الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله عَلَيهِ وسَلمَ قَالَ: إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا.
بابُ مَنْ جَلَسَ فِي المَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ وَفَضْلِ المَسَاجِدِ
.
630 -
حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: المَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَاّهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، لَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَاّ الصَّلَاةُ.
631 -
حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
ــ
بضم الزاي تقدم في باب الجنب يخرج ويمشي في السوق و (مالك بن الحويرث) في باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس في كتاب العلم ومعنى الحديث في باب الأذان للمسافر. قوله (أكبركما) أي بحسب العلم وأسنكما وذلك عند استوائهما في سائر الفضائل وفيه أن الجماعة تصح بإمام ومأموم واحد وفيه تقديم الصلاة في أول الوقت (باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة) قوله (اللهم اغفر) إما بيان لقوله تصلي ولفظ تقول مقدر أي تقول اللهم وإما حال وقائلين مقدر و (ما كانت) ما للمدة أي مدة كون الصلاة حابسة له (في مصلاه) أي منتصر الصلاة كأنه في الصلاة وذلك في وصول الثواب إليه لا في سائر أحكام الصلاة وتقدمت مباحث الحديث في باب الصلاة في مسجد السوق. قوله (محمد بن بشار) بفتح الموحدة وبإعجام الشين مر في باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم في كتاب العلم و (يحيى) أي ابن سعيد القطان و (عبيد الله) أي العمري و (خبيب) بضم المعجمة وفتح الموحدة وسكون التحتانية و (حفص) بالحاء والصاد المهملتين تقدموا. قوله (في ظله) إضافة الظل إلى الله إضافة تشريف
قَالَ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَاّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ
ــ
وكل ظل فهو لله وملكه وأما الظل الحقيقي فهو منزه عنه لأنه من خواص الأجسام أو ثمة محذوف أي ظل عرشه والمراد من لا ظل إلا ظله يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين ودنت منهم الشمس واشتد عليهم حرها وأخذهم العرق ولا ظل لشئ هناك إلا للعرش وقيل المقصود من الظل هنا الكرامة والكنف من المكاره في ذلك الموقف يقال فلان في ظل فلان أي في كنفه وحمايته. قوله (الإمام العادل) أي الواضع كل شئ في موضعه وقيل المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط سواء كان في العقائد أو في الأعمال أو في الأخلاق وقيل الجامع بين أمهات كمالات الإنسان الثلاث وهي: الحكمة والشجاعة والعفة التي هي أوساط القوى الثلاث أعني القوة العقلية والغضبية والشهوانية وقيل المطيع لأحكام الله تعالى وقيل المراعي لحقوق الرعية وهو عام في كل من إليه نظر في شئ من أمور المسلمين من الولاة والحكام وقدم على إخوته الستة لكثرة مصالحه وعموم نفعه. قوله (شاب) لم يقل بدله رجل لأن العبادة في الشباب أشد وأشق لكثرة الدواعي وغلبة الشهوات وقوة البواعث على متابعة الهوى. قوله (في المساجد) أي بالمساجد وحروف الجر بعضها يقوم مقام البعض ومعناه شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها. قوله (في الله) أي لا في غرض دنيوي وكلمة قد تجئ للسببية كما ورد في الحديث في النفس المؤمنة مائة إبل أي بسبب قتل النفس المؤمنة (وعليه) أي على حب الله يعني كان سبب اجتماعهما حب الله واستمرا عليه حتى تفرقا من مجلسهما فإن قلت التفاعل هو لإظهار أن أصل الفعل حاصل له وهو صنف ولا يريد حصوله نحو تجاهلت. قلت قد يجئ لغير ذلك نحو باعدته فتباعد. قوله (طلبته) أي إلى الزنى بها و (ذات منصب) أي الحسب والنسب الشريف وخصها بالذكر لكثرة الرغبة فيها وعسر حصولها لا سيما وهي طالبة لذلك قد أغنت عن مراودة ونحوها فالصبر عنها لخوف الله تعالى من أكمل المراتب وأعظم الطاعات. قوله
خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ.
632 -
حَدَّثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: هَلِ اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أَخَّرَ لَيْلَةً صَلَاةَ العِشَاءِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ بَعْدَ مَا صَلَّى، فَقَالَ: صَلَّى النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَلَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ.
ــ
(أخفى) بلفظ الماضي وهي جملة بتقدير قد ويلفظ المصدر أي مخفياً و (لا يعلم) بالرفع نحو مرض حتى لا يرجونه وبالنصب نحو سرت حتى مغيب الشمس قالوا ذكر اليمين والشمال مبالغة في الإخفاء والأسرار بالصدقة وضرب المثل بهما لقرب اليمين من الشمال أو لملازمتها ومعناه لو قدرت الشمال رجلاً متيقظاً لما علم صدقة اليمين لمبالغته في الإخفاء وقال بعضهم المراد من عن شماله من على شماله من الناس وهذا في صدقة التطوع إذا الواجبة إعلانها أفضل. قوله (خالياً) إذ حينئذٍ يكون خالصاً لله مبرأ عن شائبة الرياء، فإن قلت العين لا تفيض بل الفائض هو الدمع. قلت أسند الفيض إلى العين مبالغة كأنها هي الفائض وذلك كقوله تعالى (ترى أعينهم تفيض من الدمع) فإن قلت المذكور ثمانية لا سبعة لأنه قال ورجلان تحابا. قلت لما كانت المحبة أمراً نسبياً لا بُد لها من المنتسبين ذكرها كذلك والمراد رجل يحب غيره في الله. فإن قلت أهذا مختص بالرجال أم النساء أيضاً كذلك. قلت ليس مختصاً. قال أكثر الأصوليين أحكام الشرع عامة لجميع المكلفين وحكمه على الواحد حكم على الجماعة إلا ما دل الدليل على خصوص البعض وأما التخصيص بذكر هذه السبعة فيحتمل أن يقال فيه ذلك لأن الطاعة إما أن تكون بين العبد وبين الله أو بينه وبين الخلق والأول إما أن يكون باللسان أو بالقلب أو بجميع البدن والثاني إما أن يكون عاماً وهو العدل أو خاصاً وهو إما من جهة النفس وهو التحاب أو من جهة البدن أو من جهة المال وفيه الحث على العدل وعلى التحاب وهو من المهمات وهو من الإيمان وفيه فضل صدقة السر وفضيلة البكاء من خشية الله والعفة وغير ذلك. قوله (شطر) أي نصف و (الربيص) بفتح الواو وبإهمال الصاد البريق تقدم مع باقي المباحث في باب وقت