الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومات غريقا في بحر القلزم في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة من جملة أربعمائة نفس.
2640 - أبو بكر ابن بيبش البلنسيّ [- بعد 539]
[80 ب] محمد بن عبيد الله بن محمد بن بيبش، أبو عبد الله، وأبو بكر، المخزوميّ، البلنسيّ، من بلنسية.
أخذ عن مشيخة بلده وعني بالفقه. وكان من أهل الشورى والفتيا.
رحل حاجّا فقدم الإسكندريّة وسمع بها من السّلفيّ سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، وتوفّي هناك.
2641 - القائم العبيديّ [280 - 334]
[81 أ] محمد بن عبيد الله بن محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، الإمام القائم بأمر الله، أمير المؤمنين، أبو القاسم، وقيل أبو العبّاس.
وبعضهم يسمّيه عبد الرحمن بن عبيد الله، ويزعم أنّه لمّا ملك المغرب غيّره وتسمّى محمّدا.
وبعضهم يقول: نزار بن الإمام المهديّ أبي محمّد، ابن الإمام الحبيب بن الصادق بن المكتوم بن الإمام بن الصادق بن الباقر بن زين العابدين بن السّبط الشهيد ابن أمير المؤمنين أبي الحسن [عليّ] بن أبي طالب.
ولد بسلميّة من عمل حمص سنة سبع وسبعين ومائتين. وقيل: في المحرّم سنة ثمانين ومائتين.
وخرج مع أبيه من سلميّة إلى مصر وهو غلام حدث ما طرّ شاربه في سنة إحدى وتسعين ومائتين. فأقاما بها حتى سارا إلى بلاد المغرب.
فلمّا استقامت الدولة للمهديّ عهد إليه بالخلافة بعده، وكان يعجب به ويحبّه حبّا زائدا، وإذا نظر إليه أنشد [السريع]:
مبارك الطلعة ميمونها
…
يصلح للدنيا وللدين
وصارت الكتب تنفذ باسم وليّ العهد أبي القاسم، ونقش خاتمه: من وليّ عهد المسلمين.
[حملاته على مصر]
ثمّ جمع المهدي العساكر وقدّمه عليها فرحل من رقّادة يريد مصر لاثنتي عشرة بقيت من ذي الحجّة سنة إحدى وثلاثمائة (1)، فوصل إلى برقة وملكها في ذي الحجّة، وسار إلى الإسكندريّة فاستولى عليها وعلى الفيّوم وصار في يده أكثر البلاد وضيّق على أهلها. فسيّر المقتدر بالله أبو الفضل لقتاله الخادم نجرير (2) في جيش. فرجع أبو القاسم إلى إفريقية، وأنفذ المهديّ بعده حباسة ابن يوسف فكان من حروبه ما ذكر في ترجمته (3).
(1) في اتّعاظ الحنفاء 98 أيضا، أرّخت الحملة الأولى بذي الحجّة 301، وفي عيون الأخبار للداعي إدريس 194، أرّخت بيوم الخميس 14 ذي الحجّة، ولا يوافق نصف الشهر يوم خميس. والصواب ما جاء في المقفّى هنا:
يوم الخميس 17 ذي الحجّة 301.
(2)
مؤنس الخادم هو الذي تصدّى للقائم، كما في الكامل 6/ 147، وعند المقريزيّ نفسه في الاتّعاظ 98. ولعلّ الوهم ناتج عمّا ورد عند الكندي (كتاب الولاة 269) في قدوم نحرير الخادم من العراق. إلّا أنّ قدومه كان لغرض آخر، ثمّ هو كان في ربيع الأوّل 301، أي قبل رحيل القائم من رقّادة بكثير.
(3)
انظر الترجمة رقم 1119. وفي خصوص حملة حباسة ينظر كتاب الولاة والقضاة 269 - 273 حيث فصّل الكندي أحداثها ونقل الشعر الذي قيل فيها.
الصفحة 81 وجه من مخطوطة ليدن رقم 1366 ب (ترجمة القائم العبيديّ)
ثمّ إنّ المهديّ جهّز أبا القاسم وليّ عهده لأخذ مصر وبعث معه الجيوش، فسار في يوم الاثنين أوّل ذي القعدة سنة ستّ وثلاثمائة (1)، وأقبل يريد الإسكندريّة حتى نزلت مقدمته لوبية ومراقية (2)، فهرب أهل الإسكندريّة منها وجلوا عنها. وخرج منها مظفّر (3) ابن الأمير ذكاء في جيشه، ودخلت مقدّمة أبي القاسم الإسكندريّة يوم الجمعة لثمان خلون من صفر سنة سبع وثلاثمائة، ففرّ أهل القوّة من الفسطاط إلى الشام في البرّ والبحر، فهلك أكثرهم بفلسطين، وخرج الأمير أبو الحسن ذكاء الأعور الروميّ (4) من مصر إلى الجيزة فعسكر بها للنصف من صفر، وقدّم الحسين بن أحمد الماذرائيّ (5) على خراج مصر فوضع العطايا بالجيزة، وجدّ ذكاء في أمر الحرب وشرع في [81 ب] بناء حصن بالجيزة وخندق على عسكره بها فمات في حادي عشر ربيع الأوّل. ووليّ مصر بعده أبو منصور تكين (6)
مرّة ثانية. ونزل العسكر بالجيزة.
وتقدّم أبو القاسم إلى الإسكندريّة في شهر ربيع الثاني، ومعه من طوائف العسكر عدد كثير.
فكتب إلى أهل مكّة يدعوهم إلى طاعته فلو يقبلوا منه.
ووردت بذلك الأخبار إلى بغداد فبعث المقتدر بالله العساكر إلى مصر.
وأقبلت مراكب المهدي عبيد الله إلى الإسكندريّة، عليها سليمان الخادم (7)، فقاتله ثمل الخادم (8) بمراكب طرسوس وأسره ومن معه.
وقدم مؤنس المظفّر من بغداد على عدّة من العسكر مددا لتكين. وسار أبو القاسم من الإسكندريّة إلى الفيّوم ونزلها واستولى على جزيرة الأشمونين كلّها. فقدم جنّيّ الصفواني (9) الخادم من بغداد سلخ ذي الحجّة، وبعث مؤنس بأبي
- 321 (انظر العيون والحدائق 267، والهامش 5، وكذلك ك. الولاة 267 وترجمته رقم 1029).
(1)
حملة القائم الثانية على مصر: في الكامل 6/ 161، وفي الاتّعاظ 103، كان وصول القائم إلى الإسكندريّة في ربيع الآخر سنة 306، أي قبل التاريخ المذكور هنا بنحو ستّة أشهر.
(2)
لوبية ومراقية: كورتان من إقليم الإسكندريّة تقعان على الساحل (كتاب البلدان لليعقوبي، ضمن الأعلاق النفيسة، 331). وتأتي لوبية قبل مراقية في طريق الإسكندريّة من إفريقيّة.
(3)
مظفّر بن ذكا، «جعله أبوه ذكا الأعور على الإسكندريّة في ربيع الأوّل سنة 304 (ك. الولاة، 274)، والمقريزي بوجه عامّ ينقل رواية الكندي مع اختلاف طفيف.
(4)
ذكا الأعور: ولّاه المقتدر على مصر في صفر سنة 303، وقد عوّض تكين الخاصة، الذي عزله مؤنس في ذي القعدة 302.
(5)
الماذرائيّ: أبو علي الحسين بن أحمد، المعروف بأبي زنبور: تولّى خراج مصر مدّة طويلة ابتداء من سنة 293 (ك. الولاة، 258). وانظر ترجمته رقم 1223.
(6)
تكين الخاصة أبو منصور: ولي مصر ثلاث مرّات، وكانت حملتا القائم في مدّته. وتوفّي في ربيع الأوّل سنة-
(7)
سليمان الصقلبي «من عبيد الإمام المهديّ» (عيون الأخبار 234)، وأضاف الداعي إدريس أنّه حمل إلى بغداد بعد أسره وضربت عنقه هناك بأمر من المقتدر. وفي العيون والحدائق 207 أنّه مات بمصر، وكذلك في الكامل 6/ 161.
(8)
ثمال في عيون الأخبار 206، وثمل في العيون والحدائق 206، وخبر الحرب بين الأسطولين مستفيض في العيون والحدائق 205 - 207. وفي التنبيه والإشراف للمسعودي ص 331: ثمل الخادم الدلفي، صاحب أنطاكية والثغور الشاميّة.
(9)
جنّي الصفواني: أحد القوّاد العبّاسيّين، شارك بمصر في الحرب ضدّ الفاطميّين، وكان له أيضا حروب مع القرامطة بالعراق (التنبيه والإشراف للمسعودي 331، وفيه أنّه «مولى ابن صفوان العقيلي»، فلعلّ ذلك مصدر تلقيبه بالصفوانيّ)، وأسره أبو طاهر القرمطي في وقعة الكوفة سنة 312 (العيون والحدائق 228).
وقد خصّص له المقريزي في المقفّى الترجمة رقم 1096.