الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَظَنَّ أَنَّهُ يُرِيدُ الْخُرُوجَ وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِمْ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ فَأَرْخَى السِّتْرَ وَتُوُفِّيَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ
باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر فيها وما يخافت
.
724 -
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ ، رضي الله عنه ، فَعَزَلَهُ ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا، فَشَكَوْا، حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ
ــ
السببية أي نكص بسبب ظنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريد الخروج إلى المسجد و (هم) أي قصد و (يفتتنوا) أي يقعوا في الفتنة أي في فساد صلاتهم وذهابها فرحا بصحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسرورا برؤيته وفيه دليل أنهم التفتوا إليه حين كشف الستر لأنه أشار إليهم فقال لولا التفاتهم اليه ما راوا اشارته وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفرح باجتماع المؤمنين في الطاعات وأن وفاته كان ف آخر اليوم (باب وجوب القراءة للامام) قوله (يخافت) بلفظ المجهول من المخافتة وهي أسرار المنطق او خفت الصوت سكوته (وعبدالملك ن عمير) مر في اب أهل الفضل أحق بالامامة و (جابر بن سمرة) بفتح المهملة وضم الميم والحجازيون يسكنون الميم تخفيفا كما يقال عضد ف عضد وهو أبوه صحابيان روي له مائة حديث وستة وأربعون حديث للبخاري منها حديثان وو ابن أخت سعد بن ابي وقاص مات سنة ستة وستين قوله (سعدا) أي ابن مالك المكنى بأبي وقاص الصحابي المشهور أحد العشرة فيباب إذا لم يكن الإسلام في الحقيقة و (عمار) بفتح) المهملة وشدة الميم ابن ياسر في باب السلام من الاسلام قوله فشكوا يعني سعدا و (أبا اسحق) كنيته و (هؤلاء) أهل الكوفة البلد المعروف لاستدارتها تقول العرب للرمل المستدير كوفا وقيل لأن ترابها
لَا تُحْسِنُ تُصَلِّي؟ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا وَاللهِ ، فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا أَخْرِمُ عَنْهَا، أُصَلِّي صَلَاةَ الْعِشَاءِ، فَأَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ، وَأُخِفُّ فِي الأُخْرَيَيْنِ، قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، فَأَرْسَلَ مَعَهُ ، رَجُلاً، أَوْ رِجَالاً ، إِلَى الْكُوفَةِ، فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ، وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلَاّ سَأَلَ عَنْهُ، وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، يُقَالُ لَهُ: أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ ، يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ، قَالَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا ، فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لَا يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ، وَلَا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ ، قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللهِ
ــ
يخالط حصا وكل ماكان كذلك سمي كوفا قوله (أما أنا) فان قلت أما التفصيل ولابد مكن قسيم فأين هو قلت مقدر كأنه قال أما هم فقالوا أما أنا فأنا أقول كنت كذا فان قلت القياس يقتضي تاخير لفظ والله عن الفاء قلت ماهو في وحدها يجوز تقديم بعضها عن الفاء والقسم ليس أجنبيا فان قلت ماهو جواب القسم قلت محذوف و (فأنى كنت) يدل عليه قوله (صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي صلاة مثل صلاته وما أخرم بفتح الهمزة وكون المععجمة وكسر الراء أي ما أنقص وما أقطع فان قلت لما خصص صلاة العشاء بالذكر من بين الصلوات قلت لعلهم شكرا منه في هذة الصلاة بسببها أو أنه لما لم يهمل شيئا من هذه التي وقتها وقت الاستراحة ففي غيرها بالطريق الأولى قوله (اركد) بضم الكاف أي اسكن وامكث فيهما بان اطولهما و (أخف) بضم الهمزة وفي بعضها وأخفف (ذاك الظن) مبتدأ وخبر و (بك) متعلق بالظن وهذا الذي تقوله هو الظن بك فان قلت سعد إما أنه غائب فكيف خاطبه بذاك واما انه حاضر فكيف قال فارسل اليه قلت كان غائبا أولا ثم حضر قوله (عبس) بفتح المملة وسكون الموحدة وبالمهملة واسامة بضم الهمزة ابن قتادة بفتح القاف وبالمثناة الفوقانية و (سعد) بفتح السين من السعادة قوله (اما اذ نشدتنا) يقال نشدتك الله أي سألتك بالله وقسيم اما محذوف أي اما غيري فاتوني عليه وأما نحن حين سألتنا
لأَدْعُوَنَّ بِثَلَاثٍ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا، قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً ، فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ، وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصَابَتْني دَعْوَةُ سَعْدٍ ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الْكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ.
725 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ
ــ
فنقول كذا والباء في (بالسرية) للمصاحبة وهي بتخفيف الراء قطعة من الجميش والقضية هي القضاء عأي حكم قوله (لأدعون عليك) أي بثلاث دعوات و (سمعة) بضم السين يقال فعله رياء وسمعة أي ليراه الناس ويسمعونه و (عرضه) أي جعله عرضة للفتن أو ادخله في معرضها أو اظهر هبها فان قلت الدعاء بطول العمر دعاء له لادعاء عليه قلت طوله في الغاية بحيث يرتد الى أسفل سافلين ويصير الى ارذل العمر وتضعف القوى ونتكس في الخلق محنة لا نعمة أو المراد طوله مع طول الفقر فان قلت كيف جاز لسعدان ان يدعو على أخيه المسلم وان جاز فم لم يكتف بدعوة واحدة. قلت جاز لأنه كان مظلوما بالإفتراء وأما التثليث فلأنه أيضا ثلث في نفي الفضائل عنه سيما الثلاث التي هي أصل الفضائل وأمهات الكمالات يعني الشجاعة التي هي كمال القوة الغضبية حيث قال لا يسير والعفة التي هي كمال القوة الشهوانية حيث قال لا يقسم والحكمة التي هي كمال القوة العقلية حيث قال لا يعدل وراعي أمرا آخر في الدعاء وهو أنه قابل كل ما نسب اليه التقصير مما يتعلق بالنفس والمال والدين ممثله فدعا عليه بما يتعلق بالنفس وهو طول العمر والمال وهو الفقر والدين والوقوع في الفتن قوله (كان) أي أسامة بعد ذلك إذا سئل عن حال نفسه يقول أنا شيخ كبير وهو إشارة إلى الدعوة الأولى ومفتون إلى الدعوة الثالثة وأما لفظ أصابتني دعوة سعد فهو بمقتضى عمومه دل على طول الفقر قوله (يغمزهن) أي يعصر أعضاءهن بالأصابع وفيه إشارة أيضا إلى الفتنة وإلى الفقر أيضا ذ لو كان غنيا لما احاج إلى لمز الجواري في الطريق. فان قلت ما وجه تعلقه بالترجمة قلت وجهه أن ركود الإمام يدل على قراءته عادة فهو دال على بعض الترجمة ولا خلاف في وجوب الفاتحة إنما خلاف في فرضيتها وان اراد البخاري من القراءة قراءة صورة غير الفاتحة فالركود لابد على وجوبها الا أن يقال فعله في الصلاة دليل على الوجوب ما لم يعارضه ما يدل على أنه ندب
ابْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
726 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ
ــ
لقوله صلوا كما رأيتموني أصلي وان أراد أعم منها فهي واجبة على الامام بالاجماع الخطابي: المختار هو تطويل احدى الركعتين الوليين من الرباعية والحذف من الأخرى وتخفيف الأخريين وكذلك هو في إحدى ركعتي الفجر والمغرب وذهب بعضهم الى التسوية في الأوليين في الطول والأخريين في القصر. التيمي: قال أبوحنيفة: الواجب من القراءة ما تناوله اسم القرآن وذلك ثلاث آيات قصار أو آية طويلة وقال الأئمة الثلاثة فاتحة الكتاب واجبة وقال الشافعي سواء صلاها منفردا أو إماما أو مأموما فيما يجهر به الامام أو يسر واليه أشار البخاري في الترجمة وقال قوم من صلى خلف الامام وجهر فيه الامام وهو يسمع قراءته فانه لا يقرأ لوله تعالى ((وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له)) وقال الكوفيون المأموم لا يقرأ لا فيما جهر به ولا فيم أسر. وقال أبو حنيفة القراءة واجبة في ركعتين من المغرب والرباعيات وليست واجبة في الثالثة والرابعة إذ لو كانت واجبة فيهما لكان عليه أن يجمع بين الفاتحة وسورة معها كالأوليين. وأما حديث سعد فوجهه أنه لما قال أركد فيهما علم أنه أراد أطيل القراءة فيهما وأقصر في الأخريين لأنه لا خلاف في وجوب القراءة في الأوليين. قال وفيه من سعى من الولاة يسأل عنه الامام في موضع عمله أهل الفضل منهم لأن عمر كان يسأل عنه في المساجد أهل ملازمة الصلاة فيها وفيه أن الوالي إذا شكى منه يعزل إذا رأى الامام صلاحا وان كذب عليه في الشكاية لئلا يبقى عليهم أمير وفيهم من يكرهه لأنه ربما أدى ذلك الى ما تسوء عاقبته وقول عمر ذاك الظن بك يدل على أنه لم يقبل الشكاية وقد صرح بذلك حين قال اني لم أعزله عن عجز ولا خيانة. أقول وفيه خطاب الرجل بكنيته ومدحه في وجهه إذا لم يخف عنه فتنة بعجاب ونحوه. قوله (محمد بن الربيع) بفتح الراء ختن عبادة مر في باب متى يصح سماع الصغير في كتاب العلم و (عبادة) بضم المهملة وخفة الموحدة في باب علامة الإيمان حب الانصار قوله (بفاتحة الكتاب) سميت فاتحة لأنها فتح بها كتاب الله تعالى ويفتتح بها الصلاة وعدى القراءة بالباء وهي متعدية بنفسها على معنى لم يبدأ القراءة بها وهو نحو فلان يعطي ويمنع
قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ وَقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ
ــ
أي لا صلاة لمن لم يوجد القراءة باستعانة قراءة الفاتحة وفيه دليل على أن قراءة الفاتحة واجبة على الامام والمأموم والمنفرد في الصلوات كلها فهو صريح في دلالته على جميع أجزاء الترجمة. فان قلت هذا لا يدل على الوجوب لاحتمال أن يراد لا كمال للصلاة أو لا فضيلة له إلا بها. قلت الذات غير منتفية بالاتفاق فلابد من تقدير فالحمل على نفي الصحة أولى من نفي الكمال ونحوه لأنه أشبه بنفي الشيء نفسه لأن ما لايكون صحيحا هو إلى العدم أقرب مما لا يكون كاملا ولأن اللفظ يدل بالتصريح على نفي الذات وبالتبع على نفي جميع الصفات فلما منع الدليل دلالته على نفي الذات تعين حمله على نفي جميع الصفات. قوله (محمد بن بشار) بفتح الموحدة وشدة المنقطة مر في باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم في كتاب العلم و (-ي) أي القطان. قال الدارقطني خالف يحي فه جميع أصحاب عبد الله لأن كلهم رووه عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة ولم ذكر أباه وقال أيضا يحي حافظ يعني فيعتمد ما رواه فالحديث صحيح لا علة فه: قوله (فصلى) أي الصلاة وليس المراد فصلى على النبي صلى الله عليه وسلم الخطابي: فيه وجوب التكبير لأنه أمر به والأمر للوجوب وفيه دلل على أن عليه أن يقرأ في كل ركعة كما أن عليه أن يركع ويسجد في كل ركعة لأنه قال ثم أفعل ذلك في صلاتك كلها ومعنى (ما تيسر) أي الفاتحة فان بيان النبي صلى الله عليه وسلم قد عين ما لا تجزئ الصلاة إلا به من القرآن حث قال لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب التيمي: هو مجمل وحديث عبادة مفسر والمفسر قاض على المجمل النووي: أما حديث اقرأ ما تيسر فمجمول على الفاتحة فانها متيسرة قال تعالى ((ولقد يسرنا القرآن للذكر)) أو على ما زاد على الفاتحة بعدها أو على من عجز عن الفاتحة فان قيل لم يذكر فيه كل الواجبات كالسجدة الثانية والنية والقعود في التشهد الأخير والترتيب فالجواب أنها كانت معلومة عند السائل فلم يحتج إلى بيانها وفيه اجاب الاعتدال والجلوس بين السجدتين والطمأنينة في الركوع والسجود ولم يوجبها أبو حنيفة والحديث حجة عليه وليس عنه جواب صحيح وفيه أأن المفتي رأف بالمستفتي