الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ك- أهواء الباطل وغازات الزبد:
هذه الغازات تكونت من عفونة أجسام تحللت وفسدت ببعض عوامل التحليل والفساد. وبهذه الغازات كثر الزبد وكبرت فقاعاته. وهذه الغازات يقابلها أهواء المرء وشهواته، فإذا كانت الغازات هي العامل الأساسي في تكوين الزبد فالأهواء والشهوات هي العامل الأساسي لوجود كل باطل على ظهر هذه الأرض. فأي شيء في الإنسان ضربه العفن والفساد؟ لقد جاء العفن منذ أن خلقه الله من طين خسيس بالأصل المكنون بالحمإ المسنون والماء المتجدد يطهر العفن ويزيله كماء الوادي. وكذلك الوحي، يزيل العفن من نفوسنا ويطهرنا، ففطرنا على الإيمان بالله.
ل- التقاء الزبد والباطل:
1 -
كل منها ظاهرة عارضة ضائعة الأصل والنسبة.
2 -
كل منها شيء لا نفع له ولا ثمرة ينتهي إليها.
3 -
كل منها سريع التحول والزوال لا استقرار له ولا دوام.
10 -
مثل من السنة وتوضيحه واختم هذا المثل بمثل من السنة المطهرة لبيان تقريب المعاني الذهنية إلى الفهم عن طريق الأمثال ولبيان بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله سبحانه وتعالى أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وأنه كاد أن يبطئ بها فقال عيسى عليه السلام: إن الله تعالى أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها. فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم» .
فقال يحيى: أخشى إن سبقتني أن يخسف بي أو أعذب. فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف. فقال: إن الله تبارك
وتعالى أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن:
- أولاهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال: هذه داري وهذا عملي فاعمل وأدّ إليّ فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك.
- وإن الله يأمركم بالصلاة. فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت.
- وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك، فكلهم يعجب ويعجبه ريحه وإن ريح الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك.
- وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفدي نفسي منكم بالقليل ولكثير ففدى نفسه منهم.
- وآمركم أن تذكروا الله تعالى فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في إثره سراعا حتى أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم. كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله». رواه أحمد والترمذي.