الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(يَا أَبا حمزة) هو كُنية أنَس.
* * *
57 - بابُ السَّرِيَّةِ الَّتِي قِبَلَ نَجْدٍ
(باب السَّريَّة التي قِبَل نَجْدٍ)
بكسر القاف، وفتح الموحَّدة، وكلُّ ما ارتفَع من تِهَامَة إلى أرض العِراق فهو نَجْدٌ.
4338 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّاد، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَكُنْتُ فِيهَا، فَبَلَغَتْ سِهَامُنَا اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنُفِّلْنَا بَعِيرًا بَعِيرًا، فَرَجَعْنَا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ بَعِيرًا.
(ونفلنا) هو عَطيَّةُ التَّطوُّع من حيثُ لا يجِبُ.
* * *
58 - بابُ بَعْثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ
(باب بعْث النبيِّ صلى الله عليه وسلم خالدَ بن الوليد رضي الله عنه إلى بَني جَذِيمَة)
بفتح الجيم، وكسر المعجمة: قبيلةٌ من عبد قَيْسٍ.
4339 -
حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ.
وَحَدَّثَنِي نُعَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَليدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإسْلَامِ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا، صَبَأْنَا، فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَاهُ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، فَقَالَ:"اللهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ" مَرَّتَيْنِ.
(صبأنا) يُقال: صَبَأَ الرجلُ: إذا خرَجَ من دينٍ إلى دينٍ.
قال (ح): إنما نَقِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على خالِدٍ مَوضع العَجَلة، وتركَ التثبُّت في أمرهم، وأما خالدٌ فتأوَّلَ في قتْلهم -فيما أظُنُّ- أنَّه كان مأْمورًا بقِتالهم إلى أن يُسلِموا.
وقولهم: (صَبَأْنا) يحتمل أن يكون معناه؛ خرَجْنا من دِينِنا إلى دينٍ آخَر، وهو أعمُّ من الإِسلام، فلمَّا لم يكُن هذا القول صَريحًا في الانتقال إلى دِين الإِسلام، نفَّذَ خالدٌ الأمرَ الأوَّل؛ إذ لم تُوجَد شَريطةُ حقْن الدَّمِ بالتَّصريح، ويحتمل أنَّه إنما لم يكفَّ عنهم بهذا القَول من قِبَل أنَّهم عدَلوا عن اسم الإِسلام إليه أنَفَةً من الاستِسلام والانقِياد، فلم يَرَ ذلك القَولَ إِقْرارًا.