الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توفّي [
…
].
3013 - أبو بكر الضرير القاصّ [- 314]
محمد بن الفرج، أبو بكر، الضرير، القاصّ.
كان حسن القصص، توفّي بمصر سنة أربع عشرة وثلاثمائة، وصلّى عليه بنان الجمّال الزاهد.
3014 - أبو بكر الأطروش الرشيديّ [- بعد 417]
محمد بن الفرج بن يعقوب، أبو بكر، الرشيدي، الأطروش، من أهل رشيد من أعمال مصر.
حدّث بالإسكندريّة عن أبي الفضل أحمد بن عليّ بن سليمان الإسكندرانيّ، وسمع بدمشق من جماعة. وحدّث بالمعرّة وكفرطاب سنة سبع عشرة وأربعمائة.
3015 - ابن الطلّاع القرطبيّ [404 - 497]
محمد بن الفرج بن الطلّاع، أبو عبد الله، القرطبيّ.
مولده سنة أربع وأربعمائة. وله تقدّم في حفظ الرأي ومعرفة الفتيا. وصنّف كتاب «أقضية النبيّ صلى الله عليه وسلم» . وروى رسالة ابن أبي زيد عن أبي محمد عبد الله بن الوليد نزيل مصر عن ابن أبي زيد.
توفّي في رجب سنة سبع وتسعين وأربعمائة.
3016 - ابن المفسّر السبكيّ [- بعد 700]
(1)
[218 ب] محمد بن أبي الفضائل بن
عبد القادر بن المفسّر، أبو عبد الله، السبكيّ، المصريّ.
كتب عنه الأبيورديّ، وكان في حدود السبعمائة.
ومن شعره [السريع]:
عليك بالعلم فإنّ الفتى
…
يلبسه العلم لباس الوقار
وجانب الجهل فلا فرق ما
…
بين أخي جهل وبين الحمار
تنال في الدنيا به رفعة
…
وتبلغ الزلفى بدار القرار
واطلبه في الحضرة أو في النوى
…
ولو تبذّلت وشطّ المزار
5 فما على الطالب إن بذلت
…
مهجته في طلب العلم عار
وقوله [السريع]:
إنّي لعمر الله في حالة
…
عاد بها جسمي شب [ي] هـ الخيال
أبكي ليالي الوصل خوف النوى
…
وفي ليالي الهجر أرجو الوصال
فهذه يا متلفي قصّتي
…
والحمد لله على كلّ حال
3017 - الفخر ابن فضل الله كاتب المماليك [659 - 732]
(2)
[219 أ] محمد بن فضل الله، القاضي فخر الدين، المعروف بالفخر كاتب المماليك، ناظر الجيش، وسمّاه بعضهم وزير الوزراء.
(1) الوافي 4/ 318 (1865)، سير أعلام النبلاء 19/ 99 (121).
(2)
الوافي 4/ 335 (1890)، الدرر 4/ 255 (4255)، النجوم 9/ 295، السلوك 2/ 354 وسمّاه: القاضي فخر الدين محمد ابن فضل الله ناظر الجيش، ولا يبدو أنّه ينتمي إلى أسرة ابن فضل الله المعروفة.
ولد على دين النصرانيّة في سنة تسع وخمسين وستّمائة. وعانى كتابة الديونة (1). وكان متألّها في نصرانيّته إلى أن أكره على الإسلام فامتنع من ذلك، وهمّ بقتل نفسه وتغيّب أيّاما. ثمّ أسلم وحسن إسلامه وتمذهب بمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه وأبعد النصارى ولم يقرّب منهم أحدا، وحجّ غير مرّة، وتصدّق في آخر عمره بثلاثة آلاف درهم في كلّ شهر، وبنى عدّة مساجد بديار مصر، وعمّر أحواضا كثيرة لماء السبيل في الطرقات، وبنى مارستانا بمدينة الرملة، ومارستانا بمدينة نابلس، وأكثر من فعل الخير، وزار مرّة القدس وأحرم منه للحجّ إلى مكّة.
وكان إذا أخدمه أحد مرّة واحدة استمرّ صاحبه إلى آخر الدهر، وقضى أشغاله. وكانت فيه عصبيّة شديدة لأصحابه، وانتفع به خلق كثير من الناس لوجاهته عند السلطان وإقدامه عليه، بحيث إنّه لم يكن لأحد من أمراء الدولة على السلطان ما له من الإقدام، حتى إنّ السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون قال لجنديّ سأله في إقطاع: لا تطوّل! فو الله لو أنّك ابن قلاوون ما أعطاك القاضي فخر الدين خبزا (2) يعمل أكثر من ثلاثة آلاف درهم!
وقال له السلطان مرّة، وهو جالس في دار العدل بحضرة الأمراء وغيرهم من أهل الدولة: يا فخر الدين، تلك القضيّة طلعت «فاشوش» !
فقال له الفخر: ما قلت لك إنّها عجوز نحس؟
- يريد بذلك أردكين بنت نوكاي زوجة السلطان، فإنّها ادّعت أنّها حبلى، ثم تبيّن عدم حبلها.
وأوّل ما باشر وظيفة كتابة المماليك، وما زال
يعرف بكاتب المماليك حتى مات. ثمّ انتقل إلى وظيفة ناظر الجيش فوليها بعد [
…
] في [
…
] ونال فيها من الوجاهة ما لم ينله غيره واستقرّ ولده شمس الدين عبد الله كاتب المماليك عوضا عنه.
فعاداه الأمير أرغون نائب السلطنة، وصار إذا جلس للحكم أعرض عنه وأدار كتفه إليه. فأخذ الفخر في العمل عليه إلى أن حجّ. فقال للسلطان في بعض الأيّام وهو يحادثه: يا خوند، ما يقتل الملوك إلّا نوّابهم: هذا بيدرا قتل أخاك الملك [219 ب] الأشرف، ولاجين قتل بسبب نائبه منكوتمر.
فحرّك هذا القول من السلطان كوامن كان أغراه بها على أرغون وكثر تخيّله منه، وبعث إليه يأمره أن يسير من طريق الحجاز إلى حلب، فتوجّه إليها واستراح الفخر منه.
ثمّ إنّه أحبّ أن يستأثر بالكلمة فحسّن للسلطان أن لا يستوزر أحدا، فأبطل الوزارة بعد صرف الأمير مغلطاي الجماليّ، وصارت أمور المملكة كلّها، من الأموال والجيوش وغيرها، متعلّقة به.
ثمّ إنّ السلطان غضب عليه وقبضه في يوم الأحد عاشر ربيع الأوّل سنة ثنتي عشرة [وسبعمائة] وولّى قطب الدين موسى بن أحمد ابن شيخ السلاميّة نظر الجيش، وصادر الفخر وأخذ منه أربعمائة ألف درهم. وسبب ذلك أنّه أخرق بالأمير فخر الدين أياز شادّ الدواوين. فاجتمع بالسلطان وأغراه بكثرة أمواله وأنّه يخلص منه ألف ألف درهم، فأصغى إليه وخرج إلى الفخر وهو مع الأمراء على باب القلّة بالقلعة وفاتحة الشرّ وبسط لسانه فيه، ثمّ قام إلى السلطان هو والفخر، ورافعه في وجهه حتّى غضب السلطان وسلّمه إليه ليأخذ ماله، فأخرجه إلى قاعة الصاحب بالقلعة وأوقع الحوطة على موجوده وحواشيه. فقام عدّة أمراء
(1) الديونة: لم نجدها عند دوزي، وهي في صبح الأعشى 2/ 477، 480.
(2)
الخبز هنا بمعنى الوظيفة التي تدرّ رزقا.
مع الفخر حتى نقل إلى الأمير بيبرس الأحمديّ أمير جندار. وضرب أياز عدّة من أصحابه بالمقارع، ثمّ أفرج عنه في يوم الأربعاء خامس عشرين ربيع الآخر، واستقرّ صاحب ديوان الجيش رفيقا لابن شيخ السلاميّة عوضا عن معين الدين هبة الله بن حشيش.
فلمّا رضي السلطان عنه أمر بإعادة المال الذي أخذ منه إليه، فامتنع من أخذه وقال: أنا خرجت عنه للسلطان، فليبن به جامعا!
فبنى به الجامع الجديد بموردة الحلفاء من مدينة مصر، وكانت إعادة الفخر إلى نظر الجيش في ثاني عشر ذي الحجّة سنة ثنتي عشرة، وأعيد ابن حشيش إلى ديوان الجيش.
ثمّ إنّ السلطان حنق من الفخر لكثرة معارضته له وقال له، وقد اشتدّ غضبه: قم! اخرج من وجهي، ولا ترني وجهك بعدها!
فقام وهو يقول: والله لقد أراحني الله.
فعظم هذا على السلطان فأمر به فلكم وكشف رأسه، فقام السلطان ونزع خفّيه وضربه، وهو (1) يقول: إن كنت [ت] وسّط [ن] ي ما أخدمك أبدا.
فزاد حنق السلطان، وما زال الأمراء حتى سكّنوا غضبه بعد ما بالغوا في إهانة (2) الفخر وأخرجوه عن السلطان. ثمّ شفعوا فيه فرضي عنه وخلع عليه وقال له: لا تكن متجرّئا على السلطان في مجلسه.
فاستمرّ على حاله. وحجّ في سنة عشرين، فكانت غيبته ثلاثين يوما. وتصدّق على أهل الحرمين بعدّة آلاف دينار.
وما زال على رتبته حتى مرض ومات ليلة الأحد النصف من شهر رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة بمنزله من مصر على حافّة النيل. ودفن بالقرافة عند قبر ابن أبي جمرة.
وكان متواضعا يحبّ الفقراء، وسمع الحديث من الأبرقوهيّ وغيره. وكان الحديث النبويّ يقرأ عنده في أيّام الجمع وغيرها، ويجتمع عنده العلماء والصلحاء. وزار القدس مرّة فدخل إلى كنيسة القمامة، فسمع وهو يقول عند ما نظر إلى معابيد النصارى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا [آل عمران: 8].
وتنزّه في آخر عمره عن أخذ المعلوم السلطانيّ على نظر الجيش، واقتصر على أخذ كماجة (3) واحدة من المخابز السلطانيّة تحضر إليه في كلّ يوم ليأكلها، ويقول: هذه أتبرّك بها.
ولمّا مات قال السلطان: لعنه الله! له خمس عشرة سنة ما يخلّيني أعمل ما أريد!
ومن حين مات تسلّط السلطان على الناس وصادرهم وعاقبهم وتجرّأ على كلّ قبيح.
ولمّا مرض بلغه أنّ شمس الدين موسى ابن التاج قد سعى في نظر الجيش وقال للسلطان: ولو تعافى الفخر ما بقي يصلح، فإنّ بصره قد كفّ.
فركب وهو في غاية الضعف إلى القلعة، وقال للسلطان: جئت لأودّعك وأنصحك وأوصيك بعيالي وأولادي. وعندي ذخيرة لمولانا السلطان.
فأمّا نصحي، فإنّ أولاد التاج (4) إسحاق قد [220 أ] اتّفقوا على أخذ مالك من الخاصّ ومن الديوان- وبسط لسانه بالقول فيهم. وأمّا الذخيرة فعندي عشرة آلاف دينار ولؤلؤ وغيره، وجميع ذلك من
(1) أي الفخر ابن فضل الله.
(2)
اهنه في المخطوط، وقراءتنا ظنّيّة.
(3)
الكماج والكماجة: خبز من دقيق أبيض رفيع (دوزي).
(4)
تاج الدين إسحاق القبطيّ ناظر الخاصّ.