الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا شك أنه انفعل لها وإن لم يؤمن بها، ولا يجد فيها أي شيء يمكن أن ينقض به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهدم قرآنه، إذا فلا المؤمنون به سألوه عنها ولا الكافرون به سألوه عنها إلى آخر الكلام الباقي عن العلامة. رحمه الله.
معنى إعجاز القرآن الكريم:
الإعجاز لغة: نسبة العجز للغير قال تعالى في قصة ابني آدم: قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)[المائدة: 31].
وسميت معجزة لعجز البشر عن الإتيان بمثلها. والمقصود بإعجاز القرآن عجز البشر عن الإتيان بمثله وبذلك يتبين أنه حق وأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق. وليس القصد من الإعجاز التعجيز لذاته. وبهذا القرآن الكريم أحيا الله تعالى الأمة وجعلها خير أمة أخرجت للناس وهذا خطاب لرسولنا صلى الله عليه وسلم.
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له
…
وأنت أحييت أجيالا من العدم
فالقرآن الكريم معجزة محمد صلى الله عليه وسلم، الرجل الأمّي الذي لم يدرس في جامعة ولم يتعلم العلم عن عالم، ولم يتصل بأهل الكتاب يتحدى العرب خاصة والناس كافة على أن يأتوا بآية يعارضون بها هذا القرآن الكريم، ولما عجزوا فما عليهم إلا أن يذعنوا أنه من عند الله فيؤمنوا به ويستسلموا لله تعالى وينقادوا له. قال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)[الشعراء: 192 - 195].
وقال: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (102)[النحل: 102].
والتحدي نوعان عام وخاص:
فالعام: تحدّى به القرآن جميع الخلائق من إنس وجن وفلاسفة وعباقرة وعلماء وأدباء وعرب وعجم وبيض وسود على أن يأتوا بمثله أو بشيء من مثله.
والتحدي الخاص: تحدّى القرآن الكريم العرب خاصة وعلى الأخص قريشا وهذا نوعان أيضا كلي وجزئي:
فالكلي: تحداهم بأن يأتوا بقرآن مثله.
والجزئي: تحداهم على أن يأتوا بسورة من مثله كسورة العصر مثلا.
ودليل الكلي في قوله تعالى: قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (49)[القصص: 49].
والجزئي كقوله تعالى: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)[هود: 13 - 14].
والقرآن الكريم معجز بذاته فإعجازه بفصاحة عباراته وروعة بيانه وأسلوبه الفريد الذي لا يشابه أي أسلوب فلا هو نثر ولا شعر ولا خطابة ولا كهانة ومسحته اللفظية تتجلى في نظامه الصوتي وجماله اللغوى وبراعته الفنية.
فهو الشهادة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن هذا القرآن منزل من عند الله تعالى، قال تعالى: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)[الأنعام: 19].