الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ فَقَامَ، وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهْوَ جَالِسٌ.
باب التشهد في الآخرة
.
797 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ
ــ
محمول على بيان الجواز لامة (باب التشهد في الأولى) قوله (بكر) اى ابن مضر و (جعفر بن ربيعة) بفتح الراء و (الأعرج) هو ابن هرمز و (عبد الله بن مالك ابن بحينة) منسوب إلى أبيه وأمه تقدموا في باب يبدي ضبعيه مع بيان أن الألف من ابن بحينة ينبغي أن لا تسقط في الكتابة. قوله (جلوس) أي جلسة النشيد الأول. فان قلت ما الفرق بين ترجمة هذا الباب وترجمة الباب السابق. قلت الأول بيان عدم وجوب التشهد الأول والثانية في بيان شرعية التشهد في الجلسة الأولى (باب التشهد في الآخرة) أي في الجلسة الآخرة وسمي الذكر المخصوص تشهدا لاشتماله على كلمة الشهادة. قوله (شفيق) بفتح المعجمة وبالقافين (ابن سلمة) بفتح اللام المكنّى بأبي وائل في باب حرف المؤمر في كتاب الإيمان و (جبريل) فيه سبع لغات بوزن قفشليل وبحذف الباء وبحذف الهمزة وبوزن قنديل وبهمزة ولام مشددة وبوزن جبراعيل وجبراغل ومنع الصرف فيه للتعريف ووالعجمة و (ميكائيل) فيه خمس لغات وزن قنطار وميكاعل وميكاعيل وميكعل وميكعيل. قوله (إن الله) هو السلام. فان قلت هذا انما يصح ردا عليهم لو قالوا السلام على الله. قلت هذا الحديث مختصر مما سيأتي في باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد. وقال فيه قلنا السلام على الله. فقال لا تقولوا على الله فان الله هو السلام وحاصله إن النبي صلى الله عليه
فَلْيَقُلِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ
ــ
وسلم أنكر التسليم على الله وعليهم إن ما يقولون عكس ما يجب أن يقال فان كل سلامة ورحمة له ومنه وهو مالكها ومعطيها. الخطابي: المراد أن الله هو ذو السلام فلا يقولوا السلام على الله فان السلام منه بدأ واليه يعودو مرجع الأمر في إضافة السلام إليه أنه ذو السلام من كل نقص وآفة وعيب ويحتمل أن يكون مرجعها إلى حفظ العبد فيما يطلبه من السلامة عن الآفات والمهالك. النووي: معناه أن السلام اسم من أسماء الله تعالى يعني السالم من النقائص وقيل المسلم أولياءه وقيل المسلم عليهم وقال السلام اسم من أسماء الله تعالى يعني السالم من النقائص وقيل المسلم أولياءه وقيل المسلم عليهم وقال لفظ فليقل فيه أن التحيات واجبة لأن الأمر للوجوب. وقال الشافعي التشهد الأول سنة والأخير واجب وأبو حنيفة ومالك هما سنتان ليسا بواجبين وأحمد هما واجبان وفي رواية الأول واجب والثاني فرض. قال وقد وافق من لم يوجب التشهد على وجوب القعود بقدره في آخر الصلاة. التيمي قال مالك والكوفيون ليس كل أمره عليه السلام على الوجوب لأن التسبيح في الركوع والسجود ليس بواجب وقد أمر عليه السلام به قال حين نزلت {فسبح باسم ربك العظيم} اجعلوها في ركوعكم وحين نزلت {سبح اسم ربك الأعلى} اجعلوها في سجودكم وقد يأمر بالسنن كما يأمر بالفرائض فان قيل الجلسة الأخيرة فريضة فكذلك ذكرها أي التحيات. قلنا إنما هي للسلام لا للذكر. أقول الأمر حقيقة للوجوب فلا بد من حمله عليها إلا إذا دل دليل على خلافه كما في مسئلة التسبيح إذ لولا الإجماع على عدم وجوبه لحملناه على الوجوب ثم انا قولكم إنما هي للسلام ممنوع ولهذا أوجبتم القعود بقدر قراءة التحيات ولولا انه لها لما احتاج إلى هذا القدر بل يكفى لحظة واحدة. قال صاحب الهداية القعدة الأخيرة مقدار التشهد فرض وأما قراءة التشهد فيها والقعدة الأولى فواجبتان. وقال في موضع آخر القعدتان والقراءة فيهما كل ذلك واجب. قوله (التحيات) الخطابي: هي كلمات مخصوصة كانت العرب تحي بها الملوك نحو قولهم أبيت اللعن وقولهم أنعم صباحا. وقول العجم زهى هزا رسال أي عشرة آلاف سنة ونحوه من عاناتهم في تحيات الملوك عند الملاقاة وهذه الألفاظ لا يصلح شئ منها للثناء على الله تعالى فتركت أعيان تلك الألفاظ واستعمل منها معنى التعظيم فقيل قولوا التحيات لله أي أنواع التعظيم له كما يستحقه. وقال النضر بن شميل معناها البقاء. ويقال حياك الله أي أبقاك الله وقال أبو عبيدة معناها الملك وقال الصلوات الأدعية والطيبات ما طاب من الكلام وحسن منه فصلح أن يثنى به على الله تعالى دون الكلمات التي لا تليق بصفاته مما يحيون بما فيما بينهم وقال بعضهم الطيبات الأعمال الزاكية. قال النووي: التحية الملك وقيل البقاء وقيل العظمة وقيل
اللهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ
ــ
الحياة وجمع لأن الملوك كان كل واحد منهم يحييه أصحابه بتحية مخصوصة فقيل جميع تحياتهم لله سبحانه وهو المستحق لذلك حقيقة والصلوات هي الصلوات المعروفة أي الخمسة وغيرها وقيل الدعوات وقيل الرحمة أي الله تعالى المتفضل بها و {الطيبات} أي الكلمات الطيبات ومعناه أن التحيات وما بعدها مستحقة لله تعالى لا تصلح حقيقتها لغيره. قال وحديث ابن عباس التحيات المباركات الصلوات الطيبات تقديره والمباركات والصلوات والطيبات كما في حديث ابن مسعود وحذفت الواو اختصارا وهو جائز معروف في اللغة. قال واتفق العلماء على صحة الصلاة والجواز بها لكن اختلفوا في الأفضل منهما فذهب الشافعي إلى أن تشهد ابن عباس أفضل لزيادة لفضة المباركات فيه وهي مرافقة لقول الله تعالى {تحية من عند الله مباركة طيبة} وقال أبو حنيفة وأحمد تشهد ابن مسعود أفضل لأنه عند المحدثين أشد صحة وإن كان الجميع صحيحا وقال مالك تشهد عمر بن الخطاب الموقوف عليه أفضل لأنه عليه الناس على المنبر ولم ينازعه أحد فدل على تفضيله وهو التحيات لله الزكيات لله الطيبات الصلوات لله. القاضي البيضاوي: والصلوات والطيبات بحرف العطف يحتمل أن يكونا معطوفين على التحيات وأن، يكون الصلوات مبتدأ وخبره محذوف يدل عليه عليك والطيبات معطوفة عليها والواو الأولى لعطف الجملة على الجملة والثانية لعطف المفرد على الفرد وفي حديث ابن عباس لم يذكر العاطف أصلا وزاد المباركات وأخر لله فتكون صفات قال واختاره الشافعي لأنه افقه. قوله {السلام عليك} قيل معناه التعوذ بالله فان السلام اسم من أسمائه تعالى تقديره الله عليك أي حفيظ كما يقال الله معك أي بالحفظ وقيل السلام بمعنى السلامة كالمذاذ واللذاذة أي السلامة والنجاة لك. النووي: يجوز فيه حذف الألف واللام ولا خلاف في جواز الأمرين هنا ولكن المعرف أفضل وأما سلام التحلل فمنهم من جوز الأمرين ومنهم من اوجب التعريف وهو الأصح عند الجمهور لأنه لم يقل إلاّ معرّفا ولأنه تقدم ذكره في التشهد فينبغي أن يعرف ليعود إلى السابق الطيبي: التعريف إما للعهد التقديري أي ذلك السلام الذي وجه إلى الأنبياء المتقدمة موجه أليك أيها النبي والسلام الذي وجه إلى الأمم السالفة من الصلحاء علينا وعلى إخواننا وإما للجنس أي حقيقة السلام الذي قول الله تعالى وسلام على عبادة الذين اصطفى. فان قلت هلا جئ بلفظ الغيبة وهي الظاهرة سياقا للنقل من تحية الله إلى تحية النبي صلى الله عليه وسلم فيقول سلام عليه قلت نحن نتبع قول الرسول