الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَمَّا قَدِمَ اليَمَنَ، صَلَّى بِهِم الصّبْحَ، فَقَرَأَ:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: لَقَدْ قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ.
زَادَ مُعَاذٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى اليَمَنِ، فَقَرَأَ مُعَاذٌ في صَلَاةِ الصُّبْح (سُورَةَ النِّسَاءِ)، فَلَمَّا قَالَ:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} ، قَالَ رَجُلٌ خَلْفَهُ: قَرَّتْ عَيْنُ أُمُّ إبْرَاهِيمَ.
السادس:
(قرت) يحتمل الدُّعاء والإِخْبار.
* * *
61 - بَعْثُ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبٍ عليه السلام وَخَالِدِ بنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنه إِلَى اليَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ
(باب بَعْث عليِّ بن أَبي طالِب، وخالِد بن الوَليْد إلى اليمَن)
4349 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ خَالِدٍ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى اليَمَنِ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا بَعْدَ ذَلِكَ مَكَانهُ، فَقَالَ: "مُرْ
أَصْحَابَ خَالِدٍ، مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَكَ فَلْيُعَقِّبْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقْبِلْ"، فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَّبَ مَعَهُ، قَالَ: فَغَنِمْتُ أَوَاقٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ.
الحديث الأول:
(أن يعقب) التَّعقيب.
قال (ح): هو أنْ يعود الجيشُ بعد القُفول؛ ليُصيبوا غِرَّةً من العدوِّ.
وقال ابن فارس: غزاةٌ بعد غزاةٍ، وهو معنى قَول الجَوْهَري: أنْ يَغزُوَ الرَّجل، ثم يُثنِّي في سَنَته.
(أواق) أصله: أَواقيٌّ بتشديد الياء وتخفيفها، فحُذفت الياء استثقالًا.
(ذوات عدد)؛ أي: كثيرةٍ.
* * *
4350 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا إِلَى خَالِدٍ؛ لِيَقْبِضَ الخُمُسَ، وَكنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا، وَقَدِ اغْتَسَلَ، فَقُلْتُ لِخَالِدٍ: أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا؟ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:"يَا بُرَيْدَةُ أَتُبْغِضُ عَلِيًّا؟ " فَقُلْتُ: نعمْ، قَالَ:"لَا تُبْغِضْهُ؛ فَإِنَّ لَهُ في الخُمُسِ أكثَرَ مِنْ ذَلِكَ".
الثاني:
(أُبغض عليًّا) بضم الهمزة، قال الحافظ أبو ذَرٍّ: وإنما أبغَضَه لأنَّه رآه أخَذَ جاريةً من السَّبْي ووطئِها، فظَنَّ أنَّه غَلَّ، فلمَّا أَعلمَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنَّه أخَذَ أقلَّ مِن حقِّه أحبَّه، رضي الله عنهم أجمعين.
(وقد اغتسل)؛ أي: وقَع على جاريةٍ قد صارتْ له من الخُمُس.
وفي روايةٍ خارج "الصحيح": وفي السَّبْي وَصيفةٌ من أفضَل السَّبْي، فوقَعَتْ في الخمُس، ثم خُمِّس فصارتْ من أهل بيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ثم خُمِّس فصارت في آل عليٍّ؛ لأنه من ذَوي القُربى.
وبذلك يَزول إِشكال إصابتِها قبْل الاستِبراء، ولعلَّها كانت غير بالغٍ، أو كانت بِكْرًا ورأى أنْ لا استِبراءَ كما صارَ إليه بعضُ الصَّحابة.
وأما قسمته لنفسه؛ فيجوز أن يقَع ذلك ممن هو شريكٌ فيما يقسِمه كما يقسِمُه الإِمام بين الرَّعيَّة وهو منهم، ومَنْ يَنصبُه الإِمام قائم مقامَ الإِمام.
* * *
4351 -
حَدَّثَنَا قتيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اليَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ في أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ، لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا، قَالَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ؛ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَأَقْرَعَ بْنِ حَابِسٍ، وَزَيْدِ الخَيْلِ،
وَالرَّابعُ؛ إِمَّا عَلْقَمَةُ، وَإمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَلَا تأَمَنُونِي، وَأَنَا أَمِينُ مَنْ في السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً"؟! قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الوَجْنتَيْنِ، نَاشِزُ الجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمَّرُ الإزَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! اتَّقِ الله. قَالَ: "وَيْلَكَ! أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ الله"؟ قَالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: "لَا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي"، فَقَالَ خَالِدٌ: وَكمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ في قَلْبِهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبَ النَّاسِ، وَلَا أَشُقَّ بُطُونهمْ"، قَالَ: ثُمَّ نظَرَ إِلَيْهِ وَهْوَ مُقَفٍّ، فَقَالَ:"إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْم يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ رَطْبًا، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ"، وَأَظُنُّهُ قَالَ:"لَئِنْ أَدْرَكتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ".
الثالث:
(بذهيبة) واحدةُ الذَّهب.
(مقروظ) بقافٍ، ومعجمةِ، أي: مدبوغٍ بالقَرَظ، وهو ورَق السَّلَم.
(لم تُحَصّل)؛ أي: يخلُص منه بالسَّبْك.
(عُيَيْنة) مصغَّر: العين.
(الأقْرع) بقافٍ، وراءٍ، ومهملةٍ.
(وزيد الخيل) سماه النبيُّ صلى الله عليه وسلم زَيدَ الخَيْرِ، بالراء، وهو ابن مُهَلْهِل الطَّائي.
(وعَلْقمة) بن عُلاثَة، بضم المهملة، وخفَّة اللام، الكِلابي، هذا هو الصحيح المشهور؛ لأن عامِر بن الطُّفَيل القَيْسيّ قَدِم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأسلَم، وعاد مِن عنْده، فخَرج به خَرَّاجٌ في أصل أُذُنه، فمات منه.
(لعله أن يكون يصلي) استعملَها بـ (أنْ) استِعمالَ (عسَى).
قيل: مفهومه أنَّ تارك الصَّلاة مقتولٌ.
(أنقب) بفتح الهمزة، وسكون النُّون، وضم القاف، لابن مَاهَان، أي: أَشُقُّ، وهو الظاهر؛ لقوله في قصَّة أُسامة:"هلَّا شَقَقْتَ عن قَلْبِه".
ولغيره بضم الهمزة، وفتح النُّون، وتشديد القاف المكسورة، أي: أُفتِّش.
(مُقفٍّ)؛ أي: مُوَلِّي، يُقال: قَفَّى: إذا وَلَّاك قَفاه.
(ضِئِضِئ) بكسر المعجمتين، وسُكون الهمزة الأُولى: الأَصْل.
(رطبًا)؛ أي: مُواظِبين على التِّلاوة، أو تحسين الصَّوت بها، أو الحِذَاقة والتَّجويد فيها، فيَجري لسانُه عليها، ويمرُّ عليها مَرًّا، ولا يَتعثَّر، ولا يَتكسَّر.
(حناجرهم) الحنْجَرة: الحُلْقوم، أي: لا يُرفَع في الأعمال الصَّالحة، ولا يُقبل منهم.
(الدِّين) الطَّاعة، وقيل: طاعة الأئمَّة والأُمَراء.
(الرَمَيّة) فَعِيْلَة بمعنى: مَفعولَةٍ.
(قتل ثمود) قد سبَق الحديث في (قصة هود)، وفيه:(لأقتُلَنَّهم قَتْلَ عادٍ)، ولا تَنَافيَ؛ لإمكان أنَّه قالهما؛ لأنَّ القَصْد الاستِئصال بالكُلية، فعادٌ استُؤصِلَتْ بالرِّيْح الصَّرصَر، وأما ثمود فأُهلِكُوا بالطَّاغية، أي: الرَّجْفة، أو الصَّاعقة، أو الصَّيحة.
وإنما منع خالدًا من قتْله مع بَيان أنَّ قتْلهم جائزٌ؛ لأنَّه لا يَلزم من جَواز قتْلهم جَواز قتْله.
وقال (خ): لمَّا كان قتلُهم عُقوبةً لهم كان أبلَغ في المصلحة.
* * *
4352 -
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابرٌ: أَمَرَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا أَنْ يُقِيمَ عَلَى إِحْرَامِهِ.
زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابرٌ: فَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِسِعَايَتِهِ، قَالَ لَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"بِمَ أَهْلَلْتَ يَا عَلِيُّ؟ " قَالَ: بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"فَأَهْدِ، وَامْكُثْ حَرَامًا كَمَا أَنْتَ"، قَالَ: وَأَهْدَى لَهُ عَلِيٌّ هَدْيًا.
4353 -
و 4354 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ