الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ [السجدة: 15].
فمن صفات المؤمنين أن يسجدون ويخضعون عند تذكيرهم بآيات الله تعالى.
ملاحظة:
مجموع آيات التسبيح بحمد الله تعالى تساوي عشر آيات وهي تساوي عدد السور المبتدئة بحمد الله مع عدد السور المنتهية والمختتمة بحمد الله تعالى فما هذا التوافق العجيب؟!.
وكذلك الآيات التي بها (بحمدك) و (بحمده) معا عددها خمس أيضا لتتفق في العدد مع السور المبتدئة بالحمد أو المنتهية بالحمد، وهذه الآيات هي:
أ- وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ [البقرة: 30].
ب- وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ [الرعد: 13].
ج- وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً [الإسراء: 44].
د- يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء: 52].
هـ- وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً [الفرقان: 58].
التسبيح أكثر ما يكون في الصلاة وبهذا لما نزل قوله تعالى: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة: 96].
قال صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في ركوعكم» ولما نزل قوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى: 1].
قال صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في سجودكم» فإني أرى العلاقة قائمة بين التسبيح والأمر به وبين الصلوات الخمس، وقد جاءت الأعداد متوافقة وكذلك الحمد لله وأعدادها الخمس في بداية السورة وختامها توافق أعداد الصلوات لأن أعلى درجات الحمد تكون في الصلاة وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ولذلك مدح الله الحامدين والراكعين الساجدين في قوله تعالى:
التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [التوبة: 112].
وهؤلاء عشر فئات بعدد آيات الحمد في بدء السور ونهايتها كما مر.
هذه نقاط مضيئة في أول الطريق أذكرها لتكون بداية للانطلاق لدراسة القرآن الكريم من هذه الناحية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضّر الله امرأ سمع مقالتي
فوعاها كما سمعها فرب مبلّغ أوعى من سامع».