الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(مروطًا) أَكسِيَةً من صوفٍ، وخَزٍّ يُؤتَزَر بها.
(كُلْثُوم) بضم الكاف.
(أحق به) إنما قال ذلك؛ لأنه كان من عادته يُعطي الأجانب، ويحرم مَن عنْده، كما كان يفعل بابنه عبد الله، وابنتِه حَفْصة، ولهذا قيل: أتْعَبَ مَن بعدَه.
(تَزْفر) بزاي، وفاءٍ، وراءٍ، قال البخاري: تَخيط، والمعروف في اللغة، بمعنى: تحمِل، يقال: زَفَر، وأَزفَر.
وسبق في (الجهاد)، في (باب: غزو النِّساء).
* * *
23 - باب قَتْلِ حَمْزَةَ رضي الله عنه
-
(باب قَتْل حَمْزة رضي الله عنه)
4072 -
حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللهِ: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ، فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ
قَصْرِهِ، كَأَنَّهُ حَمِيتٌ. قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ، فَسَلَّمْنَا، فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: وَعُبَيْدُ اللهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ، مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لَا وَاللهِ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ، فَكُنْتُ أَسْتَرْضعُ لَهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ، فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ. قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُناَ بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ، فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ -وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ- خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ، فَلَمَّا اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ، أَتُحَادُّ اللهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ، قَالَ: وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ، فَلَمَّا دَناَ مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكيْهِ، قَالَ: فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ بِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ، حَتَّى فَشَا فِيهَا الإِسْلَامُ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا، فَقِيلَ لِي: إِنَّهُ لَا يَهِيجُ الرُّسُلَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا
رَآنِي قَالَ: "آنْتَ وَحْشِيٌّ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟ "، قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا بَلَغَكَ، قَالَ:"فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي"، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ قُلْتُ: لأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، قَالَ: فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ، قَالَ: فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، قَالَ: وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ: فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ: وَأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ.
(وَحْشِيّ) بفتح الواو، وسكون المهملة، وكسر المعجمة، وشدة الياء، ابن حَرْب، ضد الصُّلْح، كان من سودان مكة.
(حمص) بلدٌ بالشَّام، يُذكَّر ويُؤنَّث.
قال (ن): غير منصرفٍ؛ للعُجمة، والعلَمية، والتأنيث، وقال (ش): فيه الصَّرْف وعدَمه، وفي "العرائس" للثَّعلبي: نزل حمص سبْعُ مائةِ صحابيٍّ.
(حَمِيت) بفتح المهملة، وكسر الميم: هو الزِّقُّ الذي لا شَعْر عليه، ويشبَّه به الرجل السَّمين الجسمِ.
(معتجرًا) الاعتِجَار: لَفُّ العِمامة على الرأْس، والمراد لفُّها من
غير أنْ يُديرها تحت لحيته.
(أُم قِتال) بكسر القاف، وخفَّة المثنَّاة، وبلامٍ.
قال (ك): وفي بعضها بضم القاف.
(بنت أبي العِيْص) بكسر المهملة، وسكون الياء: ابن أُمَيَّة بن عبد شمس.
قال (ش): إنما هي ابنة أَسِيْد بن أبي العِيْص، أُخت عَتَّاب؛ قاله مصعب بن عبد الله.
(طُعيمة) مصغَّر: طُعمة.
(بن عَدْي بن الخيار) فعلى هذا يكون قوله: (بعمي) فيه تجوُّزٌ، لكن المشهور أنَّ طُعيمة هو ابن عَدي بن نَوفَل بن عبد مَناف، فهو عَمُّ جُبير بن مُطعِم بن عَدي بن نَوفل، وأما عَدي بن الخِيَار فهو ابن أخي طُعيمة، لأنه عَدي بن الخِيار بن عَدي بن نَوفل بن عبد مَناف.
(عام عينين) بصورةِ مُثنَّى عَيْن: هو عام أُحُدٍ.
قال (ك): وبلفْظ الجمع، وعلى التَّقديرين النون متعقَّب الإعراب، منصرفًا، وغير منصرفٍ.
(بحِيال) بكسر الحاء المهملة، وتخفيف الياء، أي: مُحاذِي.
(يا سِبَاع) بكسر المهملة، وخفة الموحَّدة، وبمهملة: هو ابن عبد العُزَّى الخُزاعي.
(أنْمار) بفتح الهمزة، وسكون النون.
(البظور) جمع: بظَر، بموحدةٍ، ومعجمةٍ، وهو ما تقطعه الخاتِنَة من فُروج النِّساء، وذلك لأنَّ أُمه كانتْ خاتنةً تختِنُ النِّساءَ، وتُسمَّى الخافِضة، فعيَّره بذلك.
وبعضهم يقول: مقطَّعة البُظور، بفتح الظاء، وهو خطأٌ.
(أتحاد) أي: تعانِد، وتُعادي، وأصل المُحادَّة أن تكون في حَدٍّ، وذاك في حَدٍّ.
(الذاهب) صفةٌ لازمةٌ لـ (أمسِ) مؤكِّدةٌ، والمراد أنه قتَلَه في الحال، ولم يَبقَ له أثرٌ.
(وكمنته) بفتح الميم، أي: اختَبأْتُ.
(في ثُنّته) بضم المثلثة، وشدَّة النون: ما بين السُّرة والعانَة.
(العهد) منصوبٌ، أي: كان ذلك آخِرَ الأَمْر.
(فأرسلوا) كان ذلك في عام ثمانٍ مع رسُل أهل الطَّائف، أي: جاءَ وَحْشِيٌّ رسولًا من جملة الرسُل.
(لا يهيج الرسل) بفتح أوله، أي: لا يَنالهم منه مكروهٌ.
(أن تغيب وجهك) فيه ما كان عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الرِّفْق، وأنَّ المرء يَكره أن يَرى قاتِلَ وَليِّه.
(مُسيلمة) تصغير مُسلِمة، بن حَبِيب، وقيل: ابن ثُمَامة، بمثلَّثة، الحنَفِي الكَذَّاب، ادَّعَى النبوَّةَ، وكان صاحب نيرنجيات، وهو أول مَن وضَع البيضة في القارُورة، وجمع جموعًا كثيرةً من بني حَنِيفة