المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌12 - الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم: - المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة

[أحمد عمر أبو شوفة]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌مقدمة الدكتور أحمد دللو

- ‌مقدمة الشيخ محمود دللو

- ‌المعجزة القرآنية تعريفها- شروطها- انواعها

- ‌والمعجزات نوعان:

- ‌1 - معجزات حسية:

- ‌2 - معجزات عقلية:

- ‌توضيح المعجزات الحسية

- ‌أ- النار لم تحرق إبراهيم عليه السلام:

- ‌أما موسى عليه السلام:

- ‌فلماذا كان السحرة أول من آمن

- ‌وهناك معجزات ليست للتحدي:

- ‌ومنها خلق مريم ويحيى وعيسى عليهم السلام:

- ‌ب- فلق البحر لموسى عند ما ضربه بعصاه:

- ‌د- وجوه إعجاز القرآن الكريم:

- ‌معنى إعجاز القرآن الكريم:

- ‌هـ- بعض وجوه إعجاز القرآن الكريم

- ‌1 - الإخبار عن المغيبات الماضية

- ‌2 - الإخبار عن المغيبات المستقبلة:

- ‌3 - بيان بعض الحقائق العلمية القاطعة

- ‌ العلم: إما فرضيات أو علوم يقينية

- ‌أ- الفرضية قد تكون صحيحة أو خاطئة كقولهم:

- ‌ب- أما العلم اليقيني فهو ما يمكن إثباته بالتجربة كقولنا

- ‌نشأة الكون:

- ‌الجنين مغطى بثلاثة أغشية:

- ‌اختلاف بصمات الإنسان:

- ‌المطر والبرد:

- ‌نقصان الأرض من أطرافها:

- ‌مادة داخل الأرض:

- ‌قيادة الإنسان:

- ‌ج- ملاحظات حول موقف القرآن الكريم من العلوم الكونية:

- ‌4 - فصاحة عباراته ومتانة تراكيبه:

- ‌5 - نظمه البديع:

- ‌قال العلامة القرطبي رحمه الله:

- ‌6 - اتساق نظريات القرآن وأحكامه:

- ‌أما نظرة الإسلام إلى الحياة فتتلخص فيما يلي:

- ‌7 - تأثيره وفاعليته بأفئدة:

- ‌قصة إسلام عمر

- ‌إسلام سعد بن معاذ:

- ‌توبة الفضيل بن عياض:

- ‌8 - سمو تشريعه وشموله:

- ‌مزايا التشريع الإسلامي:

- ‌أ- مرونة المعايير الشرعية:

- ‌ب- الواقعية والمثالية في التشريع الإسلامي:

- ‌ج- مبدأ العدل والإحسان:

- ‌د- الوسطية والاعتدال:

- ‌9 - التصوير والتشخيص الحي:

- ‌10 - الأسلوب العجيب:

- ‌11 - الإيجاز الرائع:

- ‌12 - الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم:

- ‌13 - الإعجاز البلاغي:

- ‌1 - المثال الأول:

- ‌2 - المثال الثاني:

- ‌3 - المثال الثالث:

- ‌4 - المثال الرابع:

- ‌5 - المثال الخامس:

- ‌14 - الإعجاز في رسم القرآن الكريم:

- ‌15 - الإعجاز العددي في القرآن الكريم:

- ‌معجزة القرآن الكريم مستمرة

- ‌أمثلة توضح هذا التجديد في علوم الكون:

- ‌وقد فسرها القدماء:

- ‌تكفل الله بحفظ القرآن الكريم:

- ‌الاعجاز في رسم القرآن الكريم تعريفه- أنواعه- أسراره

- ‌ أنواع الرسم القرآني:

- ‌أ- الرسم بالحذف

- ‌ حذف الألف:

- ‌ حذف الواو:

- ‌ حذف النون:

- ‌ب- الرسم بالزيادة:

- ‌ج- الرسم بإبدال الألف واوا:

- ‌د- رسم الكلمة بحرفين مختلفين:

- ‌هـ- رسم نون التوكيد ألفا:

- ‌ الأسرار الخاصة بالقرآن الكريم دون سائر الكتب السماوية:

- ‌أولا: الرسم القرآني موافق للتفسير:

- ‌ثانيا: الرسم القرآني يوافق القراءة المنقولة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌ثالثا: الرسم القرآني توقيفي:

- ‌كتابة القرآن الكريم بغير الرسم القرآني

- ‌ الرد على هؤلاء:

- ‌الإعجاز العددي في القرآن الكريم

- ‌أ- الأعداد المفردة من 1 - 10:

- ‌ب- الأعداد المركبة من 11 - 19:

- ‌ج- ألفاظ العقود من 20 - 90:

- ‌د- المئات والألوف:

- ‌هـ- الكسور:

- ‌السبع المثاني

- ‌نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف

- ‌فواتح السور القرآنية وحروف التهجّي النورانية

- ‌المعجزة الكبرى حروف التهجي النورانية المقطعة

- ‌معدودات كلمة سبع ومشتقاتها في القرآن الكريم:

- ‌علم المبهمات في القرآن الكريم والحكمة منه

- ‌سبب التصريح باسم مريم وزيد بن حارثة رضي الله عنه في القرآن الكريم

- ‌هل ورد في القرآن الكريم كلمات غير عربية

- ‌القرآن الكريم والشعر

- ‌ملاحظة:

- ‌الفوائد من القرآن الكريم

- ‌ الإعجاز العددي في القرآن الكريم

- ‌الفواصل في القرآن الكريم

- ‌تمهيد

- ‌إيقاع المناسبة في مقاطع الفواصل

- ‌تقسيم الفواصل إلى متماثل ومتقارب

- ‌‌‌ملاحظة:

- ‌ملاحظة:

- ‌تقسيم الفواصل إلى متوازن ومتواز ومطرف

- ‌اختلاف الفاصلتين والمحدث عنه واحد

- ‌اتفاق الفاصلتين والموضوع مختلف

- ‌من فائدة الفاصلة تمكين المعنى

- ‌من فائدة الفاصلة الإيغال في المعنى

- ‌ضابط الفواصل

- ‌أ- التوقيفي:

- ‌ب- القياسي:

- ‌الوجوه والنظائر

- ‌غريب القرآن الكريم

- ‌الوقف والابتداء

- ‌الوقف على اسمي الموصول الذين- الذي

- ‌من علم الرسم القرآني أو علم مرسوم الخط التاء المبسوطة والمقبوضة

- ‌تمهيد

- ‌تاء التأنيث المربوطة والمفتوحة

- ‌الكلمة الأولى: رحمت

- ‌الكلمة الثانية: نعمت

- ‌الكلمة الثالثة: امرأت

- ‌الكلمة الرابعة: سنّت

- ‌الكلمة الخامسة: لعنت

- ‌الكلمة السادسة: ومعصيت

- ‌الكلمة السابعة: كلمت

- ‌الكلمة الثامنة: بقيّت

- ‌الكلمة التاسعة: قرّت

- ‌الكلمة العاشرة: فطرت

- ‌الكلمة الحادية عشرة: شجرت

- ‌الكلمة الثانية عشرة: جنّت

- ‌الكلمة الثالثة عشرة: ابنت

- ‌الكلمات المختلف بقراءتها بالإفراد والجمع

- ‌من علوم الرسم القرآني الموصول والمفصول

- ‌جدول يبين أقسام المفصول والموصول وكلمات كل قسم وحكمه

- ‌فصل في الفصل والوصل

- ‌فصل في بعض حروف الإدغام

- ‌بيان بعدد حروف الهجاء في القرآن الكريم من كتاب نهايات البيان في علوم القرآن للشيخ ظفر علي

- ‌تقسيم سور القرآن

- ‌تقسيم إلى أربعة أقسام:

- ‌ويقسم إلى ثلاثة أقسام أيضا:

- ‌ طويل:

- ‌ وسط:

- ‌ قصير:

- ‌فضل آية الكرسي

- ‌الأمثال في القرآن الكريم

- ‌ العنصر الأول:

- ‌ز- العنصر الثالث:

- ‌ح- العنصر الرابع:

- ‌ط- الزبد وعناصر تكوينه:

- ‌ي- الباطل في نظر أهل الحق:

- ‌ك- أهواء الباطل وغازات الزبد:

- ‌ل- التقاء الزبد والباطل:

- ‌من قصص القرآن الكريم

- ‌أولا: تعريف القصص:

- ‌ثانيا: أنواع القصص القرآنية:

- ‌ثالثا:

- ‌رابعا: فوائد القصص القرآني:

- ‌خامسا: تكرار القصص القرآني:

- ‌قصة من قصص القرآن الكريم

- ‌أولا:

- ‌أ- القوة

- ‌ب- العلم:

- ‌ج- الرسالة:

- ‌د- إيمان الرئيس الأعلى وعنايته بكل شيء:

- ‌هـ- إيمان أفراد الشعب برسالة الدولة:

- ‌العتاب في القرآن الكريم

- ‌أمثلة من القرآن الكريم عن العتاب

- ‌المكي والمدني

- ‌أولا:

- ‌ثانيا:

- ‌ثالثا:

- ‌رابعا:

- ‌خامسا:

- ‌أنواع السور المكية والمدنية

- ‌خواص القرآن المكي

- ‌خواص القرآن المدني

- ‌تأثير القرآن الكريم في الأعداء والأصدقاء

- ‌مقارنة بين تأثير محمد صلى الله عليه وسلم بأصحابه وتأثير موسى بأصحابه:

- ‌أما أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌تفسير آية

- ‌أولا: يفسر الورود:

- ‌ثانيا:

- ‌ثالثا:

- ‌رابعا:

- ‌خامسا:

- ‌قال تعالى في قصة موسى:

- ‌سادسا:

- ‌سابعا:

- ‌ثامنا:

- ‌تاسعا:

- ‌عاشرا:

- ‌من علم مرسوم الخط رسم الهمزة

- ‌تمهيد

- ‌1 - الهمزة في أول الكلمة:

- ‌2 - الهمزة في آخر الكلمة:

- ‌‌‌ملاحظة:

- ‌ملاحظة:

- ‌كلمات عضدت همزتها بالياء بآخر الكلمة

- ‌‌‌ملاحظة:

- ‌ملاحظة:

- ‌أسلوب من أساليب الدعوة بالقرآن الكريم

- ‌علم المتشابه

- ‌تمهيد

- ‌[1 - إيراد القصة الواحدة في صور شتى]

- ‌2 - أنواعه:

- ‌أولا:

- ‌ثانيا:

- ‌ثالثا:

- ‌رابعا:

- ‌خامسا:

- ‌سادسا:

- ‌سابعا:

- ‌ثامنا:

- ‌ثانيا:

- ‌التشابه باعتبار الحروف «عدد ورود الكلمات»

- ‌أولا:

- ‌ثالثا:

- ‌رابعا:

- ‌خامسا:

- ‌المناسبات والربط بين السور وبين الآيات

- ‌أنواع الربط بين الآيات

- ‌القسم الأول:

- ‌وهذا مثال يوضح ذلك:

- ‌الثاني:

- ‌1 - التنظير:

- ‌2 - المضادة:

- ‌3 - الاستطراد:

- ‌النسخ

- ‌ أدلة النسخ السمعية:

- ‌ حكمة وقوع النسخ:

- ‌ فيم يقع فيه النسخ

- ‌ تقسيم سور القرآن بحسب ما دخله من النسخ وما لم يدخله:

- ‌ أنواع النسخ بالقرآن الكريم

- ‌أولا: ما نسخ حكمه ورسمه معا:

- ‌وثانيا:

- ‌ثالثا: نسخ الرسم وبقاء الحكم:

- ‌النسخ ببدل ولا بدل

- ‌ثم سمح لهم بالقتال فقال:

- ‌نسخ الحكم ببدل

- ‌دوران النسخ بين القرآن والسنة

- ‌ولذا فأمامنا أربع حالات هي:

- ‌أولا:

- ‌ثانيا:

- ‌ثالثا: نسخ السنة بالقرآن الكريم

- ‌رابعا: نسخ السنة بالسنة

- ‌التأكيد

- ‌تمهيد

- ‌أدوات التأكيد

- ‌1 - مؤكدات الجمل الاسمية:

- ‌مؤكدات الجملة الفعلية

- ‌أ- «قد»

- ‌ب- السين وتسمى سين التنفيس:

- ‌ج- نون التوكيد:

- ‌2 - نون التوكيد الخفيفة:

- ‌ملاحظة:

- ‌ملاحظة:

- ‌التوكيد اللفظي والمعنوي

- ‌أولا: التوكيد اللفظي:

- ‌ثانيا: التوكيد المعنوي:

- ‌ملاحظة 1:

- ‌ملاحظة 2:

- ‌فائدة هذا النوع من التوكيد:

- ‌ملاحظة 3:

- ‌التأكيد بالصفة

- ‌تمهيد

- ‌أولا: أسباب مجيء الصفة:

- ‌ثانيا- تكرار الصفات والمنعوت واحد

- ‌ثالثا: فصل الجمل في مقام المدح والذم:

- ‌رابعا: وصف الجمع بالمفرد:

- ‌ملاحظة:

- ‌دور علم النحو في فهم معاني القرآن الكريم

- ‌تمهيد

- ‌ وضع علم النحو:

- ‌ المثال الأول:

- ‌وهي حرف جر لأربعة عشر معنى:

- ‌1 - الإلصاق:

- ‌2 - التعدية:

- ‌3 - الاستعانة:

- ‌4 - السببية:

- ‌5 - المصاحبة

- ‌6 - الظرفية:

- ‌7 - المقابلة:

- ‌8 - الجارة:

- ‌9 - الاستعلاء

- ‌10 - التبعيض

- ‌11 - الغاية

- ‌12 - التوكيد

- ‌13 - القسم والحلف

- ‌14 - البدل:

- ‌ المثال الثاني:

- ‌فما حكم أكل متروك التسمية:

- ‌ المثال الثالث:

- ‌وقال أبو بكر الرازي وكان في القرآن على خمسة أوجه:

- ‌أسباب النزول

- ‌أولا: نزول القرآن الكريم:

- ‌ثانيا: فوائد أسباب النزول:

- ‌أ- فهم الآية القرآنية

- ‌ب- معرفة من نزلت فيه الآية:

- ‌ج- دفع توهم الحصر

- ‌ثالثا: أمثلة عن أسباب النزول:

- ‌أسباب النزول:

- ‌حكم نزول القرآن مفرقا

- ‌تمهيد

- ‌فما حكم نزول القرآن الكريم مفرقا:

- ‌أولا: تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌ثانيا: التلطف بالنبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌ثالثا: تقديم الحلول للمشاكل الطارئة أو مسايرة الحوادث والوقائع في حينها فإذا حدثت حادثة أو حصل خطأ نزل القرآن الكريم ليبين الحكم الشرعي الصحيح بشكل عملي ليكون أوقع في النفوس، وهذه أمثلة على ذلك:

- ‌رابعا: تسهيل حفظ القرآن الكريم:

- ‌خامسا: التدرج في تشريع الأحكام:

- ‌ مثال آخر عن التدرج في تحريم الربا:

- ‌سادسا:

- ‌كيف تلقى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم

- ‌الحمد في القرآن الكريم

- ‌أولا:

- ‌ملاحظة:

- ‌فأهم الأشياء التي نحمد الله عليها:

- ‌ ثانيا:

- ‌ملاحظة:

- ‌مقارنات بين الحمد في أوائل السور وختامها:

- ‌ثالثا:

- ‌نلاحظ من هذه الآيات ما يلي:

- ‌رابعا:

- ‌خامسا:

- ‌ملاحظة:

- ‌مقارنة بين آيات الحمد والتسبيح

- ‌الدعاء في القرآن الكريم

- ‌ورد في سبب نزول هذه الآية:

- ‌ويلاحظ:

- ‌ملحق يتضمن القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية

- ‌القواعد الفقهية

- ‌أولا: تمهيد:

- ‌ثانيا: تصنيف القواعد الفقهية:

- ‌ثالثا: القواعد الخمس الكبرى:

- ‌عرض عام للقواعد الفقهية

- ‌أولا: القواعد الخمس الكبرى وما يتفرع عنها:

- ‌ثانيا: القواعد الأخرى وما يتفرع منها:

- ‌قواعد أخرى ملحقة بالقواعد السابقة

- ‌المراجع

- ‌القرآن الكريم

الفصل: ‌12 - الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم:

‌12 - الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم:

القرآن كلام الله تعالى وهو يخاطب جميع الأجناس والأقوام في شتى حالاتهم النفسية التي يمرون بها فهو يخاطب الحزين والمغضب، والحاكم والمحكوم، والعربي

والعجمي، والذكر والأنثى، والمتعصب والمعتدل .... وإذا دخلت إلى حلقة يتلى فيها القرآن بمسجد من المساجد وجدت فيها أكثر من مرّ ذكرهم وكلهم معجب بهذا القرآن وراض به، بينما لا يستطيع أي شخص أن يخاطب بكلامه فئات مختلفة من الناس وهم في ظروف نفسية متباينة بكلام واحد يعجبهم جميعا ويرضون عنه كلهم. فلا يستطيع أن يرضي المتعلمين والأميين والسعداء والمحزونين بكلام واحد في آن واحد.

فالله سبحانه أعلم بمخلوقاته من علمهم بأنفسهم وقد كان أبو بكر الصديق إذا مدحه أحدهم قال: اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون.

ولهذا فإن السعيد يجد في القرآن ما يكمل سعادته، والحزين يجد فيه ما يخفف حزنه. والمصاب يجد فيه ما يهوّن عليه مصابه، والمتعلم يجد فيه ما يزداد به علما.

وإذا سألت شخصا ما الذي أعجبك في القرآن؟ فإنه يجيب جوابا عاما مختلفا عن غيره لبيان تأثير القرآن في كل النفوس، فكل النفوس تتأثر بهذا القرآن الكريم.

وقد عرف المشركون ذلك وخشوا الاستماع إليه لتأثيره في نفوس الأصدقاء والأعداء.

وقد بين لهم القرآن الكريم أنه يتألف من حروف هي حروفهم فبضاعته نفس بضاعتهم، وكلماته نفس كلماتهم. فلماذا لم تأتوا بكتاب مثله؟

ص: 62

فقالوا: إن الله صرفنا عن ذلك، فاعترفوا بهزيمتهم أمامه، لكنهم نسبوا ذلك إلى الصرفة عنه. ثم قالوا: إن هذا القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم لا من عند الله تعالى. ولو أنه أنزل على أحد رجلين عظيمين هما عمرو بن هشام (أبو جهل) وعروة بن مسعود الثقفي لآمنا به، لأن محمدا شخص فقير وليس من عظمائهم وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) [الزخرف: 31 - 32].

ثم أخذوا يطعنون بمحمد صلى الله عليه وسلم فيقولون عنه شاعر كاهن، ساحر، فقير، وهم يعلمون الفرق بين القرآن والشعر ولهذا رد عليهم بقوله: وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ (41)[الحاقة: 41].

وهذا هو الكفر وستر الحقائق وإخفاؤها، ولأنه للشعر قواعد معروفة فلا تخفى على من يهتم بالشعر.

وقالوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم كاهن وهم يعلمون الفرق بين القرآن وكلام الكهان، ولذا رد عليهم بقوله: وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (42)[الحاقة: 42].

ولأن الكاهن ينسى ما يقوله فاستعمل كلمة تذكرون.

وقالوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ساحر أتى به فلماذا لم يستعملوا السحر ويأتوا بمثله.

وكذلك قالوا عنه مفتر أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (13)[هود: 13]، فافتروا كما افترى بزعمكم.

ص: 63

والانتقال من النثر إلى الشعر بأقوال البشر يعرف مباشرة، ولكن في القرآن آيات موزونة وفقا لموازين العروض ضمن سياق النصوص ولكن لا يشعر أي قارئ لكتاب الله أنه ينتقل من النثر إلى الشعر أو العكس كقوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38)[الأنفال: 38].

فعبارة: (إن ينتهوا يغفر لكم ما قد سلف) وزنها: مستفعلن مستفعلن مستفعلن من بحر الرجز ولكن لا تحس بهذا الانتقال من الشعر إلى النثر لأن القرآن الكريم ليس شعرا ولا نثرا ولا خطابة ولا سحرا ولا كهانة، بل هو نسيج وحده لأنه كلام الله الواحد الأحد لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) [الشورى: 11].

وهذا مثال آخر عن الكلام الموزون في القرآن الكريم، ولكن عند ما يقرأ لا يحس القارئ بالانتقال من النثر إلى الشعر ومن الشعر إلى النثر.

قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (47) لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52)[الحجر: 45 - 52].

فعبارة: (نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم) موزونة كوزن الشعر ولا نحس بالانتقال من النثر إلى الشعر ثم من الشعر إلى النثر.

أما افتتاح السور بالحروف المقطّعة، فرجل أمي كمحمد صلى الله عليه وسلم يذكر لهم اسم الحرف (ألف- لام- ميم- كاف- ها- يا- عين- صاد) والإنسان الأمي قد ينطق الكلام، وقد ينطق الشعر والنثر ولكنه لا يستطيع أن يأتي بالحروف التي تتكون منها الكلمات. فإذا سألت أميا عن شيء فقلت له: ما

ص: 64

هذا؟، فقال: هذا كتاب. فقلت له: ما أحرف كلمة كتاب؟ لا يستطيع أن يجيبك. هذا هو التحدي بهذه الأحرف. وقد عجزوا سابقا أن يأتوا بمثل هذا القرآن، والآن يتحداهم القرآن بهذه الأحرف فيقول: هذه الأحرف أمامكم فألّفوا منها قرآنا، فإن عجزتم فاعلموا أنه من عند الله تعالى.

ولما كان لكل مقام مقال، فكلام القرآن الكريم موافق لكل المقامات ولكل الأجناس ولكل الحالات في كل زمان ومكان.

وهذه بعض الأمثلة عن أعجاز القرآن الكريم في كلماته:

قال تعالى في سياق غزوة بدر: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ

(11)

[الأنفال: 11].

وقال تعالى في سورة آل عمران: ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (154)[آل عمران: 154].

فقد قال في الأنفال: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وقال في آل عمران: ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً حيث قدم القرآن الكريم النعاس في الأنفال وفي سياق غزوة بدر لأن المسلمين كانوا خائفين ويتوقعون هجوم المشركين عليهم في كل لحظة وهم في حال تعب شديد، فغشاهم النعاس ليأمنوا من الخوف ويناموا لأن الخائف لا ينام.

ص: 65

أما في آية آل عمران فقد كانت المعركة محتدمة في أحد والمسلمون يقاتلون فأمنهم أولا، وغشاهم النعاس ثانيا حتى كان سيف أحدهم يسقط من يده ولا يشعر. فهنا الخوف موجود فعلا وهنا لك ببدر توقع الهجوم، فالخوف متوقع فهو يداعب أفكارهم.

ومنه قوله تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (88)[الإسراء: 88].

وقال: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ (33)[الرحمن: 33].

ففي الأولى والتحدي بالقرآن قدم الإنس على الجن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم من الإنس وجاء يتحداهم أولا والجن تبع لهم.

أما في سورة الرحمن فقوة الجن أقوى من قوة الإنس وقدرة الجن على الحركة في الكون أقوى وأسرع ولذلك جاء ذكرهم أولا.

ومنه قوله تعالى: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 139].

وقال: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (35)[محمد: 35].

ففي الآية الأولى أمران غير جائزين منهي عنهما باستمرار ولذلك سبق الأمران بلا الناهية لكل منهما.

وأما في الآية الثانية: استعمل لا الناهية بقوله (فلا تهنوا) ولم يستعملها مع (وتدعوا) فلم يقل (ولا تدعوا) لأنه لو قال ذلك لفهم منه أن الدعوة إلى السلم لا تجوز بكل حال مع أن القرآن الكريم أجاز السلم أحيانا ومنعه

ص: 66

أحيانا حسب وضع المسلمين. وقد قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)[البقرة: 208].

ومنه قوله تعالى في اليهود: وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ [المائدة: 64]. فالعداوة تقع بين اليهود وتتأجج بشدة لأدنى الأسباب أما العداوة بين النصارى فهي ملصقة. فالغراء مادة لاصقة ولذلك العداوة لا تنفك عن النصارى. كما نجد ذلك بالواقع فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ [المائدة: 14].

ومنه قوله تعالى: سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ [الأنفال: 12].

وهذا في سياق غزوة بدر لأن المشركين كانوا في العراء بأرض مكشوفة.

وقال تعالى في يهود بني النضير وقد كانوا متحصنين في حصون منيعة ولذلك كانوا لا يتوقعون مهما حاصرها المسلمون، ولهذا لم يكونوا خائفين، فقال: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (2)[الحشر: 2].

لذا قال: وقذف في قلوبهم الرعب، فكأنها طلقات وقنابل تقذف من بعيد ولكنها قنابل خوف تدخل إلى قلوبهم، ولذا استعمل كلمة (قذف) بينما استعمل في بدر (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب).

ومنه قوله تعالى في أموال السفهاء: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً (5)[النساء: 5].

ص: 67

وفي أموال القسمة: وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً (8)[النساء: 8]. لأن (فارزقوهم فيها) أي تاجروا لهم فيها ونموها حتى لا يذهب أصلها. بينما في الآية الأخرى أعطوهم شيئا من الميراث صدقة ولذلك قال: (منه)، وقال في الأولى (وارزقوهم فيها) وهذا هو الفرق.

ومن ذلك قوله تعالى: فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ [هود: 36].

ويقول: فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ [يوسف: 69].

فالفعل يكون مقصودا وغير مقصود بدليل قوله تعالى بعدها: وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ (38)[هود: 38].

أما كلمة (يعلمون): فالعمل لا يكون إلا مقصودا. فقد ألقوا يوسف في الجب وقالوا عن أخيه: إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ [يوسف: 77].

ومن ذلك قول الله تعالى: كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)[النبإ: 4 - 5] فاستعمل حرف السين (سيعلمون) لأنهم في الدنيا فالعلم بذلك قريب.

وأما قوله تعالى: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)[التكاثر: 1 - 4] وسوف للزمن البعيد لذا استعملها لأن العلم بذلك سيكون بعد الموت لا قبله.

الأمثلة السابقة نماذج للعلاقة بين الكلمة والكلمة، وهذا مثال مبسط للعلاقة بين السور.

ص: 68

فلنأخذ على سبيل المثال سورتي الضحى والشرح وهما سورتان متتابعتان بالقرآن الكريم. رقم الأولى (93) ورقم الثانية (94).

قال تعالى: وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (7) وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)[الضحى: 1 - 11].

فقد امتن الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بثلاث. وثلاث منهن:

1 -

الاستقرار النفسي: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) 2 - الاستقرار الفكري: وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (7).

3 -

الاستقرار الاقتصادي: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى (8).

وقال تعالى في سورة الشرح: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)[الشرح: 1 - 8].

فقد امتن عليه بثلاث منهن أيضا:

1 -

شرح صدره أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1).

2 -

وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2).

3 -

وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4).

وهي تقابل النعم الثلاث المذكورة في سورة الضحى. وهذه النعم الست ليس فوقها أي نعمة أخرى.

ص: 69