الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان رئيسًا في قومه مُطَاعًا.
(وذا عمرو)، كان أَيضًا من رُؤساء اليمَن، ومقدَّميهم، أقبَلا مُسلمَين، ولم يصِلا للنبي صلى الله عليه وسلم.
(منذ ثلاث) بالرفع والجر، وجواب القسَم هو جزاء الشَّرط في المعنى، لكنْ على تأْويل الإخبار، أي: إن تُخبرني بذلك أُخبرك بهذا، فالإخبار سببٌ للإخبار.
ومعرفة ذي عمرو بوفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم إما بسماعٍ من بعض القادِمين من المَدينة سِرًّا، وإما أنَّه كان في الجاهليَّة كاهنًا.
(بحديثهم) باعتبار أنَّ أقلَّ الجمْع اثنان، أو باعتبار أتباعهم.
(بعد) مبنيٌّ على الضمِّ.
(كرامة) منصوبٌ.
(تأمّرتم) من التَّفعُّل، أي: تَشاوَرتُم.
(في آخر)؛ أي: في أميرٍ آخَر.
* * *
65 - باب غَزْوَةُ سِيفِ البَحْرِ، وَهُمْ يَتَلَقَّوْنَ عِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَأَمِيرُهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ
(باب غَزْوة سِيْف البَحْر)
السِّيف، بكسر المهملة: السَّاحِل.
(عِيرًا) بكسر المهملة: الإبِل التي تحمِل المِيْرة.
* * *
4360 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: أنَّهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا قِبَلَ السَّاحِلِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، وَهُمْ ثَلَاثُ مِئَةٍ، فَخَرَجْنَا وَكنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، فَنِيَ الزَّادُ، فَأَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَزْوَادِ الجَيْشِ، فَجُمِعَ فَكَانَ مِزْوَدَيْ تَمْرٍ، فَكَانَ يَقُوتُنَا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلٌ قَلِيلٌ حَتَّى فَنِيَ، فَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُنَا إلا تَمْرَةٌ تَمْرَةٌ، فَقُلْتُ: مَا تُغْنِي عَنْكُمْ تَمْرَةٌ؟ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَنِيَتْ، ثُمَّ انتهَيْنَا إِلَى البَحْرِ، فَإِذَا حُوتٌ مِثْلُ الظَّرِبِ، فَأَكَلَ مِنْهَا القَوْمُ ثَمَانَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِضِلَعَيْنِ مِنْ أَضْلَاعِهِ فنصِبَا، ثُمَّ أَمَرَ بِرَاحِلَةٍ فَرُحِلَتْ، ثُمَّ مَرَّتْ تَحْتَهُمَا، فَلَمْ تُصِبْهُمَا.
الحديث الأول:
(فخرجنا) فيه التفاتٌ من الغَيبة إلى التكلُّم.
(مِزْودي) بكسر الميم: ما يُجعل فيه الزَّاد.
(يقوتنا) من الثلاثي، ومن التَّفعيل، والقُوت: ما يَقُوم به بدَن الإنسان من الطَّعام.
(قليلًا) بالنصب، ويُكتب في بعضها بلا أَلْفٍ كأنَّه على لُغةِ ربيعة في الوقْف على المنْصوب المنوَّن.
(وجدنا فقدها)؛ أي: مُؤثَّرًا.
(الظَرِب) بفتح المعجمة، وكسر الراء، وقيل: بسُكونها: الرَّابية الصَّغيرة، ورُبَّما يقَع في بعضها بالضاد، لكن الصَّواب الأوَّل.
(بضِلَعين) بكسر المعجمة، وفتح اللام.
(فَنُصِبا) حقُّه: فنُصِبَتا، لكنَّه غير حقيقيِّ التأنيث.
* * *
4361 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: الَّذِي حَفِظْنَاهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مِئَةِ رَاكِبٍ، أَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نَرْصُدُ عِيرَ قُرَيْشٍ، فَأَقَمْنَا بِالسَّاحِلِ نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى أَكَلْنَا الخَبَطَ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الجَيْشُ جَيْشَ الخَبَطِ، فَألْقَى لَنَا البَحْرُ دَابَّةً يُقَالُ لَهَا: العَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ، وَادَّهَنَّا مِنْ وَدكِهِ حَتَّى ثَابَتْ إِلَيْنَا أَجْسَامُنَا، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَنَصَبَهُ، فَعَمَدَ إِلَى أَطْوَلِ رَجُلٍ مَعَهُ، قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَنَصَبَهُ، وَأَخَذَ رَجُلًا وَبَعِيرًا، فَمَرَّ تَحْتَهُ، قَالَ جَابرٌ: وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ نَهَاهُ.
4361 / -م - وَكَانَ عَمْرٌو يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ: أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ لأَبِيهِ: كُنْتُ في الجَيْشِ فَجَاعُوا؟ قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ،
قَالَ: ثُمَّ جَاعُوا؟ قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ، قَالَ: ثُمَّ جَاعُوا؟ قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نَحَرْتُ، ثُمَّ جَاعُوا؟ قَالَ: انْحَرْ، قَالَ: نُهِيتُ.
4362 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَني عَمْروٌ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه، يَقُولُ: غَزَوْنَا جَيْشَ الخَبَطِ، وَأُمِّرَ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا، فَأَلْقَى البَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا، لَمْ نَرَ مِثْلَهُ، يُقَالُ لَهُ: العَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ، فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ.
4362 / -م - فَأَخْبَرَني أَبُو الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُوا، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"كُلُوا رِزْقًا أَخْرَجَهُ اللهُ، أَطْعِمُونَا إِنْ كَانَ مَعَكُمْ"، فَأَتَاهُ بَعْضُهُمْ، فَأَكَلَهُ.
الثاني، والثالث:
(الخَبَط) بالتحريك: الوَرَق، يُقال: خبَطت الشَّجرة: إذا ضربتَها بالعصَا ليَسقُط ورَقُها.
(العَنْبَر) بفتح المهملة، وسكون النُّون، وفتح الموحَّدة، وبالراء.
(وَدكهُ) بفتح الدال المهملة، أي: دُهْنُه.
(ثابت) بمثلَّثة، أي: رجعتْ إلى ما كانت عليه من القُوَّة، والسِّمَن.
(فنصبه) ذكَّر الضمير؛ لأنَّ الضِّلَع تأْنيثه مجازيٌّ، وقال سُفيان