الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدين صاحب ماردين، وابن صاحبها الملك الصالح صالح، وابن صاحبها الملك المنصور، ابن الملك المظفر الأرتقي.
ولي ملك ماردين بعد ابن أخيه الملك الصالح محمود، الذي أقام في ملك ماردين أربع أشهر، عوضاً عن والده الملك المنصور أحمد بن الملك الصالح صالح.
ولما تسلطن الملك المظفر هذا، اقتفى أثر والده الملك الصالح في العدل للرعية والإحسان إليهم، وصار محبباً للناس، ودام على ذلك إلى أن توفي بها في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، بعد أن حكمها نحو عشر سنين، وتولى سلطنة ماردين من بعده ابنه الملك الظاهر مجد الدين عيسى - يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في محله -.
ابن الكويز
00 -
0 - 826هـ - 000 - 1422م داود بن عبد الرحمن، الرئيس علم الدين بن زين الدين المعروف بابن الكويز الكركي الأصل والمولد، المصري الدار والوفاة، كاتب السر الشريف بالديار المصرية.
قال الشيخ تقي الدين المقريزي رحمه الله0 كان أبوه من كتاب الكرك
النصارى، يقال له جرجس، فأظهر الإسلام، وتسمى عبد الرحمن، وباشر عدة جهات بالكرك ودمشق والقاهرة، آخرها نظر الدولة. وخدم ابنه داود هذا في الجيزة، ثم لحق بالشام، وباشر نظر جيش طرابلس، واتصل بخدمة شيخ المحمودي هو وأخوه صلاح الدين، فولاه جيش دمشق، وجعل أخاه صلاح الدين خليل في ديوانه، فقبض عليهما في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، وحملا إلى القاهرة على حمارين في أسوأ حال، ثم أفرج عنهما، ففرا إلى دمشق. وما زالا في خدمة شيخ حتى قدم بهما إلى مصر وتسلطن؛ فولي داود هذا نظر الجيش، عوضاً عن الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله، بحكم انتقاله إلى نظر الخاص، عوضاً عن تقي الدين عبد الوهاب بن أبي شاكر، وذلك في يوم السبت ثامن جمادى الأولى سنة ست عشرة وثمانمائة، ثم ولاه ططر كتابة السر عوضاً عن القاضي كمال الدين محمد بن البارزي. واستقر كمال الدين في نظر الجيش عوضه وذلك في يوم الخميس سادس عشرين المحرم سنة أربع وعشرين وثمانمائة.
وكانت تؤثر عنه فضائل منها: أنه ملازم الصلاة، وصيام الأيام البيض من كل شهر، ويتنزه عن القاذورات المحرمة، كالخمر، واللواط، والزنا، ويتصدق كل يوم على الفقراء، إلا أنه كان متعاظماً، صاحب حجاب وأعجاب، مع بعدٍ عن جميع العلوم، وضبطت عليه ألفاظ سخر الناس منها زماناً وهم يتناقلونها.
وكان مهاباً إلى الغاية متمكناً في الدولة، موثوقاً به فيها، بحيث أنه مات ولا أحد أعلى رتبةً منه. وتولى مكانه جمال الدين يوسف بن الصفي الكركي.
فأذكرتني ولايته بعد ابن الكويز هذا، قول أبي القاسم خلف بن فرج الإلبيري المعروف بالشميسر، وقد هلك وزير يهودي لباديس بن حيوس الحميري، صاحب غرناطة من بلاد الأندلس، فاستوزر بعد اليهودي وزيراً نصرانياً، فقال:
كل يوم إلى وراء
…
بدَّلَ البول بالخراء
فزماناً تهودا وزماناً تنصراً
…
وسيصبوا إلى المجوس إذا الشيخ عمَّرا
وقد كان أبو الجمال هذا من نصارى الكرك، وتظاهر بالإسلام في واقعة كانت للنصارى، هو وأبو العلم هذا. وخدم كاتباً عند قاضي الكرك عماد الدين أحمد المقبري. انتهى كلام المقريزي باختصار.
قلت: وذكر الشيخ تقي الدين المقريزي هنا حكاية العرب - لها محل - فإن كلا منهما لا يصلح لهذه الوظيفة العظيمة؛ لبعدهما عن الفضيلة وصناعة الإنشاء وغير ذلك. وقد أوضح الشيخ تقي الدين أمرهما؛ فلا حاجة في ذكر ذلك ثانياً.
وأما تفسير قول الشيخ تقي الدين: وضبطت عليه ألفاظ سخر الناس منها