الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وثمانين وستّمائة.
2829 - ابن العلّاف [- 442]
(1)
محمد بن علي بن محمد بن يوسف، أبو طاهر، الواعظ، يعرف بابن العلّاف، وابن الفرّاء.
سمع أبا بكر بن مالك القطيعيّ، وأحمد بن جعفر بن مسلم، ومخلد بن جعفر، وغيره.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا، مشكورا، ظاهر الوقار، وله مجلس وعظ.
مات يوم الجمعة الرابع والعشرين من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. وذكره المنذريّ في المصريّين. وحدّث بالإسكندريّة.
2830 - محيي الدين ابن العربيّ [560 - 638]
(2)
محمد بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عبد الله، محيي الدين، أبو عبد الله، ابن العربيّ، الطائيّ، الحاتميّ، من ولد عبد الله بن حاتم أخي عديّ بن حاتم، الصوفيّ، الفقيه الظاهريّ، المحدّث.
ولد بمرسية في شهر رمضان سنة ستّين وخمسمائة. وسمع بقرطبة من الحافظ أبي القاسم خلف بن بشكوال وغيره. وبإشبيلية من أبي بكر محمّد بن خلف بن صاف اللخميّ، وقرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات السبع، وبالكتاب الكافي
لأبي عبد الله محمد بن شريح الرعينيّ المقرئ في مذاهب القرّاء السبعة المشهورين، وحدّثه به عن ابن المؤلّف أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعينيّ عن أبيه. وقرأ أيضا القرآن بالكتاب المذكور على أبي القاسم عبد الرحمن بن غالب الشرّاط القرطبيّ وحدّثه به عن ابن المؤلّف.
وسمع على قاضي مدينة فاس أبي محمد عبد الله التادليّ كتاب التبصرة في مذاهب القرّاء السبعة لأبي محمد مكّيّ بن أبي طالب المقرئ عن أبي بحر سفيان عن المؤلّف. وسمع على القاضي أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة كتاب التيسير في مذاهب القرّاء السبعة لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني عن أبيه عن المؤلّف. وسمع على القاضي أبي عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون الأنصاريّ، وعلى أبي محمد عبد الحقّ بن عبد الرحمن بن عبد الله الإشبيليّ، وعلى عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل ابن الحرستانيّ، وعلى يونس بن يحيى بن أبي الحسن العبّاسيّ نزيل مكّة، وعلى المكين ابن شجاع بن آمر بن رستم الأصبهانيّ إمام المقام، وعلى البرهان نصر ابن أبي الفتوح بن علي، وسالم بن رزق الله الإفريقي، ومحمد بن أبي الوليد بن أحمد بن شبل، وأبي عبد الله بن عيشون وأجازه جماعة كثيرة، منهم الحافظ الكبير ابن عساكر، وأبو الطاهر السلفيّ، وأبو الفرج ابن الجوزيّ.
وقدم إلى مصر. وأقام بالحجاز مدّة. ودخل بغداد والموصل وبلاد الروم. ومات بدمشق في ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستّمائة، ودفن بسفح قاسيون.
قال ابن الأبّار: هو من أهل إشبيلية، وأصله من سبتة. وقال أبو جعفر ابن الزبير: أراه من أهل المريّة.
(1) تاريخ بغداد 3/ 103 (1100).
(2)
عنوان الدارية 97 (156)، شذرات 5/ 190، النجوم 6/ 339، العبر 5/ 198، نفح الطيب 2/ 161 (113)، لسان الميزان 5/ 311، التكملة 652، الذيل والتكملة 6/ 493، الوافي 4/ 173 (1713)، فوات 3/ 435 (484)، المنذريّ 3/ 555 (2972)، غاية النهاية 2/ 208 (3277). ويسمّى عادة ابن عربيّ بدون لام التعريف.
وقال ابن النجّار: أقام بإشبيليّة إلى سنة ثمان وتسعين، ثمّ دخل بلاد الشرق.
وقال ابن الأبّار: أخذ عن مشيخة بلده ومال إلى الآداب، وكتب لبعض الولاة. ثمّ رحل إلى المشرق حاجّا فأدّى الفريضة ولم يعد بعدها إلى الأندلس.
وقال أبو محمد المنذريّ: ذكر أنّه سمع بقرطبة من أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال وجماعة سواه. وسمع بإشبيليّة من أبي بكر محمد بن خلف بن صاف [اللخميّ]، وأنّه سمع بمكّة وبغداد والموصل وغيرها من جماعة. وطاف البلاد، وسكن بلاد الروم مدّة، وجمع مجاميع في الطريقة.
وقال ابن الأبّار: وسمع الحديث من أبي القاسم الحرستانيّ، وسمع صحيح مسلم مع شيخنا أبي الحسن ابن أبي نصر في شوّال سنة ستّ وستّمائة. وكان يحدّث بالإجازة العامّة عن السلفيّ ويقول بها. وبرع في علم التصوّف [154 أ]. وله في ذلك مصنّفات جليلة طويلة كثيرة. لقيه جماعة من العلماء والمتعبّدين وأخذوا عنه.
وقال أبو جعفر ابن الزبير: وجال في بلاد المشرق، وأخذ في رحلته. وألّف في التصوّف وما يرجع إليه، وفي التفسير، وغير ذلك تواليف لا يأخذها الحصر، منها: كتاب الجمع والتفصيل في إبداء معاني التنزيل، وكتاب كشف المعنى في تفسير الأسماء الحسنى، وكتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام، إلى غير ذلك. وله شعر، وتصرّف في فنون من العلم، وتقدّم في علم الكلام والتصوّف.
وقال ابن الدبيثيّ: قدم بغداد في سنة ثمان وستّمائة. وكان يومأ إليه بالفضل والمعرفة.
والغالب عليه طرق أهل الحقيقة. وله قدم في الرياضة والمجاهدة، وكلام على لسان أهل التصوّف. ورأيت جماعة يصفونه بالتقدّم والمكانة عند جماعة من أهل هذا الشأن بدمشق وبلاد الشام والحجاز. وله أصحاب وأتباع. ووقفت له على مجموع من تأليفه، وقد ضمّنه منامات رأى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما سمعه منه، ومنامات قد حدّث بها عمّن رآه صلى الله عليه وسلم. فكتب عنّي شيئا من ذلك، وعلّقت عنه منامين فحسب.
وقال ابن النجّار: وكان قد صحب الصوفيّة وأرباب القلوب، وسلك طريق الفقر. وحجّ وجاور، وصنّف كتبا في علم القوم، وفي أخبار مشايخ المغرب وزهّادها. وله أشعار حسنة وكلام مليح. اجتمعت به بدمشق في رحلتي إليها، وكتبت عنه شيئا من شعره. ونعم الشيخ هو! ذكر لي أنّه دخل بغداد في سنة إحدى وستّمائة فأقام بها اثني عشر يوما. ثمّ دخلها ثانيا حاجّا مع الركب في سنة ثمان وستّمائة. وأنشدني لنفسه [الطويل]:
أيا حائرا ما بين علم وشهوة
…
ليتّصلا، ما بين ضدّين من وصل
ومن لم يكن يستنشق الريح لم يكن
…
يرى الفضل للمسك الفتيق على الزبل
وسألته عن مولده فقال: في ليلة الاثنين سابع عشر رمضان سنة ستّين وخمسمائة بمرسية من بلاد الأندلس.
وقال ابن مسدي: كان يلقّب بالقشيريّ، لقبا غلب عليه لما كان يشير من التصوّف إليه. وكان جميل الجملة والتفصيل، محصّلا لفنون العلم أخصّ تحصيل. وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق، والتقدّم الذي لا يسبق. سمع ببلده من أبي عبد الله محمد بن [154 ب] سعيد بن زرقون القاضي، ومن الحافظ أبي بكر محمد بن
عبد الله بن الجدّ، وأبي الوليد [
…
] بن أبي أيّوب الحضرميّ، وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله. وقدم عليه إشبيلية أبو محمد عبد المنعم ابن محمد الخزرجيّ فسمع منه، وأبو جعفر بن مضاء (1). واختصّ بمحمّد بن يحيى فقرأ عليه القرآن بالروايات. وسمع بمرسية من القاضي أبي بكر ابن أبي جمرة وغيره. وذكر أنّه لقي عبد الحقّ ابن عبد الرحمن ببجاية، وفي ذلك نظر (2).
قال كاتبه (3): قال الشيخ محيي الدين في إجازته للملك المظفّر غازي ابن العادل أبي بكر بن أيّوب: ومن شيوخنا الأندلسيّين أبو محمد عبد الحقّ بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزديّ الإشبيليّ رحمه الله، حدّثني بجميع مصنّفاته في الحديث، وعيّن لي من أسمائها: تلقين المهتدي، والأحكام الكبرى، والوسطى، والصغرى، وكتاب التهجّد، وكتاب العاقبة ونظمه ونثره، وحدّثني بكتب الإمام أبي محمد عليّ بن أحمد بن حزم عن أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح عنه [انتهى](4).
…
وأنّ الحافظ (5) السلفيّ أجاز له، وأحسبها الإجازة العامّة. وله تواليف. وكان مقتدرا على الكلام، ولعلّه ما سلم من الكلام. وكان ظاهريّ المذهب في العبادات، باطنيّ النظر في الاعتقادات.
قال ابن النجّار: توفّي ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستّمائة بدمشق. ودفن يوم الجمعة بجبل قاسيون.
واتّفق أنّه لمّا أقام ببلاد الروم، ركّبه ذات يوم الملك، فقال: هذا بدعوة الأسود. فسئل عن ذلك، فقال: خدمت بمكّة بعض الصلحاء، فقال لي يوما: اللهيذلّ لك أعزّ خلقه.
وأمر له ملك الروم مرّة بدار تساوي مائة ألف درهم. فلمّا دخلها وأقام بها، مرّ به في بعض الأيّام سائل فقال: شيء لله!
فقال: ما عندي غير هذه الدار، خذها لك!
فتسلّمها السائل وصارت له.
وقد نقل عن الشيخ عزّ الدين عبد العزيز بن عبد السلام أنّه قال عن ابن العربيّ: هذا شيخ سوء كذّاب، يقول بقدم العالم، ولا يحرّم فرجا- وفي رواية: شيخ سوء كذّاب مقبوح يقول بقدم العالم ولا يرى تحريم فرج- وأنّه سئل عن كذبه فقال:
كان ينكر تزويج الإنس بالجنّ ويقول: الجنّ روح لطيف، والإنس جسم كثيف لا يجتمعان- ثمّ زعم أنّه تزوّج امرأة من الجنّ وأقامت معه مدّة ثمّ ضربته بعظم جمل فشجّته- وأرانا شجّة بوجهه وقد برئت.
ويقال أيضا أنّه خرج هو [
…
] ابن سراقة العامريّ من باب الفراديس بدمشق، فقال: بعد كذا وكذا ألف سنة يخرج ابن العربيّ وابن سراقة من هذا الباب على هذه الهيئة.
وقال في حقّه شمس الدين محمد بن عثمان الذهبيّ: له توسّع في الكلام وذكاء وقوّة خاطر وحافظة وتدقيق في التصوّف وتواليف جمّة في العرفان لولا شطحه في كلامه وشعره. لعلّ ذلك
(1) في النفح 2/ 164: ابن مصلّي.
(2)
الشكّ من ابن مسدي أو من المقريزيّ نفسه.
(3)
هذه العبارة تعني في العادة تعليقا من المقريزيّ: ولكنّها في النفح 2/ 164 عوّضت ب «قلت: لا نظر في ذلك، فإنّ سيدي الشيخ محيي الدين إلخ
…
»، ولا ندري من صاحب التثبيت.
(4)
انتهى النقل عن مثبت اللقاء مع أبي محمد الإشبيليّ، ولم يذكر المقريزيّ عبارة النهاية، كما يذكرها بعده المقريّ.
(5)
عطف على: وذكر أنّه لقي عبد الحقّ
…
وقد مرّ قبل الاستطراد.