الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى ابن سَعْدٍ: أنَّه صلى الله عليه وسلم بعَث عليًّا، فوَدَى لهم قَتْلاهم، وما ذَهَب منهم.
وإنما عَذَر خالدًا في هذا؛ لأنَّه ليس صَريحًا في قَبولهم الدِّين؛ فإنَّ كثيرًا من الأُمَم يُعظِّمون رُؤَساءهم بالسجود.
* * *
59 - سَرِيَّةُ عَبْدِ اللهِ بن حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزِ الْمُدْلِجِيِّ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا سَرِيَّةُ الأَنْصَارِ
(باب سَريَّة عبد الله بن حُذَافة السَّهْمي)
السَّريَّة قِطْعةٌ من الجيش تخرج منه، تُغير، ثم ترجِع إليه، وقيل: الخيل تبلغ أربع مائة ونحوها، وسُميت بها؛ لأنها تَسري باللَّيل، ولأنها تُخفي ذهابها.
وحُذافة، بضم المهملة، وتخفيف المعجمة، السَّهْمي، بفتح المهملَة، بعثَه صلى الله عليه وسلم إلى كِسْرى، ومات في خلافة عُثْمان صلى الله عليه وسلم بمِصْر.
(مُجَزّز) بضم الميم، وفتح الجيم، وفتح الزاي المشدَّدة وكسرها، وبزايٍ أُخرى.
وقيل: بمهملةٍ، وراءٍ مشدَّدة، فتحًا وكسرًا، ثم الزاي، قال (ع): إنَّ هذا لكافة الرُّواة.
وقيَّده بعضُهم عن القَابِسِيِّ على الأول، وهو الصواب.
قال عبد الغَني: وكسر الزاي الأُولى هو الصَّواب؛ لأنَّه جَزَّ نوَاصي العرَب.
(المُدْلِجي) بضم الميم، وسُكون المهملة، وكسر اللام، وبجيم.
* * *
4340 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَاسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُم أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُطِيعُوني، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا، فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوهَا، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَهَمُّوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا، وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّارِ، فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ، فَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، الطَّاعَةُ في المَعْرُوفِ".
(رجلًا) هو عبد الله بن حُذَافة، وقيل: بل هو عَلْقَمة بن مُجَزِّز، ولكنْ تعجَّل بعض النَّاس، فأمَّرَ عليهم عبد الله.
قلتُ: لعلَّ هذا عُذر البُخَارِيّ حيث جمَع بينهما، هذا مع أنَّه في الحديث لم يُسمِّ واحدًا منهما، فترجمة البُخَارِيّ كأنَّها تفسير للمُبهَم الذي في الحديث.