الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال لها زوجها (أنت عليّ كظهر أمي) فقالت: إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب فيّ فلما خلا سني ونثرت بطني (أي كثر ولدي) جعلني عليه كأمه وروي أنها قالت: إن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إليّ جاعوا فقال صلى الله عليه وسلم: «ما عندي من أمرك شيء» وروي أنه قال لها: «حرمت عليه» ، فقالت: يا رسول الله ما ذكر طلاقا، وإنما هو أبو ولدي وأحب الناس إلي، فقال:«حرمت عليه» ، فقالت:
أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي كلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حرمت عليه» ، هتفت وشكت، فنزلت الآية السابقة.
ج- قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ [الممتحنة: 1].
أسباب النزول:
روي أن مولاة لأبي عمرو بن صيفي بن هاشم يقال لها سارّة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتجهز لفتح مكة فقال لها: «أمسلمة جئت؟» قالت: لا، قال:«أفمهاجرة جئت؟» قالت: لا، قال:«فما جاء بك؟» قالت: احتجت حاجة شديدة فحث عليها بني المطلب فكسوها وحملوها وزودوها، فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وأعطاها عشرة دنانير وكساها بردا واستحملها كتابا إلى أهل مكة، ونسخته من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، اعلموا أن رسول الله يريدكم فخذوا حذركم، خرجت سارة ونزل جبريل بالخبر، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وعمارا وعمر وطلحة، والزبير، والمقداد، وأبا مرثد وكانوا فرسانا وقال: «انطلقوا حتى تأتوا (روضة خاخ)، فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى أهل مكة فخذوه منها، وخلوها
فإن أبت فاضربوا عنقها»، فأدركوها فجحدت وحلفت فهموا بالرجوع، فقال علي: والله ما كذبنا ولا كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسل سيفه وقال: أخرجي الكتاب، أو رأسك، فأخرجته من عقاص شعرها.
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن جميع الناس يوم الفتح إلا أربعة هي أحدهم، فاستحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا وقال:«ما حملك عليه؟» فقال يا رسول الله: ما كفرت منذ أن أسلمت، ولا غششت منذ نصحت، ولا أحببتهم منذ فارقتهم، ولكني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكل من معك من
المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون أهليهم وأموالهم غيري، فخشيت على أهلي فأردت أن أتخذ عندهم يدا وقد علمت أن الله ينزل عليهم بأسه، وإن كتابي لا يغني عنهم شيئا، فصدقه وقبل عذره، فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال صلى الله عليه وسلم:«وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، ففاضت عينا عمر» .
فنزلت قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ [الممتحنة: 1].