الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبض عليه، وعاقبه. ثم أطلقه بعد مدة، عندما وصل إليه من الملك الظاهر برقوق مرسوم يتضمن أشياء من جملتها: أن حسين المذكور يفعل الشيء الفلاني، فخاف الأمير بطا، وظن أن الملك الظاهر له فيه بقية؛ فأطلقه.
ولما وصل الملك الظاهر إلى الديار المصرية أخلع عليه. ثم أمسكه بعد مدة، وأجرى عليه العقوبة إلى أن هلك في التاريخ المتقدم ذكره.
قلت: وكان إبقاؤه - إلى أن قبض عليه الظاهر - حلماً منه، ولو كان غيره؛ لكان فتك به في يوم دخوله إلى الديار المصرية؛ لعظيم فعله مع حرم الملك الظاهر برقوق وأخوته الخوندات؛ وسحبه لهن حاسرات في الشوارع عندما كان يطلب منهن منطاش الأموال، وأشياء يطول شرحها من هذا النمط.
وكان ظالماً، جباراً؛ قليل الخير، كثير الشر، غير أنه كان حاذقاً ماهراً في وظيفته ومباشرته. وله وقائع مشهورة مع زعر القاهرة والمفسدين بها، سمعنا بها من أفواه الناس، انتهى.
العلامة حسام الدين الصِّغناقي، شارح الهداية
الحسين بن علي بن حجاج بن علي، الإمام العالم العلامة حسام الدين الصغناقي، الحنفي، الفقيه الكبير، البارع المفنن، شارح الهداية.
تفقه على الإمام حافظ الدين محمد بن محمد بن نصر، وفوض إليه الفتوى والتدريس وهو شاب، وعلى العلامة فخر الدين محمد بن محمد المايمريمي، وروى عنهما الهداية بسماعهما عن شمس الأئمة الكردري عن المصنف.
قال الحافظ تقي الدين محمد بن رافع في كتابه الذيل: هو الحسين بن حجاج الصغناقي البخاري، المنعوت بالحسام الفقيه الحنفي، من تلامذة حافظ الدين الكبير، دخل مصر وحج، ودخل بغداد، وشرح الهداية على مذهبه، وأصول الفقه للإخسيكتي، ودرس بمشهد الإمام أبي حنيفة، ورفع إلى بلده، فأدركته المنية؛ فتوفي بمرو.
وكان صاحب جماعة من الفضلاء؛ فتفرقوا في البلاد، وبقي منهم بدمشق شمس الدين عبد الله بن حجاج الكاشغري، مدرس الشبلية كان. انتهى
قلت: وذكر غيره أنه اجتمع في حلب بقاضي القضاة ناصر الدين محمد بن القاضي كمال الدين أبي حفص عمر بن العديم، وكتب له نسخة من شرح الهداية، وأجاز له بجميع تواليفه ومروياته بتاريخ سنة إحدى عشرة وسبعمائة. وكان فراغ صاحب الترجمة من شرح الهداية في سنة سبعمائة.
وله أيضاً شرح التمهيد للمكحولي، في مجلد ضخم.
وروى التمهيد عن الإمام حافظ الدين عن الإمام أبي بكر صاحب الهداية عن ضياء الدين الإمام محمد بن الحسين اليوسوفي عن الإمام علاء الدين أبي بكر محمد ابن أحمد السمرقندي، عن الإمام سيف الدين أبي الهدى ميمون بن محمد بن محمد المكحولي المصنف.
وكلما ذكر الصغناقي هذا في شرح الهداية من لفظة الشيخ؛ فالمراد به حافظ الدين. وما ذكر من لفظة الأستاذ، فالمراد به فخر الدين المايمريمي - كذا قال في الشرح - وله كتاب: الكافي في شرح أصول الفقه، لفخر الإسلام أبي العز البزدوي، وله عدة تواليف أخر.
واستمر ملازماً للأشغال والتصنيف إلى أن توفي.