الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المهملة، وسكون اللام: ابن سَلامة الأشْهَلي.
قال في "جامع الأصول": هو بالنون، والياء.
(معه)؛ أي: مع أبي نائِلَة.
فإنْ قيل: المفصَّل ثلاثةٌ، والمُجمَل رجلان؟
قيل: هو في روايةِ غير عمْرو.
(قائل بشعره)؛ أي: آخذٌ به.
(دونكم)؛ أي: خُذُوه.
(متوشحًا) يُقال: توشَّح الرجُل بثَوبه، وسَيفه.
(أعطر)؛ أي: امرأةٌ أعطَر.
(سيد)؛ أي: أعطَر امرأةِ سيِّدٍ، فهو على حذْف مضافٍ، وهو أبلَغ مما لو قال: أعطَر العرَب.
(وأكمل) رُوي بالرفع، والنصب.
ومرَّ الحديث في (باب: الكذب في الحرْب) من (كتاب الجهاد).
* * *
16 - بابُ قَتْلِ أَبِي رَافِعِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، ويُقَالُ: سلَّامُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ
كَانَ بِخَيْبَرَ، وَيُقَالُ: فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ. وَقَالَ: الزُّهْرِيُّ
هُوَ بَعْدَ كعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ.
(باب قتْل أبي رافِع) ضِدُّ خافِض.
(سلَّام) بالتشديد.
(قال الزُّهْري) وصلَه يعقوب بن سُفيان في "تاريخه".
(بعد كعب)؛ أي: بعد قتْل كَعْب.
* * *
4038 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا إِلَى أَبِي رَافِعٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَتِيكٍ بَيْتَهُ لَيْلًا وَهْوَ نَائِمٌ فَقَتَلَهُ.
4039 -
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ رِجَالًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَتِيكٍ، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيُعِينُ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي حِصْن لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَرَاحِ النَّاسُّ بَسَرْحِهِمْ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لأَصْحَابِهِ: اجْلِسُوا مَكَانكُمْ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ وَمُتَلَطفٌ لِلْبَوَّابِ لَعَلِّي أَنْ أَدْخُلَ، فَأَقْبَلَ حَتَّى دَناَ مِنَ الْبَابِ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَةً، وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ، فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ:
يَا عَبْدَ اللهِ إِنْ كنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فَادْخُلْ، فَإنِّي أُرِيدُ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ، فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ أَغْلَقَ الْبَابَ، ثُمَّ عَلَّقَ الأَغَالِيقَ عَلَى وَتَدٍ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى الأَقَالِيدِ، فَأَخَذْتُهَا فَفَتَحْتُ الْبَابَ، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ، وَكَانَ فِي عَلَالِيَ لَهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعِدْتُ إِلَيْهِ، فَجَعَلْتُ كُلَّمَا فتحْتُ بَابًا أَغْلَقْتُ عَلَيَّ مِنْ دَاخِلٍ، قُلْتُ: إِنِ الْقَوْمُ نَذِرُوا بِي لَمْ يَخْلُصُوا إِلَيَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ، فَانتهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسْطَ عِيَالِهِ، لَا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا رَافِعٍ! قَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَأَهْويتُ نَحْوَ الصَّوْتِ، فَأَضْرِبهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ وَأَنَا دَهِشٌ، فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا، وَصَاحَ فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ، فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ؟ فَقَالَ: لأُمِّكَ الْوَيْلُ، إِنَّ رَجُلًا فِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ، قَالَ: فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أثخَنتهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ ظُبَةَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ، فَعَرَفْتُ أَنِّي قتلْتُهُ، فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأَبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انتهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى أَنِّي قَدِ انتهَيْتُ إِلَى الأَرْضِ فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، فَانْكَسَرَتْ سَاقِي، فَعَصَبْتُهَا بِعِمَامَةٍ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ: لَا أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقتلْتُهُ؟ فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعي عَلَى السَّورِ فَقَالَ: أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ: النَّجَاءَ، فَقَدْ قتلَ اللهُ أَبَا رَافِعٍ، فَانتهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ:"ابْسُطْ رِجْلَكَ"،
فَبَسَطْتُ رِجْلِي، فَمَسَحَهَا، فَكَأَنَّهَا لَمْ أَشْتكِهَا قَطُّ.
الحديث الأول، والثاني:
(عَتِيك) بفتح المهملة، وكسر المثنَّاة، وسُكون الياء، وبكافٍ. (يا عبد الله) الظاهر أنه يُريد به معناه اللُّغوي، لا العَلَم، وإنْ احتمل ذلك.
(الأغاليق) جمع: مِغْلاق، وهو ما يُغلَق به الباب.
وقال (ع): أعلق الأَعاليق، بالمهملة فيهما، أي: علَّق المَفاتيح، كذا للأَصِيْلِي، ولغيره: علَّق وأعلَق سواءٌ.
وقال الأقْلِيْشي: الأغاليق بمعجمةٍ، ولكنَّ الصَّواب بمهملةٍ.
(ودّ) بالإدغام، هو على لُغةِ تميمٍ: الوَتَد، ورُوي:(وتد).
(الأقاليد) جمع: إقْليد، وهو المِفْتاح، والظاهر أنها المراد بالأَغاليق أيضًا؛ لأنَّ الأَغاليقَ المُسمَّرة على الأبواب لا تُغلَق بالوتَد، فيكون الإقْليد كما يُفتَح به يُغلق به أيضًا.
وفي بعضها: (الأَعاليق) بالمهملة.
(يسمر) من التسمير، وهو الاقتِصاص باللَّيل.
(علالي) جمع عُلِّية، بضم المهملة، وكسرها: وهي الغُرفة.
(نذروا) بكسر الذال المعجمة، أي: عَلِموا، وهو نحو:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} [التوبة: 6].
(فأهويت)؛ أي: قصَدتُ.
(أغنيت)؛ أي: نفَعت.
(قَبْلُ) بالضم، أي: قبْل هذه الساعة.
(ظبيب) بفتح المعجمة، وكسر الموحَّدة الأُولى.
قال (خ): هكذا رُوي، وما أراه مَحفُوظًا، إنما هو: ظُبَة السَّيْف، وهو حَرْف حَدِّ السَّيف وطرَفه، ويُجمع على: ظِبَاب وظَبيب، وللسيف ظُبَتان، أي: حَدَّان.
قال (ش): وكذا قاله القَابِسِيُّ، وصاحب "المُحْكم".
قال (خ): وأما: الضَّبيب، فلا أَدري له معنًى يصحُّ فيه، إنما هو من سيَلان الدَّمِ من الفَمِ، يُقال: ظبَّت لثته ظَبيبًا.
وقال (ع): روى بعضُهم: (صَبِيب) بمهملةٍ، وقال: أظنُّ أنه الطَّرَف.
قال (ك): فلو كان بالذال المعجمة: مصغَّر ذُباب السَّيف: وهو طَرَفه، لكان ظاهِرًا.
قال (ش): نقل (ع) عن الحَرْبي أنه بصادٍ مهملةٍ، وهو خِلاف حكاية ابن الأَثير عنه بالظَّاء المُشَالة، وأنه كذا رُوي، وإنما هو: ظُبَة.
(أنعا)؛ أي: نعوه، وهي لغةٌ ذكرها الداوُدي، والنَّاعي: المُعْلِم بالموت.
(النجاء)؛ أي: الإسراع، نُصب بأنه مفعولٌ مطلقٌ، والمَدُّ أشهَر إذا أفردُوه، فإِنْ كرَّروا قصَروا.
وسبق الحديث في (باب: قتل المشرك النائم) في (كتاب الجهاد).
* * *
4040 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ هُو ابْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاء رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَتِيكٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُتْبةَ فِي نَاسٍ مَعَهُمْ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى دَنوا مِنَ الْحِصْنِ، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَتِيكٍ: امْكُثُوا أَنتمْ حَتَّى أَنْطَلِقَ أَنَا فَأَنْظُرَ. قَالَ: فَتَلَطَّفْتُ أَنْ أَدْخُلَ الْحِصْنَ، فَفَقَدُوا حِمَارًا لَهُمْ، قَالَ: فَخَرَجُوا بِقَبَسٍ يَطْلُبُونهُ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ أُعْرَفَ، قَالَ: فَغَطَّيْتُ رَأْسِي كَأَنِّي أَقْضِي حَاجَةً، ثُمَّ ناَدَى صَاحِبُ الْبَابِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ فَلْيَدْخُلْ قَبْلَ أَنْ أُغلِقَهُ، فَدَخَلْتُ ثُمَّ اخْتَبَأْتُ فِي مَرْبِطِ حِمَارٍ عِنْدَ بَابِ الْحِصْنِ، فَتَعَشَّوْا عِنْدَ أَبِي رَافِعٍ وَتحَدَّثُوا حَتَّى ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بُيُوتهِمْ، فَلَمَّا هَدَأَتِ الأَصْوَاتُ وَلَا أَسْمَعُ حَرَكَةً خَرَجْتُ، قَالَ: وَرَأَيْتُ صَاحِبَ الْبَابِ حَيْثُ وَضَعَ مِفْتَاحَ الْحِصْنِ فِي كَوَّةٍ، فَأَخَذْتُهُ فَفَتَحْتُ بِهِ بَابَ الْحِصْنِ، قَالَ: قُلْتُ: إِنْ نَذِرَ بِي الْقَوْمُ انْطَلَقْتُ عَلَى مَهَلٍ، ثُمَّ عَمَدْتُ إِلَى أَبْوَابِ بُيُوتهِمْ، فَغَلَّقْتُهَا عَلَيْهِمْ مِنْ ظَاهِرٍ، ثُمَّ صَعِدْتُ إِلَى أَبِي رَافِعٍ فِي سُلَّمٍ، فَإِذَا الْبَيْتُ مُظْلِمٌ قَدْ طَفِئَ سِرَاجُهُ، فَلَمْ أَدْرِ أَيْنَ الرَّجُلُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا رَافِعٍ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: فَعَمَدْتُ نَحْوَ
الصَّوْتِ فَأَضْرِبُهُ، وَصَاحَ فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ كَأَنِّي أُغِيثُهُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا أَبَا رَافِعٍ؟ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي، فَقَالَ: أَلَا أعجبُكَ لأُمِّكَ الْوَيْلُ، دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ فَضَرَبَنِي بِالسَّيْفِ، قَالَ: فَعَمَدْتُ لَهُ أَيْضًا فَأَضْرِبُهُ أُخْرَى فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا، فَصَاحَ وَقَامَ أَهْلُهُ، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي كَهَيْئَةِ الْمُغِيثِ، فَإِذَا هُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَى ظَهْرِهِ، فَأَضَعُ السَّيْفَ فِي بَطْنِهِ ثُمَّ أَنْكَفِئُ عَلَيْهِ حَتَّى سَمِعْتُ صَوْتَ الْعَظْم، ثُمَّ خَرَجْتُ دَهِشًا حَتَّى أتيْتُ السُّلَّمَ أُرِيدُ أَنْ أَنْزِلَ، فَأَسْقُطُ مِنْهُ فَانْخَلَعَتْ رِجْلِي فَعَصَبْتُهَا، ثُمَّ أتيْتُ أَصحَابِي أَحْجُلُ، فَقُلْتُ: انْطَلِقُوا فَبَشِّرُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإنِّي لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ، فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْح صَعِدَ النَّاعِيَةُ فَقَالَ: أَنْعَى أَبَا رَافعٍ. قَالَ: فَقُمْتُ أَمْشِي مَا بِي قَلَبَةٌ، فَأَدْرَكتُ أَصْحَابِي قَبْلَ أَنْ يَأتُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَشَّرْتُه.
الثالث:
(عبد الله بن عُتْبة) الرِّواية بضم المهملة، وسُكون المثنَّاة، ثم الموحَّدة.
والذي في كتُب المَغازي إنما هو بدَله: (عبد الله بن أُنيس)، تصغير أنَس، بنونٍ، ومهملةٍ، وكانوا خمسة: هذان، وأبو قَتادة بن رِبْعِي، ومَسعود بن سِنَان، وأَسوَد بن خُزاعي.
وكانتْ هذه السريَّة في رمضان سنة ستٍّ.
وقال ابن الأَثِيْر في "الجامع": عبد الله بن عِنَبة، بكسر المهملة، وفتح النون، وبموحدةٍ، الخَوْلاني، بفتح المعجمة، وسُكون الواو، وبالنون، له ذِكْر في (قتْل أبي رافع بن أبي الحُقَيْق)، وفي كُنيته واسم أبيه اختلافٌ.
فيحتمل أن الاختلاف في اسم أبيه، أهو بالنون أو بالمثنَّاة؟، أو الاختلاف في أنه أُنيَس أو عُتْبة؟.
وأما عبد الله بن عُتْبة، بالمثنَّاة، ابن مَسعود الهُذلي، فقال ابن عبد البَرِّ: مَن قال إنه صحابيٌّ فقد غَلِطَ، إنما هو تابعيٌّ.
(بقبس)؛ أي: شُعلةٍ من النار.
(هدت) قيل: صَوابه بالهمز، أي: سَكَتت الأصواتُ، ونام الناس.
(كُوة) بضم الكاف وفتحها: ثُقْب البَيت.
(فغلقتها) يُروى بتشديد اللام، وتخفيفها، (وأَغلَقتْ) بالألف.
قال ابن سِيْدَه: غلَقَ البابَ، وأَغلقه، وغلَّقه، وهي لغةُ التنْزيل، قال تعالى:{وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} [يوسف: 23].
قال سِيْبوَيْهِ: غلَّق للتكثير، وقد يُقال: أَغلَق للتكثير.
(أنكفئُ)؛ أي: أَنقلِبُ عليه.
(فانخلعت) لا يُنافي رواية: (انكسَرت) السابقة؛ إذ المراد بكلٍّ منهما مجرَّد اختِلال الرِّجل.
(أحجل) بمهملةٍ، وجيمٍ: من الحجَلان: وهي مِشْيَة المقيَّد، كما يحجل البعير على ثلاثٍ، والغُلام على رِجْلٍ واحدةٍ.
(قَلَبة) بفتح القاف، واللام، أي: تقلُّبٌ، واضطِرابٌ من جهة الرِّجل.
فإنْ قيل: سبَق أنه قال: (فمَسَحها، فكأنما لم أشْتَكِها قطُّ)؟ قيل: لا مُنافاةَ؛ إذ لا يَلزم من عدَم التقلُّب عَوده إلى حالته الأُولى، وعدَم بقاء الأثَر فيها.
وكذا لا مُنافاةَ بين ما في حديث البَراء: (أنَّه ضَربَه ضَربتَين)، وفي الرواية الأُخرى:(ثلاثَ ضرَباتٍ)، فقد تكون إحدى الثَّلاث لم يعتبرها في الإخبار بالاثنتَين لأمرٍ ما.
وكذا قوله: (علَّق الأغاليق على وَدٍّ)، وفي الرِّواية الأُخرى:(في كُوَّةٍ)؛ لاحتمال وجودهما في حالتَين.
وكذا في إحدى الروايتَين: أنه بعد سَماعه النَّاعيَةَ انطلَق إلى أصحابه، فقال: النَّجاء، وفي الأُخرى قال لهم: انطلِقُوا فبَشِّروا النبيَّ صلى الله عليه وسلم؛ فإِني لا أبرَحُ حتى أسمعَ النَّاعيَة؛ لاحتمال أنهم لم يذهبوا حين قال لهم أوَّلًا: انطلِقوا، أو المراد في الأول أنَّه انطلَق إلى أصحابه، أي: أدركَهم يَسيرون.
* * *