركة تَعْلِيمه وَكَانَ لَهُ إِلْمَام بمسائل كَثِيرَة من الْعِبَادَات وَغَيرهَا مَعَ حَظّ وافر من الْعِبَادَة وَالدّين توفّي فِي سحر منتصف رَمَضَان سنة خمس عشرَة وَدفن بالمعلاة وازدحم الْأَعْيَان على نعشه تبركا رحمه الله وإيانا 170 (أَبُو بكر) بن عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البارنباري الْمصْرِيّ أَخُو عَليّ وَمُحَمّد الماضيين مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ واربعين بِمصْر 17 (أَبُو بكر) بن عمر بن مُحَمَّد الزين الْمحلى الطريني الْمَالِكِي الْمَاضِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما نَشأ بالمحلة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وتسلك وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ
بِتِلْكَ النواحي علما ودينا وورعا وزهدا وصلاحا ترك أكل اللَّحْم قبل مَوته بأعوام حِين حدث النهب والإغارة على الْبَهَائِم وَنَحْوهَا تورعا بل كَانَ لَا يقبل من أحد شَيْئا الْبَتَّةَ وقنع بِمَا يُقيم بِهِ أوده من زريعة مَعَ مزِيد الاقتصاد فِي قوته وملبسه حَتَّى لَعَلَّه مَاتَ من قلَّة الْغذَاء وَكَثْرَة الصَّوْم وَالْعِبَادَة ومزيد إعراضه عَن الدُّنْيَا والتفاته إِلَى الْآخِرَة من طلب الْعلم وَالْعِبَادَة وإكثاره من زِيَارَة كل من أَحْمد البدوي وَعمر بن عِيسَى السمنودي مَاشِيا وأحواله مَشْهُورَة مأثورة وَلَو قبل من النَّاس عطاياهم لكنز مَا لَا يُوصف ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ الطريني ثمَّ الْمحلى الشَّيْخ الْفَاضِل المعتقد زين الدّين كَانَ صَالحا ورعا حسن الْمعرفَة بالفقه على مَذْهَب مَالك قَائِما فِي نصر الْحق وَله أَتبَاع وصيت كَبِير وأخره فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة والمقريزي فِي عقوده فِيهَا لَيْلَة الْجُمُعَة وَالصَّحِيح أَنه مَاتَ يَوْم النَّحْر سنة سبع وَعشْرين بالمحلة عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة قَالَ المقريزي وَكَانَت شفاعاته لَا ترد وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح عدَّة كتب وَكَانَ يتَمَثَّل كثيرا
(وَمَا حملوني الضيم إِلَّا حَملته
…
لِأَنِّي محب والمحب حمول)
وَكَذَا بقول الْقَائِل
(لي سادة من عزهم
…
إقدامهم فَوق الجباه)
(إِن لم أكن مِنْهُم فلي
…
فِي ذكرهم عز وجاه)
رحمه الله ونفعنا بِهِ 17 (أَبُو بكر) بن عمر بن مُحَمَّد التقي بن الرسام الْمقري ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَسمع على الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ القَاضِي وَابْن خَاله الشهَاب أَحْمد بن عبد الله وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَامِد وَأحمد بن أَحْمد الْأَزْدِيّ ويوسف بن نَاظر الصاحبة والشهاب بن زيد وَعبد اللَّطِيف بن الفاسي وَأَسْمَاء ابْنة عبد الله المهراني وَغَيرهم مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين 173 (أَبُو بكر) بن عمر بن يُوسُف الزكي الْمَيْدُومِيُّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي مِمَّن سمع من شَيخنَا (أَبُو بكر) بن عمر الطريني فِيمَن جده مُحَمَّد قَرِيبا 174 (أَبُو بكر) بن أبي العويس الشاوري أَمِير عربان جرم قتل فِي مقتلة فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين 175 (أَبُو بكر) بن عِيسَى التقي الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ وَالِد على الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الرصاص بمهملات ولي قَضَاء الْقُدس مرَّتَيْنِ وَقَضَاء غَزَّة ودرس بالنحوية وَولي مشيخة المحمدية وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِي الْقَضَاء عفيفا دينا فَقِيها مَاتَ بِدِمَشْق فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَن نَحْو السّبْعين 176 (أَبُو بكر) بن أبي الْفَتْح الكازروني الْمدنِي سبط أبي الْيمن المراغي أمه فَاطِمَة سمع عَلَيْهَا فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَثَمَانمِائَة
177 -
(أَبُو بكر) بن فَرح بن عبد الله المزين مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 17 {أَبُو بكر) بن أبي الْفضل بن أبي البركات الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار الشَّافِعِي وَهُوَ فَخر الدّين بن كَمَال الدّين بن كَمَال الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْخَيْر بن حُسَيْن بن الزين مِمَّن يتكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب السَّلَام وبالنساخة لعبد الْمُعْطِي وَغَيره كتب للمشار إِلَيْهِ من تصانيفي عدَّة وَقَرَأَ عَليّ مِنْهَا الابتهاج والسر المكتوم وَالنِّهَايَة فِي ابْن الْعَرَبِيّ وأجزت لَهُ وَهُوَ فَقير قَانِع مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين بِالْهَدةِ هدة بني جَابر خَارج مَكَّة كأبيه ثمَّ حمل فَدفن بالمعلاة (أَبُو بكر) بن أبي الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد 179 (أَبُو بكر) بن قَاسم بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي بن طراد الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَيعرف بالحجازي سمع من عُثْمَان بن الصفى أَحْمد الطَّبَرِيّ بِمَكَّة وَمن غَيره وَدخل بِلَاد التكرور فاتفق أَنهم كَانُوا احتاجوا للاستسقاء فاستسقوا بِهِ فسقوا وَذَلِكَ بِبَلَد ماملى ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا وَكَانَ يكثر زِيَارَة الصَّالِحين بالقرافة ويشارك فِي قَلِيل من الْفِقْه ويدري التَّارِيخ اجْتمعت بِهِ مرَارًا قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ حسن المذاكرة كثير الاستحضار للتواريخ اسْتَفَدْت مِنْهُ كثيرا وَمَات فِي سنة سِتّ عَن سبع وَسبعين سنة وَكَانَ يعرف بَين المصريين بالفقيه أبي بكر الْحِجَازِي وَذكره الفاسي والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ لَقيته بِمَكَّة وَكَانَ حسن المذاكرة كثير الاستحضار للتاريخ 180 (أَبُو بكر) بن قُرَيْش بن اسماعيل بن مُحَمَّد بن قُرَيْش ابْن عَم الشّرف مُوسَى الظَّاهِرِيّ ولد سنة خمسين بالظاهرية وَمَات أَبوهُ وَهُوَ طِفْل فنقله ابْن عَمه إِلَى الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والشاطبية والألفية وَعرض على الْمحلي والمناوي والوروري فِي آخَرين ولازم زَكَرِيَّا والسنتاوي وَغَيرهمَا وسافر على الصر أَيَّام شَيْخه إِلَّا فِي زمن المحنة فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّن رسم عَلَيْهِ حَتَّى إِنَّه مَاتَ وَلَده فَلم يُمكن من تَجْهِيزه بل فتح حَاصله وتعدى ضَرَره لغيره وَضرب وَهُوَ مِمَّن لَهُ همة ويشكر بَين الْجَمَاعَة وَيذكر بتمول زَائِد 18 (أَبُو بكر) بن قطلوبك بن مَرْزُوق الاستادار زوج أُخْت الْفَخر بن أبي الْفرج ونائبه فِي الْكَشْف وَبِه تخرج مَاتَ وَهُوَ استادار الْمُؤَيد فِي الْعشْر الأول من ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين (أَبُو بكر) بن قندس فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف 18 (أَبُو بكر) بن أبي الْمجد بن ماجد بن أبي الْمجد بن بدر بن سَالم الْعِمَاد السَّعْدِيّ
الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الْمزي والذهبي وَغَيرهمَا وَأحب الحَدِيث فَحصل طرفا صَالحا مِنْهُ وَسكن مصر قبل السِّتين فقرر فِي طلبة الشيخونية فَلم يزل بهَا حَتَّى مَاتَ وَجمع الْأَوَامِر والنواهي من الْكتب السِّتَّة فجوده وَكَانَ مواظبا على الْعَمَل بِمَا فِيهِ وَكَذَا اختصر تَهْذِيب الْكَمَال وَحدث عَن الذَّهَبِيّ بترجمة البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ اجْتمعت بِهِ وأعجبني سمته وانجماعه وملازمته لِلْعِبَادَةِ مَاتَ فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَأَنه انْفَرد بأَشْيَاء مِنْهَا وجوب الصَّلَاة على النَّبِي
فِي دُعَاء الاستفتاح 183 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر وَيُسمى مُحَمَّدًا الْفَخر بن جمال بن الْبُرْهَان المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيُسمى مُحَمَّدًا عرض أَمَاكِن من أربعي النَّوَوِيّ وَمن الْكَنْز والعمدة والمنتخب كِلَاهُمَا فِي أصولهم والكافية لِابْنِ الْحَاجِب وعرضها على قاري الْهِدَايَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ من أول الْكَنْز إِلَى بَاب الْقِسْمَة مِنْهُ قِرَاءَة بحث وتفهم وَسمع من لَفظه غَالب شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَأَجَازَ لَهُ وَوصف وَالِده بسيدنا وصاحبنا الشَّيْخ الْعَالم صدر المدرسين وأرخ ذَلِك فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة واشتغل مَاتَ فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر الثَّلَاثِينَ ذكره الفاسي 184 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْجلَال أَحْمد فَخر الدّين الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَيُسمى صديقا ولد فِي رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ الْكَنْز وَعرضه فِيهَا وَأخذ بهَا عَن عُثْمَان الطرابلسي وَمُحَمّد بن مبارك فِي الْفِقْه والعربية وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق ثمَّ حصل لَهُ خلل بعقله وَأَظنهُ فِي الْأَحْيَاء 185 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التقي الْعِرَاقِيّ الأَصْل الطرابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الجوبان أَصله من الْعرَاق وَنَشَأ بطرابلس وَكَانَ عَالما مفننا ذَا معرفَة قَوِيَّة بالْمَنْطق والأصلين والنحو والمعاني وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا درس وَأفَاد وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء كالسوبيني وَابْن الْوَجِيه مَعَ التقشف فِي الملبس والانقطاع عَن النَّاس وَعدم مزاحمتهم فِي الْوَظَائِف بل يسكن خَارج الْمَدِينَة عِنْد جَامع طيلان مَاتَ شَهِيدا بالطاعون فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن قَرِيبا من الْجَامِع الْمَذْكُور رحمه الله 186 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الزين بن أبي البركات الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن أبي البركات حفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأخذ عَن
النُّور البوشي فِي الْفِقْه والعربية ثمَّ عَن إِمَام الكاملية واختص بِهِ كثيرا فِي آخَرين ولازمني بِمَكَّة وَغَيرهَا وَكتب القَوْل البديع وَمَا شَاءَ الله من تصانيفي وَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء ومسه من البقاعي أَذَى بِغَيْر مُوجب مُعْتَمد وقطن مَكَّة مُدَّة وانتدب للوعظ بهَا وَكَانَ فَاضلا خيرا عفيفا قانعا رَاغِبًا فِي الْفَائِدَة مائلا فِي الصَّالِحين مَعَ قُوَّة نفس مَاتَ وَقد جَازَ السِّتين أَو قاربها فِي لَيْلَة السبت ثَالِث شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا 187 (أَبُو بكر) بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ وَأمه فتاة حبشية لِأَبِيهِ سمع مِنْهُ فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين التنوخي وَابْن صديق والعراقي والهيثمي والبلقيني وَابْن الملقن وَآخَرُونَ 18 {أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة الهدوي الْمَكِّيّ ولد بهَا وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين 189 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز التقي البعلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ابْن شيخ الربوة اشْتغل فِي الْفِقْه عِنْد الصَّدْر بن مَنْصُور وَغَيره وَمهر فِيهِ ودرس بالمقدمية وناب فِي الحكم وَأفْتى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى عشرَة عَن سِتِّينَ سنة وَيُقَال أَنه تغير حَاله فِي الْفَتْوَى وَالْحكم بعد فتْنَة اللنك ذكره شَيخنَا فِي أنبائه أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حبيب العزازي بِالْمُهْمَلَةِ ثمَّ معجمتين مخفف مضى فِي ثَابت (أَبُو بكر) بن الزين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي مُحَمَّد 190 (ابو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْفَخر الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن جن البير سمع من الْكَمَال بن حبيب وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي والقروي وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَأحمد بن ظهيرة والصردي وَغَيرهم ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَعشْرين أَو بعْدهَا وَرَأَيْت من أرخه سنة خمس وَعشْرين 19 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الْفَخر بن الرضى أبي حَامِد بن الشهَاب بن الضياء الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أبي اللَّيْث مُحَمَّد الْمَاضِي لِأَبِيهِ فَأم هَذَا أُخْت القَاضِي عبد الْقَادِر بن أبي الْعَبَّاس الْمَالِكِي ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وتعب أَخُوهُ ثمَّ وَلَده مَعَه لعدم صلاحيته 19 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزكي أَبُو الْمَعَالِي بن الْبَدْر الْمصْرِيّ الأَصْل الفوي الشَّافِعِي أَخُو الْعَلَاء على الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف كأبيه
بِابْن الْخلال ولد فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ على الْجَوْجَرِيّ حَتَّى مَاتَ وَكَذَا على الزين زَكَرِيَّا وَنَحْو الرّبع من البُخَارِيّ عَليّ وَكَانَ ينزل البردبكية وَله إقبال على ابْن الزَّمن وَرُبمَا يقْرَأ عِنْده الحَدِيث وَهُوَ سَالم الْفطْرَة لَهُ بعض إحساس وَقد حج وجاور فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَكَانَ يجْتَمع عَليّ وَقَرَأَ على عبد الْمُعْطِي المغربي فِي شعب الْإِيمَان للقصري وَأكْثر من ملازمته وَتردد لغيره ثمَّ عَاد لبلده 193 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرُّكْن أَو التقي عبد الله الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ النَّاسِخ وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الرفا وَهِي كَانَت حرفته قطن مَكَّة وقتا وناب فِي مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا وَكتب هُنَاكَ الْكثير وَمن ذَلِك البُخَارِيّ وَمُسلم فِي مُجَلد ولازمني فِي سَماع الْكثير وخطه جيد وشيبته نيرة مَعَ خير وَسُكُون وَاسْتمرّ بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة أَو أول ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانِينَ رحمه الله وإيانا 194 (ابو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ الشَّامي وَيعرف بالصحراوي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 195 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أَحْمد القافلي أَخُو أَحْمد وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد الماضيين إِنْسَان خير يتعرف بعض الْمسَائِل وَالْأَحَادِيث ويراجعني أَحْيَانًا 196 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشّرف بن التَّاج السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الشَّافِعِي ولد قبل السِّتين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ ابْن جمَاعَة فهرست مروياته واشتغل قَلِيلا وَقَرَأَ التَّنْبِيه وَسمع على الْبَهَاء بن خَلِيل وَغَيره وناب فِي الحكم عَن ابْن عَمه الصَّدْر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ودرس بعدة أَمَاكِن وخطب بالجامع الحاكمي وَكَانَ مزجي البضاعة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَقد قَارب السِّتين ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَأما المقريزي فَقَالَ فِي عقوده إِنَّه مَاتَ عَن نَحْو الْخمسين 197 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن صَالح بن سعيد بن صَالح بن عبد الله بن صَالح التقي بن الشَّمْس بن التقي القلقشندي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط العلائي والماضي أَبوهُ والآتي ابْنه أَبُو الْحرم مُحَمَّد وَيُسمى عبد الله وَلكنه إِنَّمَا اشْتهر بكنيته وَيعرف بالتقي القلقشندي ولد فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة وَقيل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد سَالم المسيكي والشهاب الْجَوْهَرِي وتلاه تجويدا على الشّرف عبد الْقَادِر بن اللبان النابلسي وَبَعضه على بيرو بل سَمعه عَلَيْهِ بِتَمَامِهِ للسبعة وَحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على أَبِيه وتفقه بِهِ وَرُبمَا حضر عِنْد عَمه وَهُوَ صَغِير وبالشهاب بن الهائم وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة والفرائض عَن
الْمُحب الفاسي وَسمع على شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا بل وبالخليل وَمَكَّة ونابلس ودمشق وصالحيتها وَغَيرهَا كوالده وَعَمَّته آمِنَة والشهابين أبي الْخَيْر بن العلائي وَابْن الناصح والزين عبد الرَّحْمَن بن حَامِد والبدر حسن بن مكي وغزال عتيقة جده والغياث العاقولي والسراج البُلْقِينِيّ والصدر الْمَنَاوِيّ وكجماعة من أَصْحَاب الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره بالخليل وكالزين المراغي بِمَكَّة وكالعلاء عَليّ بن الْعَفِيف وأخيه إِبْرَاهِيم والتقي أبي بكر بن الحكم وَالشَّمْس بن عبد الْقَادِر والشهاب أَحْمد بن درويش بنابلس وكالأمين مُحَمَّد بن الْعِمَاد أبي بكر بن النّحاس وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأم الْحسن فَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا بِدِمَشْق وصالحيتها وَاجْتمعَ فِي الْقَاهِرَة بِالنورِ بن الملقن وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والباسطي فِي آخَرين وَلبس الْخِرْقَة من الشهَاب بن الناصح بلباسه لَهَا من الْمَيْدُومِيُّ بلباسه من القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَأَجَازَ لَهُ التنوخي والأبناسي وَإِبْرَاهِيم بن احْمَد بن عبد الْهَادِي وَأَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن الملقن وَأَبُو حَفْص البالسي وَعبد الله بن أبي بكر الكفري والبدر الدماميني وَمُحَمّد بن يَعْقُوب الْمَقْدِسِي وَخلق فِي عدَّة استدعاءات مِنْهُم المعمر إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَامر السَّعْدِيّ وَزَيْنَب ابْنة العصيدة بل رَأَيْت ابْن أبي عذيبة نقل عَنهُ أَنه سمع مِنْهَا بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة وَأَنه قَرَأَ على الزين المراغي بِمَكَّة البُخَارِيّ فِي ثَلَاثَة أَيَّام فَالله أعلم بذلك فَهُوَ شَيْء مَا سمعته مِنْهُ وَحج مرَارًا وَكَذَا دخل الْقَاهِرَة غير مرّة وعظمه الأكابر ودرس قَدِيما بالطارمية فِي سنة سبع وَعشْرين وناب فِي الصلاحية عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وَامْتنع من الِاسْتِقْلَال بهَا كَمَا امْتنع من الِاسْتِقْلَال بِالْقضَاءِ هُنَاكَ أَيْضا وَولي مشيخة الباسطية المقدسية ونظرها عوضا عَن الشّرف بن الْعَطَّار وَكتب على الْفَتْوَى فِي سنة سِتّ وَعشْرين أَو الَّتِي تَلِيهَا بِحَضْرَة الشَّمْس بن الديري وَأذنه وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَأخذ عَنهُ الأكابر وَخرج لَهُ ابْن أَخِيه الكريمي عبد الْكَرِيم مشيخة وقفت عَلَيْهَا بِخَطِّهِ وَكَذَا خرجت لَهُ أَرْبَعِينَ وَحدث بهَا غير مرّة وَلما لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس بَالغ فِي الاحتفال بشأني وأفادني السماع على جمَاعَة وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ وَبِمَا عِنْده من الْكتب والأجزاء وقرأت عَلَيْهِ جملَة ثمَّ لما انْقَضى أربى أرسل معي من بلغ بِي إِلَى نابلس من تِلْكَ الطَّرِيق الوعرة وَكتب معي لبَعض الرؤساء بصفد بِنَاء على تعريجي عَلَيْهَا فَزَاد فِي الْوَصْف واستمرت رسائله ترد عَليّ بالثناء الْبَالِغ ومزيد الاشتياق مَعَ الْفضل أَيْضا وَكَانَ خيرا ثِقَة متقنا متحريا متواضعا تَامّ الْعقل حسن التَّدْبِير جيد الْخط وافر المحاسن غزير الْمُرُوءَة مكرما للغرباء والوافدين حسن البشاشة لَهُم منجمعا
عَن النَّاس خُصُوصا فِي أَوَاخِر عمره بِحَيْثُ أَنه استنجز مرسوما بإعفائه عَن عُقُود الْمجَالِس وَشبههَا غير مَدْفُوع عَن رياسة وحشمة مَعَ حسن الشكالة والبهاء وَعدم التكثر بِمَا لَدَيْهِ من الْفَضَائِل ذَا أنسة بالفن لم أر بِبَلَدِهِ فِي مَعْنَاهُ أجل مِنْهُ وَقد عظمه الأكابر وَمِمَّنْ كَانَ يجله وَيعرف لَهُ كريم أَصله شَيخنَا وَهُوَ من قدماء أَصْحَابه وَمِمَّنْ ترافق مَعَه فِي السماع بِدِمَشْق وَلَكِن رَأَيْت ابْن أبي عذيبة أَشَارَ لتوهينه بِمَا لَا يقبل من مثله بعد وَصفه لَهُ بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة مفتي الْقُدس وَشَيْخه وَأَنه حصلت لَهُ رياسة عَظِيمَة فِي الدولة الأشرفية وَصَارَ يرد عَلَيْهِ فِي كل سنة من السُّلْطَان خلعة وَغَيرهَا بوساطة الزيني عبد الباسط وَحصل دنيا وَاسِعَة وخدم وَلما مَاتَ فتر سوقه وَصَارَ أَكثر أوقاته لَا يخرج من بَيته لمَرض حصل لَهُ فِي رجلَيْهِ ثمَّ نقل عَن البقاعي أَنه مَا زَالَ يخالط الأكابر بِحسن الْآدَاب ويستجلب الْقُلُوب باللطف أَي استجلاب إِلَى أَن صَار رَئِيس بَيت الْمُقَدّس بِغَيْر مدافع وملجأهم عِنْد المعضلات بِدُونِ مدافع انْتهى وَلم يزل على وجاهته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَسِتِّينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر من الْغَد بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى تقدم النَّاس ابْن أَخِيه الْخَطِيب شهَاب الدّين وَدفن بمقبرة مَا ملا عِنْد قُبُور أسلافه رحمه الله وإيانا 19 {أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن سَالم الحرضي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الصُّوفِي ابْن الصُّوفِي رَأَيْت لَهُ ديوَان شعر فِيهِ قصائد نبوية وَغَيرهَا مِنْهَا أول قصيدة
(بطولك يَا ذَا الطول يَا غَافِر الذَّنب
…
بقربك فِي بعد ببعدك فِي قرب)
(بقدسك يَا قدوس عَن كل مفتري
…
من الضِّدّ والأنداد والشبه وَالضَّرْب)
(بجودك يَا ذَا الْجُود وَالْمجد والسنا
…
بمنك يَا منان يَا كاشف الكرب)
وَالْغَالِب عَلَيْهِ التصوف وَالْخَيْر وَهُوَ مُعظم فِي ناحيته يتناشدون أشعاره وَرَأَيْت من وَصفه من أهل بَلَده بالشيخ الْفَاضِل الصَّالح الْعَارِف المتقن المفنن الفصيح الْخَطِيب النسيب وَكَذَا قَالَ لي آخر مِنْهُم الرحماني نِسْبَة لقبيلة القراضي الأَصْل الحرضي المولد وَالدَّار الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالصوفي أَخذ عَن الْكرْمَانِي ونظم كثيرا ونظمه سَائِر وأنشدني هَذَا وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني من نظمه عدَّة قصائد فحلة بديعة وَقَالَ لي إِنَّه جمع دواوين كَثِيرَة كلهَا نبوية أَو نَحْوهَا وَلم يمدح أحدا من الْأَحْيَاء قَالَ وَله أَيْضا كتاب سَمَّاهُ رَوْضَة الحنفاء فِي السّير وَنَحْوهَا وَهُوَ الْآن سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي الْأَحْيَاء وَسنة سِتّ وَسَبْعُونَ سنة قلت وَأرْسل إِلَيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين يستجيزني
199 -
(أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن الزين أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر الزين بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الزين العثماني المراغي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد ووالد الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد الماضيين وَيُسمى صَاحب التَّرْجَمَة أَيْضا مُحَمَّدًا ولد بِالْمَدِينَةِ قبل الثَّلَاثِينَ تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَعرض فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة أجَازه مِنْهُم الْجمال مُحَمَّد بن الصفي أَحْمد وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازرونيين والمحب المطري وَسمع على أَوَّلهمْ الشفا بِقِرَاءَة وَالِده وصحيح مُسلم بِقِرَاءَة ثانيهم وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع على عَمه أبي الْفَتْح المراغي الصَّحِيحَيْنِ واشتغل قَلِيلا وَسمع الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ فِي الْبَحْث على أبي السعادات بن ظهيرة حِين إِقَامَته بِالْمَدِينَةِ سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَات بداء البرسام فِي شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين رحمه الله 200 (أَبُو بكر) بن أبي سعيد مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأمه زبيدية درج صَغِيرا 20 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن نصير بن الْخضر بن الْهمام الْكَمَال أَبُو المناقب بن نَاصِر الدّين بن سَابق الدّين الْفَارِسِي الخضيري السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بسيوط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو واشتغل فِيهَا على جمَاعَة كالسراج الْحِمصِي حِين كَانَ قاضيها وَبَعض شَيْء فِي النَّحْو على الشهَاب النقوري وناب هُنَاكَ فِي الْقَضَاء ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فلازم القاياتي فِي الْفِقْه والأصلين والنحو والمعاني والمنطق حَتَّى أذن لَهُ وَحضر دروس الونائي وَأخذ فِي الْفِقْه أَيْضا عَن الْعِزّ الْقُدسِي وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن باكير وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب الصنهاجي وَفِي الْفَرَائِض عَن ابْن المجدي وَفِي الحَدِيث سَمَاعا وَغَيره عَن شَيخنَا وَكَذَا سمع عَليّ الزَّرْكَشِيّ والتفهني وبمكة على أبي الْفَتْح المراغي حِين مجاورته وَأَجَازَ لَهُ الفوي وَغَيره وجود الْخط على مُحَمَّد الكيلاني وتفنن وَكتب الْمَنْسُوب وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة وبالبراعة فِي صناعَة التوقيع وَجلسَ شَاهدا عِنْد الشهَاب بن تَقِيّ وَلذَا لما ذكره الْخَلِيفَة للظَّاهِر فِي قَضَاء مَكَّة وَاسْتَشَارَ شَيخنَا فِيهِ وَلَا زَالَ يعرفهُ لَهُ حَتَّى عرفه قَالَ كَانَ شَاهدا عِنْد ابْن تَقِيّ فَعدل عَنهُ إِلَى السوبيني بل شَيخنَا هُوَ الْمعِين لَهُ وناب فِي الْقَضَاء وَفِي الخطابة بِجَامِع ابْن طولون ودرس بالجامع الشيخوني وَغَيره وَأفْتى وَجمع حَاشِيَة على شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف وصل فِيهَا إِلَى أثْنَاء الْإِضَافَة فِي كراريس وَأُخْرَى على الْعَضُد تَنْتَهِي إِلَى أثْنَاء مبادئ اللُّغَة وَكتب رِسَالَة فِي نصب ضبة من قَول الْمِنْهَاج (وَمَا ضبب بِذَهَب أَو فضَّة ضبة كَبِيرَة) وكتابا فِي الصّرْف
وَآخر فِي التوقيع وَأجَاب عَن اعتراضات ابْن الْمقري على الْحَاوِي إِلَى غير ذَلِك مِمَّا لم يذكرهُ غير وَلَده وَبَالغ فِي إطرائه مَعَ اعتراضه عَلَيْهِ وَكَونه لم يعرف مولده وَلَا أَكثر شُيُوخه وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ حِين مجاورته سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين الْبُرْهَان بن ظهيرة فِي ابْتِدَائه وَكَذَا ابْن عَمه الْمُحب بن أبي السعادات وَكَانَ يذكر بالحمق والإعجاب بِنَفسِهِ مَعَ نظم ونثر ومحاسن وَله انتماء لبيت الْخَلِيفَة وَرُبمَا أَقرَأ بعض آلهم مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَخمسين بعلة ذَات الْجنب وَصلى عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ وَدفن بالقرافة قَرِيبا من الشَّمْس الْأَصْبَهَانِيّ رحمهمَا الله وإيانا 10 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان الزين السخاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي عمي شَقِيق الْوَالِد ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحارة بهاء الدّين جوَار بَيت البُلْقِينِيّ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو عِنْد الشَّمْس السعودي وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن وَعرض فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا على الْكَمَال الدَّمِيرِيّ والجلال البُلْقِينِيّ والشهب ابْن حجي والحسيني والطنتدائي والزينين الفارسكوري والقمني والشمسين البوصيري والبرماوي والعليين ابْن الملقن والتلواني والرشيدي والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ والأمين الطرابلسي الْحَنَفِيّ فِي آخَرين وتفقه بالشهاب الطنتدائي والبيجوري وَحضر دروس الْجلَال البُلْقِينِيّ وَلَا أستبعد أَن يكون شهد مواعيد أَبِيه وَنَحْوهَا واعتنى بِجَامِع المختصرات وأتقن الْفَرَائِض والحساب بِحَيْثُ كَانَ مِمَّن انْتفع بِهِ فيهمَا شَيخنَا ابْن خضر وتدرب فِي الْكِتَابَة بِابْن الصَّائِغ وَكتب الْكثير كجامع المختصرات والنكت كِلَاهُمَا للنشائي وَشرح ألفية الْعِرَاقِيّ والتدريب للبلقيني وترجمته لوَلَده والتمهيد والكوكب للأسنوي وَجُمْلَة وأقرأ أَوْلَاد ابْن الْبُرْجِي وَغَيرهم وتنزل صوفيا بالبيبرسية وَلزِمَ الانجماع وَالْعِبَادَة والأوصاف الحميدة بِحَيْثُ لم يتَزَوَّج حَتَّى مَاتَ بِمَرَض السل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين تَقْرِيبًا بعد الْوَصِيَّة بِالْحَجِّ عَنهُ وَصلى عَلَيْهِ الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي مشْهد حسن وَدفن عِنْد أَبِيه بحوش البيبرسية رحمه الله وإيانا وتاريخ وَصيته بِخَطِّهِ فِي صفر سنة تسع عشرَة 203 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ ولد فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَكَانَ نجيبا فَاضلا ولي عقد الْأَنْكِحَة بزبيد وانتفع بِهِ النَّاس فِي الْإِصْلَاح بَينهم سِيمَا أَهله فِي أُمُور لَا يتقنها غَيره مَعَ صَبر على الْأُمُور الأخروية كتغسيل من مَاتَ مِنْهُم ونزوله قَبره وتوجيهه للْقبْلَة وَنَحْو ذَلِك إِلَى غير هَذَا مِمَّا يخْتَص
بِهِ كالتلاوة وملازمة الْجَمَاعَات وزيارة قُبُور أَهله وحجه غير مرّة مَعَ تقلله وَقد أَنْجَب أَوْلَادًا وَلما كبر ضعفت نهضته فَصَارَ أَوْلَاده يقومُونَ بِمَا كَانَ يقوم بِهِ وَهُوَ وَبَنوهُ فِي بركَة ابْن عَمه الْجمال مُحَمَّد الطّيب بن أَحْمد النَّاشِرِيّ مَاتَ ذكره الْعَفِيف وَلم يؤرخ وَفَاته 204 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْفَخر بن الْجمال الذروي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى الْيمن حَتَّى بلغ أَو راهق لاستيطان أَبِيه إِيَّاه واشتغل هُنَاكَ بالفقه والنحو وَغَيرهمَا وتنبه وَولي الْحِسْبَة بعد ثمَّ عزل عَنْهَا وَصَارَ يتَرَدَّد لمَكَّة وَأخذ بهَا الْفِقْه عَن الْجمال بن ظيهرة وَالْأُصُول عَن الشهَاب الْغَزِّي الدِّمَشْقِي وَغَيره إِلَى غَيرهمَا من الْعُلُوم وَسمع بِمَكَّة من جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد من الشاميين وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير ونظم الشّعْر مَعَ تسببه بِالْبيعِ وَالشِّرَاء فِي زمن الْمَوْسِم ثمَّ تردد بِأخرَة إِلَى وَادي نَخْلَة وَاشْترى فِيهِ بالبردان مَكَانا وَعمر بِهِ دَارا بالتنضب وَانْقطع عَن السّفر إِلَى الْيمن نَحْو سبع سِنِين مُتَّصِلَة بِمَوْتِهِ وَكَانَ يُقيم فِي بَعْضهَا بوادي نَخْلَة مَاتَ بعد أَن عرض لَهُ ثقل فِي سَمعه فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ الْأَرْبَعين أَو قاربها وَذَلِكَ فِي حَيَاة أَبِيه ذكره الفاسي والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه قَالَ أَن لَهُ قصيدة لامية فِي ختم المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة على شَيْخه الْجمال بن ظهيرة مِنْهَا
(لقد كَفاك بِذكر الْمَوْت موعظة
…
إِن كَانَ فِي العظة التَّعْدِيل عَن مثل)
205 -
(أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْفَخر بن الْجمال الذروي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم الَّذِي قبله والماضي أَبوهُ وَيعرف بالمرشدي أَيْضا حفظ الْمِنْهَاج والمختصر الْأَصْلِيّ وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه والنحو وَكَثُرت عنايته بالأدب وَكَانَ ذَا معرفَة بِهِ وَبِغَيْرِهِ وَله نظم حسن ومجاميع مفيدة وَكَانَ الْجمال بن مُوسَى المراكشي كثير الِاسْتِحْسَان لنظمه وَدخل غير مرّة الْيمن للاسترزاق فأدركه أَجله بزبيد يَوْم عَرَفَة سنة عشْرين وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ بِيَسِير ذكره الفاسي أَيْضا 206 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد المقبول بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْعقيلِيّ الزَّيْلَعِيّ الْمَاضِي أَبوهُ كَانَ رجلا صَالحا مَاتَ سنة تسع وَسبعين 207 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَحْمُود بن نَاصِر الْفَخر الْقرشِي الْعَبدَرِي الشيبي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وأخو على وَالِد الْجمال مُحَمَّد سمع بِمَكَّة على خَلِيل الْمَالِكِي والعز بن جمَاعَة وَالْفَخْر التوزري والكمال بن حبيب فِي آخَرين وَذكر أَنه سمع بِدِمَشْق على ابْن أميلة وَولي مشيخة الحجبة وَفتح الْكَعْبَة بعد عَليّ
ابْن أبي رَاجِح الشيبي وَمَات فِي صفر سنة سبع عشرَة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَ ثقيل السّمع شَدِيد السوَاد دخل الْيمن وَغَيرهَا رحمه الله ذكره الفاسي مطولا 20 {أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن نصر بن عمر الشّرف الحيشي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي البسطامي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَيعرف بِابْن الحيشي ولد فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فلازم وَالِده فِي التسلك وَقَرَأَ وَسمع على أبي ذَر بن الْبُرْهَان الْحَافِظ وتدرب بِهِ فِي كثير من المبهمات والغريب وَالرِّجَال بل وتفقه بِهِ وَالشَّمْس مُحَمَّد البابي إِمَام الْجَامِع الْكَبِير بحلب وَأبي عبد الله بن الْقيم وَإِبْرَاهِيم الضَّعِيف وَكَذَا على الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين حِين ورد عَلَيْهِم فِي آخَرين بل ذكر لي أَن شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والزين عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد أَجَازُوا لَهُ فِي بعض الاستدعاءات فِي آخَرين مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْفِقْه والْحَدِيث وَخلف وَالِده فِي المشيخة بحلب وَصَارَت لَهُ وجاهة وزار بَيت الْمُقَدّس ولقيني بِمَكَّة فِي سنتي سِتّ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي بعْدهَا فلازمني حَتَّى حمل عني أَشْيَاء من مروياتي ومصنفاتي وَكتب بِخَطِّهِ مِنْهَا جملَة واغتبط بذلك وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لمقاصدها فِي الْكَبِير وَنعم الرجل أدبا وفهما وسمتا وتواضعا واشتغالا بِنَفسِهِ وإقبالا على الْخَيْر وتقنعا وعفة وَرُبمَا وَردت على مطالعاته من بَلَده 209 (أَبُو بكر) بن الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي بكر بن الحلاوي الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس فِي شَوَّال أَو رَمَضَان سنة تسع وَسبعين حِين توجهه لمَكَّة من الْمَدِينَة بعد الزِّيَارَة عَن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة وَرَأَيْت ابْن فَهد أرخه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا بخليص وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمد وَعِنْدِي فِيمَن سمع مجْلِس صَوْم عَاشُورَاء للمنذر بن عَليّ النورين الأبودري وَابْن المحوجب وَشَعْبَان الْعَسْقَلَانِي أَبُو بكر بن القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الحلاوي وَكَذَا فِيمَن سمع البُخَارِيّ بالظاهرية وَكَأَنَّهُ هَذَا وأخطأت فِي تلقيب أَبِيه 210 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن تبع الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل قَلِيلا وَكَانَ خيرا يقْرَأ فِي الْمُصحف بعد الصَّلَاة بِجَامِع دمشق على قِرَاءَته أنس وَلذَا كَانَ يقْصد لسَمَاع قِرَاءَته لطيبها خُصُوصا فِي قِيَامه فِي رَمَضَان بِجَامِع الْحَنَابِلَة مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة عَن تسع وَخمسين سنة ذكره شَيخنَا فِي إنبائه 21 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن حسن الزين الأبشيهي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أحد النواب وَحفظ الْقُرْآن وَأخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء فَمن بعده
وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وتميز فِي الْفُرُوع وَشرح التَّنْبِيه قَدِيما وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْحمق 21 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن شاذي التقي الحصني الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَدِينَة حصن كيفا وَكَانَ أَبوهُ من مياسير تجارها فَنَشَأَ فِي كفَالَته وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية وَالْحَاوِي والشافية والكافية وَتَمام عشرَة كتب على مَا كَانَ يخبر وجود الْقُرْآن على بعض شُيُوخ بَلَده بل وَقَرَأَ الْقرَاءَات أَيْضا على ولد لِابْنِ الْجَزرِي وَأخذ عَنهُ طَريقَة فِي تَقْرِير تصريف الْعُزَّى وَكَذَا أَخذ الْمُتَوَسّط والجاربردي وَغَيرهمَا عَن الْجلَال مُحَمَّد بن الْعِزّ الحلوائي وَكتب الْمَنْسُوب وارتحل فلقي الْبِسَاطِيّ بحلب فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ واستفاد مِنْهُ يَسِيرا وَأثْنى الْبِسَاطِيّ على جودة فهمه حَتَّى أَنه قَالَ لم يجئنا مِمَّا وَرَاء النَّهر مثل هَذَا الشَّاب ثمَّ إِنَّه لم يَتَيَسَّر لَهُ دُخُول الْقَاهِرَة إِلَّا فِي مرض مَوته وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَقَرَأَ على القاياتي فِي الْعَضُد وَكَانَ يَحْكِي مَا يدل على أَنه لم يرتض أمره فِيهِ وعَلى الْعلم البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه والْعَلَاء القلقشندي فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس الشرواني وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأخذ الْقرَاءَات رَفِيقًا لِابْنِ كزلبغا عَن حبيب العجمي وَأقَام يَسِيرا ثمَّ عَاد لبلده فَوجدَ قَاصد صَاحبهَا مُتَوَجها إِلَى هراة فرافقه إِلَيْهَا فَلَزِمَ عالمها ملا مُحَمَّد بن مُوسَى الجاجرمي تلميذ يُوسُف الحلاج تلميذ السَّيِّد حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَضُد بِكَمَالِهِ وَسمع شرح المواقف وَشرح الطوالع وَأقَام هُنَاكَ خَمْسَة أَعْوَام فَأكْثر مديما للاشتغال مجدا فِي التَّحْصِيل إِلَى أَن برع وارتفق فِي إِقَامَته بميراثه من أَبِيه وَحصل هُنَاكَ من نفائس الْكتب أَشْيَاء وَعَاد من طَرِيق الْعرَاق فحج وَدخل الْقَاهِرَة بعد أَن اقتطع بمَكَان يُقَال لَهُ وَادي السبَاع وَأخذ جَمِيع مَا مَعَه من كتب وَغَيرهَا فألقيت الْكتب بالبرية لعدم التفاتهم إِلَيْهَا وَلكنه لم يجد محملًا لَهَا فَتَركهَا وَنَجَا بِنَفسِهِ مَعَ أَخذ يسير مِمَّا أمكنه مِنْهَا وتأسف كثيرا بِسَبَبِهَا حَتَّى أَنه صَار كلما تذكر يتألم وَأنْشد لنَفسِهِ
(يَا نفس لَا تجزعي مِمَّا جرى
…
وارضي بِتَقْدِير الْعَزِيز الغفور)
(واتلي على الطاغين فِي ظلمهم
(أَلا إِلَى الله تصير الْأُمُور)
وتصدى حِينَئِذٍ وَذَلِكَ بعد سنة خمس وَأَرْبَعين للإقراء بِجَامِع الْأَزْهَر وبالمدرسة الملكية والبدرية المجاورين للمشهد لسكناه هُنَاكَ وقتا وتجرع فاقة كَبِيرَة إِلَى أَن استقربه الزيني الاستادار فِي تدريس مدرسته الأولى الْمُقَابلَة للحوض المجاور لبيت الْبِسَاطِيّ كَانَ بَين السورين ثمَّ عَزله عَنْهَا بطعن أبي الْعَبَّاس المجدلي عِنْده فِي علمه وترجيحه لنَفسِهِ عَلَيْهِ وَقرر الْمَذْكُور عوضه ثمَّ لم يلبث أَن صرفه حَيْثُ ذكر لَهُ
عَنهُ مَا يقْدَح فِي ديانته وَأعَاد صَاحب التَّرْجَمَة وَلزِمَ الْإِقَامَة بهَا على طَرِيقَته فِي الإقراء إِلَى أَن اتّفقت كائنته مَعَ زَوجته ابْنة الْجمال بن هِشَام لصقت بِهِ لأجل غرضها كلَاما قبيحا تنكره الْقُلُوب السليمة فَأمر الظَّاهِر جقمق بنفيه فشفع فِيهِ وانتمى لجانبك الأشرفي الَّذِي عمل شادالشر بخاناة فِي الْأَيَّام الاينالية وَتقدم فِي ايام الظَّاهِر حشقدم فَأَخذه عِنْده وَصَارَ يجلس للإقراء هُنَاكَ بمدرسة سودون المؤيدي أحد الْأُمَرَاء الآخورية بِالْقربِ من زقاق حلب وجامع قوصون حَتَّى مَاتَ وَحصل لَهُ بِهِ ارتفاق وَكَانَ قد عين مرّة لشيخة صهريج منجك ثمَّ لم تنم لمساعدة الْأمين الأقصرائي لولد الْمُتَوفَّى وتألم التقي لذَلِك كثيرا وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس التَّفْسِير بالجمالية البيرية بعد السفطي وَفِي الإفادة بمدرسة الجاي ثمَّ بِأخرَة فِي تدريس الأيوان المجاور للْإِمَام الشَّافِعِي وَنَظره عقب إِمَام الكاملية مَعَ تقدم غَيره فِي الْفِقْه عَلَيْهِ رَغْبَة فِي ديانته وخيره وَقبل إِذْ ذَاك (الْقَائِل هُوَ عبد الْبر بن الشّحْنَة كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ عِنْد الْمُؤلف رحمه الله
(تطاعنت الغواة بِغَيْر تقوى
…
على درس الإِمَام الشَّافِعِي)
(فَلم يشف الإِمَام لَهُم غليلا
…
وَلم يجنح إِلَى غير التقي)
وصاهر أَحْمد بن الأتابكي تنكب البردبكي على ابْنَته واستولدها ولدا وَمن قبلهَا تزوج سبطة الزيني عبد الْقَادِر البلبيسي كَاتب العليق واستولدها ذكرا وَأُنْثَى كل ذَلِك وَهُوَ ناصب نَفسه لإلقاء الْفُنُون حَتَّى أَخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة بل أَخذ عَنهُ طبقَة ثَالِثَة وَهُوَ لَا يمل وَلَا يفتر وَكَثُرت تلامذته من كل مَذْهَب وَصَارَ شيخ الْعَصْر بِدُونِ مدافع واشتهر بجودة التَّعْلِيم ومزيد النصح والذكاء لَكِن بِدُونِ طلاقة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أخي بل وَحضر عِنْده فِي إجلاس عمله وقرض لي بعض التصانيف فَبَالغ وَكَانَ أحد القائمين على البقاعي فِي كائنة ابْن الفارض وَكتب على فتيا بِمَنْعه من النَّقْل من التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل هَذَا مَعَ أَنه قرض لَهُ على كِتَابَة الملجئ للاستفتاء عَلَيْهِ بذلك قصدا للدَّفْع عَن عُنُقه كل هَذَا مَعَ الدّيانَة وَالْأَمَانَة والتواضع والتهجد والانجماع عَن أَكثر بني الدُّنْيَا وسلامة الصَّدْر والفتوة وَالرَّغْبَة فِي زِيَارَة مشَاهد الصَّالِحين وملازمة قبر اللَّيْث فِي كل جُمُعَة غَالِبا وَقد حج بِأخرَة أَيْضا وَرجع وَهُوَ متوعك بِحَيْثُ أشرف إِذْ ذَاك على الْوَفَاة ثمَّ عوفي وَأقَام مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بسبيل المؤمني وَدفن بتربة جَاره الْأَمِير جكم قرا بِالْقربِ من ضريح الشَّافِعِي وتأسف الْمُسلمُونَ على فَقده رحمه الله وإيانا
213 -
(أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن صَالح بن مُحَمَّد الرضي أَبُو مُحَمَّد بن الْجمال الهمذاني الْجبلي بِكَسْر الْجِيم بعْدهَا مُوَحدَة سَاكِنة ثمَّ التعزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْخياط ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وتلاه بالقراءات وَاخْتَارَ قِرَاءَة ابْن كثير وَالْحَاوِي وتفقه بِمُحَمد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الرجا وَبِه تدرب بل كَانَ أغلب أَخذه للفقه عَنهُ ثمَّ بِعَمِّهِ حسن بن أبي الرجا وارتحل لِلْحَجِّ مرّة بعد أُخْرَى فَأخذ بِمَكَّة فِي الأولى عَن الحراري وَفِي الثَّانِيَة عَن الْعَفِيف اليافعي وَأخذ بتعز عَن الْفَقِيه الْجمال الريمي وَأبي بكر بن عَليّ النَّاشِرِيّ وَكَانَ يتبجح بِهِ وَيَقُول لَهُ أَنْت أعرف بوسيط الْغَزالِيّ مني وَاتفقَ أَن الْجمال الريمي سَأَلَهُ عَن الْإِقَالَة فِي النِّكَاح هَل تصبح كالفسخ فَقَالَ لَهُ الْمَسْأَلَة فِي الْوَسِيط فَأحْضرهُ إِلَيْهِ فَلم يجدهَا فاستمهله فأمهله ثَلَاثَة أَيَّام ونال مِنْهُ وَمن شَيْخه الرضي النَّاشِرِيّ فَخرج من عِنْده وَأخذ فِي التفتيش عَلَيْهَا حَتَّى مضى مُعظم اللَّيْل وَلم يجدهَا فَلَمَّا كَانَ فِي السحر غلبته عَيناهُ فَرَأى شَيْخه الرضي فعين لَهُ موضعهَا فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ وجدهَا فِي الْمَكَان الْمعِين فَكَانَت غَرِيبَة ولازم النفيس الْعلوِي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا بل وَمن شُيُوخه فِي الْعلم الْجمال الأسنوي والأبناسي وَكَأَنَّهُ لقيهمَا بِمَكَّة كَمَا هُوَ ظَاهر كَلَام النفيس الْعلوِي وَقَالَ إِن صَاحب التَّرْجَمَة أجل من حصل عَلَيْهِ وترجمه فأطنب قَالَ وَقد تَرْجمهُ الشهَاب عَليّ بن حسن الخزرجي فِي كِتَابه طراز الْيمن بترجمة كَبِيرَة وَهُوَ لَهَا أهل وَكَذَا تَرْجمهُ الطّيب النَّاشِرِيّ وأجاد فِي آخَرين وترقى فِي الْعُلُوم وتزايد استحضاره للحاوي وشروحه وَكَانَ لَهُ مِنْهُ جُزْء فِي كل يَوْم كالقرآن بل هُوَ أول من ابتكر مَعْرفَته التَّامَّة بِهِ فِي الْجبَال وَله عَلَيْهِ حواش مفيدة تناقلها الْفُقَهَاء هُنَاكَ على نسخهم بهَا واشتهر ذكره سِيمَا حِين سمع عبد الْعَلِيم أحد الْأَوْلِيَاء المقيمين بتعز يَقُول وَقد اسْتَيْقَظَ بِبَعْض الْمدَارِس بِصَوْت عَال اللَّيْلَة هَذِه فتح على ابْن الْخياط بِالْعلمِ وَقذف فِي قلبه النُّور فَإِنَّهُ بعد انتشار هَذِه الْمقَالة ازْدَادَ بَين النَّاس قبولا واتسعت حلقته ودائرته وَلم يلبث أَن خطبه الْوَزير التقي بن معيبد سنة تسع وَسبعين لمدرسته فدرس فِيهَا وَكَذَا عينه الْأَفْضَل للمدرسة الشمسية والأشرف للمعينية فِي تعز ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ ابْنه النَّاصِر أَحْمد مدرسة وَالِده وقربه واختراه من بَين سَائِر عُلَمَاء الْيمن وعود على فتياه بتعز وَذي جبلة وَهِي مَسْكَنه غَالِبا وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفِقْه وَجرى بَينه وَبَين الْمجد الشِّيرَازِيّ مراجعات بِسَبَب إِنْكَاره على المشتغلين بكتب ابْن عَرَبِيّ وصنف فِي الْمَنْع جُزْءا رد عَلَيْهِ الْمجد تعصبا مَعَ صوفية زبيد وَله بكتب
الْعِرَاقِيّين وَكتب الْغَزالِيّ وبالروضة والعزيز معرفَة تَامَّة وَلم يزل متصديا لنشر لعلم بِبَلَدِهِ حَتَّى أَخذ عَنهُ الجم الْغَفِير وَصَارَ عُلَمَاء الْيمن تلامذته ونفع الله بِهِ فِي الْفِقْه والْحَدِيث والأصلين والمنطق وَغَيرهَا كل ذَلِك مَعَ الْأَحْوَال المرضية وَالشَّمَائِل الْحَسَنَة والمعالي المستحسنة حَتَّى مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَحَد حادي عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة بمدرسة جبلة من المخلاف الْأَزْهَر مخلاف جَعْفَر وَشهد جنَازَته من لَا يُحْصى وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه وَأَنه تفقه بِجَمَاعَة من أَئِمَّة بَلَده وَمهر فِي الْفِقْه وشارك فِي الْفُنُون وَكَانَ يُقرر من الرَّافِعِيّ وَغَيره بِلَفْظ الأَصْل وَله أجوبة كَثِيرَة عَن مسَائِل شَتَّى ودرس بالأشرفية وَغَيرهَا من مدارس تعز وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَولي الْقَضَاء مكْرها مُدَّة يسيرَة ثمَّ استعفى اجْتمعت بِهِ بتعز وَسمعت من فَوَائده وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَسَماهُ أَبَا بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ رحمه الله وإيانا 214 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن طنطاش بمهملتين الأولى مَضْمُومَة ثمَّ نون سَاكِنة وَآخره مُعْجمَة ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن وَحج وَرمى بالنشاب وعانى بعض فنون الْحَرْب وَهُوَ من أَوْلَاد الأجناد لَهُ اقطاع يعِيش مِنْهُ مَعَ عقله وَكَثْرَة حذره من النَّاس وانعزاله عَنْهُم وَكَانَ بَينه وَبَين الْجلَال بن الملقن قرَابَة من جِهَة النِّسَاء فَكَانَ يسمع مَعَه الحَدِيث لذَلِك وَمِمَّا سَمعه على ابْن أبي الْمجد جلّ البُخَارِيّ وعَلى التنوخي والعراقي والهيثمي خَتمه واستكتب على الاستدعاءات مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين 215 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مقبل الزين القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالتاجر كَانَ فِي أَوله سمسارا بقيسارية الشّرْب فانكسر عَلَيْهِ مَال كثير فَترك صناعته واشتغل بِالْعلمِ فَتنبه وَفضل فاستنابه الْجمال التركماني بعناية الْمُحب نَاظر الْجَيْش ثمَّ لم يزل يَنُوب حَتَّى مَاتَ فِي ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة خمس عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَكَانَ مَشْهُورا بالديانة غير متقيد بزينة الدُّنْيَا مطرحا للتكلف فِي ملبسه وهيئته مَعَ المهابة وَقلة الْكَلَام ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي أَنه أخبرهُ أَنه قَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ إِلَى سنة ثَمَانِينَ خمْسا وَتِسْعين مرّة وقرأه بعد ذَلِك مرَارًا كَثِيرَة وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَبُو بكر بن عبد الله الشَّيْخ زين الدّين التَّاجِر كَانَ سمسارا فِي الْبَز وَله معرفَة بالفقه والعربية ثمَّ ترك السمسرة وَأَقْبل بكليته على الْعلم حَتَّى صَار من شُيُوخ الْبِلَاد وَأفْتى ودرس وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ عدَّة سِنِين حَتَّى مَاتَ وَكَانَ
طارحا للتكلف فِي ملسه وهيئته يمشي على قَدَمَيْهِ فِي الْأَسْوَاق مهابا قَلِيل الْكَلَام مَوْصُوفا بِالْخَيرِ لَزِمته سِنِين وَكنت فِي صغري وبداية طلبي إِذا أردْت أَن أَتكَلّم فِي درسه يأخذني الْحيَاء فأسكت وَكَانَ درسه بالظاهرية الْقَدِيمَة يحضرهُ جمع كثير فَقَالَ لي تكلم من لَا يخبط مَا يعرف يعوم يُرِيد أَن أجسر على الْكَلَام مَعَ الطّلبَة فِي حلقته رحمه الله وإيانا 216 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عبد الله التقي الْحلَبِي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الصُّوفِي الْبِسَاطِيّ وَيعرف بالطولوني لسكناه الْمدرسَة الطولونية فِي بَيت الْمُقَدّس ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ يذكر أَنه سمع من الْعِمَاد بن كثير وَغَيره وَكَذَا سمع على ابْن صديق البُخَارِيّ بفوت مجْلِس من أَثْنَائِهِ وَلَو وجد من يعتني بِهِ لأدرك القدماء وَكَانَ خيرا كثير الْعِبَادَة والورع مَعْرُوفا بذلك من ابْتِدَائه إِلَى انتهائه لم تعلم لَهُ صبوة مَعَ جودة الْخط وَالنّظم والنثر وَقد أضرّ بِأخرَة وَانْقطع بِالْمَدْرَسَةِ الْمشَار إِلَيْهَا وَكَانَ شيخها وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الشهَاب بن أبي عذيبة والنجم بن فَهد وَمَات بالقدس فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ أَبُو بكر الْحلَبِي نزيل بَيت الْمُقَدّس تلمذ للشَّيْخ عبد الله البسطامي وَكَانَ لَهُ اشْتِغَال بالفقه والْحَدِيث ثمَّ أقبل على الْعِبَادَة وجاور بِبَيْت الْمُقَدّس انْتهى وَالظَّاهِر أَنه حفيد الْجلَال عبد الله البسطامي الَّذِي لقِيه الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وترجمه ابْن أبي عذيبة بِأَنَّهُ كَانَ خطيب جَامع باحسبتا فِي حلب مُدَّة طَوِيلَة قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا ثمَّ تَركه أخيرا لعبد الْمُؤمن الْوَاعِظ وَقدم الْقُدس فِي سنة أَربع عشرَة وتنزل فِي صوفية الخانقاه السُّلْطَانِيَّة أول مَا بنيت فَلَمَّا بطلت نزل الطولونية وسكنها بل ولي مشيختها وَانْقطع فِيهَا للذّكر وَالْعِبَادَة والتلاوة وَتردد إِلَيْهِ أهل الْخَيْر فِي ليَالِي الْجمع ودام مقتدى بِهِ نَحْو خمسين سنة كل ذَلِك مَعَ الْخط الْحسن ونظم الشّعْر وأضر قبل مَوته مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَهُوَ ابْن خمس وَتِسْعين سنة وَدفن بِمَا ملا فِي حوش وَحمل على الرؤوس وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَعند رَأسه نصيبة مَكْتُوب بخارجها من نظمه مَا كَانَ لَهُ مُدَّة فِي حَيَاته عِنْد رَأسه بالطيلونية ينظرها
(رحم الله فَقِيرا زار قَبْرِي وقرالي
…
)
(سُورَة السَّبع المثاني
…
)
(بخشوع ودعا لي
…
)
وبداخلها من نظمه أَيْضا
(من زار قَبْرِي فَلْيَكُن عَالما
…
إِن الَّذِي لاقيت يلقاه)
(وَيرْحَم الله الْفَتى زارني
…
وَقَالَ لي يَرْحَمك الله)
وَمِمَّا كتبه عَنهُ ابْن أبي عذيبة من نظمه
(تكفل رَبِّي للرضيع برزقه
…
ورباه فِي الأحشاء وَهُوَ جَنِين)
(فَإِن كنت تبغي الرزق من عِنْد غَيره
…
فَذَاك جُنُون وَالْجُنُون فنون)
وَرَأَيْت فِيمَن تَرْجمهُ بَعضهم أَبُو بكر بن مُحَمَّد المجيدي البسطامي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَخَلِيفَة عبد الله البسطامي كَانَ صَالحا زاهدا عابدا للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشْرين شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد جَازَ السّبْعين وأخرجت جنَازَته خلق جَنَازَة ابْن رسْلَان وَبكى عَلَيْهِ الزين عبد الباسط كثيرا وَتَوَلَّى تَجْهِيزه وَأظْهر أسفا عَلَيْهِ رحمه الله انْتهى وَالظَّاهِر أَنه هَذَا 217 (أَبُو بكر) بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْفَخر بن الْكَمَال بن الْوَجِيه الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم هَانِئ ابْنة القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ النويري وَحضر عِنْد أبي الْفَتْح المراغي ثمَّ سمع عَلَيْهِ وعَلى زَيْنَب ابْنة اليافعي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو جَعْفَر بن العجمي واشتغل فِي الْفِقْه والعربية ولازم بن يُونُس المغربي وَقَبله يَعْقُوب المغربي وَلَعَلَّه أَقرَأ فيهمَا بل قيل أَنه شرح الجرومية أَو بَعْضهَا وناب فِي الإِمَام بمقام الْمَالِكِيَّة عَن وَالِده مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سبعين 21 {أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الطَّوِيل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ وَأمه سِتّ الْأَهْل ابْنة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة أجَاز لَهُ فِي سنة سبع وَتِسْعين أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ وكتبته تخمينا 219 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سَالم الرضي اليمني الزبيدِيّ وَالِد عمر الْمَاضِي مِمَّن بَاشر بِالْيمن وَرَأس فِيهَا ثمَّ بجدة حِين فَرد تخوفا على نَفسه من صَاحب الْيمن إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 220 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن حريز بمهملتين وَآخره زَاي ككبير ابْن مُعلى بِضَم أَوله وَتَشْديد اللَّام الْمَفْتُوحَة بن مُوسَى بن حريز بن سعيد بن دَاوُد بن قَاسم بن عَليّ بن علوي بِفَتْح الْمُهْملَة وَاللَّام اسْم بِلَفْظ النّسَب بن ناشب بنُون ثمَّ مُعْجمَة بن جَوْهَر بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن سَالم بن عبد الله بن عمر بن مُوسَى بن يحيى بن عَليّ الْأَصْغَر بن مُحَمَّد التقي بن حسن العسكري بن عَليّ العسكري بن مُحَمَّد الْجواد بن عَليّ الرضى بن مُوسَى الكاظم بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب التقى الْحُسَيْنِي الحصني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بالتقي الحصني ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة فِيمَا
قَالَه شَيخنَا وَابْن خطيب الناصرية فِي أواخرها فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّه كَانَ عمره فِي فتْنَة بييغاروس عشرَة أشهر وتفقه بالشريشي وَالزهْرِيّ وَابْن الجابي والصرخدي والشرف الْغَزِّي وَابْن غنوم وَابْن مَكْتُوم وَكَذَا الصَّدْر الياسوفي وَسكن البادرائية وتشارك هُوَ والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي فِي الطّلب وقتا وَكَانَ خَفِيف الرّوح منبسطا لَهُ نَوَادِر وَيخرج مَعَ الطّلبَة إِلَى الفتوحات ويبعثهم على الإنبساط واللعب والمماجنة مَعَ الدّين والتحرز فِي أَقْوَاله وأفعاله وَتزَوج عدَّة ثمَّ انحرف قبل الْفِتْنَة عَن طَرِيقَته وَأَقْبل على مَا خلق لَهُ وتخلى عَن النِّسَاء وانجمع عَن النَّاس مَعَ الْمُوَاظبَة على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ والتصنيف ثمَّ بعد الْفِتْنَة زَاد تقشفه وزهده وإقباله على الله تَعَالَى وانجماعه وَصَارَ لَهُ أَتبَاع واشتهر اسْمه وَامْتنع من مكالمة كثيرين لَا سِيمَا من يتخيل فِيهِ شَيْئا وَصَارَ قدوة الْعَصْر فِي ذَلِك وتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وألقيت محبته فِي الْقُلُوب وَأطلق لِسَانه فِي الْقُضَاة وَحط على التقي بن تَيْمِية فَبَالغ وتلقى ذَلِك عَنهُ طلبة دمشق وثارت بِسَبَبِهِ فتن كَثِيرَة وتصدى لِلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر مَعَ مزِيد احتقاره لبني الدُّنْيَا وَكَثْرَة سبهم حَتَّى هابه الأكابر وَانْقطع فِي آخر وقته فِي زَاوِيَة بالشاغور وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير قبل الْفِتْنَة وَجمع التصانيف المفيدة فِي الْفِقْه والتصوف والزهد وَغَيرهَا كشروح التَّنْبِيه وَهُوَ فِي خمس مجلدات والمنهاج وصحيح مُسلم وَهُوَ فِي ثَلَاث وأربعي النَّوَوِيّ وَهُوَ فِي مُجَلد ومختصر أبي شُجَاع فِي مُجَلد حسن إِلَى الْغَايَة وَالْهِدَايَة كَذَلِك وَتَفْسِير آيَات متفرقات فِي مُجَلد وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى فِي مُجَلد وتلخيص الْمُهِمَّات للأسنوي فِي مجلدين وقواعد الْفِقْه فِي مجلدين وأهوال الْقُبُور فِي مُجَلد وسير نسَاء السّلف العابدات فِي مُجَلد وتأديب الْقَوْم وسير السالك على مضار المسالك وقمع النُّفُوس وَدفع الشّبَه وَوَصفه التقي بن قَاضِي شُهْبَة بِالْإِمَامِ الْعَالم الرباني الزَّاهِد الْوَرع وَنسبه حسينيا وَقَالَ ثَبت نسبه على قَاضِي حسبان مُتَأَخِّرًا قلت قبل مَوته بِيَسِير مَعَ قَول نقيب الْأَشْرَاف مُخَاطبا للتقي إِن الشّرف قد انْقَطع فِي بلدكم من خَمْسمِائَة عَام وليت نسبي نسبك وأكون مثلك فِي الْعلم وَالصَّلَاح أَو كَمَا قَالَ قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة مِمَّا تقدم أَكْثَره وَكَانَ قد قدم دمشق وَسكن البادرائية وَكَانَ خَفِيف الرّوح منبسطا لَهُ نَوَادِر وَيخرج إِلَى النزه وَيبْعَث الطّلبَة على ذَلِك مَعَ الدّين المتين والتحري فِي أَقْوَاله وأفعاله وَتزَوج عدَّة نسَاء ثمَّ انْقَطع وتقشف وانجمع وكل ذَلِك قبيل الْقرن ثمَّ ازْدَادَ بعد الْفِتْنَة تقشفه وانجماعه وَكَثُرت مَعَ ذَلِك أَتْبَاعه حَتَّى امْتنع من
مكالمة النَّاس وَصَارَ يُطلق لِسَانه فِي الْقُضَاة وَأَصْحَاب الولايات وَله فِي الزّهْد والتقلل من الدُّنْيَا حكايات تضاهي مَا نقل عَن الأقدمين وَكَانَ يتعصب للأشاعرة وَأُصِيب سَمعه وبصره فضعف وَشرع فِي عمَارَة رِبَاط دَاخل بَاب الصَّغِير فساعده النَّاس بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم ثمَّ شرع فِي عمَارَة خَان السَّبِيل ففرغ فِي مُدَّة قريبَة زَاد غَيره أَنه لما بناه بَاشر الْعَمَل فِيهِ الْفُقَهَاء فَمن سواهُم حَتَّى كَانَ الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين كثير الْعَمَل فِيهِ مَعَ أَنه مِمَّن كَانَ يضع من مِقْدَاره لرميه إِيَّاه باعتقاد مسَائِل ابْن تَيْمِية وكراماته كَثِيرَة وأحواله شهيرة تَرْجمهُ بَعضهم بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الصُّوفِي الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الْمُنْقَطع إِلَيْهِ زاهد دمشق فِي زَمَانه الأمار بِالْمَعْرُوفِ النهاء عَن الْمُنكر الشَّديد الْغيرَة لله وَالْقِيَام فِيهِ الَّذِي لَا تَأْخُذهُ فِي الْحق لومة لائم وَأَنه الْمشَار إِلَيْهِ هُنَاكَ بِالْولَايَةِ والمعرفة بِاللَّه مَاتَ بعد أَن ثقل سَمعه وَضعف بَصَره فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَعشْرين بِدِمَشْق وحملت جنَازَته على أَعْنَاق الأكابر وَكَانَ يَوْمًا عَظِيما مَا تخلف عَنهُ أحد من أهل دمشق حَتَّى الْحَنَابِلَة مَعَ شدَّة قِيَامه عَلَيْهِم والتشنيع على من يعْتَقد مَا خَالف فِيهِ ابْن تَيْمِية الْجُمْهُور هَذَا مَعَ فَوَات الصَّلَاة عَلَيْهِ لكثيرين لكَونه أوصى أَن يخرج بِهِ بِغَلَس وَلَكنهُمْ ذَهَبُوا إِلَى قَبره وَصلى عَلَيْهِ غير مرّة وَأول من صلى عَلَيْهِ بالمصلى ابْن أَخِيه شمس الدّين ثمَّ ثَانِيًا عِنْد جَامع كريم الدّين وَدفن هُنَاكَ وَختم على قَبره ختمات كَثِيرَة ورؤيت لَهُ منامات صَالِحَة مِنْهَا ان النَّجْم بن حجي رَآهُ وَهُوَ جَالس على مَكَان مُرْتَفع يشبه الإيوان العالي وَكَانَ بِمَسْجِد قبر عَاتِكَة وَابْن أَخِيه قريب مِنْهُ وَقَائِل يَقُول لَهُ هَذَا القطب قَالَ وَلَكِن رَأَيْته مقْعدا قَالَ وخطر لي أَن ذَلِك بِسَبَب إِطْلَاق لِسَانه فِي النَّاس وَقَالَ غَيره إِنَّه رَآهُ وَقَائِل يَقُول لَهُ عَنهُ مَا يَمُوت حَتَّى يبلغ دَرَجَة وَكِيع وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية لدُخُوله حلب وَبَلغنِي أَن الْبُرْهَان الْحلَبِي عَتبه بِسَبَب ابْن تَيْمِية فَلم يرد عَلَيْهِ مَعَ كَون التقي هُوَ الَّذِي قَصده فِي الشرفية بالزيارة لِأَن الْبُرْهَان تناقل النَّاس عِنْده عَنهُ أَنه لَا يسلم مِنْهُ متقشف وَلَا متصلف حَيْثُ يَقُول للْأولِ هَذَا تصيف أَو نَحوه وَللثَّانِي هَذَا تجبر أَو تكبر أَو نَحوه فتحامى الْبُرْهَان الِاجْتِمَاع بِهِ حَتَّى قَصده هُوَ وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَقَالَ إِنَّه كَانَ شَدِيد التعصب للأشاعرة منحرفا عَن الْحَنَابِلَة انحرافا يخرج فِيهِ عَن الْحَد فَكَانَت لَهُ مَعَهم بِدِمَشْق أُمُور عديدة وتفحش فِي حق ابْن تَيْمِية وتجهر بتكفيره من غير احتشام بل يُصَرح بذلك فِي الْجَوَامِع والمجامع بِحَيْثُ تلقى ذَلِك عَنهُ أَتْبَاعه وَاقْتَدوا بِهِ جَريا على عَادَة أهل زَمَاننَا فِي تَقْلِيد من
اعتقدوه وسيعرضان جَمِيعًا على الله الَّذِي يعلم الْمُفْسد من المصلح وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ عَفا الله عَنهُ وَقد حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة رحمه الله وإيانا 22 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد بن عبد الْحَافِظ بن عَليّ بن سرُور بن بدر بن يُوسُف بن بدران بن مظفر بن يَعْقُوب شَقِيق تَاج العارفين أبي الوفا الْعِرَاقِيّ وَأَبُو الْوَفَاء هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ بن الْحسن بن العريض الْأَكْبَر بن زيد بن زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب التقي بن التَّاج بن أبي الوفا بن الْعَلَاء أبي الْحسن بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْبَهَاء الْحُسَيْنِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الوفائي وَيعرف كسلفه بِابْن أبي الوفا ولد فِي سادس عشر ربيع الأول سنة سبع وَقيل ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد اسماعيل الناصري وتلاه كَمَا أَخْبرنِي بِهِ تجويدا على الْعَلَاء بن اللفت وَالشَّمْس بن الْجَزرِي وَأَنه سمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَحفظ الْمِنْهَاج وغالب التَّنْبِيه وَجَمِيع الملحة وَبَعض ألفية النَّحْو وَبحث فِي التَّنْبِيه والنحو على ابْن الهائم وَكَذَا بحث عَلَيْهِ جَمِيع كِتَابه السماد وَفِي الْمِنْهَاج على الزين عبد الْمُؤمن وتسلك بوالده وبخال وَالِده الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الموله الصلتي وَأخذ أَيْضا عَن الشهَاب بن الناصح والزين الخافي الْحَنَفِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ آدَاب المريدين وَغَيره واستخلفه على جَمِيع أَصْحَابه فِي كل الْبِلَاد وَعَن عبد الْهَادِي بن عبد الله البسطامي والبرهان إِبْرَاهِيم الْمزي الصُّوفِي نزيل بَيت الْمُقَدّس والمتوفي بِهِ وَمِمَّا بَحثه عَلَيْهِ بعض الْأَحْيَاء وَعبد الْعَزِيز العجمي نزيله أَيْضا فِي آخَرين وَقَرَأَ العوارف والنخبة الْكُبْرَى وشمس المعارف واللباب لِأَحْمَد أخي الْغَزالِيّ وغالب الْأَحْيَاء وَغَيرهَا على يُوسُف الصَّفَدِي قدم عَلَيْهِم الْقُدس وَسمع على الشَّمْس القلقشندي فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ التقي أَبُو بكر ولد المسمع قيل وَابْن العلائي وَفِيه توقف وَإِن أمكن وعَلى الشَّمْس بن الديري فِي صَحِيح مُسلم وعَلى الزين القبابي فِي آخَرين وبالخليل على التدمري وبالشام على ابْن نَاصِر الدّين وببعلك على ابْن بردس وبحلب على الْبُرْهَان وبالقاهرة على شَيخنَا وَحج مرَارًا وتصدى للإرشاد وَعقد الْمجَالِس للذّكر لاسيما عقب الصَّلَوَات على طَرِيق الْقَوْم فَأخذ عَنهُ جمَاعَة من أهل بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وَصَارَ شيخ الصُّوفِيَّة هُنَاكَ بِدُونِ مدافع عَظِيم الْحُرْمَة نَافِذ الْكَلِمَة مرعي الْجَانِب مَعَ الْكَرم والأبهة وَالْإِحْسَان للوافدين والغرباء قل أَن ترى الْأَعْين بِتِلْكَ النواحي مثله وَقد اجْتمعت بِهِ هُنَاكَ وَأخذت عَنهُ جُزْءا وأملى على نسبه كَمَا تقدم وانتفعت بدعائ وإكرامه مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة قبل الصَّلَاة
سَابِع عشري شَوَّال سنة تسع وَخمسين رحمه الله وإيانا قَالَ فِيهِ البقاعي إِنَّه سَار سيرة حَسَنَة فِي طَرِيقه وَجمع النَّاس على الْخَيْر وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وتخليص الْمَظَالِم من النواب وَسَائِر الظلمَة مَعَ المداراة والخبرة باستعطاف الْقُلُوب حَتَّى كَانَ الْمرجع إِلَيْهِ فِي الْأُمُور المعضلة فِي الْقُدس وبلادها وَهُوَ أمثل المتصوفة فِي زَمَاننَا بِاعْتِبَار تشرعه وَشدَّة انقياده إِلَى الْحق وصلابته فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وعفته وَكَرمه على قلَّة ذَات يَده وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وَكَانَ مُعظما عِنْد الْمُلُوك فَمن دونهم وعَلى ذكره رونق وَأنس زَائِد لَا يُمكن جماعته من شَيْء مِمَّا يصنعه المتصوفة كالصياح والعجلة وَنَحْوهمَا مِمَّا يظهرون بِهِ التواجد وغيبة الْحس وَلما بنى الْأَمِير حسن الكشكلي مدرسة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بعد سنة خمس وَثَلَاثِينَ جعله شيخها فقطنها وَله قدرَة على إبداء مَا فِي نَفسه بِعِبَارَة حَسَنَة غالبها سجع بل لَهُ نظم فِيهِ الْجيد وَمِنْه
(فَاء الْفَقِير فناؤه لبَقَائه
…
وَالْقَاف قرب مَحَله بلقائه)
(وَالْيَاء يعلم كَونه عبدا لَهُ
…
فِي جملَة الطُّلَقَاء من عتقائه)
(وَالرَّاء رَاحَة جِسْمه من كده
…
وعنائه وبلائه وشقائه)
(هَذَا الْفَقِير مَتى طلبت وجدته
…
فِي جملَة الْأَصْحَاب من رفقائه)
وَله ذكر فِي أَحْمد بن رسْلَان وَذكره ابْن أبي عذيبة وَقَالَ عقب نسبه كَذَا ثَبت فِي هَذِه الْأَيَّام على قُضَاة الْقُدس والعهدة عَلَيْهِ فِيهِ وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الصَّالح الْقدْوَة المسلك شيخ الْقُدس ومقصد زواره وملجأ ذَوي الضرورات فِيهِ اشْتهر اسْمه وَبعد صيته وَصَارَ لَهُ أَتبَاع ومريدون وزوايا وخلفاء فِي كل بلد بِحَيْثُ لَا يعرف فِي زَمَاننَا من يدانيه فِي الْكَرم والاطراح وَعدم التَّكَلُّف وَالْقِيَام بِمَا عَلَيْهِ من حُقُوق الْعباد وَقَضَاء حوائج من عرف وَمن لم يعرف وَأَحْيَا لأجداده ذكرا كَبِير لم يكن فِيمَن قبله من آبَائِهِ وحصلت لَهُ رياسة بِحَق لَا بتطفل رحمه الله وإيانا 22 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد بن مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم الرعيني الْيَمَانِيّ شقير قَرَأَ على المحرق وعَلى عبد الله بن صَالح البريهي الْفَقِيه الْمُهَذّب وَحضر دروس الريمي وَسمع على الْمجد الشِّيرَازِيّ الْبَغَوِيّ أَو بعضه وعَلى القَاضِي أَحْمد القرامدي الْوَجِيز والفرائض وعَلى عمر بن أَحْمد الْمقري الْمُغنِي والمنهاج وَولي الْقَضَاء بعز الهنا وَصَحب الْفَقِيه وجيه الدّين الزوقري وَصَالح المرسي وَابْن الْخياط وَالِد جمال الدّين وَقَالَ فِيهِ الْجمال ابْنه كَانَ صَالحا خيرا موئلا للأصحاب مَاتَ عَن خَمْسَة وَسِتِّينَ عَاما منتصف جُمَادَى الأولى سنة اثنتى عشرَة رَحمَه الله
223 -
(أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الْفَخر بن الخواجا جمال الدّين الدقوقي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد 224 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عقبَة مَاتَ بِمَكَّة فَجْأَة فِي لَيْلَة سلخ صفر سنة خمس وَخمسين وجد مَيتا بفراشه 225 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نَبهَان بن عمر بن علوان بن غُبَار الشّرف بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الْعَلَاء أبي الْحسن بن الْقدْوَة الشَّمْس أبي عبد الله الجبريني الْحلَبِي كَانَ شَابًّا حسنا عِنْده حشمة وَدين ورياسة وَمَكَارِم ومروءة وعصبية مَعَ الْحُرْمَة الوافرة عِنْد الحلبيين والوجاهة والبيتونة مُقيما بزاوية جده بجبرين ظَاهر حلب مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَدفن بمقبرة جده نَبهَان شَرْقي قَرْيَة جبرين ذكره ابْن خطيب الناصرية (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور رَضِي الدّين الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ مضى فِي المحمدين 226 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ الرضى التهامي مِمَّن سمع من شَيخنَا 227 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ الْفَخر الكيلاني مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع عشرَة أرخه ابْن فَهد (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ الْجبلي بن الْخياط مضى فِيمَن جده صَالح (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عَليّ الخافي يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ وَأَنه فِي المحمدين 22 {أَبُو بكر) بن الْمعلم مُحَمَّد بن عَليّ الكيال أَبوهُ وَيعرف بالمجنون مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 229 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشّرف بن الضيا ابْن المصيبي الْحلَبِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عمر ولد فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ عبيد البابي وَصلى بِهِ فِي الْجَامِع الْكَبِير على الْعَادة والمنهاجين الفرعي والأصلي والكافية وَالتَّلْخِيص وَعرض على الْبُرْهَان الْحلَبِي بل كَانَ هُوَ الَّذِي يصحح لَهُ قبل حفظه وَابْن خطيب الناصرية والزين بن الخرزي والحمصي وَآخَرين واشتغل بِبَلَدِهِ وَفضل ونظم ونثر وَمن شُيُوخه فِي الْقَاهِرَة ابْن الْهمام بل أَخذ عَن شَيخنَا والبرهان الْحلَبِي وَآخَرين وَسمع مَعنا بحلب فِي سنة تسع وَخمسين على ابْن مقبل وحليمة ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي وَغَيرهمَا ودرس بالعصرونية والظاهرية والسيفية تلقى الأولى عَن الْجمال الباعوني وَالثَّانيَِة عَن أبي جَعْفَر بن الضيا وَالثَّالِثَة عَن وَالِده وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن خطيب الناصرية فَمن
بعده وَفِي كِتَابَة السربل اسْتَقل بهامدة وَكَذَا ولي وكَالَة بَيت المَال وإفتاء دَار الْعدْل ثمَّ تَركهمَا كل هَذَا بِبَلَدِهِ مَاتَ بهَا شَهِيدا بالطاعون فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رحمه الله (ابو بكر) بن مُحَمَّد بن عمر العجلوني مضى فِيمَن أَبوهُ أَحْمد 230 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن عِيسَى الزَّيْلَعِيّ صَاحب اللِّحْيَة مَاتَ سنة تسع وَعشْرين (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج المراغي وَهُوَ مُحَمَّد مضى 23 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن قَاسم التقي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن رقية بِالتَّشْدِيدِ ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من مُوسَى بن عبد الله المرداوي المنتقي الصَّغِير من الغيلانيات وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات قبل دخولي دمشق 23 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم الْفَخر بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الْمُحب أبي البركات بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الشهَاب الْقرشِي الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَأمه أم هَانِئ ابْنة الخواجا جمال الكيلاني وَرَأَيْت من قَالَ سبط تيتي ابْنه دَاوُد الكيلاني وخطيب مَكَّة وَابْن خطيبها والماضي أَبوهُ ولد فِي عشَاء لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وكتبا وَأخذ عَن وَالِده ولازم ابْن عطيف فِي الْفِقْه وَابْن يُونُس وَعبد الْقَادِر الْمَالِكِي فِي النَّحْو وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة فَأخذ عَن الْجَوْجَرِيّ فِي الْأُصُول وَغَيره وَعَن الأبناسي وَكَذَا أَخذ عني النخبة وَالْهِدَايَة بكمالهما وَسمع دروسا فِي الألفية ولازمني كثيرا بِمَكَّة وَغَيرهَا وتميز وَأذن لَهُ الْعَبَّادِيّ وَغَيره وأقرأ يَسِيرا وَولي خطابة الْمَسْجِد الْحَرَام شَرِيكا لِعَمِّهِ أبي الْقَاسِم ثمَّ لِابْنِهِ محب الدّين وحمدت خطابته وَعدم تعرضه فِيهَا لما لَا يجمل وَدخل الْيمن وَغَيرهَا وَكَانَ قد سمع فِي صغره على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وآجاز لَهُ فِي سنة خمسين فَمَا بعْدهَا شَيخنَا وَابْن الْفُرَات وَأَبُو جَعْفَر بن الضيا والرشيدي والعيني وَخلق كسارة ابْنة ابْن جمَاعَة والزين الأميوطي وسافر من مَكَّة فِي أول سنة سبع وَثَمَانِينَ فَدخل مندوة وكنباية وَغَيرهمَا وَآل أمره إِلَى الْوُصُول لعدن من كنباية من الْهِنْد فِي أثْنَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِمَال لَهُ صُورَة من قماش وَغَيره فِيمَا قيل أرسل عبدا لَهُ لزيلع ليبيع لَهُ بعض القماش وَهُوَ بِنَحْوِ خَمْسمِائَة دِينَار وبينما هُوَ فِي انْتِظَاره أَدْرَكته منيته بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشرى جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين بعد ضعفه أَيَّامًا وتحققنا وَفَاته فِي رَمَضَان مَعَ التحدث بهَا فِي رَجَب وَخلق هُنَاكَ ولدا وبنتا وَزَوْجَة حَامِلا وَمن النَّقْد فِيمَا قيل نَحْو ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وبمكة خَمْسَة أَوْلَاد ثَلَاثَة
ذُكُور وابنتان وأقيم بهَا عزاؤه وَصلى عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بعد النداء بهَا فَوق قبَّة زَمْزَم وَفرقت ربعات الْمَسْجِد لَهُ أَيَّامًا وَقد رأى فِي سَفَره حظا زَائِدا بِحَيْثُ درس وأقرأ وَأفْتى وَلم يدْخل القَاضِي فِي تركته بل وشددت أمه فِي منع تكلم ابْن عَمه لمعرفتها بِحَالهِ كَغَيْرِهَا ثمَّ لم يزل الْأَمر حَتَّى زوج ابْنَتَيْهِ لابنين لَهُ وَدخل أَبوهُمَا فِي التَّرِكَة وَبَاعَ وَاشْترى فسبحان الفعال لما يُرِيد رحمه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة 233 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن عُثْمَان الزين بن الْبَدْر بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الدمشق الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي كل من أَوْلَاده إِبْرَاهِيم والبدر مُحَمَّد وَيحيى وأخويه أَحْمد وَمُحَمّد وأبيهم وَيعرف كسلفه بِابْن مزهر ولد فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما وربى فِي حجر السَّعَادَة وَجِيء إِلَيْهِ بِغَيْر وَاحِد من الْفُقَهَاء حَتَّى حفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على مُحَمَّد بن سُلْطَان القادري وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَسمع نَحْو الثُّلُث الأول من البُخَارِيّ وَجَمِيع بشرى اللبيب على يُونُس الواحي وَكَذَا سمع على شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمجلس الْأَخير من البُخَارِيّ على اربعين نفسا من أعيانهم الْعَلَاء القلقشندي وَالسَّيِّد النسابة والكمال بن الْبَارِزِيّ والمحب بن الْأَشْقَر وعَلى الْكَمَال وَحده مَجْلِسا من حَدِيث أبي مُوسَى الْمَدِينِيّ وَغَيره وَمَعَ بنيه على الكاتبة نشوان والشاوي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني أَبِيه باستدعاء ابْن فَهد خلق من مَكَّة وَالْمَدينَة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل والقاهرة ومصر ودمشق وصالحيتها والمزة وحلب وحماة وبعلبك وطرابلس وحمص وغزة والرملة ودمنهور وَغَيرهَا وَأول مَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن الشَّمْس الشنشي ثمَّ لَازم الْعلم البُلْقِينِيّ فِي الْمِنْهَاج وَغَيره وَأذن لَهُ فِيمَا بَلغنِي فِي التدريس والإفتاء بل عرض عَلَيْهِ الْكِتَابَة فِي بعض الْفَتَاوَى بِحَضْرَتِهِ وَقَرَأَ على الايدي فِي النَّحْو وَحضر دروس الشرواني فِي التَّلْخِيص والمتوسط وَغَيرهمَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح العقائد وَكَذَا قَرَأَ فِي الْمُتَوَسّط وَغَيره على الشَّمْس الكريمي وَحضر دروسه فِي آخَرين كالكافياجي حَيْثُ أَكثر الاستفادة مِنْهُ وَأَجَازَهُ وَصَحب الشَّيْخ مَدين وقتا وتلقن مِنْهُ الذّكر وَكتب على الشَّمْس الْمَالِكِي وتدرب بِصُحْبَة وَصِيَّة الزين عبد الباسط والكمال بن الْبَارِزِيّ وَغَيرهمَا وجود اللِّسَان التركي وَتقدم بمجالسة أهل الْعلم وَذَوي الْفَضَائِل من ابْتِدَائه وهلم جرا ومباحثتهم بِحَضْرَتِهِ فِي أَكثر الْفُنُون وتوجهه لذَلِك حَتَّى تميز وتهذب واشتهر بوفور الذكاء وَولي نظر الاسطبل ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الجوالى المصرية ثمَّ الشامية ثمَّ خانقاه سعيد السُّعَدَاء ووكالة بَيت المَال ثمَّ نظر
الْجَيْش وَحصل الِاقْتِصَار عَلَيْهِ والانفراد بِهِ مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ كِتَابَة السِّرّ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ وحمدت سيرته فِي سَائِر مباشراته وخطب بتربة الظَّاهِر خشقدم أول مَا صلى فِيهَا بل خطب بالقلعة فِي زمن الفترة وفوض إِلَيْهِ التَّكَلُّم فِي الْقَضَاء والتعايين وَنَحْوهَا حَتَّى تعين من اسْتَقر بسفارته بعد امْتِنَاعه هُوَ من الِاسْتِقْلَال بِهِ وَكَذَا اسْتَخْلَفَهُ قبل ذَلِك القَاضِي الْحَنَفِيّ حِين توجه لِلْحَجِّ وَلذَلِك أوردت لَهُ تَرْجَمَة حافلة فِي ذيل الْقُضَاة وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي الرجبية الَّتِي كَانَ البروز لَهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسبعين بعد انقطاعها مُدَّة وَسَار فِي تجمع زَائِد وَمَعَهُ جمع كَثِيرُونَ من الْأَعْيَان والفضلاء وابتدأ بزيارة الْمَدِينَة وَأم بهَا وَعرض عَلَيْهِ الخطابة فَامْتنعَ تأدبا ثمَّ بِمَكَّة وَصلى وَلَده بِالنَّاسِ فِيهَا وَحضر فِي قِرَاءَة منهاج العابدين وَغَيره عِنْد عبد الْمُعْطِي المغربي وَبَعض مجَالِس الْوَعْظ عِنْد أبي اسحق العجمي وَغير ذَلِك وَكَذَا زار الْقُدس والخليل مرّة بعد أُخْرَى وَدخل اسكندرية ودمياط وَغَيرهَا وَأَنْشَأَ كثيرا من أَمَاكِن الْقرب والمبرات أجلهَا الْمدرسَة الْمُجَاورَة لبيته وَهِي بديعة الْوَصْف أنسة بهجة قرر فِيهَا صوفية ودروس تَفْسِير وَحَدِيث وَفقه وَغير ذَلِك وَكَذَا عمل مدرسة لَطِيفَة بِبَيْت الْمُقَدّس وسبيلين بِمَكَّة ورباطا ومدرسة بِالْمَدِينَةِ وَله تربة هائلة اشْتَدَّ حرصه على دفن غير وَاحِد من الْعلمَاء والغرباء وَالصَّالِحِينَ بهَا وَعمل غير وَاحِد من الوعاظ كَأبي الْعَبَّاس الْقُدسِي والشهاب العميري والمحب بن دمرداش بِحَضْرَتِهِ بل وَحدث بالكثير بِقِرَاءَة المحيوي الطوخي وَالشَّمْس بن قَاسم فَمن دونهمَا وَمِمَّا قرئَ عَلَيْهِ الْحِلْية لأبي نعيم والاحياء وَخرج من مروياته بالأجايز وَغَيرهَا أَرْبَعُونَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا مِمَّن ينْسب إِلَى أَرْبَعِينَ بَلَدا عَن أَرْبَعِينَ صحابيا فِي أَرْبَعِينَ بَابا من أَرْبَعِينَ تصنيفا قَرَأَهَا الْعِزّ بن فَهد مُحدث الْحجاز وَكَذَا عمل لَهُ فهرست أَيْضا وَأفْتى وَعرض عَلَيْهِ الْأَبْنَاء وَصَارَ عَزِيز مصر ومحاسنه جمة والقلوب برياسته مطمئنة وَلذَا مدحه الأكابر كالنواجي والحجازي وَغَيرهمَا من الفحول مِمَّا لَو اعتنى بجمعه لزاد على مُجَلد وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وَله أوراد وأذكار وَقيام واجتهاد فِي كثير من الْخيرَات وَمَا ناكده أحد فأفلح وتزايد تَعبه بِأخرَة إِلَى أَن مَاتَ بعد توعك طَوِيل فِي يَوْم الْخَمِيس سادس رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بسبيل الْمُؤمن فِي مشْهد هائل جدا ثمَّ دفن لَيْلَة الْجُمُعَة بتربته وارتجت الْجِهَات سِيمَا الْحَرَمَيْنِ لمَوْته وَصلى عَلَيْهِ فِي غالبها رحمه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة
234 -
(أَبُو بكر 9 بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سعيد التقي البعلي ثمَّ الطرابلسي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الصَّدْر ولد فِي أَوَاخِر سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن الشَّيْخ حسن الْفَقِيه وتلا بمعظم الْقرَاءَات السَّبع على الشهَاب الْفراء وَحفظ الْمقنع والآداب لِابْنِ عبد الْقوي والملحة وَبَعض ألفية النَّحْو وَعرض على شَيْخه الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن اليونانية وَعنهُ أَخذ الْفِقْه وَكَذَا عَن الْعِمَاد بن يَعْقُوب أخي ابْن الحبال لأمه وَغَيرهمَا وانتقل من بَلَده إِلَى طرابلس فِي سنة تسع عشرَة فناب بهَا فِي الْقَضَاء عَن الشهَاب بن الحبال ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي سنة أَربع وَعشْرين حِين انْتِقَال الشهَاب إِلَى دمشق وَلم ينْفَصل عَنهُ حَتَّى مَاتَ سوى يخلل بعزل يسير وَسمع الصَّحِيح بِكَمَالِهِ على شَيْخه ابْن اليونانية والشريف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الحسني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي وَغَيرهم وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وَولي عدَّة أنظار وتداريس ومشيخات بطرابلس وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ بِبَلَدِهِ الْمِائَة المنتقاة لِابْنِ تَيْمِية من الصَّحِيح وَكَانَ شَيخا حسنا منور الشيبة جميل الْهَيْئَة لَهُ جلالة بناحيته مَعَ استحضار وَفضل وسيرة فِي الْقَضَاء محمودة وبلغنا أَن اللنك أسروه ثمَّ خلص مِنْهُم وَكَانَ ذَلِك سَببا لسُقُوط أَسْنَانه مَاتَ فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين رحمه الله (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن الزين مُحَمَّد بن أبي عبد الله بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج العثماني المراغي الْمدنِي الشَّافِعِي وَهُوَ بلقبه أشهر مضى فِي المحمدين 235 (أَبُو بكر) بن الشَّيْخ فتح الدّين أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَقِيّ بن عبد السَّلَام الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد وَعبد السَّلَام وَأَبُو بكر أَصْغَرهم وَأمه فَاطِمَة ابْنة أبي الْيمن المراغي ولد سنة سبع وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ فحفظ أربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه واشتغل عِنْد أَبِيه والأبشيطي وَغَيرهمَا ولازم للسمهودي وَسمع على أبي الْفرج المراغي وَغَيره وَتزَوج أم كُلْثُوم أُخْت الْبُرْهَان الخجندي واستولدها مُحَمَّدًا وَأَبا الْفَتْح وَدخل مصر وَالشَّام وَغَيرهمَا لطلب الرزق وتميز وَفضل وَهُوَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بحلب 236 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الْمَدْعُو بِأبي الْيمن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْفَخر بن القَاضِي الْأمين أبي الْيمن الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي اخوته عَليّ وَعمر وَمُحَمّد وأبوهم وَيعرف بِابْن أبي الْيمن ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ النويري وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح بمقام الْمَالِكِيَّة سنة أَربع وَخمسين والعمدة والمنهاج
وَغَيرهَا وَعرض وَسمع المراغي وَأَجَازَ لَهُ الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الْفُرَات وَطَائِفَة وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق وَسمع فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ على الْعلم البُلْقِينِيّ جُزْء الْجُمُعَة ثمَّ رَجَعَ لمَكَّة فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَمَات سنة ثَلَاث أَو أَربع وَسبعين بِدِمَشْق مطعونا 237 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الزين القاهري البهائي نِسْبَة لحارة بهاء الدّين الْحَنَفِيّ الطَّبِيب وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الشريف بِالتَّصْغِيرِ لكَون بعض الشرفاء أعلم جده بِقرَابَة بَينهمَا ولد كَمَا قَالَه لي فِي سَابِع عشر صفر سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَ كل من أَبِيه وجده كحالا فَنَشَأَ هُوَ طَبِيبا بِإِشَارَة أمه وَقَرَأَ الْقُرْآن وتدرب بِابْن البندقي وَفتح الدّين بن فَيْرُوز وَتزَوج بابنته واستولدها ابْنه الْمشَار إِلَيْهِ وبغيرهما من الْأَطِبَّاء كالبدر بن بطيخ وَعمر بن صَغِير وَجل انتفاعه بِهِ بل قَالَ إِنَّه قَرَأَ على الكافياجي فِي علم الطِّبّ وَأَنه صحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَابْن الْهمام وَسيف الدّين وَغَيرهم من الْعلمَاء والسادات كمحمد الفوى وَعمر النبتيتي وعظمه جدا وتنزل فِي الْجِهَات كالصرغتمشية والطب بالشيخونية وَغَيرهَا وعالج المرضى وحمده كثير من الْفُقَرَاء فِي ذَلِك وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وجاور فِي بَعْضهَا بل أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ أَيَّامًا وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل وسافر مَعَ تمر باي طَبِيبا حِين تجرد للصعيد وَلم يرتض لَهُ أَبوهُ بذلك وَلكنه اسْتَفَادَ زِيَارَة الفرغل وَغَيره أبرع مِنْهُ (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين الخوافي ثمَّ الْهَرَوِيّ مضى فِي المحمدين 23 {أَبُو بكر) بن النَّجْم مُحَمَّد بن الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو المحمدين الْجمال والنجم الماضيين مَاتَ قبل استكمال سنة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ واربعين 239 (ابو بكر) الْفَخر بن الْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد بن الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد ابْن عَم الَّذِي قبله وشقيق أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْمَاضِي أمهما أم الْخَيْر ابْنة أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن أبي السُّعُود ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح هُوَ وَأَخُوهُ عمر وَسمع بهَا من الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْمحلي وَأَجَازَ لَهُ الشّرف أَبُو الْفَتْح المراغي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي والزين الأميوطي وَآخَرُونَ وَقدم مَعَ أَخِيه الْقَاهِرَة ثمَّ رجعا فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة 240 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَقِيّ بن مُحَمَّد بن روزبة الزين بن فتح الدّين أبي
الْفَتْح الكازروني الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن تَقِيّ مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ 24 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد فَخر الدّين بن فتح الدّين الكازروني بن تَقِيّ أَخُو مُحَمَّد الْمَاضِي وَمَا أَدْرِي أهوَ الَّذِي قبله أَو أَخ لَهُ وَالثَّانِي أقرب 24 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد بن حسن بن مُحَمَّد الْمُحب أَحْمد بن التقي أبي الْفضل بن النَّجْم أبي النَّصْر بن أبي الْخَيْر الْهَاشِمِي الْعلوِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَخُوهُ النَّجْم عمر وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد ولد فِي يَوْم الْخَمِيس منتصف رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتابا فِي الحَدِيث عمله لَهُ أَبوهُ وغالب مجمع الْبَحْرين فِي فقه الْحَنَفِيَّة ثمَّ لما مَاتَ أَخُوهُ أَبُو زرْعَة مُحَمَّد حوله شافعيا وَحفظ حِينَئِذٍ التَّنْبِيه ثمَّ ألفية النَّحْو خلا الْيَسِير من آخرهَا وَبكر بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ ثمَّ أسمعهُ على شُيُوخ مَكَّة والقادمين إِلَيْهَا كَأبي بكر المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَأبي الْحسن عَليّ بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَأبي حَامِد بن المطري وَابْن سَلامَة والشموس الغراقي والشامي وَابْن الْجَزرِي وعَلى جمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَأَجَازَ لَهُ خلق كعائشة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي والشرف بن الكويك وَحضر فِي الْفِقْه دروس أبي السعادات بن ظهيرة والوجيه عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ والبرهان الزمزمي وَكَذَا حضر عِنْده وَعند الْجلَال عبد الْوَاحِد المرشدي فِي النَّحْو وَلم يتَمَيَّز وَدخل عدَّة بِلَاد للتنزه مِنْهَا بِلَاد الْهِنْد مرَّتَيْنِ مرّة إِلَى كالكوت فِي سنة أَرْبَعِينَ وَمرَّة إِلَى كنباية فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ومصر والقدس والخليل وغزة والرملة وحمص وحماة وحلب فِي الَّتِي بعْدهَا وَلم يسمع بهَا شَيْئا سوى أَنه سمع على شَيخنَا بِمصْر قَلِيلا وَأقَام بِبَلَدِهِ ملازما للنساخة لِأَبِيهِ وأخيه وَغَيرهمَا حَتَّى كتب بِخَطِّهِ الْكثير من الْكتب الْكِبَار كشرح البُخَارِيّ لشَيْخِنَا مرَّتَيْنِ وَتَفْسِير ابْن كثير وتاريخ ابْن الاثير وَشرح الْمِنْهَاج للدميري وَلأبي الْفَتْح المراغي وَمَا يفوق الْوَصْف وَهُوَ أحسن خطا من أَخِيه مَعَ مُشَاركَة لَهُ فِي السرعة وَالصِّحَّة وَقد حملت عَنهُ أَشْيَاء فِي الْمُجَاورَة الأولى ثمَّ لَقيته فِي المجاورتين بعْدهَا وَكتب لي أَشْيَاء من تصانيفي وَلَكِن مَا جِئْت حَتَّى ضعفت حركته جدا ثمَّ بَلغنِي أَنه كسر فَانْقَطع وتعب ابْن أَخِيه بِسَبَبِهِ فَهُوَ زَائِد التبذير عديم التَّدْبِير وَكَانَت فِيهِ عصبية ومساعدة وتودد وسلامة فطْرَة مَعَ بادرة تصل إِلَى مَا لَا يَلِيق بِهِ بِدُونِ دربة وَحدث باليسير وَكَانَ إِذا طلب مِنْهُ ذَلِك بعد أَخِيه يَأْبَى ويبكي وَلم يزل مُنْقَطِعًا لضعف حركته وَمَعَ ذَلِك فَلم يتَخَلَّف عَن الْحَج حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع
عشري ربيع الأول سنة تسعين وَدفن بمقبرتهم من المعلاة على أَبِيه وأخيه رحمهم الله وإيانا 243 (أَبُو بكر) بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي الْخَيْر ولد سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَكَانَ يُبَاشر مَعَ أَبِيه رياسة المؤذنين بِصَوْت طري بِالنِّسْبَةِ لِآبَائِهِ وَلَيْسَ بمرضى كأبيه وهما مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ وفارقتهما فِي سنة أَربع وَتِسْعين فِي فقد الْحَيَاة 244 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حاجي التبريزي والعامة تَقوله التوريزي أحد أَعْيَان التُّجَّار وأخو الْجمال مُحَمَّد والنور على وَله فِيهِ ذكر وَيعرف بِابْن بعلبند حج فِي سنة سِتّ وَعشْرين رَفِيقًا لعبد الباسط وَقدم مَعَه فِي ثامن الَّتِي تَلِيهَا وَهُوَ تَاجر السُّلْطَان وَصَاحب الْأَمَاكِن الَّتِي استجدها برحبة الأيدمري وَقد رَافع فِيهِ التَّاجِر تَاج الدّين بن حَتَّى بِحَيْثُ ضربه السُّلْطَان فِي سنة خمس وَخمسين وَأمر بإدخالهما المقشرة ثمَّ بنفيهما وَلَكِن حصل استرضاء السُّلْطَان وَأخذت مِنْهُ دَاره الَّتِي أَنْشَأَهَا بِمَكَّة وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ فِي خَامِس شعْبَان سنة تسع وَخمسين 245 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين بن الْفَخر الباخرزي الأسعردي الْهَرَوِيّ قَرَأَ على الْمجد اللّغَوِيّ الفتوحات بعد نسخه لَهَا بِخَطِّهِ فِي مُجَلد وَكَأَنَّهُ كَانَ من الْعَرَبيَّة وَكَذَا قَرَأَ على شَيخنَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة الْحصن الْحصين لِابْنِ الْجَزرِي وَوَصفه بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل الأوحد البارع الْعُمْدَة الْمُحَقق وقراءته بالاتقان والجودة وَالْحسن ورافقه ابْن الْهمام 246 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الشَّامي الدَّلال وجد مَيتا فِي بَيته برباط الْعِزّ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين 247 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مَسْعُود اليمني اليافعي النَّاسِخ مِمَّن سمع مني بِمَكَّة 24 {أَبُو بكر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد سبط النويري الطرابلسي الشَّافِعِي ولد سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة أجَاز فِي بعض الاستدعاءات سنة سِتّ وَخمسين فَينْظر اسْم أَبِيه 249 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد التقي بن تطماج الصرخدي الدِّمَشْقِي ولد بعد السِّتين بِقَلِيل وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر واشتغل بالفقه والنحو وجود الْخط على الزَّيْلَعِيّ وَعلمه النَّاس وَعمل نقابة الحكم أصبح مقتولا فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة عشر بمنزل سكنه وَلم يعرف قَاتله قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه 250 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد التقي بن الربوة الْحَنَفِيّ أرخه ابْن عزم فِي سنة إِحْدَى عشرَة 25 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الْمدْرك بالمنزلة وَغَيرهَا وَيعرف بِابْن زين الدّين مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشرى شَوَّال سنة تسع وَسبعين فِي محبسه بعد أَن قاسى
أهوالا من ضرب وَحبس وَأخذ مَال وَغير ذَلِك ورسم بالحوطة على مَوْجُودَة وَكَانَ جبارا بِحَيْثُ إِنَّه كَانَ بعد انتمائه للأمير أزبك مُدَّة طَوِيلَة مِمَّن شقّ الْعَصَا عَلَيْهِ وطالت مدَّته فِي التدريك وَكَذَا بَلغنِي عَن أَبِيه أَنه مَاتَ فِي حبس الرحبة أَيَّام جمال الدّين (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الباخرزي الأسعردي الْهَرَوِيّ مضى فِيمَن جده مُحَمَّد قَرِيبا 25 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الجبرتي العابد ويلقب الْمُعْتَمِر لِكَثْرَة اعتماره جاور بِمَكَّة ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ على ذهنه فَوَائِد وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وينسبونه لمعْرِفَة علم الْحَرْف ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ الفاسي جاور نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وعرفه بهَا قاضيها الْمُحب النويري فاغتبط بِهِ وشهره بِحَيْثُ اشْتهر ذكره وشاع خَبره وَأَقْبل عَلَيْهِ الشريف حسن بن عجلَان وَكَانَ يتوسط عِنْده فِي أُمُور حَسَنَة من أَفعَال الْخَيْر وَقَضَاء حوائج للنَّاس وَكَانَ فِي مبدئه فَقِيرا جدا ثمَّ فتح عَلَيْهِ بدنيا طائلة وَدخل الْيمن قبل مَوته بِنَحْوِ خمس سِنِين فَأكْرم مورده ونال بهَا دنيا ورفعة وَلم يكن يتْرك الاعتمار كل يَوْم إِلَى ان كَانَ مَرِيضا أَو فِي ايام الْحَج مَعَ سَلامَة الصَّدْر واستحضار فَوَائِد وَأَحَادِيث وَمَعْرِفَة بِعلم الْحَرْف مَاتَ فِي الْمحرم سنة عشْرين وَدفن بالمعلاة وَكثر الازدحام على حمل نعشه وَله بِمَكَّة أَوْلَاد وَملك 253 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الحبيشي الْعَدنِي قاضيها الشَّافِعِي وليه بهَا مرَارًا وَكَانَ نبيها فِي الْفِقْه مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة سِتّ ذكره شَيخنَا فِي إنبائه (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد الرحماني نِسْبَة لقبيلة القراضي الأَصْل الحرضي المولد وَالدَّار الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالصوفي مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن 254 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد وَيعرف بالدهل بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْهَاء بعْدهَا لَام كَانَ صَالحا زاهدا لَا يتَعَلَّق بِشَيْء من الدُّنْيَا ذكرُوا أَنه رأى النَّبِي
فِي النّوم فشق صَدره وَأخرج مِنْهُ علقَة فَكَانَ يَقُول أظنها الْغِشّ وَكَانَ مَقْبُول الشَّفَاعَة لِأَنَّهُ اشْتهر أَن من رد شفاعاته عُوقِبَ فتحامى الْأُمَرَاء ردهَا وَكَانَ إِذا دَعَا استغرق حَتَّى يكَاد يغشى عَلَيْهِ مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَقد بلغ الثَّمَانِينَ 255 (أَبُو بكر) بن مُحَمَّد السجْزِي أحد النبهاء من الشَّافِعِيَّة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة ذكره شَيخنَا فِي إنبائه 256 (أَبُو بكر) بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد الطرابلسي ثمَّ القاهري وَيعرف بقينبر عامى بحت فِي سَمعه ثقل أَخذ الموسيقا عَن الماردانيين وَعبد الرَّحْمَن نديم الْمُؤَيد وَغَيرهم وَتقدم فِيهَا بِحَيْثُ أَخذهَا عَنهُ بعض الْأَعْيَان وَمَات قريب السّبْعين ظنا سمعته يَقُول
(بالسعد جرت فِيهَا الْعلَا أقلامك
…
لما نفدت بَين الملا أحكامك)
(يَا من رفعت إِلَى السهى دولته
…
دَامَت أبدا مشرفة أيامك)
(أَبُو بكر) بن مُحَمَّد المجيدي البسطامي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَخَلِيفَة عبد الله البسطامي مضى فِيمَن جده عبد الله 257 (أَبُو بكر) بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن أبي بكر التقي بن الخواجا النُّور بن المغلى الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ حفيد أخي الْعَلَاء بن المغلى الْحَنْبَلِيّ تزوج ابْنة الْجمال بن السَّابِق واستولدها عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم الماضيين وثالثا ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحماة بعد الْبَدْر بن الصَّواف فدام مُدَّة ثمَّ انْفَصل عَنهُ بِابْن الحلاوى الْحلَبِي ثمَّ عَاد حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَاسْتقر ابْنه الصّلاح ابراهيم بعده فِي الْقَضَاء وَكَانَ مَعَ التقي أَيْضا مُضَافا للْقَضَاء كِتَابَة سرها وَنظر البيمارستان فانفصل عَن الأولى بولده التقي عبد الرَّحْمَن وَمَات فِي حَيَاته فاستقر فِيهَا ابْن القرناص القَاضِي الْمَالِكِي بحماة 25 {أَبُو بكر) الْمَدْعُو أَبَا خَان ابْن صَاحب كجرات الَّتِي مِنْهَا كنباية مَحْمُود شاه بن مُحَمَّد شاه الْمَاضِي أَبوهُ مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين بجبانير الَّتِي اختصه أَبوهُ بهَا وبعملها وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وَنَحْوهَا وَصلى عَلَيْهِ بِمَكَّة صَلَاة الْغَائِب فِي رَجَب الَّتِي تَلِيهَا 259 (أَبُو بكر) بن مَحْمُود الزين الْقرشِي الدمنهوري السعودي شيخ زَاوِيَة أبي السُّعُود الوَاسِطِيّ دَاخل بَاب القنطرة فِي الْموقف ومحتسب سوق أَمِير الجيوش وَكَانَ أحد تجاره مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين عَن سنّ عالية فمولده تَقْرِيبًا قبيل السّبْعين رحمه الله 260 (أَبُو بكر) بن أبي الْمَعَالِي بن عبد الله الرضي النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ قدم الْقَاهِرَة صُحْبَة فاخر الطواشي سفير الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل فرافقنا فِي رُجُوعه إِلَى زبيد وَكَانَ حسن المذاكرة سريع النادرة على ذهنه فَضَائِل وفوائد وَهُوَ من بَيت كَبِير أَنْشدني لنَفسِهِ لغزا فِي هرون كتبته فِي التَّذْكِرَة وأفادني عَن بعض شُيُوخ الْيمن وَبَلغنِي فِي سنة أَرْبَعِينَ أَنه حَيّ وَأَنه يتعاطى بعض الشُّرُوط عَن قُضَاة الْيمن وَلَعَلَّه جَازَ السّبْعين وَذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فَقَالَ الْفَقِيه الْأَجَل الأوحد الْفَاضِل الْخَيْر الْكَامِل الرضى أَبُو بكر بن أبي الْمَعَالِي بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي طلب الْعلم واشتغل فِي شبابه بالسياحة وَدخل مصر وَغَيرهَا وَلَقي الشُّيُوخ وَكَانَ عمي الشهَاب أَحْمد كثير الثَّنَاء عَلَيْهِ بِسُرْعَة الْفَهم وجودة الذكاء وَلكنه ترك الِاشْتِغَال وَولى كِتَابَة الشَّرْع بزبيد مَعَ حسن خطّ واقتدار على استنباط الْمعَانِي الجليلة فِي الْخطب والمساطير بل كَانَ وحيد وقته فِي الْفَرَائِض
مِمَّن قيد وَضبط قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وَولي تدريس السيفية بزبيد مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأمه عَائِشَة ابْنة أبي بكر بن عَليّ النَّاشِرِيّ قلت وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَلم يؤرخ وَفَاته وَيُحَرر قَول شَيخنَا أَنه حَيّ فِي سنة أَرْبَعِينَ 26 (أَبُو بكر) بن معتوق بن أبي بكر الزكي السوهائي الْمصْرِيّ الشَّاهِد بهَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ سمع فِي سنة تسع وَسبعين على نَاصِر الدّين الحراوي قِطْعَة من فضل الْخَيل للدمياطي بِسَمَاعِهِ لجميعه مِنْهُ وَمَات فِي سنة أَرْبَعِينَ قلت وَمَا عَلمته حدث (أَبُو بكر) بن المغلى وَالِد عبد الرَّحْمَن وَإِخْوَته مضى قَرِيبا فِي ابْن مَحْمُود بن ابراهيم 26 (أَبُو بكر) بن مُوسَى بن قَاسم الذويد مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بواسط من هدة بني جَابر وَحمل فَدفن بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد (أَبُو بكر) بن مُوسَى بن عِيسَى بن قُرَيْش الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ كتب بِبَعْض الاستدعاءات وَصَوَابه ابْن عَليّ بن مُوسَى مضى 263 (أَبُو بكر) بن نصر بن عمر بن هِلَال الشّرف الطَّائِي كَانَ يَسُوق نسبه لعَمْرو بن معدى كرب بن زيد الْخَيْر الحيشي الْحلَبِي البسطامي الشَّافِعِي الْمَاضِي حفيده أَبُو بكر بن مُحَمَّد وَابْنه وَيعرف بالحيشي ولد بقرية حيش من عمل حماة بِالْقربِ من المعرة وفارقها وَهُوَ ابْن عشر فَنزل المعرة واشتغل بهَا على شيوخها وَكَانَت لَهُ فِيهَا زَاوِيَة وَأَتْبَاع ثمَّ تحول مِنْهَا فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة إِلَى حلب فقطنها بدار الْقُرْآن العشائرية للخطيب الْعَلَاء بن عشائر حَتَّى مَاتَ وَمن شُيُوخه فِي التصوف الْجلَال عبد الله البسطامي وَمُحَمّد القرمي وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب بن الناصح فِي آخَرين أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم صاحبنا الْبُرْهَان القادري ومواخيه الزين قَاسم الحيشي وَكَانَ عَالما زاهدا ورعا متعبدا بالتلاوة والمطالعة مداوما على الطَّهَارَة الْكَامِلَة سليم الصَّدْر كَرِيمًا مَقْصُودا بالزيارة ذَا مُرُوءَة وتودد وَقيام بمصالح مَعَ جمال الصُّورَة وَحسن الشَّمَائِل وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد ووجاهته فِي ناحيته متزايدة وَأَتْبَاعه كَثِيرُونَ بِحَيْثُ كَانَ لَهُ فِي حلب ونواحيها خَمْسَة عشرَة زَاوِيَة مشحونة بالفقراء البسطامية بل انْتَهَت إِلَيْهِ سيادة البسطامية بالمملكة الشامية بِدُونِ مشارك أَخْبرنِي بأكثره وبأزيد مِنْهُ حفيده وَكتبه لي بِخَطِّهِ وَقَالَ لي إِن شَيْخه أَبَا ذَر قَالَ لَهُ إِن وَالِده قَالَ لَهُ لَازم صحبته تسعد فَإِن نظره مَا وَقع على أحد إِلَّا وأفلح وَمَا رَأَيْت فِي عصري نَظِيره وَمَا حصل لي الْخَيْر إِلَّا بِصُحْبَتِهِ قَالَ أَبُو ذَر وَمَا كَانَ أبي يبْدَأ فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ حَتَّى يَسْتَأْذِنهُ تبركا وَأول سنة قَرَأت أَنا الحَدِيث بِجَامِع حلب عرض لي فِي صوتي شَيْء بِحَيْثُ مَا كدت أنطق وَعجز
وَالِدي عَن مداواتي إِلَى أَن دخلت عَلَيْهِ يَوْمًا أطلب بركته فَوَجَدته يَأْكُل كشكا بِزَيْت فَأمرنِي بِالْأَكْلِ مَعَه فَلم تمكني مُخَالفَته فَكَانَ الشِّفَاء فِيهِ وأعلمت وَالِدي بذلك فَقَالَ أَو مَا علمت أَن طَعَامه شِفَاء وَالله مَا أَشك فِي كراماته وَلما ورد التقي الحصني حلب زَارَهُ فِي زاويته وَقَالَ مَا رَأَيْت مثله وَكَذَا قيل إِن شَيخنَا زَارَهُ وتأدب مَعَه جدا وَالْتمس دعاءه وَقَالَ ابْن الشماع طفت بِلَاد مصر وَالشَّام والحجاز فَمَا وَقع بَصرِي على نَظِيره وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه مَا رأى مثل نَفسه وَلم يزل على وجاهته حَتَّى مَاتَ بعد تعلله بالفالج مُدَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَقد قَارب التسعين رحمه الله ونفعنا بِهِ 264 (أَبُو بكر) بن الْوَجِيه الخواجا فَخر الدّين السكندري مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين أرخه ابْن فَهد وَلكنه لم يسمه وَكَانَ تَاجِرًا متمولا لَا يذكر بِغَيْر ذَلِك وَخلف أَوْلَاد أَرْبَعَة أَحْمد وَعلي وَبدر الدّين والمقبول وَهُوَ أَبُو بكر بن أَحْمد بن وجيه 265 (أَبُو بكر) بن وريور شيخ منية حلفا مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين (أَبُو بكر) بن أبي الوفا هُوَ ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد 266 (أَبُو بكر) بن يحيى بن مُحَمَّد بن يملول بلامين وَسَماهُ بَعضهم أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو يحيى أَمِير توزر حاصره صَاحب إفريقية أَبُو فَارس حَتَّى قبض عَلَيْهِ فصلبه حَتَّى مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَطوله المقريزي فِي عقوده وَنسبه أَبَا بكر بن يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يملول وكناه أَبَا يحيى بن الْأَمِير أبي زَكَرِيَّا صَاحب توزر يُقَال أَنهم من تنوخ وَقَالَ إِنَّه قتل بِالْحِجَارَةِ رجما فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وانقرضت بمهلكه دولة بني يملول وَكَانَ حسن السِّيرَة كثير الافضال فَسَاءَتْ سيرة وَلَده وَكَثُرت قبائحه وسفكه للدماء وَأَخذه الْأَمْوَال بِغَيْر حق فَلَا جرم أَن قطع الله دابره 267 (أَبُو بكر) بن يعزا بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتَانِيَّة وَالْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الزَّاي بعْدهَا ألف بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الحابري المغربي التاذلي نزيل مَكَّة ولد تَقْرِيبًا بتاذل من بِلَاد الْمغرب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقدم مَكَّة فِي سنة سِتّ أَو سبع وَسبعين وَحج وزار النَّبِي
وَبَيت الْمُقَدّس ثمَّ رَجَعَ لمَكَّة وقطنها حَتَّى مَاتَ لم يخرج عَنْهَا إِلَّا مرّة للزيارة النَّبَوِيَّة وخدم الشَّيْخ مُوسَى المراكشي فَعَادَت بركته عَلَيْهِ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة عَن اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين سنة وَدفن خلف ظهر شَيْخه ذكره ابْن فَهد نقلا عَن وَلَده الْجمال مُحَمَّد الْمَاضِي 26 {أَبُو بكر) بن يَعْقُوب بن عمر بن يَعْقُوب بن أويس الزين بن الخواجا
شرف الدّين الْكرْدِي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي سبط القَاضِي الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر الحلاوي الْمَاضِي وَأَبوهُ وَيعرف الْأَب بكرد وَهُوَ بسبط الحلاوي كَانَ من ذَوي الْيَسَار جدا ثمَّ أملق من مُدَّة متطاولة بِحَيْثُ صَار يتَرَدَّد لكثير من الْأَعْيَان مِمَّن كَانَ يعرفهُ كالشرف الْأنْصَارِيّ تعرضا لنائلهم فَلَمَّا أَخذ أمره مَعَهم فِي التناقص عدل إِلَى الإقبال على الْكِتَابَة بِخَطِّهِ الْجيد لأبناء الْغمر وَنَحْوه وَقصد من يرغب فِي اقتناء الدفاتر من المتمولين بذلك وَمَعَ هَذَا فَلم يزل فقره فِي ازدياد وتشكيه مستفيض بَين الْعباد إِلَى أَن مَاتَ بعد تعلله مُدَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن بحوش مَعْرُوف بهم بِالْقربِ من الرَّوْضَة خَارج بَاب النَّصْر وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ كثيرا بِسَبَب الِاسْتِعَارَة وَغَيرهَا رحمه الله وإيانا 269 (أَبُو بكر) بن يُوسُف بن خَالِد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد الشّرف بن قَاضِي الْقُضَاة الْجمال الربعِي الحسفاوي الْحلَبِي الشَّافِعِي عَم العزابي الْبَقَاء مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف قَاضِي الْقُضَاة ولد بعد سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَسمع الْبُرْهَان الْحلَبِي وَشَيخنَا والشهاب بن زين الدّين وَغَيرهم واشتغل قَلِيلا وناب فِي الْقَضَاء عَن الشهَاب الزُّهْرِيّ واستقل بسرمين نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة فَلَمَّا أُعِيد ابْن أَخِيه الْعِزّ لقَضَاء حلب أرسل إِلَيْهِ من الْقَاهِرَة يستخلفه وَمَات فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ 270 (أَبُو بكر) بن يُوسُف بن أبي الْفَتْح رَضِي الدّين الْعَدنِي الْخَطِيب وَيعرف بِابْن المستأذن قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اشْتغل بِبَلَدِهِ وَقَرَأَ على بعض مَشَايِخنَا وَدخل مصر مرَارًا وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس بِجَامِع عدن وينظم الشّعْر المقبول أَنْشدني من نظمه وَكَانَ بعض أَصْحَابنَا ينْسبهُ إِلَى المجازفة وَقَالَ فِي إنبائه حج كثيرا وَقدم الْقَاهِرَة وتعانى النّظر فِي الْأَدَب وَمهر فِي الْقرَاءَات وَتكلم على النَّاس وخطب وَلم ينجب سَمِعت من نظمه وَسمع مني كثيرا مَاتَ سنة سِتّ عشرَة وَقد جَازَ السّبْعين وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن علمائها وَقد دَخلهَا مرَارًا 27 (أَبُو بكر) بن زين الدّين بن إِسْحَاق بن عُثْمَان الْهَمدَانِي الْخياط مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد 27 (أَبُو بكر) بن أبي طَلْحَة يزِيد زكي الدّين الْمَيْدُومِيُّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ولي أَمَانَة الحكم بِمصْر الْقَدِيمَة مَعَ النِّيَابَة وَكَانَ بهج الرُّؤْيَة مَاتَ فِي سنة بضع وَثَمَانِينَ 273 (أَبُو بكر) بن الجندي الدِّمَشْقِي الساعاتي كَانَ عَارِفًا بِحِسَاب النُّجُوم مِمَّن أَخذ عَن ابْن القماح وَكَانَ ابْن القماح يقدمهُ على نَفسه مَاتَ فِي شعْبَان سنة
ثَلَاث ذكره شَيخنَا فِي إنبائه (أَبُو بكر) بن الحلاوي فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر 274 (أَبُو بكر) بن السماك الضَّرِير أحد فِرَاشِي الخزانة ووالد أَحْمد وَبدر الدّين من المثرين المتكرر سَفَره لمَكَّة وَرُبمَا جاور وَيذكر بِشدَّة فِي معاملاته مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ (أَبُو بكر) بن الشريف هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ مضى (أَبُو بكر) التقي الطرابلسي فِي ابْن إِسْمَاعِيل بن عمر 275 (أَبُو بكر) التقي الْمَقْدِسِي السَّاكِن فِي بَيت الْحَنْبَلِيّ بِمَكَّة مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَخمسين أرخه ابْن فَهد 276 (أَبُو بكر) التقي الْمَالِكِي الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن أبي أصيبعة مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين بِدِمَشْق وَكَانَت عِنْده فَضِيلَة بِحَيْثُ عرضت عَلَيْهِ نِيَابَة الحكم فأباها وَاقْتصر على التكسب بِالتِّجَارَة رحمه الله (أَبُو بكر) الزكي الْمقري هُوَ ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد مضى 277 (أَبُو بكر) الزين الأنبابي الشَّافِعِي أحد نواب الحكم أَخذ عَن الْعَلَاء الأقفهسي وَابْن الْعِمَاد والبلقيني وَغَيرهم وَكَانَ كثير الِاشْتِغَال خيرا مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ذكره شَيخنَا فِي انبائه 27 {أَبُو بكر) الزين البابا وَيعرف بالحبيشي أحد أَصْحَاب البلالي والصفي وَأبي بكر الحبيشي المجذوب وَمن يذكر بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين (أَبُو بكر) الزين البوتيجي كَذَا سَمَّاهُ بعض المهملين وَصَوَابه عبد الرَّحْمَن بن عنبر مضى 279 (أَبُو بكر) الزين السمنودي ثمَّ القاهري التَّاجِر الخواجا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها أرخه ابْن فَهد 280 (أَبُو بكر) الزين شحنة جَامع المغاربة وَيعرف بالكاشور مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سلخ رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين 28 (ابو بكر) الزين الشنواني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَهُوَ ابْن أَحْمد بن أبي بكر الْخَطِيب بِجَامِع ابْن ميالة بَين السورين كَانَ إنْسَانا صَالحا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس مَعَ التقلل والقناعة والاستحضار مِمَّن أَخذ عَن الأبناسي الْكَبِير الْفِقْه وَعَن غَيره وَلم نقف لَهُ على سَماع مَعَ أَنه قد جَازَ التسعين وَقد جلس مَعَ الشُّهُود قَلِيلا ثمَّ ترك وَسمعت خطابته وَكنت أستأنس بِرُؤْيَتِهِ وزرته مرّة ودعالي وَكَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ رحمه الله وإيانا 28 (أَبُو بكر) الأخميمي وَيعرف بِأبي الْحلق شيخ صَالح مُعْتَقد مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بالبيمارستان المنصوري وَدفن بتربة الجعبري ظَاهر بَاب النَّصْر (ابو بكر) بواب سعيد السُّعَدَاء مضى فِي ابْن عَليّ بن عَليّ بن حُسَيْن
283 -
(أَبُو بكر) التبريزي الشَّافِعِي فَاضل لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ عَليّ دروسا من تقريب النَّوَوِيّ وألفية الْعِرَاقِيّ والنخبة وَسمع على أَشْيَاء وَهُوَ فَاضل فهم لكنه غير مجيد للسان الْعَرَبِيّ فَكنت أتكلف لَهُ 284 (أَبُو بكر) الْحُسَيْنِي سكنا ثمَّ البولاقي أحد المعتقدين ذكره شَيخنَا فِي انبائه فَقَالَ أَبُو بكر الْمُقِيم ببولاق أحد من كَانَ يعْتَقد كَانَ مُقيما بالحسينية ظَاهر الْقَاهِرَة ثمَّ تحول إِلَى بولاق وبنيت لَهُ زَاوِيَة فاتفق أَنه أَمر بِأَن يَبْنِي لَهُ بهَا قبر فَبنى فَلَمَّا انْتَهَت عِمَارَته ضعف فَمَاتَ فَدفن فِيهِ وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وتحكى عَنهُ كرامات ومكاشفات وَكَانَ فِي الْغَالِب كَأَنَّهُ ثمل (أَبُو بكر) الْحِجَازِي الْفَقِيه فِي ابْن قَاسم بن عبد الْمُعْطِي (أَبُو بكر) الْحلَبِي نزيل بَيت الْمُقَدّس فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله 285 (أَبُو بكر) الخطيري الْمصْرِيّ وَيعرف بِغُلَام أم سُلَيْمَان ولاه القَاضِي أَبُو الْفضل النويري الْأَذَان بمنارة بَاب بني شيبَة عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَمَا علمت أهوَ من شرطنا أم لَا (أَبُو بكر) الخوافي هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ (ابو بكر) الداديخي أحد الْفُضَلَاء مَاتَ سنة ثَلَاث وَقد مضى فِي (ابو بكر) الدفدوسي شيخ مُعْتَقد (أَبُو بكر) الساسي فِي ابْن رَجَب 286 (أَبُو بكر) الساعاتي ابْن الجبرتي مَاتَ سنة ثَلَاث 287 (أَبُو بكر) الشحري التَّاجِر مِمَّن تردد إِلَى الْهِنْد وَكَانَ زوجا لأم أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ المرشدي بِحَيْثُ رباه وَكَانَ فِي كفَالَته وَأَنْشَأَ سَبِيلا فِي بَيته بمنى سنة خمسين وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سبعين 28 {أَبُو بكر) الضبع نَاب فِي الْحِسْبَة بِمَكَّة وقتا مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين أرخهما ابْن فَهد (أَبُو بكر) الطلوني الضَّرِير فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله 289 (أَبُو بكر) العجمي الفرضي نزيل مَكَّة مَاتَ ببيمارستانها فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَدفن بالشبيكة أرخه ابْن فَهد وَقَالَ إِنَّه كَانَ عَارِفًا بفرائض الْحَاوِي الصَّغِير معرفَة حَسَنَة ويقرئها 290 (أَبُو بكر) العجمي بواب بَاب جِيَاد الصَّغِير مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد (أَبُو بكر) القليوبي ثمَّ القاهري الزيات وَالِد أبي الْخَيْر المخبزي فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن طَاهِر (أَبُو بكر) اللوبياني فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن رحال بن مَنْصُور 29 (أَبُو بكر) المصارع وَيعرف أَيْضا بالشاطر وبابن الإِمَام لكَون وَالِده