الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة رقم (8):
سبب نزول قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} ومعناها
.
ذكر ابن الجوزي في تفسيره في سبب نزول قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} خمسة أقوال:
الأول: حين دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الكافرين عقب أحد.
الثاني: لما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً من المنافقين.
الثالث: عندما همّ النبي صلى الله عليه وسلم بسبّ الذين انهزموا يوم أحد.
الرابع: بعدما دعا النبي صلى الله عليه وسلم على قتلة السبعين قارئاً في بئر معونة.
الخامس: لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حمزة ممثلاً به فقال: ((لأمثلنّ بكذا وكذا منهم
…
)).
قلت: وثمة سبب سادس ذكره أهل العلم: أنها نزلت لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من قريش بأسمائهم، وقد سبق الحديث قبل قليل.
ولم يصح من هذه الأسباب إلا الأول والسادس: أي حين دعا على الكفار عقب أحد، وحين دعا على أعيان من قريش بأسمائهم، وما عداهما فإما روايات ضعيفة، وإما مجرد أقاويل.
وقد صح في السببين المذكورين أحاديث كثيرة منها:
فعن أنس رضي الله عنه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، وشج وجهه، حتى سال الدم على وجهه صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم:((كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم، وهو يدعوهم إلى ربهم)).
فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}
[أخرجه أحمد (3/ 99) ومسلم (1791) والترمذي (3002) وغيرهم].
السبب الثاني: ما ذكره ابن عمر في حديثه المذكور في أول الباب.
ومن هاتين الروايتين يتبين أن الآية نزلت في الأمرين جميعاً.
في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لن يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم)).
وفي لعنه صلى الله عليه وسلم في قنوته أعياناً من قريش.
لأن اللعن إنما حصل عقب أحد، فكأنهما حادثة واحدة.
وكذا قال الحافظ في الفتح (8 - 227) وغيره.