الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(البُخْل) بضم الموحَّدة، وسكون المعجمة، وبفتحهما.
وسبق الحديث كثيرًا.
* * *
74 - بابُ قُدُومِ الأَشْعَرِيِّينَ وَأَهْلِ اليَمَنِ وَقَالَ أَبُو مُوسى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ
"
(باب قُدُوم الأَشْعَرييِّن)
وفي بعضها: (الأَشْعَرين) بحذف إحدى الياءَين، وتخفيف الأُخرى.
(وقال أبو موسى) موصولٌ في (هجرة الحبَشة).
(مني) تُسمَّى مِنْ الاتصاليَّة، ومعناه المبالغة في اتحاد طريقَتهما، واتفاقُهما على طاعة الله تعالى.
4384 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ نصرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ اليَمَنِ، فَمَكَثْنَا حِينًا مَا نُرَى ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ إلا مِنْ أَهْلِ البَيْتِ؛ مِنْ كثْرَةِ دُخُولِهِمْ وَلُزُومِهِمْ لَهُ.
الحديث الأول:
(وآخى) تقدَّم أنَّه أبو رُهْم، وأنَّ أُمَّ ابن مسعود هي أُمُّ عبد.
* * *
4385 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى أَكْرَمَ هَذَا الحَيَّ مِنْ جَرْمٍ، وَإِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَهُ وَهْوَ يَتَغَدَّى دَجَاجًا، وَفِي القَوْمِ رَجُلٌ جَالِسٌ، فَدَعَاهُ إِلَى الغَدَاءِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ جملُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ، فَقَالَ: هَلُمَّ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأَكُلُهُ، فَقَالَ: إِنِّي حَلَفْتُ لَا آكُلُهُ، فَقَالَ: هَلُمَّ أُخْبِرْكَ عَنْ يَمِينِكَ، إِنَّا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، فَاسْتَحْمَلْنَاهُ، فَأَبَى أَنْ يَحْمِلَنَا، فَاسْتَحْمَلْنَاهُ، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُتِيَ بِنَهْبِ إِبِلٍ، فَأَمَرَ لنا بِخَمْسِ ذَوْدٍ، فَلَمَّا قَبَضْنَاهَا قُلْنَا: تَغَفَّلْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ، لَا نُفْلِحُ بَعْدَهَا أَبَدًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، وَقَدْ حَمَلْتَنَا؟ قَالَ:"أَجَلْ، وَلَكِنْ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إلا أتيْتُ الَّذِي هُوَ خيرٌ مِنْهَا".
الثاني:
(قدم أبو موسى)؛ أي: إلى اليمَن، وقال بعض العصريين: إلى الكُوفة.
(أكرم) الضَّمير لأبي مُوسَى.
(جَرْم) بفتح الجيم، وسكون الراء.
(يتغدى) بإهمال الدال.
(فَقَذِرْته) بكسر المعجمة، وقال (ك): وبفتْحها، أي: كَرِهتُه.
(فاستحملناه)؛ أي: طلبْنا منه إبِلًا تحمِلُنا.
(بنهب)؛ أي: بغَنيمةٍ.
(ذود) هو من الإبِل ما بين الثَّلاث إلى العَشْر.
(تغفلنا)؛ أي: استغفَلْناه، واغتَنَمنا غفلتَه.
وسبق مباحثُ الحديث في (الجهاد)، في (باب: الخمُس).
* * *
4386 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ الْمَازنِيُّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، قَالَ: جَاءَتْ بَنُو تَمِيمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَبْشِرُوا يَا بَنِي تَمِيمٍ"! قَالُوا: أَمَّا إِذْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اقْبَلُوا البُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ"، قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ!
الثالث:
سبق أولَ (كتاب بدء الخلق).
* * *
4387 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِي، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الإيمَانُ هَا هُنَا"، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى اليَمَنِ:"وَالجَفَاءُ وَغِلَظُ القُلُوبِ في الفَدَّادِينَ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإبِلِ، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ، رَبِيعَةَ وَمُضَرَ".
الرابع:
(الفدادين) إما جمع: فدَّاد، وهو الشَّديد الصَّوت، وذلك من دَأْب أصحاب الإبِل، أو جمع فدَاد بمعنى: آلَة الحَرْث إنْ رويته بتخفيف الدال، والمراد أَهْل الحَرْث، وإنما ذمَّهم لأنه يَشغَل عن أمر الدِّين ويُلهي عن الآخِرة.
(حيث يطلع قرنا الشيطان)؛ أي: من جِهَة المَشْرِق، وحيثُ هو مَسكَن القَبيلتَين.
(رَبِيْعة) بفتح الرَّاء.
(ومُضَر) بضم الميم، وفتح المعجَمة، وعبَّر عن المَشرِق بذلك؛ لأنَّ الشَّيطان ينتصِبُ في مُحاذاة المَطلِع، حتَّى إذا طلَعتْ كانت بين جانبَي رأْسه، فتقَع السَّجدة له حين يَسجُد عبَدَةُ الشَّمس لها.
وسبَق آخِرَ (كتاب بدء الخلق).
* * *
4388 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبة، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَأليَنُ قُلُوبًا، الإيمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَالفَخْرُ وَالخُيَلَاءُ في أَصْحَابِ الإبِلِ، وَالسَّكِينَةُ وَالوَقَارُ في أَهْلِ الغَنَمِ".
وَقَالَ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
الخامس:
(الإيمان يَمان) لأنَّ مَبْدأه من مكة، وهي يمانيَةٌ، والمراد منه وصْف أهل اليمَن بكمال الإيمان، والثَّناء عليهم بمبادرتهم إلى الإيمان.
وقيل: قالَه بتبُوك، والمدينة حينئذٍ بينه وبين اليمَن، وهو يُريد مكة والمدينة.
وقيل: أراد الأنْصارَ؛ لأنهم يمانيون.
(والحكمة) هي الفِقْه.
ففيه ثناءٌ على الأَنْصار؛ لأنهم أكثَر فُقهاء الصَّحابة.
(وقال غُنْدر) وصلَه أَحْمد.
* * *
4389 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الإيمَانُ يَمَانٍ، وَالفِتْنَةُ هَا هُنَا، هَا هُنَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ".
السادس:
(والفتنة ها هنا)؛ أي: من المَشْرِق؛ لأنَّ أعظَم أسباب الكُفر مَنْشَؤه هنالك كخُروج الدَّجَّال ونحوه.
* * *
4390 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ، أَضْعَفُ قُلُوبًا، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً، الفِقْهُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ".
السابع:
(أضعف قلوبًا وأرق أفئدة) جمع: فُؤاد.
قال (ح): وصف القُلوب باللِّين، والأفئِدةَ بالرِّقَّة؛ لأنَّ الفُؤاد غِشَاءُ القلْب، إذا رقَّ نفَذَ القَول فيه، وخلَصَ إلى ما وراءَ، وإذا
غَلُظ تعذَّر وصوله إلى داخله، وإذا صادَف القلب شيئًا عَلِقَ به إذا كان لَيِّنًا.
* * *
4391 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَجَاءَ خَبَّابٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! أَيَسْتَطِيعُ هَؤُلَاءِ الشَّبَابُ أَنْ يَقْرَؤُا كَمَا تَقْرَأُ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ شِئْتَ أَمَرْتُ بَعْضَهُمْ يَقْرَأُ عَلَيْكَ، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: اقْرَأْ يَا عَلْقَمَةُ! فَقَالَ زيدُ بْنُ حُدَيْرٍ: أَخُو زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ أَتَأْمُرُ عَلْقَمَةَ أَنْ يَقْرَأَ، وَلَيْسَ بِأَقْرَئِنَا؟ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في قَوْمِكَ وَقَوْمِهِ. فَقَرَأْتُ خَمْسِينَ آيَةً مِنْ (سُورَةِ مَرْيَمَ)، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: كَيْفَ تَرَى؟ قَالَ: قَدْ أَحْسَنَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إلا وَهُوَ يَقْرَؤُهُ، ثُمَّ التَفَتَ إِلَى خَبَّابٍ وَعَلَيْهِ خَاتَمُ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: ألَمْ يَأْنِ لِهَذَا الخَاتَمِ أَنْ يُلْقَى؟ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَنْ تَرَاهُ عَلَيَّ بَعْدَ اليَوْمِ، فَأَلْقَاهُ. رَوَاهُ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ.
الثامن:
(في قومك وقومه) قومُ عَلْقمة هم النَّخَع، قبيلةٌ باليمَن، وقومُ زيدٍ بنو أَسَد، وأراد بذلك مدْح النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأهل اليمَن، وذمَّه لبني أَسَد.