الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الدال والواو
الدوادار
00 -
0 - 857هـ - 000 - 1453م دُولات باي بن عبد الله المحمودي، الساقي المؤيدي الدوادار، الأمير سيف الدين.
قدم به خواجا محمود من بلاد الجاركس في جملة مماليك إلى ثغر الإسكندرية؛ فاشتراه نائبها الأمير آقبردي المنقار المؤيدي، وأحبه، فبلغ الملك المؤيد شيخ ذلك، فبعث بطلبه، فوجهه إليه، فأخذه المؤيد، وجعله في طبقة الطواشي مرجان الخازندار. ثم أعتقه، وجعله خاصكياُ، ثم صار خازنداراً، ثم ساقياً
في آخر دولته، أو بعد موته. واستمر على ذلك إلى أن عزل عن السقاية في دولة الملك الصالح محمد بن الملك الظاهر ططر. واستمر على إقطاعه دهراً طويلاً.
وكان إقطاعه حصة من جينين القصر، إلى أن أنعم عليه الملك الأشرف برسباي بإمرة عشرة بسفارة صهره زوج ابنته الأمير جانم أمير آخور، قريب الملك الأشرف برسباي، وذلك في حدود سنين خمس وثلاثين وثمانمائة. ثم جعله من جملة رؤوس النواب الصغار. ولا زال على ذلك إلى أن مات الملك الأشرف، وتسلطن ولده الملك العزيز يوسف من بعده، ثم وقع بين العزيز وبين الأتابك جقمق العلائي ما ذكرناه في غير موضع. فانضم دولات باي هذا مع خجداشيته على الأتابك جقمق، وركبوا معه، وصاروا من حزبه إلى أن خلع الملك العزيز، وتسلطن جقمق، ولقب بالملك الظاهر، أنعم على دولات باي المذكور بإمرة طبلخاناة، وجعله أمير آخوراً ثانياً، عوضاً عن الأمير نخْشي باي الأشرفي المقبوض عليه قبل تاريخه.
ثم نقله الملك الظاهر بعد مدة يسيرة إلى الدوادارية الثانية، بعد الأمير أسنبغا الطياري بحكم انتقاله إلى تقدمة ألف بالديار المصرية. واستقر عوضه في الأمير آخورية الثانية الأمير جرباش المحمدي، المعروف بُكرد.
كل ذلك في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، فباشر المذكور وظيفة الدوادارية الثانية بحرمة وافرة وعظمة زائدة، ونالته السعادة وأثرى، وعمّر الأملاك الجيدة، وحصّل الأموال الكثيرة، وطالت أيامه. وحج أمير الحج في سنة تسع وأربعين وثمانمائة، ثم عاد إلى القاهرة. واستمر على ذلك إلى أن أنعم عليه الملك الظاهر جقمق بإمرة مائة وتقدمةألف بالديار المصرية، بعد موت الأمير تمراز القرمشي أمير سلاح بالطاعون في يوم الاثنين ثالث عشر صفر سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وأنعم بطبلخانته على الأمير يونس السيفي آقباي شاد الشراب خاناة. واستقر عوضه في الدوادارية الثانية الأمير تمربغا الظاهري على
إمرة عشرة، فلم يكن بعد أيام إلا وأخلع عليه باستقراره في الدوادارية الكبرى في يوم الخميس ثاني عشرين صفر المذكور، عوضاً عن الأمير قاني باي الجاركسي بحكم انتقاله إلى الأمير آخورية الكبرى بعد موت الأمير قراقجا الحسني بالطاعون أيضاً.
وقيل إن تولية دولات باي المذكور للدوادارية الكبرى كانت على بذله نحواً من عشرين ألف دينار للخزانة الشريفة. ولا يبعد ذلك.
واستمر دولات باي هذا في الدوادارية مدة، ورسم له في سنة خمس وخمسين بنيابة حلب لبغيضٍ بدا من السلطان على الأمير قاني باي الحمزاوي نائب حلب. ثم بطل ذلك من الغد، واستمر على وظيفته إلى أن قبض عليه المنصور عثمان ابن جقمق في صفر سنة سبع وخمسين، وحبسه بالإسكندرية مدة يسيرة، وبعد خلع عثمان أطلقه الأشرف إينال، فلم تطل مدته وتوفي في السنة المذكورة، وخلَّف مالاً جماً، أخذه من يستحقه من بعده.