الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منها، يحرسها سجانون، وبين من يسجن عدد من المعارضين للحكام والثوار والمشاغبين على السلطة القائمة، أي: مجرمين سياسيين، يبقون في سجونهم ما دام الحكام غير راضين عنه. وقد يموت بعض منهم وهم في سجونهم.
وورد في الأخبار أن السجن لم يكن في زمن الرسول بيثرب، ولا في أزمان أبي بكر وعمر وعثمان، وكان يحبس في المسجد أو في الدهليز، حيث أمكن. فلما كان زمن "علي بن أبي طالب"، أحدث السجن بالكوفة. وكان أول من أحدثه في الإسلام، وسماه "نافعًا" ولم يكن حصينًا، فنقبه اللصوص وانفلتوا، فبنى آخر وسمّاه "مخيسًا" من التخييس وهو التذليل. وقد ورد في أخبار أخرى، أن "نافع بن عبد الحارث الخزاعي" من عمال "عمر" اشترى دارًا من "صفوان بن أميّة" للسجن بمكة1. ومعنى هذا أن السجن كان معروفًا قبل أيام "عثمان" و"علي".
وقد ورد في بعض الأخبار أن "عمر" أول من حبس في السجون. "وقال أحبسه حتى أعلم منه التوبة، ولا أنفيه من بلد إلى بلد فيؤذيهم"2؛ وذلك لأن العرب كانت تستعمل "التغريب"، أي: النفي في موضع السجن، لسهولة النفي، وصعوبة الحبس.
1 صحيح مسلم "5/ 158"، "باب ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه"، "وأمره عمر على مكة. قال البخاري في صحيحه: اشترى نافع بن عبد الحارث لعمر من صفوان بن أمية دار السجن بمكة"، الإصابة "3/ 516"، "رقم 8659"، صحيح البخاري، "4/ 238"، "في الخصومات: باب الربط والحبس".
2 تفسير القرطبي "6/ 153".
الجلد:
وعرفت عقوبة الجلد عند الجاهليين، ولا سيما عند الحضر، فقد عاقبوا بالجلد. وقد أشير إليها في الكتابات العربية الجنوبية، إذ ورد في اتفاقية من الاتفاقيات المتعلقة بـ"الوقف" أن الطرف الثاني، وهو الشخص المتعاقد مع الحكومة أو المعد، إذا تماهل أو امتنع عن دفع ما عليه من حقوق نص عليها، عوقب بغرامة مقدارها "خمسة رضى"، أو بجلده خمسين جلدة بالعصا1.
1 Cih، 380، Sab. Denkm.، S. 21