الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السبع المثاني
ورد في القاموس المحيط- المثاني: القرآن أو ما ثني مرة بعد مرة، أو الحمد، أو البقرة إلى براءة، أو كل سورة دون الطّول ودون المائتين (1) وفوق المفصّل أو سورة الحج والنمل والقصص والعنكبوت
…
إلى آخره.
1 -
وتسمى فاتحة الكتاب مثاني لأنها تثنى في كل ركعة، ويسمّى جميع القرآن مثاني لاقتران آية الرحمة بآية العذاب.
ومعنى ثنى الشيء: ردّ بعضه على بعض.
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني» رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
2 -
قال ابن عباس: هي السبع الطّول: البقرة، آل عمران، النساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال معا.
وسميت مثاني لأن العبر والأحكام والحدود تثنى فيها.
3 -
المثاني: القرآن كله كما جاء في قوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ [الزمر: 23].
(1) كذا في النسخ، والصواب: دون المئين. روي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عن ابن مسعود وعثمان وابن عباس رضي الله عنهم قال: والمفصّل يلي المثاني، والمثاني ما دون المئين. وقال ابن بري: كأن المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني. تاج العروس مارة «ث ن ى» دار الفكر- بيروت
فالأنباء والقصص ثنيت فيه.
4 -
تسمية الفاتحة بالمثاني لا يمنع من تسمية غيرها بذلك (1): قال بعضهم: الواو مقحمة في قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر: 87] ويصبح المعنى سبعا من المثانى القرآن العظيم.
5 -
أحسن الحديث هو القرآن الكريم: فعن سعد بن أبي وقاص قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو حدّثتنا فأنزل الله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ [الزمر: 23].
فقالوا: لو قصصت علينا، فنزل: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ [يوسف: 3].
فقالوا: لو ذكّرتنا فنزل: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ [الحديد: 16].
6 -
السر في كلمة الْمَثانِي النورانية والأحرف المقطعة حسابيا:
تكررت كلمة الْمَثانِي مرّتين في القرآن الكريم، ويرى البعض أن المثاني هي الأحرف المقطعة في بداية السور مثل: الم وحم وغيرها، وعددها أربعة عشر حرفا مجموعة في قولهم:«نص حكيم له سر قاطع» . وعلى هذا تصبح الحروف الهجائية ثمانية وعشرين حرفا للتكرار المذكور وهي أحرف اللغة العربية التي يتألف منها هذا القرآن، ويتحدى الإنس والجن على أن يأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين.
- وحسب الفهم السابق من أن المثاني هي كل القرآن العظيم أو بعضه
(1) تفسير القرطبي صفحة (1763)
فهي تمثل الحروف المقطعة في أوائل السور.
7 -
ما تضمنته سورة الحجر من خصائص وأسرار:
استخلصت سورة الحجر فيما بينها وبين السور القرآنية بتناسق الدرر ولما جاء فيها من المصابيح النورانية والشمولية وصلا مع ما قبلها في سورة إبراهيم، وما بعدها
في سورة النحل بداية ونهاية ومضمونا، كما أنها حاضنة للمعجزة الكبرى قاطبة بسرها العددي وأسرارها الإلهية.
قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر: 87].
أ- أما السر العددي في الإعجاز فهو الأربعة عشر حرفا:
- الآية المعجزة «هي السبع المثاني» لأنها جاءت في فواتح السور بدون تكرار على عدد الحروف المقطعة في القرآن: أربعة عشر.
- تناسق بدايتها مع بداية الجزء الرابع عشر في المصحف.
- ترتيبها في نزول الوحي بين السور المعجزة الرابع عشر.
- ترتيبها في المصحف أن ما جاء قبلها من السور أربع عشرة سورة قرآنية.
ب- ما تضمنته هذه السورة من شموليات أيضا أربعة عشر:
فالله سبحانه وتعالى عالم بالجزئيات وبالكليات، وعالم بالماضي والحاضر والمستقبل، وبالباطن والظاهر، أو السر المخفي والمعلن المجاهر به، وبالغائب عن مسامعنا وأبصارنا والشاهد الحاضر.
- بدء الخلق- بيان حكمة خلق الموجودات- دلائل التوحيد
- إثبات صدق الوحي- وصف القرآن- الوعد بحفظ القرآن- بعض مظاهر قدرة الله تعالى- بعض من قصص الأنبياء- الحياة والموت- ما بعد الموت- القيامة- تسليته تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم أفضال الله على الرسول صلى الله عليه وسلم إشارة على وجود الظلام في الفضاء الخارجي ج- الأسرار الإلهية الخاصة بالسورة:
- خصت سورة الحجر بالتشريف دون باقي السور القرآنية أن عدد آياتها جاء بالإجماع بعدد أسماء وصفات الباري عز وجل تسع وتسعون آية.
- كما خصت بالتعظيم أن عدد السور القرآنية التي جاءت بعدها في ترتيب المصحف الشريف أيضا تسع وتسعون سورة.
أنظر إلى الآية الأربعة عشر: وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ [الحجر: 14]، والسر في إعجاز القرآن جاءت أكبر عدد حروف في كلمة واحد إحدى عشر حرفا فَأَسْقَيْناكُمُوهُ [الحجر: 22].