الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خوند زوجة الملك الأشرف
00 -
0 - 839هـ - 000 - 1435م جُلُبَان بنت عبد الله الجاركسية الأشرفية، زوجة الملك الأشرف برسباي، والخوند الكبرى صاحبة القاعة في أيامه إلى أن ماتت، وأم ولده الملك العزيز يوسف.
اشتراها الملك الأشرف في أوائل سلطنته، واستولدها الملك العزيز يوسف، ثم تزوجها بعد وفاة زوجته خوند الكبرى وأم ولده المقام الناصري محمد في خامس عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة، فأقامت بعد وفاة خوند المذكورة أياماً، وعقد عليها، ورسم لها بالسكنى في قاعة العواميد على عادة من تقدمها من الخوندات، وحظيت عنده ونالتها السعادة وعظمت حرمتها في الدولة، وقصدها الناس لقضاء حوائجهم، وبعث السلطان يطلب أخوتها وأقاربها من بلاد الجاراكس، فقدموا بعد مدة شيئاً بعد شيء، وكانوا عدة
كثيرة، يزيدون على عشرة أنفس، وهم: والدتها، ثم زوجة والد ضرة أمها، وأخوتها الرجال وهم: بيبرس، وأخته، وهما غير أشقتها من زوجة والدها المذكورة، ثم جكم وقاني باي، وهما شقيقاها، وأختها أصيل وأختها أرز، ومعها أولادها عدة بنات، وزوجها خوني تبعها، وحضر إلى القاهرة، وهؤلاء أيضاً أشقتها.
ومن أشقتها أيضاً: أخوها أبا يزيد كان قد قدم القاهرة في الدولة المؤيدية شيخ؛ فقربهم الملك الأشرف وأدناهم، وأنعم عليهم بالرواتب والإقطاعات والوظائف. ثم حجت خوند جلبان ومعها أهلها وأقاربها في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بتجمل زائد وأبهة عظيمة، وفي خدمتها الزيني خشقدم الزمام أمير الركب الأول، والزيني عبد الباسط بن خليل ناظر الجيش، إلى أن قضت المناسك وعادت.
واستمرت في عزها إلى أن مرضت وطال مرضها. واختلفت الأقاويل في ضعفها، واتهم جماعة بسمها إلى أن توفيت يوم الجمعة ثاني شوال سنة تسع وثلاثين وثمانمائة، ونقلت خوند فاطمة بنت الملك الظاهر ططر زوجة الملك
الأشرف إلى قاعة العواميد بعدها. وكانت خوند جلبان من عظماء النساء، ولو عاشت حتى تسلطن ولدها العزيز لكانت دبرت ملكه أحسن تدبير، رحمها الله تعالى.