الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومات يوم الثلاثاء ثامن ذي الحجّة سنة ثنتي عشرة وخمسمائة ببغداد (1).
2645 - محمد بن عتيق بن سلامة المالكيّ القيروانيّ [- 493]
قدم مصر، ودخل بغداد. وسكنها إلى أن مات بها يوم الأربعاء سادس عشر شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
2646 - نظام الدين الديباجيّ [- بعد 587]
محمد بن عتيق بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الرحمن، نظام الدين، أبو الفضل، ابن أبي بكر، الديباجيّ، المدينيّ، الدمشقيّ، الحنفيّ.
سمع من السلفيّ في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وحدّث عنه بالرافقة (2) في ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
2647 - محمد بن عتيق الصقلّيّ [- 530]
محمد بن عتيق بن عمر، أبو عبد الله، ابن الحرس، الصقلّيّ.
روى عنه السلفي وقال: توفّي بالإسكندريّة سنة ثلاثين وخمسمائة.
2648 - محمد بن عتيق القرشيّ [- بعد 602]
محمد بن عتيق بن محمود بن هبة الله بن عليّ، القرشيّ، الشافعيّ.
كان بمصر، وأجاز جماعة في سنة اثنين وستّمائة.
2649 - أبو زرعة قاضي مصر ودمشق [- 301]
(3)
[86 أ] محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة، ابن أبي زرعة بن إبراهيم، أبو زرعة، الثقفيّ، مولاهم، قاضي مصر ودمشق.
كان جدّه إبراهيم يهوديّا فأسلم.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن يوسف الهرويّ، وأبو عليّ الحسن بن حبيب الحصائريّ.
قال ابن يونس: ولي قضاء مصر، وكان محمودا في ولايته ثقة. وأبو زرعة هذا هو أوّل شافعيّ ولي قضاء مصر، وكان يذهب إلى قول الشافعيّ ويوالي عليه ويصانع.
قال أبو بكر ابن الحدّاد: قال لي ولده أبو عبد الله الحسن ابن أبي زرعة: كان أبي يتعصّب للشافعيّ تعصّبا شديدا، وكان قد شرط لمن حفظ مختصر المزنيّ أن يهب له مائة دينار ويقلّده القضاء. وكان الغالب على أهل دمشق قول الأوزاعيّ، وأبي الذي أدخل قول الشافعيّ إلى دمشق، وحكم به القضاة. وكان يهب لمن يحفظ مختصر المزنيّ مائة دينار، وكان الفقهاء على مذهبه.
وكان أبو زرعة حسن المذهب عفيفا عن أموال الناس شديد التوقّف عن إنفاذ الحكم. وكان الغالب عليه السلامة. وكان له مال كثير وضياع كبار بالشام.
وكان قد قام مع أحمد بن طولون في خلع أبي أحمد الموفّق بالله ابن المتوكّل، ووقف عند المنبر بجامع دمشق يوم الجمعة وقال: أيّها الناس،
(1) ذكر له الصفديّ وابن شاكر بيتين يردّ بهما على قول المعرّي: ضحكنا وكان الضحك منّا سفاهة
…
هذا وقد سبقت له ترجمة مختصرة (رقم 1929).
(2)
الرافقة ملاصقة للرقة بالجزيرة (ياقوت).
(3)
الوافي 4/ 82 (1546)، السبكيّ 2/ 174 أو 3/ 196 (157)، الإسنويّ 1/ 519 (472)، الأعلام 7/ 142.
أشهدكم أنّي خلعت أبا أحمق- يريد أبا أحمد- كما خلعت الخاتم من الأصبع فالعنوه!
فلمّا قدم الموفّق إلى دمشق وواقع أبا جيش خمارويه بن أحمد بن طولون خارج الرملة وعاد إلى دمشق أخذ يزيد [بن محمّد] بن عبد الصمد، [و] أبا زرعة الدمشقيّ المحدّث، وأبا زرعة هذا وقيّدهم وأرسلهم إلى بغداد. فلمّا كان في أثناء الطريق، أحضرهم وقال:«أيّكم القائل: قد خلعت أبا أحمد؟ »
فخرس يزيد وأبلس أبو زرعة الدمشقيّ، وكان أحدثهم [سنّا] أبو زرعة محمد بن عثمان هذا، فقال: أصلح الله الأمير
…
فقال له أحمد بن محمد الواسطيّ كاتب ابن طولون وقد صار مع الموفّق: قف يا هذا حتى يتكلّم [من هو] أكبر [سنّا] منك!
فقال أبو زرعة الدمشقيّ: أصلحك الله، هو يتكلّم عنّا.
فقال: تكلّم!
فقال: والله ما فينا هاشميّ صريح، ولا قرشيّ صحيح ولا عربيّ فصيح، ولكنّا قوم ملكنا وقهرنا.- ثمّ روى أحاديث في السمع والطاعة وأحاديث في العفو والإحسان، وقال: أشهدك أيّها الأمير أنّ نسائي طوالق وعبيدي أحرار ومالي حرام إن كان أحد في هؤلاء القوم قال هذه الكلمة (1)، [86 ب] ووراءنا حرم وعيال وقد تسامع الناس بهلاكنا، وقد قدرت، وإنّما العفو بعد المقدرة.
فقال للواسطيّ: أطلقهم، لا كثّر الله أمثالهم!
فسار أبو زرعة إلى حمص. ثمّ قدم إلى مصر.
وولي القضاء بدمشق من قبل أبي الجيش
خمارويه بن أحمد بن طولون لأنّه كان في عهده أنّ القضاء إليه.
وقيل: كتب له الخليفة المعتضد بالله أبو العبّاس أحمد ابن الموفّق عهدا. والصحيح أنّ ولايته كانت من قبل خمارويه.
قال ابن زولاق: حدّثني عبد الله بن عبد الكريم قال: كان أبو زرعة خبيثا نكرا. ولمّا قدم مصر لزم قبر أحمد بن طولون وجعل يتردّد إليه ويبكي، ويصل خبره في كلّ ذلك إلى أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، فأعجبه ذلك. ثمّ دخل على أبي الجيش ومعه رغيف حواري فقال: أيّها الأمير، هذا الرغيف ختمت عليه عشر ختمات وقرأت عليه عشرة آلاف:«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، فأخذه منه أبو الجيش وحسن موقعه منه، وكان سببا لولايته القضاء بالشام، فولي قضاء دمشق، و [
…
] (2). ثمّ لمّا استتر القاضي أبو عبيد الله محمد بن عبدة بن حرب في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومائتين، بقيت مصر بغير قاض. ثمّ ولّى الأمير أبو موسى هارون بن خمارويه أبا زرعة محمد بن عثمان قضاء مصر وفلسطين والأردنّ ودمشق. فأقام بمصر، وكانت ولايته في سنة أربع وثمانين [ومائتين]. فلم يزل واليا [والقاضي مستتر](3) حتّى دخل محمد بن سليمان الكاتب إلى مصر آخر صفر سنة اثنتين وتسعين، فأعاد محمد بن عبدة بن حرب إلى القضاء يوم السبت ثاني ربيع الأوّل سنة اثنتين وتسعين، فهنّأه الناس بالسلامة، ثمّ ولي عوضا عن أبي زرعة في سابعه.
ولمّا خرج محمد بن سليمان من مصر حمل أبا زرعة فيمن حمل معه إلى بغداد في ليلة الأحد ثالث رجب منها، فكانت ولاية أبي زرعة القضاء ثماني سنين وشهرين.
(1) فأخرج نفسه من قسمه، ورواية السبكيّ 3/ 197 أوضح.
(2)
بياض بسطرين.
(3)
أكملنا تخمينا.
وتوفّي بدمشق في شوّال سنة إحدى وثلاثمائة.
وقيل: مات في سنة اثنتين وثلاثمائة.
ولمّا كان على قضاء دمشق عرض على القاضي أبي عبيد بن حرب سجلّه وسأل إمضاءه. فقال: ما صحّ عندي أنّه كان له عهد ولي به.
فأمسك الشهود إلّا علّان بن سليمان، فإنّه قال- وكان جريئا: قد كان قرأ علينا عهدا يشبه عهد القاضي، والله [87 أ] أعلم بصحّة عهده وعهدك.
وقال الحسن بن القاسم بن دحيم الدمشقيّ: ولد للقاضي أبي زرعة ولد فسمّاه الحسين وكنّاه أبا عبد الله، ثمّ ولد له ولد آخر فسمّاه الحسن وكنّاه أبا محمّد. فسمعت أبا زرعة وهو يفتخر بهذا ويتبجّح (قال) فكتبت رقعة ودفعتها إليه، أقول فيها: سمّى القاضي ابنيه الحسن والحسين وكنّاهما بكناهما، ولو عقّ عنهما معاوية وعمرا ما كان إلّا ناصبيّا (1).
وكان مهد ولده الحسين إلى جانب قمطره، والشهود حوله. فإذا تحرّك صاح بالداية: الحقي حسينا! - فتأتي ترضعه وهو ينظر إليه.
وكان أبو زرعة يرقي من وجع الضرس ويقرأ عليه، ويدفع إلى صاحبه حشيشة توضع عليه فيسكن، ويستغني طالب الحشيشة بدخول داره عن الحشيشة وتهدأ ضرسه بدخول الدار، ويكون أخذه الحشيشة فضلا. وكان له سنّور يمسحه وهو ينظر إلى الحضور.
وحصل لأبي زنبور أحمد بن الحسين الماذرائيّ
ألم بضرسه فدخل على أبي زرعة ليرقيه. فوضع رأسه في حجره وقال: تدع شيئا حتى أرقيك ولا يعود إليك الألم.
قال: ايش الذي ترى؟
قال: تدع الكذب!
فقال أبو زنبور: سبحان الله، أيّد الله القاضي!
قال: الذي عندي قد قلته.
قال: [أفعل.
فرقاه. فلمّا فرغ قال له: سكن الوجع؟
قال: لا.
قال: سبحان الله.
فقال] أبو زنبور: القاضي قال لي: أدع الكذب، فكرهت أن أكذب.
فخجل أبو زرعة وقال: الله المستعان.
وزوّج أبو زرعة ابنه الحسين من ابنة أبي زنبور، فكان إملاكا عظيما. وذلك أنّ أبا زنبور كتب أسامي مائة نفس في درج ووعدهم بأن يكونوا عنده قبل صلاة الصبح، فجاء المائة، وخرج إليهم مائة غلام بمائة مدخنة ومائة نضّاح ماء ورد ومائة قدح غالية ومائة مرآة ومائة مشط. ثمّ قرئ الكتاب وعقد النكاح. وخرج مائة غلام بمائة طشت ومائة إبريق ومائة منديل، وغسلوا عشر موائد، فجلس كلّ عشرة على مائدة، فأكلوا. ثمّ خرج مائة غلام بمائة طشت ومائة إبريق ومائة مجمع ومائة منديل فغسلوا أيديهم. ثمّ خرج مائة غلام بمائة مدخنة ومائة درج ومائة نضّاح ماء ورد [87 ب] ومائة منديل ومائة مرآة، لا أدري أهي الأولى أم غيرها، فتبخّروا. وأخرجت مائة صينيّة فيها التماثيل وتماثيل الندّ والعنبر فألقيت في أكمام الناس. وأخذ العروس وأبوه أبو زرعة فأدخلا حجرة وخلع عليهما وبخّرا وحملا على دابّتين شاكريّ [ت] ين. وكان العرس أعظم من الإملاك.
(1) عند الكنديّ 521: كان يرمى بالنصب (أي بعداء الشيعة) وقال الصفديّ: وهو من موالي بني أميّة. فهذا الحكم لا يتماشى مع تقرّبه إلى الشيعة باختيار اسم السبطين لولديه وكنيتهما وافتخاره بذلك. ويزداد الغموض بعسر قراءة لو عقّ عنهما وقد قرأها ناشر الكندي: ولو عتق؟ ثمّ إنّ العقوق لا يتعدّى بعن. فيكون فهمنا لهذه الملحة/ اللغز: فحتّى لو عقّ عنهما- أي أبعد- خصمي عليّ، معاوية وعمرو بن العاص لم يخلص من تهمة النصب ويبقى عدوّا للشيعة.