المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌56 - باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان، قاله موسى بن عقبة - اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح - جـ ١١

[شمس الدين البرماوي]

فهرس الكتاب

- ‌64 - كِتابُ المَغازِي

- ‌1 - بابُ غَزْوَةِ الْعُشَيْرَةِ أَوِ الْعُسَيْرَةِ

- ‌2 - بابٌ ذِكْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يُقْتَلُ بِبَدْرِ

- ‌3 - بابٌ قِصَّةُ غَزْوَةِ بَدْرِ

- ‌4 - بابُ

- ‌5 - بابٌ

- ‌6 - بابُ عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدْرِ

- ‌7 - بابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم علَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ: شَيْبَةَ وَعُتْبَةَ وَالْوَلِيدِ وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ، وَهَلَاكُهُمْ

- ‌8 - بابُ قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ

- ‌9 - بابُ فَضْلِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا

- ‌10 - بابٌ

- ‌11 - بابُ شُهُودِ الْمَلَائِكَةِ بَدْرًا

- ‌12 - بابٌ

- ‌13 - باب تَسْمِيةُ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فِي الْجَامِعِ الَّذي وَضَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ

- ‌14 - باب حَدِيثِ بَنِي النَّضِيرِ، وَمَخْرَجِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إليهم فِي دِيَةِ الرَّجُلَيْنِ، وَمَا أَرَادُوا مِنَ الْغَدْرِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌15 - بابُ قَتلِ كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ

- ‌16 - بابُ قَتْلِ أَبِي رَافِعِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، ويُقَالُ: سلَّامُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ

- ‌17 - بابُ غَزْوَةِ أُحُدٍ

- ‌18 - باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}

- ‌19 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}

- ‌20 - بابٌ {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}

- ‌21 - بابٌ {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}

- ‌21 / -م - بابٌ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}

- ‌22 - بابُ ذِكْرِ أُمِّ سَلِيطٍ

- ‌23 - باب قَتْلِ حَمْزَةَ رضي الله عنه

- ‌24 - باب مَا أَصَابَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجِرَاحِ يَوْمَ أُحُدٍ

- ‌25 - بابٌ {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}

- ‌26 - بابٌ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ

- ‌27 - بابٌ أُحُدٌ يُحِبُّنَا

- ‌28 - بابُ غَزْوَةِ الرَّجِيعِ وَرِعْلِ وَذَكْوَانَ وَبِئْرِ مَعُونَةَ وَحَدِيثِ عَضَلٍ وَالْقَارَةِ وَعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ وَخُبَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ

- ‌29 - بابٌ غَزْوَةُ الْخَنْدَقِ وَهْيَ الأَحْزَابُ

- ‌30 - بابُ مَرْجَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَحْزَابِ وَمَخْرَجِهِ إِلَى بَنِي قرَيْظَةَ وَمُحَاصَرَتِهِ إِيَّاهُمْ

- ‌31 - بابُ غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ

- ‌32 - بابُ غَزْوَةِ بَنِي المُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ وَهْيَ غَزْوَةُ المُرَيْسِيعِ

- ‌33 - بابُ غَزْوَةِ أَنْمَارِ

- ‌34 - بابُ حَدِيثِ الإِفْكِ

- ‌35 - بابُ غَزْوَةِ الحُدَيْبِيَةِ وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}

- ‌36 - بابُ قِصَّةِ عُكْلِ وَعُرَيْنَةَ

- ‌37 - بابُ غَزْوَةِ ذَاتِ الْقَرَدِ

- ‌38 - بابُ غَزْوَةِ خَيْبَرَ

- ‌39 - بابُ اسْتِعْمَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَهْلِ خَيْبَرَ

- ‌40 - بابُ مُعَامَلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ خَيْبَرَ

- ‌41 - بابُ الشَّاةِ الَّتِي سُمَّتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ

- ‌42 - بابُ غَزْوَة زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

- ‌43 - بابُ عُمْرَةِ القَضَاءِ

- ‌44 - بابُ غَزْوَةِ مُؤتَةَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ

- ‌45 - بابُ بَعْثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زيْدِ إِلَى الحُرَقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ

- ‌46 - بابُ غَزْوَةِ الفَتْحِ وَمَا بَعَثَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِغَزْوِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌47 - بابُ غَزْوَةِ الفَتْحِ في رَمَضَانَ

- ‌48 - بابٌ أَيْنَ رَكَزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ يَوْمَ الفَتْحِ

- ‌49 - بابُ دُخُولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ

- ‌50 - بابُ مَنْزِلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الفَتحِ

- ‌51 - بابٌ

- ‌52 - بابُ مَقَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ زَمَنَ الفَتْحِ

- ‌53 - بابٌ

- ‌54 - بابُ قَوْلِ الله تعَالَى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ} إلى قولهِ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ}

- ‌55 - بابُ غَزَاةِ أَوْطَاسٍ

- ‌56 - بابُ غَزْوَةِ الطَّائِفِ في شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، قَالَهُ مُوسَى بْنُ عُقَبْةَ

- ‌57 - بابُ السَّرِيَّةِ الَّتِي قِبَلَ نَجْدٍ

- ‌58 - بابُ بَعْثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

- ‌59 - سَرِيَّةُ عَبْدِ اللهِ بن حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزِ الْمُدْلِجِيِّ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا سَرِيَّةُ الأَنْصَارِ

- ‌60 - بَعْثُ أَبِي مُوسَى وَمُعَاذٍ إِلَى اليَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ

- ‌61 - بَعْثُ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبٍ عليه السلام وَخَالِدِ بنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنه إِلَى اليَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ

- ‌62 - غَزْوَة ذِي الخَلَصَة

- ‌63 - غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ

- ‌64 - ذَهَابُ جَرِيرٍ إِلَى اليَمَنِ

- ‌65 - باب غَزْوَةُ سِيفِ البَحْرِ، وَهُمْ يَتَلَقَّوْنَ عِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَأَمِيرُهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ

- ‌66 - حَجُّ أَبِي بَكْرٍ بِالنَّاسِ في سَنَةِ تِسْعٍ

- ‌67 - وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ

- ‌68 - بابٌ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: غَزْوَةُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرِ بَنِي الْعَنْبَرِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَأَغَارَ وَأَصَابَ مِنْهُمْ نَاسًا، وَسَبَى مِنهُمْ نِسَاءً

- ‌69 - بابُ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ

- ‌70 - بابُ وَفْدِ بَنِي حَنِيفَةَ، وَحَدِيثِ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ

- ‌71 - قِصَّةُ الأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ

- ‌72 - بابُ قِصَّةِ أَهْلِ نَجْرَانَ

- ‌73 - قِصَّةُ عُمَانَ وَالبَحْرَيْنِ

- ‌74 - بابُ قُدُومِ الأَشْعَرِيِّينَ وَأَهْلِ اليَمَنِ وَقَالَ أَبُو مُوسى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ

- ‌75 - قِصَّةُ دَوْسِ وَالطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرِو الدَّوْسِيِّ

- ‌76 - بابُ قِصَّةِ وَفْدِ طَيِّئِ، وَحَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ

- ‌77 - بابُ حَجَّةِ الوَداعِ

- ‌78 - بابُ غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهْيَ غَزْوَةُ العُسْرَةِ

- ‌79 - حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَقَوْلُ اللهِ عز وجل: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}

- ‌80 - نُزُولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الحِجْرَ

- ‌81 - بابٌ

- ‌82 - باب كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ

- ‌83 - بابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَوَفَاتِهِ

- ‌84 - بابُ آخِرِ مَا تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

- ‌85 - بابُ وَفَاةِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌86 - بابٌ

- ‌87 - بابُ بَعْثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ رضي الله عنهما في مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ

- ‌88 - بابٌ

- ‌89 - بابٌ كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

- ‌65 - كتاب التفسير

- ‌1 - بابُ مَا جَاءَ في فَاتِحَةِ الْكِتَابِ

- ‌بابُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}

- ‌2 - سورة الْبَقَرَةِ

- ‌باب {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]

- ‌بابٌ

- ‌(باب) {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22])

- ‌بابٌ {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}

- ‌قوله: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}

- ‌بابُ قُوِلِهِ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}

- ‌بابٌ {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ}

- ‌قَوْلُهُ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}

- ‌قُوُلُهُ تعَالَى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

- ‌{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا}

- ‌{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}

- ‌{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}

- ‌{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}

- ‌بابُ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} إِلَى {عَمَّا يَعْمَلُونَ}

- ‌{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ} إِلَى قَوِلِه: {إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ}

- ‌{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقِّ} إِلَى قَوِلِ: {مِنَ الْمُمْتَرِينَ}

- ‌{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

- ‌{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}

- ‌{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ} إِلَى قَوِلِهِ: {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

- ‌قَوِلِه: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}

- ‌{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا}

- ‌{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ} إلى قَوْلِهِ: {عَذَابٌ أَلِيمٌ}

- ‌{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

- ‌{أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

- ‌{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} إلى قوله: {يَتَّقُونَ}

- ‌{وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

- ‌{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إلا عَلَى الظَّالِمِينَ}

- ‌{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

- ‌{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ}

الفصل: ‌56 - باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان، قاله موسى بن عقبة

(وعليه فراش) قيل: الصَّحيح على وفْق سائر الرِّوايات: (وما عَليهِ) بزيادة (ما) النافية.

(ومن النَّاس) هو تعميمٌ بعد تخصيصٍ.

* * *

‌56 - بابُ غَزْوَةِ الطَّائِفِ في شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، قَالَهُ مُوسَى بْنُ عُقَبْةَ

(باب غَزْوة الطَّائف)

بلَدٌ معروفٌ على مرحلتَين من مكَّة في جِهَة الشَّرق.

4324 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، سَمِعَ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زينَبَ ابنةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي مُخَنَّثٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أُمَيَّةَ: يَا عَبْدَ اللهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ فتحَ اللهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، فَعَلَيْكَ بِابْنَةِ غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ. وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا يَدْخُلَنَّ هَؤُلَاءِ عَلَيْكُنَّ".

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: المُخَنَّثُ هيتٌ.

حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا، وَزَادَ: وَهْوَ مُحَاصِرٌ الطَّائِفَ يَوْمَئِذٍ.

ص: 349

الحديث الأول:

(مخنث) قال (ن): بكسر النُّون على الأَفْصح، وبفتحها على الأشهر: الذي يتشَبَّه بالنِّساء، سُمِّي بذلك لانكِسار كلامه ولِيْنه، يُقال: خنَّثتُ الشَّيءَ فتخنَّثَ، أي: عطَفتُه فتعطَّف.

(لعبد الله)؛ أي: أخيها، أسلَم عامَ الفتح، ورُمِيَ يومَ الطائف بسهمٍ، فماتَ منه.

(فعليك)؛ أي: الْزَمْ.

(بابنة غَيْلان) بفتح المعجمة، وسُكون الياء، وبالنون، اسمها: بادِيَة -ضِدُّ الحاضِرة- الثَّقَفيَّة، تزوَّجها عبد الرَّحْمَن بن عَوف.

(بأربع) قال (خ): يُريد أربَع عُكَن في البَطْن لسِمَنها، وذلك من قُدَّامها إذا أقبلَتْ رُؤيت مواضعُها شاخصَةً منكسِرة الغُضون.

(بثمان)؛ أي: إذا أَدبرَتْ يُرى لكلِّ عُكَنٍ طرَفان، فهي ثمانية أطرافٍ، وإنما لم يقُل: ثمانية والأَطْرافُ مذكَّرةٌ؛ لعدَم ذكْر المعدُود.

قال (خ): وإنما كان يُؤذَن له على أزْواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم على أنَّه من جُملة: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} [النور: 31]، فلمَّا سَمِع النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا ورأَى أنَّه يَفطَنُ لمثْل هذا في النَّعت أمَرَ بأن يُحجَب، فلا يدخُلُ عليهنَّ.

(هَيْت) بكسر الهاء، وسكون الياء، وبمثنَّاةٍ، وقيل: بفتح الهاء، وهو مَولى لعبد الله المَذكور، هذا هو المشهور.

وقال ابن دُرُسْتَوَيهِ: بالهاء، والنون، والموحَّدة، وقال: إنَّ

ص: 350

ما سِواه تصحيفٌ، وقيل: هذا لقَبٌ، وإنما اسمه: مَانِع.

* * *

4325 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ الأَعْمَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو قَالَ: لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الطَّائِفَ، فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا، قَالَ:"إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللهُ"، فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا: نَذْهَبُ، وَلَا نَفْتَحُهُ، وَقَالَ مَرَّةً: نَقْفُلُ، فَقَالَ:"اغْدُوا عَلَى القِتَالِ"، فَغَدَوْا فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ، فَقَالَ:"إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ"، فَأَعْجَبَهُمْ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فتبَسَّمَ.

قَالَ: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الخَبَرَ كُلَّهُ.

الثاني:

(ابن عُمر)؛ أي: ابن الخطَّاب.

ورُوي: (ابن عمرو) بالواو، أي: ابن العاصي، قال ابن زَيْد: إنَّ هذا غَلِطَ فيه كثيرٌ من النَّاس، منهم عليُّ بن المَدِيْنِي، خطَّأَه فيه حامِد بن يحيى البَلْخي، وكان عليٌّ يقُول: عَمْرو، فرجَع.

(كله)؛ أي: حدَّث كلَّ الحديث بلفْظ الإخبار، لا بلفْظ العَنْعَنة، وفي بعضها:(بالخبَرِ كُلِّه) بتأْخير لفْظ: (كلِّه)، فهو بالجَرِّ تأكيدًا له.

* * *

ص: 351

4326 -

و 4327 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبهُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا -وَهْوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ في سَبِيلِ اللهِ- وَأَبَا بَكْرَةَ -وَكَانَ تَسَوَّرَ حِصْنَ الطَّائِفِ في أُنَاسٍ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَا: سَمِعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنِ ادَّعَى إِلَى غيرِ أَبِيهِ وَهْوَ يَعْلَمُ، فَالجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ".

وَقَالَ هِشَامٌ: وَأَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَوْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا وَأَبَا بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ عَاصِمٌ: قُلْتُ: لَقَدْ شَهِدَ عِنْدَكَ رَجُلَانِ حَسْبُكَ بِهِمَا، قَالَ: أَجَلْ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ في سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَنَزَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الطَائِفِ.

الثالث:

(وأبا بكرة)؛ أي: نُفَيْع بن الحارِث، مُصغَّر: نفع، بالنُّون، والفاء، وكُنِّي بذلك؛ لأنه تَدلَّى مِن حِصْن الطَّائِف ببَكَرةٍ، وكان أسلَم في الحِصْن، وعجَز عن الخُروج منه إلَّا بهذه الطَّريقة.

(تسور)؛ أي: تسلَّقَ.

(ادعى)؛ أي: انتَسَب.

(حرام) إما تغليظٌ، أو المراد المُستحِلُّ.

(فأول من رمى) كان ذلك في أوَّل لِقاءٍ عقدَه صلى الله عليه وسلم، وأوَّل سريَّةٍ بعثَها.

ص: 352

وسبق في (مناقبه).

* * *

4328 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: كنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ نَازِلٌ بِالجعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: أَلَا تُنْجزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي؟ فَقَالَ لَهُ: "أَبْشِرْ"، فَقَالَ: قَدْ أكثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ. فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلَالٍ كَهَيْئَةِ الغَضْبَانِ، فَقَالَ:"رَدَّ البُشْرَى، فَاقْبَلَا أَنْتُمَا"، قَالَا: قَبِلْنَا، ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ، وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:"اشْرَبَا مِنْهُ، وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا، وَأَبْشِرَا". فَأَخَذَا القَدَحَ فَفَعَلَا، فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءَ السِّتْرِ: أَنْ أَفْضِلَا لأُمِّكُمَا، فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً.

الرابع:

(بالجعْرَانة بين مكة والمدينة) قيل: هو وهمٌ، وصوابُه: بين مكة والطَّائف، وكذا قاله (ن).

(لأُمّكما)؛ تعني: نفْسَها.

ووجْه مُناسبته لغزْوة الطَّائف: أنَّ ذلك وقْتَ قُفوله منها.

* * *

ص: 353

4329 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، أَخْبَرَ: أَنَّ يَعْلَى كَانَ يَقُولُ: لَيْتَنِي أَرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالجعْرَانَةِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قَدْ أظُلَّ بِهِ، مَعَهُ فِيهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! كيْفَ تَرَى في رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ في جُبَّةٍ بَعْدَ مَا تَضَمَّخَ بِالطِّيبِ؟ فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى بِيَدِهِ أَنْ تَعَالَ. فَجَاءَ يَعْلَى، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الوَجْهِ، يَغِطُّ كَذَلِكَ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ:"أَيْنَ الَّذِي يَسْأَلنِي عَنِ العُمْرَةِ آنَفًا؟ ". فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ، فَأُتِيَ بِهِ، فَقَالَ:"أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَمَّا الجُبَّةُ فَانْزِعْهَا، ثُمَّ اصْنَعْ في عُمْرَتِكَ كمَا تَصْنَعُ في حَجِّكَ".

الخامس:

(متضمخ) بمعجمتين، أي: مُتلطِّخ.

(يغط) من غَطَّ، أي: هَدَر في الشَّقشَقة، وغَطِيْط النائمِ: نَخِيْره.

(سُرِّيَ)؛ أي: كُشِف.

وسبق أول (الحج)، في (باب: غَسل الخَلُوق).

* * *

ص: 354

4330 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زيدِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَسَمَ في النَّاسِ في المُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، فَخَطَبَهُمْ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، وَكُنتمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللهُ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللهُ بِي". كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. قَالَ: "مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجيبُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم "؟! قَالَ: كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: "لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ: جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا

أترْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى رِحَالِكُمْ؟ لَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الأَنْصَارُ شِعَارٌ، وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَكمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْني عَلَى الحَوْضِ".

السادس:

(وجدوا)؛ أي: حَزِنُوا، وفي بعضها:(وُجْد) بضم الواو، وسكون الجيم، جمعُ: واجِد، وفي بعضها بضم الجيم أَيضًا، فهو إما تثقيلٌ له، وإما جمع: وَجِيْد.

فإنْ قيل: فما فائدة التَّكرار؟، قيل: إذا كان الأول والثاني فعلًا؛ فهو ظاهرٌ، أو أحدهما بمعنى: الحُزْن، والآخَر بمعنى: الغَضَب، أو

ص: 355

هو شكٌّ من الرَّاوي.

(وعالة) جمع: عائِل، وهو الفَقير.

(قالوا) هو في المرَّة الثَّانية على طَريق الالتِفات، أو تكرارٌ من كلام الرَّاوي.

(كذا وكذا)؛ أي: سبَبًا للهِداية من الهَلاك ونحوه، وقيل: بعكس ذلك، أي: جئتَنا مكذَّبًا فصدَّقْناك، وطَريدًا فَآوَيناك.

(شِعار): ما يَلِي الجسَدَ، والدِّثَار ما فوقَه.

(أثرة)؛ أي: استِقلال الأُمراء بالأَموال.

قال (خ): سأَل سائلٌ: كيف يَنتقل عمَّن هو منهم، ويدَّعي غيرَ نسَبه، ودارُ مَولده أَيضًا غيرُ دارهِم.

قلتُ: إنما أَراد به تألُّف الأَنْصار، واستِطابةَ نُفوسهم، والثَّناءَ عليهم في دِيْنهم ومَذْهبهم حتَّى رَضِي أنْ يكون واحدًا منهم لَولا ما يمنعُه عنه من الهجْرة التي لا يجوز تَبديلُها.

ونِسْبة الإنسان على وُجوهٍ: الوِلاديَّة كالقُرشيَّة، والبِلاديَّة: كالكُوفة، والاعتقادية: كالسُّنِّية، والصِّناعيَّة: كالصَّيرفيَّة.

فلم يُرِد صلى الله عليه وسلم الانتِقال عن نسَبه؛ لامتناعه قطعًا، مع أنَّه أفضلُهم نسَبًا وأكرمُهم أصلًا، وأما الاعتقادي فلا موضع فيه للانتقال؛ إذْ كان دينُه ودينُهم واحدًا، فلم يَبقَ إلَّا القِسمان الآخَران الجائز فيهما الانتِقالُ، وكانت المدينة دارَ الْأَنصار والهِجْرة إليها واجبةٌ، أي: لولا

ص: 356

ذلك لانتَقلتُ عن هذا الاسم إليكم، ولانتَسبْتُ إلى دارِكم.

ووجهٌ آخَر: أنَّ العرَب كانت تُعظِّم شأْن الخُؤولة تَكاد تُلحقُها بالعُمومة، وكانت أُمُّ عبد المطَّلِب من بَني النجَّار، فكأنَّه إنْ أراد نسَب الولادة ذَهَب إلى مثْل هذا.

* * *

4331 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَني أَنسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ حِينَ أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَفَاءَ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي رِجَالًا المِائَةَ مِنَ الإبِلِ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ؟! قَالَ أَنسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ، فَجَمَعَهُمْ في قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا، قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ"؟؛ فَقَالَ فُقَهَاءُ الأَنْصَارِ: أَمَّا رُؤَسَاؤُنَا يَا رَسُولَ اللهِ! فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ؟! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَإِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ، أَتَأَلَّفُهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى رِحَالِكُمْ؟ فَوَاللهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خيرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! قَدْ رَضِينَا، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

ص: 357

"سَتَجدُونَ أثرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا الله وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم، فَإِنِّي عَلَى الحَوْضِ"، قَالَ أَنسٌ: فَلَمْ يَصْبِرُوا.

السابع:

(وسُيوفنا تَقْطر) من القَلْب.

(ولم يدع) من الدُّعاء.

(رؤساؤنا) جمع: رئِيس، وفي بعضها:(رِيسَانا) بكسر الرَّاء.

ومرَّ الحديثُ مِرارًا.

* * *

4332 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَة، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ فَتْح مَكَّةَ، قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَ بَيْنَ قُرَيْشٍ، فَغَضِبَتِ الأَنْصَارُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم"؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ:"لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَهُمْ".

الثامن:

(من قريش)؛ أي: ابتِداء القَسْم منهم، وفي بعضها:(في قُريش).

(لو سلك النَّاس) لأنَّ العادة انتِقال الإنسان معَ قَبيلته، والحِجاز كثيرةُ الأَوديَة والشِّعاب، فإذا تفرَّقُوا في السَّفَر أَسلُك مَسلَك الأَنْصار.

قال (خ): ويحتَمل أنْ يُريد بالوادي الرَّأْي والمَذْهَب، كما يُقال:

ص: 358

فُلانٌ في وادٍ، وأنا في وادٍ.

* * *

4333 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ زيدِ بْنِ أَنسٍ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، الْتَقَى هَوَازِنُ، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلَافٍ وَالطُّلَقَاءُ، فَأَدْبَرُوا، قَالَ:"يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ" قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، لَبَّيْكَ نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ". فَانْهَزَمَ المُشْرِكُونَ، فَأَعْطَى الطُّلَقَاءَ وَالمُهَاجِرِينَ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَقَالُوا، فَدَعَاهُمْ، فَأَدْخَلَهُمْ في قُبَّةٍ، فَقَالَ:"أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا، لَاخْتَرْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ".

التاسع:

(والطلقاء) جمع: طَلِيْق، وهو الأَسير الذي أُطلِق، وخُلِّي سَبيلُه، ويُراد بهم أهل مكة، فإنَّه صلى الله عليه وسلم أطلَق عنهم، وقال لهم: أَقُول لكم ما قال يُوسُف: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [يوسف: 92] زمانَ فزَعِهم وقَولهم: أَنْتَ أخٌ كريمٌ، وابن أخٍ كريمٍ.

فمن الطُّلَقاء أبو سُفيان بن حَرْب، وابنُه مُعاوِيَة، وحَكِيْم بن

ص: 359

حِزَام، وبُدَيْل بن وَرْقَاء.

* * *

4334 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَة، قَالَ: سَمِعْتُ قتادَةَ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: جَمَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ:"إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبةٍ، وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بُيُوتكُمْ"؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ:"لَوْ سَلَك النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ، أَوْ شِعْبَ الأَنْصَارِ".

العاشر:

(ومصيبة)؛ أي: مِن قتْل أقاربهم، وفتْح بِلادهم.

(أجبرهم) مِن الجَبْر ضِدُّ الكَسْر، ومِنَ الجائِزة بمعنى: العَطيَّة.

* * *

4335 -

حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةَ حُنَيْنٍ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: مَا أَرَادَ بِهَا وَجْهَ اللهِ. فَأَتيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فتغَيَّرَ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ:"رَحْمَةُ اللهِ عَلَى مُوسَى، لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكثَرَ مِنْ هَذَا، فَصَبَرَ".

ص: 360

4336 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَاسًا، أَعْطَى الأَقْرَعَ مِئَةً مِنَ الإبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى نَاسًا، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أُرِيدَ بِهَذِهِ القِسْمَةِ وَجْهُ اللهِ، فَقُلْتُ: لأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"رَحِمَ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأكْثَرَ مِنْ هَذَا، فَصَبَرَ". 4337 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زيدِ بْنِ أنَس بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أنس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، أَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيْرُهُمْ بِنَعَمِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلَافٍ وَمِنَ الطُّلَقَاءِ، فَأَدْبَرُوا عَنْهُ حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ، فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ لَمْ يَخْلِطْ بَيْنَهُمَا، التَفَتَ عَنْ يَمِينهِ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ"! قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. ثُمَّ التَفَتَ عَنْ يَسَارهِ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ"! قَالُوا لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. وَهْوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ، فَنَزَلَ فَقَالَ:"أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ"، فَانْهَزَمَ المُشْرِكُونَ، فَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ غَنَائِمَ كَثِيرَةً، فَقَسَمَ في المُهَاجِرِينَ وَالطُّلَقَاءِ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: إِذَا كَانَتْ شَدِيدَةٌ فَنَحْنُ نُدْعَى، وَيُعْطَى الغَنِيمَةَ غَيْرُنَا. فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَجَمَعَهُمْ في قُبَّةٍ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ". فَسَكَتُوا، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! أَلَا

ص: 361

تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَحُوزُونهُ إِلَى بُيُوتكُمْ"؟ قَالُوا: بَلَى، فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا، لأَخَذْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ". فَقَالَ هِشَامٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ! وَأَنْتَ شَاهِدٌ ذَاكَ؟ قَالَ: وَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْهُ؟

الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر:

(الأقْرع) بقافٍ، وراءٍ، ومهملةٍ، ابن حَابِس، بمهملتين، وموحَّدةٍ.

(عُيَيْنة) بضمِّ المهملة، وبياءَين، ثم نونٍ، ابن حِصْن، بكسر المهملة الأُولى، الفَزَاريّ، بالفاء والزاي، والراء.

قال شاعرهم:

وما كان حِصْنٌ ولا حَابِسٌ

يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ

(وغَطَفَان) بفتح المعجمة، والمهملة، والفاء.

(وذراريهم) بتشديد الياء وتخفيفها، وكانتْ عادتُهم إذا أَرادوا التَّثبُّت في القِتال استِصحابَ الأهل، ونقْلَهم معهم إلى موضع القِتال.

(والطلقاء) في بعضها: (من الطُّلَقاء)، والأوَّل أَصحُّ، وقيل: إنَّ الواو مقدَّرةٌ عند مَنْ جوَّز تقدير حرف العَطْف.

وسبَق توجيهه في (التشهُّد في الصلاة).

(تحيزونه)؛ أي: تُنقذونَه، وفي بعضها:(تَحوزُونه) بمهملةٍ، وزاي.

ص: 362