الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
باب الدعاء قبل السلام
.
798 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ
ــ
صلى الله عليه وسلم بعينه حين علم الحاضرين من الصحابة كيفية التسليم عليه. قوله {الصالحين} العبد الصالح هو القائم بحقوق الله وحقوق العباد وهذا تعميم بعد تخصيص {وقلتموها} أي هذه الكلمة وفيه دليل على أن الجمع المحلي بالام يفيد الاستغراق ولا يقال انه جمع القلة فلا يزيد على العشرة لأن القلة والكثرة إنما يعتبران في النكرات لا في المعارف. قوله {اشهد أن محمدا} قالوا يقال رجل محمد إذا كثرت خصاله الحميدة قال ابن فارس وبذلك سمي نبينا صلى الله عليه وسلم محمدا يعني لعلم الله بكثرة فضائله المحمودة ألهم تسميته بذلك. قوله {رسوله} قال صاحب تعليقه الحاوي: لو قال إن محمدا رسوله بطلت صلاته يعني لابد من قول رسول الله بدون الضمير وهو سهو منه إذ لا خلاف في تأدي الفرض بكل من تشهّدي ابن عباس وابن مسعود وإنما الخلاف في الأفضل. اعلم أنهم كانوا يسلمون على الله أولا ثم على أشخاص معينين فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بكيفية الثناء على الله تعالى ثم أعلمهم أن الدعاء للمؤمنين ينبغي أن يكون شاملا لهم فأمرهم بإفراد صلوات الله عليه بالذكر لشرفه ومزيد حقه عليهم وتخصيص أنفسهم فان الاهتمام بها أهم ثم أتبعه بشهادة التوحيد لله تعالى والرسالة لنبي الله صلى الله عليه وسلم لأنها منبع الخيرات وأساس الكمالات ثم عقبه بالصلوات عليه ليجمع له الفضيلتين الصلاة والسلام {باب الدعاء قبل السلام} . قوله {المسيح} سمي ب هاما لأن إحدى عينيه ممسوحة فهو فعيل بمعنى المفعول وإما لأنه يمسح الأرض أي يقطعها في أيام معدودة فهو بمعنى الفاعل
بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَاثَمِ وَالْمَغْرَمِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ.
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِيذُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
799 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ
ــ
ووصف بالدجال ليمتاز عن المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام وسمي دجالا لكثرة خلطه الباطل بالحق و (المحيا) مفعل من الحياة و (الممات) مفعل من الموت قيل أراد بفتنة المحيا الابتلاء مع زوال الصبر وترك متابعة طريق الهدى وبفتنة الممات سؤال منكر ونكير مع الحيرة وما في القبر من الأهوال والشدائد وهذا من باب ذكر العام بعد الخاص على سبيل اللف والنشر الغير المرتب لأن عذاب القبر داخل تحت فتنة الممات وفتنة الدجال تحت فتنة المحيا. قال القاضي عياض استعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور التي قد عصم منها إنما هو ليلتزم خوف الله جلت عظمته والافتقار إليه ولتقتدي به الأمة وليبين لهم صفة الدعاء. قوله (المأتم) أي الأمر الذي يأثم به الإنسان أو هو الإثم نفسه (والمغرم) أي الدين الذي استدين فيما يكرهه الله تعالى أو فيما يجوز ثم عجز عن أدائه وأما الدين المحتاج إليه وهو قادر على الأداء فلا استعاذة منه والأول إشارة إلى حق الله تعالى والثاني إلى حق العباد. قوله (ما أكثر) فعل تعجب و (ما تستعيذ) في محل النصب و (حدث) جزاء الشرط و (كذب) عطف عليه و (وعد) عطف على حدث. فان قلت الحديث يدل على أن الدعاء كان في الصلاة فكيف يدل على الترجمة وهو أنه قبل السلام. قلت من حيث أن لكل مقام ذكرا مخصوصا فتعين أن يكون مقامه بعد الفراغ عن الكل وهو آخر الصلاة أو علم من مثل الحديث الذي في الباب بعده وفيه إثبات عذاب القبر وخروج الدجال وإفتانه. قوله (أبو الخير) هو مرثد بالميم والمثلثة المفتوحتين تقدم في باب إطعام الطعام