الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنواع الربط بين الآيات
أ- إذا تعلق الكلام بعضه ببعض ولم يتم المعنى فالترابط واضح ولا حاجة لشرحه.
ب- إذا لم يظهر الارتباط وظهر أن كل جملة مستقلة عن الأخرى وهذا هو موضوع البحث وهو يقسم إلى قسمين.
القسم الأول:
أن تكون الجمل معطوفة ولا بدّ أن تكون بينهما جهة جامعة كقوله تعالى: يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها [سبإ: 2] فهنا مقابلة وتضاد.
وهذا مثال يوضح ذلك:
سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً [الإسراء: 1 - 3].
فما العلاقة بين الإسراء وموسى ونوح؟ وما الرابطة؟!.
فقد اطلع سبحانه وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم على الغيب عيانا وأخبره بوقائع من سلف بيانا، لتقوم أخباره على معجزاته برهانا. أي سبحان الذي أطلعك على بعض آياته لتقصها ذكرا، وأخبرك بما جرى لموسى وقومه
لتكون قصتهما آية أخرى؟ أو أنه أسرى بمحمد إلى ربه كما أسرى بموسى من مصر حين خرج منها خائفا يترقب.
ثم ذكر ذرية من حملنا مع نوح ليتذكر بنو إسرائيل نعمة الله عليهم، قديما حيث نجاهم من الغرق إذ لو لم ينج أباهم من أبناء نوح لما وجدوا وأخبرهم أن نوحا كان عبدا شكورا وهم ذريته والولد سر أبيه فيجب أن يشكروا النعم كأبيهم لأن عليهم أن يسيروا على سيرته.
فهاهنا ثلاث نعم.
1 -
نعمة الله على محمد صلى الله عليه وسلم بالإسراء.
2 -
نعمة الله على موسى برحلته إلى مدين ونجاته من فرعون.
3 -
نعمة الله على نوح وذريته بإنجائهم من الغرق.
- والمثال الثاني: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [الغاشية: 17 - 20] فما العلاقة بين الإبل والسماء والجبال والأرض؟
الأول:
من المعلوم أن البدوي يعتمد في معيشته على الإبل. والإبل بحاجة إلى غذاء ومرعى، وسبب نبات العشب هو المطر النازل من السماء. فإذا نزل المطر فلا بيت عنده يحميه، فيلجأ إلى الجبال يحتمي بها من المطر.
فإذا انقطع هطل المطر خرج بإبله إلى الأرض الفسيحة ليرعى إبله. فسبحان الله العظيم والحمد لله رب العالمين على نعمه.