الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- فوائد:
- قال أحمد بن حنبل: الأعمش لم يسمع من شمر بن عطية. «المراسيل لابن أبي حاتم» (296).
- الأعمش؛ هو سليمان بن مِهران، وسفيان؛ هو ابن سعيد الثوري، وأَبو معاوية؛ هو محمد بن خازم.
878 - شهاب بن عباد العبدي
16807 -
عن شهاب بن عباد، أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون:
«قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد فرحهم بنا، فلما انتهينا إلى القوم، أوسعوا لنا فقعدنا، فرحب بنا النبي صلى الله عليه وسلم ودعا لنا، ثم نظر إلينا، فقال: من سيدكم وزعيمكم؟ فأشرنا بأجمعنا إلى المنذر بن عائذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أهذا الأشج؟ فكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم، لضربة بوجهه بحافر حمار، فقلنا: نعم يا رسول الله،
⦗ص: 137⦘
فتخلف بعض القوم، فعقل رواحلهم، وضم متاعهم، ثم أخرج عيبته، فألقى عنه ثياب السفر، ولبس من صالح ثيابه، ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط النبي صلى الله عليه وسلم رجله واتكأ، فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له، وقالوا: هاهنا يا أشج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم واستوى قاعدا، وقبض رجله: هاهنا يا أشج، فقعد عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم واستوى قاعدا، فرحب به وألطفه، ثم سأل عن بلاده، وسمى له قرية الصفا والمشقر، وغير ذلك من قرى هجر، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، لأنت أعلم بأسماء قرانا منا، فقال: إني وطئت بلادكم وفسح لي فيها، قال: ثم أقبل على الأنصار، فقال: يا معشر الأنصار، أكرموا إخوانكم، فإنهم أشباهكم في الإسلام، وأشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا، أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين، إذ أبى قوم أن يسلموا حتى قتلوا، قال: فلما أن أصبحوا قال: كيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إياكم؟ قالوا: خير إخوان، ألانوا فرشنا، وأطابوا مطعمنا، وباتوا وأصبحوا يعلموننا كتاب ربنا، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم وفرح بها، ثم أقبل علينا رجلا رجلا، يعرضنا على ما تعلمنا وعلمنا، فمنا من تعلم التحيات، وأم الكتاب، والسورة والسورتين، والسنة والسنتين،
ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: هل معكم من أزوادكم شيء؟ ففرح القوم بذلك وابتدروا رحالهم، فأقبل كل رجل منهم معه صبرة من تمر، فوضعها على نطع بين يديه، وأومأ بجريدة في يده كان يختصر بها، فوق الذراع ودون الذراعين، فقال: أتسمون هذا التعضوض؟ قلنا: نعم، ثم أومأ إلى صبرة أخرى، فقال: أتسمون هذا الصرفان؟ قلنا: نعم، ثم أومأ إلى صبرة، فقال: أتسمون هذا البرني؟ فقلنا: نعم، قال: أما إنه خير تمركم وأنفعه لكم، قال: فرجعنا من وفادتنا تلك، فأكثرنا الغرز منه، وعظمت رغبتنا فيه، حتى صار عظم نخلنا وتمرنا البرني، قال: فقال الأشج: يا رسول الله، إن أرضنا أرض ثقيلة وخمة، وإنا إذا لم نشرب هذه الأشربة هيجت ألواننا، وعظمت بطوننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشربوا في الدُّبَّاء، والحنتم، والنقير، وليشرب أحدكم في سقائه، يلاث على فيه، فقال له الأشج: بأبي وأمي يا رسول الله،
⦗ص: 138⦘
رخص لنا في مثل هذه، فأومأ بكفيه، وقال: يا أشج، إن رخصت لكم في مثل هذه، وقال بكفيه هكذا، شربته في مثل هذه، وفرج بين يديه وبسطها، يعني أعظم منها، حتى إذا ثمل أحدكم من شرابه، قام إلى ابن عمه فهزر ساقه بالسيف، وكان في الوفد رجل من بني عصر، يقال له: الحارث، قد هزرت ساقه في شرب لهم، في بيت تمثله من الشعر، في امرأة منهم، فقام بعض أهل ذلك البيت فهزر ساقه بالسيف، قال: فقال الحارث: لما سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت أسدل ثوبي لأغطي الضربة بساقي، وقد أبداها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم»
(1)
.
(1)
اللفظ لأحمد (17985).
- وفي رواية: «عن شهاب بن عباد العصري، أن بعض وفد عبد القيس سمعه يذكر، قال: لما بدا لنا في وفادتنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم سرنا حتى إذا شارفنا القدوم، تلقانا رجل يوضع على قعود له، فسلم، فرددنا عليه، ثم وقف فقال: ممن القوم؟ قلنا: وفد عبد القيس، قال: مرحبا بكم وأهلا، إياكم طلبت، جئت لأبشركم، قال النبي صلى الله عليه وسلم بالأمس لنا: إنه نظر إلى المشرق، فقال: ليأتين غدا من هذا الوجه، يعني المشرق، خير وفد العرب، فبت أروغ حتى أصبحت، فشددت على راحلتي، فأمعنت في المسير حتى ارتفع النهار، وهممت بالرجوع، ثم رفعت رؤوس رواحلكم، ثم ثنى راحلته بزمامها راجعا يوضع عوده على بدئه، حتى انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوله من المهاجرين والأنصار، فقال: بأبي وأمي
(1)
، جئت أبشرك بوفد عبد القيس، فقال: أنى لك بهم يا عمر؟ قال: هم أولاء على أثري، قد أظلوا، فذكر ذلك، فقال: بشرك الله بخير، وتهيأ القوم في مقاعدهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا، فألقى ذيل ردائه تحت يده فاتكأ عليه، وبسط رجليه، فقدم الوفد، ففرح بهم المهاجرون والأنصار، فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أمرحوا ركابهم فرحا بهم، وأقبلوا سراعا، فأوسع القوم، والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ على حاله، فتخلف الأشج، رضي الله عنه، وهو منذر بن عائذ بن منذر بن
⦗ص: 139⦘
الحارث بن النعمان بن زياد بن عصر، فجمع ركابهم ثم أناخها، وحط أحمالها، وجمع متاعها، ثم أخرج عيبة له، وألقى عنه ثياب السفر، ولبس حلة، ثم أقبل يمشي مترسلا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من سيدكم وزعيمكم، وصاحب أمركم؟ فأشاروا بأجمعهم إليه، وقال: ابن سادتكم هذا؟ قالوا: كان آباؤه سادتنا في الجاهلية، وهو قائدنا إلى الإسلام،
(1)
تصحف في طبعة الخانجي إلى: «بأمي وأمي» ، والتصويب من طبعتي السلفية والمعارف.
فلما انتهى الأشج أراد أن يقعد من ناحية، استوى النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا، قال: هاهنا يا أشج، وكان أول يوم سمي الأشج ذلك اليوم، أصابته حمارة بحافرها وهو فطيم، فكان في وجهه مثل القمر، فأقعده إلى جنبه، وألطفه، وعرف فضله عليهم، فأقبل القوم على النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه ويخبرهم، حتى كان بعقب الحديث، قال: هل معكم من أزودتكم شيء؟ قالوا: نعم، فقاموا سراعا، كل رجل منهم إلى ثقله، فجاؤوا بصبر التمر في أكفهم، فوضعت على نطع بين يديه، وبين يديه جريدة، دون الذراعين وفوق الذراع، فكان يختص بها، قلما يفارقها، فأومأ بها إلى صبرة من ذلك التمر، فقال: تسمون هذا التعضوض؟ قالوا: نعم، قال: وتسمون هذا الصرفان؟ قالوا: نعم، قال: وتسمون هذا البرني؟ قالوا: نعم، قال: هو خير تمركم وأينعه لكم، وقال بعض شيوخ الحي: وأعظمه بركة، وإنما كانت عندنا خصبة، نعلفها إبلنا وحميرنا، فلما رجعنا من وفادتنا تلك عظمت رغبتنا فيها، وفسلناها حتى تحولت ثمارنا منها، ورأينا البركة فيها»
(1)
.
أخرجه أحمد (15644) و 4/ 206 (17985) قال: حدثنا يونس بن محمد. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (1198) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
كلاهما (يونس، وموسى) عن يحيى بن عبد الرَّحمَن العصري، قال: حدثنا شهاب بن عباد العصري، فذكره
(2)
.
(1)
اللفظ للبخاري.
(2)
المسند الجامع (15503)، وأطراف المسند (11056)، ومَجمَع الزوائد 5/ 59 و 8/ 177.
والحديث؛ أخرجه ابن شبة في «تاريخ المدينة» 2/ 586، وابن أبي خيثمة في «تاريخه» 2/ 1/ 246.
- شهر بن حوشب الأشعري
• حديث شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛
وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر، في الأذان.
سلف في مسند أبي أمامة، صُدَي بن عَجلان، رضي الله عنه.
• وحديث شهر بن حوشب، قال: حدثني الأَنصاري، صاحب بدن النبي صلى الله عليه وسلم؛
سلف في مسند عَمرو بن خارجة الثمالي، رضي الله عنه.
- صالح بن خوات بن جبير
• حديث صالح بن خوات بن جبير، عمن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع، صلاة الخوف؛
سلف في مسند سهل بن أبي حثمة، رضي الله عنه.