الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومحوتم اسمه من وصلكم
…
وهو في رسم هواكم غير ماح
وصحا كل محبٍّ ثملٍ
…
وهو من خمر هواكم غير صاح
توفي صاحب الترجمة سنة ست وسبعمائة، رحمه الله وعفا عنه.
ابن نصر الله الصاحب بدر الدين
726هـ - 846هـ - 1325م - 1442م الحسن بن محمد بن نصر الله بن الحسن بن محمد بن أحمد، الصاحب بدر الدين، المعروف بابن نصر الله، وزير الديار المصرية، وكاتب سرها، وناظر جيشها، وأستادار العالية، وناظر الخواص الشريف، ومحتسب القاهرة.
مولده بفوة في ليلة الثلاثاء ثالث عشر شهر ربيع الأول سنة ست وستين وسبعمائة.
كان أصله من إدكو قرية بالمزاحميتين من أعمال القاهرة وكان جد أبيه، شرف الدين محمد بن أحمد، على خطابة إدكو، ثم سكن جده حسن
ابن محمد مدينة فوة واستوطنها، وولد له بها نصر الله، فنشأ نصر الله بفوة، وباشر بها، ثم بالإسكندرية عدة وظائف بعلم الديونة. وولد له بها ابنه الصاحب بدر الدين هذا، ونشأ بها أيضاً وباشر بالطالع والنازل، إلى أن قدم القاهرة في حدود التسعين وسبعمائة.
حدثني الصاحب بدر الدين المذكور من لفظه، قال: لما قدمت إلى القاهرة جعلني قاضي قضاة المالكية - أظنه ناصر الدين بن التنسي - موقعاً للحكم؛ فحسدني أقوام على ذلك، وظننت أني ملكت الدنيا بذلك التوقيع. انتهى.
قلت: ثم باشر عند بعض الأمراء، ولا زال يترقى إلى أن ولي عدة وظائف سنية، يطول الشرح في ذكرها بتاريخ الولاية والعزل، بل نذكر ما ولي من الوظائف شيئاً بعد شيء؛ فنقول: أول ما ولي نظر الجيوش المنصورة بالديار المصرية، ثم الوزر، ثم نظر الخواص. كل ذلك في الدولة الناصرية فرج، ثم ولي الخاص، والوزر أيضاً في الدولة المؤيدية شيخ، وصودر، ونكب غير مرة. ثم ولي الأستادارية في دولة الملك الصالح محمد بن الملك الظاهر ططر من قبل مدبر مملكته الأمير برسباي الدقماقي، ثم عزل، وولي الخاص أيضاً مدة إلى أن ولي الأستادارية في الدولة الأشرفية برسباي الدقماقي، عوضاً عن ولده صلاح الدين محمد، وعزل عن الخاص بكريم الدين عبد الكريم بن كاتب جكم في أوائل جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وثمانمائة.
وهذا آخر عهده بوظيفة الخاص؛ فلم تطل مدته في الأستادارية، وعزل، وصودر، هو وولده صلاح الدين محمد، وأخذ منهما نحو الخمسين ألف دينار، ورسم لهما بلزوم دورهما، فدام الصاحب بدر الدين مدة طويلة بطَّالاً إلى أن ولي الأستادارية ثالثاً؛ فلم ينتج أمره فيها وعزل بعد أيام.
واستمر بطالاً سنين إلى أن ولي كتابة السر بالديار المصرية، عوضاً عن ولده صلاح الدين محمد، بعد وفاته في ليلة الأربعاء خامس ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة؛ فباشر وظيفة كتابة السر مدة يسيرة، وتسلطن الملك الظاهر جقمق.
وقدم القاضي كمال الدين محمد بن البارزي من دمشق، وتولى وظيفته - كما كان أولاً - وعزل صاحب الترجمة، ولزم داره من ثم إلى أن توفي بالقاهرة في جمادى الأولى سنة ست وأربعين وثمانمائة.
وكان شيخاً طوالاً، ضخماً، حسن الشكل، مدور اللحية كريماً، واسع النفس في الطعام، تأصل في الرئاسة، وطالت أيامه، وصار هو وولده صلاح الدين محمد من أعيان رؤساء الديار المصرية.
وكان له رواتب، وإنعام على خلائق كثيرة جداً، على أنه كان لا يسلم في كل قليل أيام مباشرته من مصادرة. ولو صفا له الوقت كما وقع لغيره من بعده؛ لكان له وللإنعام شأن، إلا أنه كان له بادرة، وخلق سيء مع حدة، وصياح في كلامه.