الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4505 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ:{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ، هُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْمَرْأةُ الْكَبِيرَةُ لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَلْيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.
(يطوقونه) بضم الياء، وفتح المهملة المخفَّفة، وتشديد الواو، مِن طوَّقتُك الشَّيء، أي: كلَّفتُك، أو التفعُّل بمعنى السَّلْب.
وفي بعض النسخ زيادة: (ولا يُطيقونه).
والباب فيه أمورٌ موقوفةٌ في قوَّة المرفوع، والمعنى فيها ظاهرٌ.
* * *
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} إلى قوله: {يَتَّقُونَ}
الْعَاكِفُ: الْمُقِيمُ.
(باب: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} [البقرة: 187])
4509 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخَذَ عَدِيٌّ عِقَالًا أَبْيَضَ
وَعِقَالًا أَسْوَدَ، حَتَّى كَانَ بَعْضُ اللَّيْلِ، نَظَرَ، فَلَمْ يَسْتَبِينَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! جَعَلْتُ تَحْتَ وِسَادتِي. قَالَ: "إِنَّ وِسَادَكَ إِذًا لَعَرِيضٌ؛ أَنْ كَانَ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ تَحْتَ وِسَادَتِكَ".
الحديث الأول:
(عِقالًا) بكسر المهملة: الحَبْل الذي يُشدُّ به البعير.
(جعلت)؛ أي: العِقالين.
(أن كان) بفتح الهمزة وكسرها.
* * *
4510 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمِ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ؟ أَهُمَا الْخَيْطَانِ؟ قَالَ: "إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا، إِنْ أَبْصَرْتَ الْخَيْطَيْنِ"، ثُمَّ قَالَ:"لا، بَلْ هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ".
الثاني:
واضحٌ.
* * *
4511 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ
مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} وَلَمْ يُنْزَلْ: {مِنَ الْفَجْرِ} ، وَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلَيْهِ الْخَيْطَ الأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الأَسْوَدَ، وَلَا يَزَالُ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا، فَأَنْزَلَ اللهُ بَعْدَهُ:{مِنَ الْفَجْرِ} ، فَعَلِمُوا أَنَّمَا يَعْنِي: اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ.
الثالث:
(من الفجر) بيانٌ للخيط الأَبيض، واكتفَى به عن الأَسود؛ لأنَّ بيانَ أحدهما بيانٌ للآخر، أو الفجر فيه اختِلاطٌ من سواد اللَّيل، وبَياض النَّهار، وهذا تشبيهٌ لا استعارةٌ.
وفيه جواز تأخير البيان، فإن قيل: يُعلم منه أنَّ فهمهم من الخَيطَين الحقيقةَ كان قبْل نُزول: {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]، فلِمَ استحقُّوا التَّعريض بالبَلاهَة؟، قيل: الرَّبْط في الرِّجل كان مقدَّمًا على النُّزول، وأصحابُه ما عرضوا بها، والجَعْل تحت الوِسادة بعد النُّزول، وصاحبه هو المُعرَّض بها، وإنما التَبس عليه؛ لأنَّه غفَل عن البَيان، ولذلك عرَّض صلى الله عليه وسلم بعَرْض قَفاه الدَّالِّ على البَلاهة، وهو كنايةٌ عنه؛ لإمكان إرادة الحقيقة معه أيضًا.
وأما عَرْض الوِسادة فهو كنايةٌ عن عَرْض القَفَا، فهو كنايةٌ عن كنايةٍ.
وقال (خ): المراد بعرْض الوِسادة: طُول النَّوم، فكنَّى بالوِسادة عن النَّوم؛ لأنَّ النائم يتوسَّدُهُ، ولم يُرِد بالعرْض خِلاف الطُّول، بل