الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من علم مرسوم الخط رسم الهمزة
تمهيد
الهمزة لا صورة لها بالخط لأنها مبدأ الحروف وأنها متحركة وأول الحركات الفتح فهي من جهة الابتداء من الألف الذي هو أول الحروف الثلاثة التي هو للمد واللين ثم تعضد بأحد هذه الحروف الثلاثة حيث تثبت ولا يأتي سقوطها فإن أتى سقوطها خرجت من أصالتها فلم تعضد إلا أن يكون في المعنى ما يقوي ظهورها فتعضد.
1 - الهمزة في أول الكلمة:
لا يأتي سقوطها لأنها متحركة وليس قبلها غيرها وهي من جهة المعنى مبدأ الحروف. فعضدت بأول الحروف وهو الألف بأي حركة تحركت الهمزة
2 - الهمزة في آخر الكلمة:
أ- إذا وقعت الهمزة في آخر الكلمة أخرجت عن أصالتها بحسب وصفها آخر الكلمة محل الوقوف والسكون.
إذا كان ما قبلها متحركا، لا يأتي سقوطها بإلقاء حركتها عليه لأنه متحرك مثل «يستهزئ» ويصبح النطق بالهمزة ساكنة مثل «إن يشأ» وكذلك في الوقف.
فإذا تقوى معناها بالكلمة بحيث تكون له مرتبة ظاهرة أصلية: فتعضد بحرف حركتها مثل الملأ- ورآيء
ب- رسم الهمزة بآخر الكلمة بالقرآن الكريم:
الهمزة المتطرفة تكتب على حرف يناسب حركة ما قبلها فإذا كان قبلها الفتح كتبت على ألف مثل «الملأ» وإذا كان قبله ضم كتبت على وأو مثل «لؤلؤ» وإذا كان قبلها كسر كتبت على ياء مثل «يستهزئ» وإذا كان قبلها سكون كتبت على السطر مثل «يشاء» هذه هي القواعد القياسية في كتابة الهمزة.
لكن إذا كان للكلمة معنى زائد أو رتبة عالية أو أهمية خاصة. أو ظهور متميز كتبت على صورة لا تتفق مع هذه القاعدة القياسية أمثال الكلمات التالية:
أولا: الملأ- نبؤا- يبدأ الخلق وهذه الكلمات قبل الهمزة حرف متحرك.
ثانيا: ما قبل الهمزة ساكن.
كالألف مثل كلمات علمؤا- جزاؤا- شركاؤا وغيرها وقد عضدت هذه الكلمات بالواو والألف- وهنالك كلمات تفصد همزتها بالياء:
مثل: يلقائي- وإيتآي- ءاناي- ورآي.
ثالثا: رسم الهمزة إذا كان الساكن قبلها غير الألف مثل: الخبء- بريء.
أولا: إذا كان قبل الهمزة متحرك:
1 -
كلمة «الملأ» مرسومة بالألف إلا في أربعة مواضع هي: موضع في سورة المؤمنين وثلاثة في سورة النحل.
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (23) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ [المؤمنون: 23 - 24].
«فالملأ» هنا عليه القوم وزعماؤهم ورؤساءهم ولذلك كتبت بالواو وعضدت بالألف بعدها بينما في نفس السورة وبعد ثماني آيات وفي الآية «32» تحديدا كتبت «الملأ» هكذا على الألف لأن معنى «الملأ» عامة الشعب من الكافرين.
قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [النمل: 29 - 30].
«فالملأ» هنا لهم رتبة خاصة وهم قادة الجيش وأعيان الدولة وزعماؤها ولذلك كتبت بالواو وعضدت بالألف لبيان مزيتهم.
ومثلها في نفس السورة:
قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ [النمل: 32].
لنفس السبب لأنهم هم أنفسهم:
قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [النمل: 38].
والقائل هو سليمان وقد قال ذلك لمن لهم رتبة ظاهرة في الوجود فعفريت الجن تعهد بإحضار عرش الملكة قبل أن يقوم سليمان عليه السلام من مكانه والذي عنده علم من الكتاب تعهد لسليمان بإحضاره قبل أن يرتد إليه طرفه وهل فوق هذه المكانة من مكان وبلمحة بصر يحضر عرشا من اليمن إلى بيت المقدس.